عندما أطل قابوس الخير على الشاشة ، عادت قلوبنا الى اجسادنا ..
هكذا أجزم حال اهلنا في عمان ـ ونحن معهم في قطر ـ برؤية السلطان الحكيم قابوس المعظم حفظه الله ورعاه في حله وترحاله ..
فقلوبنا نحن في قطر .. في دوحة تميم .. كانت معلقة تماما كأخوتنا وأحبتنا في عمان ، بانتظار هذه اللحظة التاريخية السعيدة والميمونة ، التي نزلت بردا وسلاما ليس على السلطنة واهلها الطيبين ، بل على الخليج اجمع ، فمكانة قابوس الخير تتخطى حدود عمان العامرة ، وتتجاوز الجغرافيا المرسومة ..
فقابوس روح يسكن الجسد ، ومن يعرف عمان يعرف حكيمها وسلطانها أدامه الله ذخرا للسلطنة وأهلها ، وللأمة جمعاء ، فلطالما استظلت بظلال حكمته ، وقادت حكمته الامة الى بسط امن ورخاء واستقرار ، وشكلت سياسته فتحا ، ومثّل نهجه نبراسا ، واختط بنهجه السامي طريقا للمعالي .. .
قابوس ملحمة عطاء وبناء ..
قابوس مسيرة لم تنقطع من النماء ..
فعندما يذكر قابوس تذكر الحكمة والوفاء .. يذكر الخير الذي انهمر على ارجاء البلاد ..
يذكر الامن والامان الذي انتشر في ربوع عمان ..
زرت عمان مرات عدة ، وفي كل مرة صدقا ازداد شوقا الى هذا البلد واهله ، الذين يأسرونك بالطيبة والكرم والتواضع الجم .. قلوب طاهرة ، بيضاء نقية .. تشعرك انك منهم وهم جزء منك ..
هذا الشعب الكريم ، يستحق هذا القائد العظيم ، الذي استطاع في فترة زمنية قصيرة ان يعيد بناء عمان ، ليس البناء المادي ، والذي قام به ايضا ، نقل من خلاله عمان الخير الى مرحلة متقدمة ، لكن قبل ذلك البناء الانساني والاجتماعي والفكري .. ، ليجعل من المواطن العماني نموذجا في العمل بصمت ، في وحدة تكاملية من اقصى عمان الى اقصاه ..
ارتقى جلالته بالانسان العماني وطموحاته ليكون الوطن اولى الاولويات ، وصدارة الاهتمامات ، والمقدم على كل امر ..
قد يكون من السهل « التغني « بمثل هذه الكلمات ، وترديدها على الشفاه ، لكن ان تترجم على الارض عبر تقديم تضحيات حقيقية من اجل بناء الوطن .. هنا التحدي ، وهو ما اجتازه الانسان العماني بكل اقتدار وجدارة ، بفضل حكمة وحنكة قيادته المتمثلة بجلالة السلطان قابوس الحكيم رعاه الله ، والبسه لباس الصحة والعافية ، وجعله ذخرا لعمان وللامة بأسرها .
السلطان قابوس حفظه الله ورعاه ، لا توجد كلمات توفيه حقه ، ولا اشعار تبرز دوره ، لكن مثل هؤلاء الرجال العظماء يظلون نجوما تتلألأ تقتدي بها الاجيال في مسيرة بناء الاوطان ، والسلطان في مقدمة هؤلاء الرجال العظماء ، الذين سيذكرهم التاريخ بأسطر من نور انهم خير من دخلوه ، وسجّل اسمائهم .. .
فاسعدي يا عمان الخير .. بلد الامن والامان .. واسعد ايها الشعب العماني الطيب والعظيم ، الراسخ الجذور ، بجلالة السلطان قابوس المعظم ، باني عمان ، وحكيم الامة ..
واسترجع هنا ابياتا من الشعر لأحد شعراء عمان الافاضل لا يحضرني اسمه ، التي يقول فيها :
عـمـان الأبية أرض الشمـــم
ومهـــد البطــولات منذ القـدم
لقد فاز مجدك بين الأمم
فعيشي فباسمك يحلو القسم
لنا دمتي حصنا منيعا وذخرا
وللعرب عزا رفيعا وفخرا
وللمارقين وبالا وقهرا
ونارا ستلهب من رام شرا
انني اذ اشارك اليوم بهذه الفرحة التي تعم عمان الخير بإطلالة الاب والاخ والمربي والقائد جلالة السلطان قابوس ، لهو شرف لي ، و وسام على صدري ، وكل الكلمات لا تعبّر عن مكانة هذا القائد ، وتظل كل الكلمات عاجزة عن ايفاء السلطان حقه ، او بمعنى اصح ، جزءا يسيرا مما قام به جلالته من اجل عمان وشعبها ، الذين هم اهلي واحبتي .. .
حفظ الله السلطان قابوس ، وانعم عليه بالصحة ، وألبسه لباس العافية .. وادام على عمان الامن والامان .. وجعلها عامرة بالخيرات وظللها بالمسرات .. وحفظ اهلها الكرام من كل سوء ، ورزقهم من خيرات الارض والسماء ..
جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية