بحفظ الله ورعايته، بدأ حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الجولة السامية السنوية، تحفه عناية الله، وتحيط به افئدة وقلوب ابنائه على امتداد هذه الارض الطيبة. وعلى امتداد الطريق من بيت البركة الى سيح الشامخات في ولاية بهلا بمحافظة الداخلية حيث اقيم المخيم السلطاني في اولى محطاته- خرج الآلاف من ابناء الوطن،في الولايات التي مر بها جلالته والولايات المحيطة بها، شباناً وشابات، رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، للتعبير عن سعادتهم بمقدم جلالته الميمون، وبتشريف جلالة القائد المفدى لهم في إطار الجولة السامية السنوية.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه ابناء الشعب العماني الوفي، في مختلف المحافظات والولايات، المقدم الميمون لجلالته -حفظه الله ورعاه- لتجديد الولاء والعرفان لباني نهضة عمان الحديثة، وللتعبير عن عمق الامتنان والتقدير لجلالة القائد المفدي الذي اضاء عمان بحكمته، وبنى حاضرها الطيب، ويعد لمستقبلها المشرق بفكره وحبه وبعد نظره، فان مما له دلالة عميقة ان جلالته يسعد، ايما سعادة، بلقاء المواطنين، والاستماع لهم، والحديث اليهم، وتفقد أحوالهم حيث يعيشون، في المدن والحواضر والقري والتجمعات السكنية على امتداد رقعة عمان المترامية.
جدير بالذكر انه بالرغم مما توفره حكومة حضرة صاحب الجلالة من سبل تواصل مع المواطنين، وبالرغم ايضاً مما هو متاح من جسور وخطوط وادوات حديثة، تمكن المواطنين من الاسهام والمشاركة في صنع القرار، وفي توجيه خطط وبرامج التنمية الوطنية، عبر رؤاهم ومشاركتهم وبما يرونه في صالح الوطن في مختلف المجالات، الا ان جلالته -ابقاه الله- يحرص على هذه الجولة السامية؛ لأنها تعني في جانب منها انتقال الدولة الى حيث يقيم المواطن العماني، وذلك في حد ذاته تكريم واهتمام بالغ من جانب جلالته بالمواطن، والأكثر من ذلك انه نموذج ومثال عملي متجدد، وعلى اعلى المستويات، في الاهتمام باحتياجات المواطنين، والتعرف على الطبيعة على واقعهم ومتطلباتهم حياتهم واحتياجاتهم، والاستجابة لها، في إطار إمكانات الدولة وأولويات خطط وبرامج التنمية.
ومع ذلك فانه من المعروف على نطاق واسع ان الجولات السنوية لجلالته، وهى بحق جولات خير ونماء، شهدت دوماً العديد من القرارات والاوامر والتوجيهات السامية باقامة الكثير من المشروعات الخدمية وغير الخدمية، والتي يتم تمويلها من خارج الموازنة العامة للدولة، وهو ما يعني ببساطة غرس المزيد من الثمار اليانعة في مختلف الولايات والمحافظات، وبما يعزز مسيرة التقدم والرخاء في جميع المجالات. يضاف الى ذلك ان توجيهات جلالته بالاهتمام بموضوعات تتصل بحاضر ومستقبل المواطن وحياته اليومية وتنظيم ندوات حولها في خلال الجولة السامية السنوية، من شأنه ان يحشد الطاقات والعقول، على مختلف الاصعدة للوصول الى افضل البدائل وانسب السبل لتحقيق ما هو أفضل للوطن والمواطن. وندوة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي ستقام الاسبوع القادم في رحاب المخيم السلطاني في سيح الشامخات نموذج بالغ الأهمية في هذا المجال.
المصدر جريدة عمان = 16 يناير 2013