الخيار السياسي أفضل السبل لمواجهة التهديدات الإيرانية.
حان الوقت لمجلس التعاون الدخول في التفاصيل برؤية دقيقة.
نتعامل مع علاقاتنا الدولية مع من يبدي حسن النية ولا يتدخل في شؤوننا الداخلية.
ليس لدينا ما نهدره في مشروعات وجاهة.
في عام 1983 م قام الصحفي أحمد الجار الله ممثلا لصحيفة السياسة الكويتية بزيارة إلى جلالة السلطان قابوس بهدف إجراء لقاء صحفي مطول مع جلالته الذي تحدث فيه عن رؤيته السياسية للمنطقة، و الأحداث الحرجة التي كانت تحيط بدول المنطقة وعمان خاصة، وإليكم تفاصيل هذا اللقاء منذ البداية:
أحمد الجار الله :
” اللقاء مع السلطان قابوس كان في قصره الذي هو مكتبه الكائن في منطقة السيب بمسقط، ويبعد عن العاصمة إذا لم تخن الذاكرة 30 كيلو مترا.. القصر محاط بحديقة تجمع فيها الكثير من أنواع الطيور .. كل شيء هادئ هنا .. القصر ليس من النوع الذي يميزه الهدر المالي .. الذوق وحده هو طابعه .. كل ما حول القصور آدميون يمارسون معك نظاما مفعما بالأخلاقيات .. كل شيئ من حولك يوحي بالبرتوكول المتطور .. هدوء وسكينة .. كل شيئ حولك يوحي بأن داخل هذا المكان الأنيق رجلا يمارس عملا مفتوحا دون تحديد وقت .. قد يبدأ هذا العمل في الساعة العاشرة صباحا .. قد ينتهي في العاشرة مساء .. وقد يستمر طوال الليالي طالما أن هناك واجبات، فإن البرنامج مستمر ..
داخل مكتب جلالة السلطان قابوس تشعر بأن الرئتين تتنفسان بشكل أفضل من المعتاد، فسقف المكتب يرتفع إلى ما يقارب السبعة أمتار إن كان قياس النظر دقيقا .. داحل المكتب طاولة اجتماعات، وعدد من الزوايا .. كل شئ من حولك أنيق ومريح .. تجلس مع جلالة السلطان فتراه يرتدي ملابسه العمانية المختارة بألوان منسقة ..
اللقاء تم في الساعة الخامسة، وأربعين دقيقة، بعد اجتماعات متواصلة عقدها جلالة السلطان قابوس ظننت معها أن الموعد سيؤجل إلى اليوم الثاني .. وأعترف أيضا هنا إنني أيضا خشيت أن يتم اللقاء، والرجل منهك من كثرة العمل ..لكن تصوري لم يكن في محله .. فقد جلسنا في إحدى زوايا المكتب .. نظرت إلى السقف، وكأنه الأفق الذي يعيشه السلطان قابوس ..فوجدته بعد ارتداد بصري إليه نشطا مستعدا للحوار ..
لقد كان لي لقاء مع جلالة السلطان سنة 1970م ، والآن بعد ثلاثة عشر عاما أجد نفسي أذنا صاغية لهذا الرجل كما قلت .. أنيق، وصحته جيدة، ويجلس بهدوء ،، من عيونه تشعر إنه لا يريد أن يقول لك إلا ما لديه فعلا “.
+ أحمد الجار الله : جلالة السلطان من متابعتي للتصريحات الرسمية أدركت أنك تشك في جدية التهديدات الإيرانية بإقفال مضيق هرمز ، على أي أساس بنيت هذه الشكوك ؟
++ جلالته : مضيق هرمز ممر مائي دولي .. العبور منه هو عبور للملاحة الدولية، وهذا العبور ليس مقصورا فقط على الجانب النفطي، بل هو عبور لتجارة دول عديدة في العالم في العالم ، إيران تدرك ذلك، وإذا كانت لا تدرك فآمل أن تكون أدركت .. إيران لن تعمد إلى إقفال هذا الممر، وآمل إذا كانت تنوي ذلك أن لا تفعل، ففي تقديرنا أن إغلاق المضيق له محاذيركثيرة لا تمس الجانب الأقليمي فقط، بل له محاذير تطال الجوانب العالمية الأخرى .. إنني أشك أن تغلق إيران مضيق هرمز، فهذا رأيي ولعله الصواب .
+ أحمد الجار الله : جلالة السلطان لنفترض أن إيران أغلقت المضيق، ما الذي علينا أن نفعله ؟ ( هنا ابتسم السلطان قابوس، بل ضحك، والهدوء يعايشه .. حتى أطرافه لم تتحرك .. كان هادئا تماما، لكنه تطلع إلى سقف مكتبه ، لعله يستشف من أفقه ).
++ جلالته: بالطبع حين يقفل المضيق السؤال يصبح هكذا: كيف ستكون طبيعة هذا الإقفال؟ هل سيتم بتلغيم الممر؟ هل يمنع السفن من العبور؟ وكيف ستكون إذا ما حدث ذلك ؟ أنني بالطبع أحبذ حل هذا الموضوع من قبل دول مجلس التعاون بالطرق السياسية ولا بد من مشاورات مسبقة .. لنكن واقعيين .. نحن لا نملك القدرة العسكرية لمجابهة الطرف الآخر، ثم أن إقفال الممر ليس شأنا إقليميا ضرره محصور لدول المجلس التعاون .. هناك دول أخرى ستصاب بالضرر من إقفال المضيق .. الخيار السياسي في نظري هو الأهم الذي يجب أن نركّز عليه في حالة إقفال المضيق .. الخيار السياسي قبل الخيار العسكري .. وعندما أقول الخيار السياسي، فإنني أعني الخيار المتضمن للبت السريع ، إذ أن حدثا مثل هذا لا يجب الإطالة في البحث عن حلول له .. وإن شاء الله لن يحدث هذا.
+ أحمد الجار الله: جلالة السلطان هل تعتقد أن القوة العسكرية لدول مجلس التعاون كافية لتأمين أمن الخليج؟ (كما قلت السلطان يتحدث بهدوء ولهجة عمانية يختار عباراتها بدقة قال : سأجاوب بطريقة عمانية ، قالها وهو يطلق ضحكة هادئة وبريق عيونه تعكس أن لا شيئ في داخله يختلف عما يقوله) .
++ جلالته: جيد أن تكون هناك مناورات عسكرية بين جيوش دول المنطقة ..هذه المناورة جاءت متأخرة، ولكنها جيدة، فهي الطريق إلى تنسيق عسكري يربط جيوش المنطقة ، يعرفون بعضا، ويعايشون سلاح بعض.. جيد أن تتم هذه المناورة ولكن بصراحة عمانية لا تعني بأننا الآن نملك جيشا قادرا على تأمين أمن منطقة الخليج ..هناك من يعتقد أن امتلاك السلاح المتقدم يمكن أن يكون له شأن عظيم في هذه المسألة .. إن ذلك لا يكفي بدون دراية استخدام هذا السلاح المتطور .. فالذين يعرفون استخدام السلاح المتطور جيدا هم من صنعوه .. جيد أن يكون لدينا سلاح متطور لكن لنتقن استخدامه أولا .. المناورة العسكرية لدول مجلس التعاون جيدة وتخلق التنسيق المطلوب لكنها كما قلت متأخرة ، ولكنها جيدة في تقديري .. إن تنويع السلاح من مصادر متعددة مفيد، والمهم أن تعرف جيوش دول مجلس التعاون بعضها البعض، وتعرف السلاح المستخدم في كل جيش وفعاليته، وبعد ذلك يمكن أن يقال إن هذه القوة ستكون قادرة على تأمين أمنها ما لم تكن في مواجهة قوة كبرى.
+ أحمد الجار الله: جلالة السلطان، ما هي حدود التسهيلات الأمريكية؟ وهل هذه التسهيلات تنتظر دورا معينا لضمان أمن منطقة الخليج؟
++ جلالته وهو يبتسم: عندما نقول تسهيلات، فإننا نعني ذلك، فنحن لا نلف حول المضمون .. نعم هناك تسهيلات لأمريكا، ولكنها ليست مطلقة في تسهيلات ضمن إطار تنسيقي للجيش العماني دور موجود فيه .. نحن دولة صغيرة، ولنا صداقة مع دولة كبيرة، وعندما عرضت علينا أصول هذه الصداقة بعد ترتيبات معينة لم نتردد من إعلان هذه الترتيبات، ولكنها ترتيبات ضمن إطار مصلحتنا الوطنية .. كما نواجه نحن هنا في عمان ظروف الدول الصغيرة، وتفرض الأوضاع العالمية أن تخلق صداقات مع دول كبرى، وفيما يتعلق باستخدام هذه التسهيلات لتأمين أمن الخليج من جانبنا نقول: إنه إذا ما اقتضت مصالح أمريكا التدخل في أمن الخليج، فإن أحدا لن يمنعها من ضمان أمن الخليج إذا كان ذلك يدخل ضمن مصالحها ومصالح حلفائها بدليل تدخلها الخير في جرينادا بأمريكا اللاتينية .. من استطاع إيقاف أمريكا عندما اقتضت مصالحها التدخل ..بالصراحة العمانية أقول أن هذه التسهيلات موجودة، وهي تسهيلات ليست مطلقة، كما قلت .. لكنها معدة لأي طارئ قد تقتضيه مصالحنا الوطنية، أو مصالح أصدقائنا إذا ما طلبوا ذلك، ونحن دولة صغيرة، ولكننا نعرف كيف نقرر أن تكون مصالحنا الوطنية، ولذا فإن هذه التسهيلات لا تدور في فلك أي تفسيرات أخرى.
+ أحمد الجار الله: جلالة السلطان لماذا تُنتقد سلطنة عمان في موضوع التسهيلات لأمريكا في الوقت التي توجد نفس هذه التسهيلات في دول أخرى؟
++ جلالته : أعرف ما تعني .. كل الدول الصغيرة لها علاقات مصالح مع الدول الكبرى، ونحن ضمن منظور مصالحنا الوطنية اخترنا من هذه الدول من نعتقد أن هناك انسجاما بين فكره السياسي، وبين فكر بلدنا .. نحن لا ننتقد أحدا .. لكننا نسير في خطواتنا وفق مقتضيات مصالحنا الوطنية، وبكل تأكيد ضمن مجريات مصالحنا الوطنية.
+أحمد الجار الله : لماذا الصين وحدها بين مجموعة الدول الاشتراكية التي تتبادل التمثيل الدبلوماسي معكم ؟
++ جلالته: ليست الصين وحدها، فهناك دول أخرى، لكن الصين توقفت عن التدخل في شؤوننا .. لقد جاء هذا التوقف بنصيحة من رجل طواه الثرى وهو جلالة الشاه .. لقد أظهر الصينيون النية الحسنة، وكانوا جادين في ذلك .. العلاقة معهم الآن جيدة، وستكون كذلك مع غيرهم عندما يظهرون نفس المشاعر.
+أحمد الجار الله: جلالة السلطان ماذا لو طلب السوفييت علاقات معكم هل تعتقد أن الوقت مناسب؟
++ جلالته: أعتقد إن بعودة العلاقات الدبلوماسية مع عدن أصبح الوضع أفضل لكننا بالطبع لن نسمح بعودة العلاقات مع أي طرف دولي يتدخل في شؤوننا الداخلية، ومتى ما أثبت هذا الطرف عكس ذلك، فإننا دولة ترغب بأن تكون علاقاتها جيدة مع الجميع.
+ أحمد الجار الله: جلالة السلطان .. بعودة العلاقات الدبلوماسية مع عدن .. هل أنت مطمئن الآن على أن صفحة جديدة قد فتحت، وأنها صفحة مفعمة بالثقة؟
++ جلالته : نحن في عمان ما إن تظهر حسن النوايا حتى نغلق صفحة الماضي .. نحن شعب سريع التقبل، وأعتقد أن الوضع مطمئن، وندعو الله التوفيق.
+ أحمد الجار الله: جلالتكم .. هل تعتقد أن الصورة الحالية لمجلس التعاون صورة مرضية؟ أم أنك كنت تريدها لشكل آخر؟
++ جلالته: لقد أبرزت سنوات التعاون لدول المجلس الأطر السياسية حتى الآن كإطار عام .. الشكل مرضي، ومقنع، ولكن لندخل إلى جزئيات التعاون بنوع من الرؤية والدقة حتى لا تصطدم مصالح دول المجلس عن طريق تطبيق النظريات دون الدخول في التفاصيل .. قلنا كشكل عام حقق المجلس وبسرعة هدفه، إذ أصبحت له واجهة مهمة .. لكن بالدخول إلى تفاصيل التعاون، وبالطبع سنجد أن هناك مصالحا قد تحتاج إلى أن نعالج ربطها بالهدوء حتى ينجح هذا الربط، ونصل إلى تقبل دائم من شعوب المنطقة للقرارات .. في البداية لم يكن لدي الحماس لكن الآن الحماس أكثر، وفرص التعاون تزداد، ويتبقى علينا أن ندخل إلى مرتبات التعاون بحذر ورؤية حتى لا تخلق مصاعب قد تؤثر على الأطراف الأساسية لمجلس التعاون الخليجي.
+ أحمد الجار الله: جلالة السلطان .. هناك من يقول إن الثورة الفلسطينية قد ضاعت عليها فرص كثيرة، بل أن القضية كلها قد ضاعت عليها فرص من سنة 1983م، فما رأي جلالتكم؟
++ جلالته: نعم الفرص التي ضاعت على القضية الفلسطينية كثيرة لا يحضرني تعدادها من سنة 1983م، لكن لقاء ياسر عرفات، وجلالة الملك حسين كان يمكن أن يؤدي إلى شيء .. بالطبع إسرائيل أيضا لم تخلق الظروف الجيدة، لكن يمكن للثورة الفلسطينية أن تستغل لقاءها مع جلالة الملك حسين قانونيا .. كان يجب أن تعود الضفة الغربية إلى الأردن .. وعربيا كان يمكن صنع شيء، ولكن بعد أن تعود الضفة الغربية إلى الأردن كما هي مقتضيات القانون الدولي، وساعتها سيصبح هناك تشاور عربي.
+ أحمد الجار الله: ما سر استمرارية إيران في حربها مع العراق؟
++ جلالته: الحرب العراقية – الإيرانية لم تفقد الشعب الإيراني شيئا يدفعه للضغط على حكومته، فإيران لديها عمق بشري ضخم علاوة على أنها دخلت الحرب، وهي في حالة تقشف، فالشعب الإيراني لم يفقد مستوى من الرفاهية بسبب استمرارية الحرب، والتي تدفعه بالتالي إلى ممارسة الضغط الداخلي .. إيران كانت في جو تقشفي في الأصل .. علاوة على أنها دخلت الحرب تحت غطاء الدين الذي يجري إيهام الناس بواسطته أن أقرب طريق لديهم إلى الجنة ممارسة القتال .. الناس هناك بواسطة عملية غسيل الدماغ تصبح أداة مطيعة .. لو أن هذه الحرب أفقدت الشعب الإيراني مزايا معينة، فأعتقد أنها ما كانت لتطول إلى هذا الحد.
+ أحمد الجار الله: جلالة السلطان .. مناطق التوتر تزداد .. ما الذي ينتظر هذا العالم؟
++ جلالته: المسألة نسبة، وتناسب، فالتوتر دائم، وموجود منذ عرف الإنسان استخدام السلاح سواء السلاح البدائي، أو وسائل الدمار الحالية .. هذه طبيعة البشر، والفضل في ذلك يرجع لكم، أنتم رجال الأعلام بما فيكم الأجهزة الرسمية .. الذي حصل الآن هو أن الخبر أصبح يصل بسرعة فائقة عكس ما كان عليه الحال في الحقب السابقة، حيث أخبار الحروب بين الدول تصل أحيانا بعد أن تنتهي.
+ أحمد الجار الله: جلالة السلطان .. بعد 13 سنة من الحكم .. هل عمان الآن كما أردتها ؟
++ جلالته: هذه عمان وفق ما أتيح لنا من إمكانيات في نظري ليست هذه الإمكانيات وحدها الكافية .. المهم أن توظف هذه الإمكانيات في مواضعها المناسبة .. نحن نشكر الذين وقفوا معنا من إخواننا .. وقد كان عطاؤهم جزيلا، ويشكرون عليه .. وإذا كانت عمان بصورتها محسوبة كما هي الإمكانيات، فهذه عمان .. أما إذا كانت وفق ما نطمح إليه، فإننا نريد المزيد .. إن ما لدينا نضعه في مكانه المدروس .. فليس لدينا ما هو قابل للهدر .. نحن نقترض من سوق الاقتراض الدولي، لكن هذا الاقتراض يتم وفق أسس محددة .. لا اقتراض بدون مشاريع ذات مردود مجد ومريح، والمشاريع تكون ضمن الخطة العامة للدولة وإلا ننفذ مشاريع وجاهية تدفع الدولة تكاليف فوائدها بلا مردود.
+ أحمد الجار الله : جلالتكم .. الوسط النفطي يتحدث عن اكتشافات بترولية جديدة في عمان .. هل هذه صحيح؟
++ جلالته: نعم هناك اكتشافات جديدة هي بالنسبة لنا مفيدة ، لكنها بالطبع ليست بالحجم الضخم الذي يحدث في دول أخرى .. هنا كلما جاءت موارد جديدة، فإنه يجري إنفاقها وفق دراسة تحرص على المردود الجيد، فليس لدينا إنفاق وجاهي للبهرجة الإعلامية، والدعائية، فكل مواردنا تنفق بشكل جيد.
+ أحمد الجار الله : انتهى الحديث مع جلالة السلطان قابوس، الرجل الذي صنع دولة معزولة أربعين سنة ..صنعها من موارد محدودة .. عندما كان يتحدث كان يرتدي الملابس العمانية .. ألوان ملابسه اختارها بشكل جيد حتى مسبحته كانت رمادية الأحجار يحركها أحيانا، ويتركها أحيانا أخرى على الطاولة المحاذية له .. في الطريق إلى لقاء السلطان قال لي وزير الإعلام العماني: إن برامجه لا تخضع لروتينية محدودة طالما أن هناك عملا فهو موجود .. وفي غرفة الانتظار عندما حان وقت الغداء قال لي وزير الإعلام إن السلطان يرى أن التقيد بوقت الغداء ،ظهرا، معناه أن جانبا كبيرا من يوم العمل سيهدر، ولذا فإنه يفضل الاستمرار في عمله .. لقد خشيت من هذه الملاحظة لأنني خشيت أن يلغي الموعد مع السلطان ليوم آخر خصوصا عندما تأخر اللقاء لبعض الوقت بسبب ارتباط السلطان بفقرة طارئة لم تكن على جدوله اليومي .. انتهى الحديث مع الرجل الذي يظن الذين يعرفونه من صورته إنه إنسان يتسم بالجدية المتناهية .. وقد تخللت الحوار معه روح الابتسامة على مستوى تحترمه وتقدره ..ثم أن الرجل خلال حديثه إليك يضعك أمام الموضوع مباشرة ..ليس لديه أي حذر من أن تصدمك الصراحة .. في نهاية الحديث أصر جلالة السلطان على الوداع حتى باب مكتبه بكل أدب جم، وبكل روح التواضع الحقيقية.