أول مقابلة صحفية للسلطان قابوس المفدى مع صحفي عماني أجراها الأستاذ/ نصر بن محمد الطائي صاحب امتياز جريد الوطن – يوم الخميس 2 من صفر 1391 هـ – جريدة الوطن العمانية في عدد الـ (11) الصادر في 8 أبريل 1971
قائد عمان يقول:
+ يسرني أن أرى كثيرا من المواطنين هبوا للعودة للمشاركة في تقدم هذا الوطن.
+ الحاكم في وقتنا لا يريد أن ينفرد بالسلطة وإنما يريد أن يرى جميع الجهات المسؤولة تتعاون جميعا
+ المشاريع لداخلية عمان بعضها في دور التنفيذ والأخرى قيد الدرس، فالحكومة لجميع السلطنة وليست لبلد واحد بالذات
+ الشريعة الإسلامية هي دستورنا في الأساس
+ في ظفار يجري التخطيط إلى جانب العمل على قدم وساق.
+ على التجار أن يعملوا مافي جهدهم لإنعاش البلاد ومساعدة الضعيف.. ولكن !
+ سيكون لنا تبادل دبلوماسي قريبا وعلاقاتنا مع الدول الند بالند.
+ أقضي يومي كإنسان عامل أتلو القرآن بعد صلاة الفجر وأعمل نهارا ومساءً. وأقرأ المجلات وأسمع الراديو وأنام بعد الحادية عشرة ليلا.
+ لا أريد أن يكون الطالب العماني كالببغاء بل عليه أن يفكر ليضيف إلى عمله من تفكيره الخاص.
نشرت الوطن (الوطن) في عددها الـ (11) الصادر في 8 أبريل 1971 حوارا تاريخيا مع حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله – أجراه المغفور له بإذن الله تعالى، نصر بن محمد الطائي حيث تشرف رحمه الله بإستقبال السلطان المعظم له يوم الـ 30 من مارس 1971 ليكون الحوار هو الأول الذي يجريه جلالته – خفظه الله – مع صحفي عماني.
+ سيدي: لقد مر على توليكم الحكم ما يقارب ثمانية أشهر. هل لنا أن نعرف انطباعاتكم بعد مواجهة المسؤولية من شعبكم. وهل لنا أن نعرف رأيكم في مهام الحاكم ومسؤولياته؟
++ الحقيقة أن انطباعاتي في المدة التي مضت توليت فيها المسؤولية انطباعات طيبة لأنه ولله الحمد رأينا تجاوبا كثيرا من المواطنين ولمسنا منهم شعورا بالمسؤولية نحو بناء وطنهم وكذلك أعتقد أن الكل أصبح يعرف أن هذه الحكومة جادة في العمل وفي نفس الوقت إن هناك لا تزال كثيرا من العقبات التي يجب عليها اجتيازها وأن بناء الوطن لا يمكن أن يكون بين عشية وضحاها. ثم كذلك يسرني أن نرى كثيرا من المواطنين في الخارج هبوا للعودة للمشاركة في تقدم هذا الوطن وبنائه.
في الحقيقة بصورة عامة انطباعاتي طيبة وأرجو أن يستمر العمل والبناء في جو آمن وسلام يسر الله يوفقنا.
مهام الحاكم، الحاكم في الحقيقة هوعلى كل حال خادم من خدام هذا الوطن. لا شك في هذا وعليه أن يعمل جهده في خدمة هذا الوطن والشعب. ومسؤولياته تتبع جميع الأمور، كأن يحث على العمل، مواصلة العمل في القيام بجميع المسؤوليات الملقاة على جميع المسؤولين في حكومته وعلى أن يوجههم التوجيه السليم بعد أن يتأكد من أن الطريقة التي يسلكها ذاتها وأن الرأي هو الرأي السليم. وهذا معناه أحيانا أن يشاور ثم يعود إلى الوراء من التجارب التي مرت به وبهذا يكون رأيا سليما ويرى أن هذا الرأي الذي يعمل به، وهو فوق ذلك يرشد ويوجه ويحث على العمل البناء.
+ وتحدث جلالة القائد عن رؤيته السديدة لمعالم النهضة المباركة من مختلف محاورها والتي كان أولها بناء الدولة العصرية التي تقوم على المؤسسات.
وفي هذا الإطار أوضح جلالته – حفظه الله – أن الحاكم لا يريد ان ينفرد بالسلطة وإنما يرى جميع الجهات المسؤولة تتعاون معه. كما أبرز جلالته اهتمامه السامي بالتنمية في كافة أنحاء السلطنة حيث قال – حفظه الله – إن المشاريع لداخلية عمان بعضها في دور التنفيذ والآخر قيد الدرس فالحكومة لجميع السلطنة وليست لبلد واحد بالذات. وعلى الصعيد الإقتصادي عبر جلالة السلطان المعظم عن رؤيته للدور المنوط بالقطاع الخاص في مسيرة التنمية كما حدد جلالته واجب هذا القطاع المهم في التنمية الإقتصادية موضحا – حفظه الله ورعاه – أنه على التجار أن يعملوا مافي جهدهم لإنعاش البلاد ومساعدة الضعيف. وفيما يخص العلاقات الخارجية للسلطنة حدد جلالته – حفظه الله – النهج الدبلوماسي القائم على تدعيم أواصر الصداقة وعلاقات التعاون القائمة على الإحترام المتبادل حيث قال جلالته: سكون لنا تبادل دبلوماسي قريبا وعلاقاتنا مع الدول الند للند.
+ وكانت (الوطن) أول من نقلت الجانب الإنساني لحياة قائد النهضة المباركة حيث كشف جلالته – حفظه الله – خلال الحوار عن (يومه الذي يقضيه كإنسان عامل يتلو القرآن الكريم بعد صلاة الفجر ويعمل نهارا ومساء) إضافة إلى ( حرص جلالته على متابعة آخر الأخبار والمستجدات). وقد وجه جلالة السلطان المعظم عبر (الوطن) دعوته السامية إلى طلاب العلم لإطلاق العنان للفكر والإبداع وإعمال العقل حيث أوضح جلالته أنه لا يريد أن يكون طالب العلم كالببغاء يردد ما يتلقنه بل عليه أن يفكر ليضيف إلى عمله من تفكيره الخاص.
وحول (الوطن) كأول جريدة أرخت لميلاد الصحافة العمانية
عبر جلالة السلطان المعظم عن غبطته وتقديره لصدور أول صحيفة عمانية.. ورغم إشادة جلالته – حفظه الله – بالذوق الرفيع في التبويب والإخراج إلا أن جلالته فضل الحديث عن خطوة إصدار الصحيفة في حد ذاتها. ففي هذ الإطار قال: – حفظه الله ورعاه – (بكثير من الغبطة والتقديرتلقيت خبر صدور أول صحفية في عمان. ولا أريد أن أتحدث على الذوق الرفيع في تبويبها وإخراجها أكثر مما أتحدث عن هذه المهمة والمجازفة في إصدار جريدة وأنا أعلم علم اليقين متاعب هذه المهنة ومشاكلها وأبعادها. فالصحافة مسؤولة عن كل حرف يكتب بها. والصحفي جندي لا ينام الليل والنهار من أجل مهنته. ومن اعتنق الصحافة طريقا اعتنق التوجيه وتدوير الرأي العام وأفراح الناس قبل نفسه).