حرص المقام السامي «حفظه الله» على أبناء شعبه الوفي لا يماثله حرصا من زعامات العالم عليهم، بأن يكونوا قريبين منه في السراء والضراء، وهذه عادة جلالته الذي ذهب إلى حواضرهم وبواديهم حاملا آماله وأحلامه في وطن يزدهر أمام ناظريه كل عام. إطلالة المقام السامي البهية على أبناء شعبه يوم أمس في خطاب يحمل الكثير من الاشتياق إليهم، وإلى الوطن بعد غياب دام 4 أشهر تقريبا، أعاد اليهم الروح في تجدد أمل اللقاء به ومواصلة مسيرة العطاء معا قائدا وشعبا، نحو طريق المعالي الذي بناه بالجد والعرق والتحمل والصبر والذي ازهر وطنا يحلم بة كل من فقد وطنه في أُتون الصراعات والاقتتال والإحتراب.
3 نقاط هامة ارتكز الخطاب السامي عليها كان كفيلا لعودة الطمأنينة إلى نفوس أبنائه، وكفيلا أن يقول لهم أنكم في سويداء القلب لم تفارقونني لحظة ما، وإن غبت عنكم قسرا، لكنكم ستبقون تروون اشتياقي إليكم، وتجعلون أيامي أكثر حبا لكم ولعمان التاريخ والجغرافيا.
فإطلالته حملت معاني ودلالات لعل، أولها تهنئة شعبة بمناسبة العيد الوطني الـ 44 المجيد الذي أكد أن الايام المباركة التي على مشارف ذكراها والتأكيد على أن قافلة التنمية مستمرة وفق الثوابت التي أرسى دعائمها، منذ فجر النهضة، تحمل مشاعل أنوارها في عرس وطني تجلى بكل ابعاده ، وهو تأكيد على أن جلالته أبقاه الله متابعا لأحوال وطنه وإن أبعدته الجغرافيا عنه، وعزم على استمرار مسيرة النهضة خلال المرحلة المقبلة التي تنتظر الكثير. و أشارت التهنئة إلى أن الإرادة الإلهية أرادت أن تتزامن هذا العام، وهو خارج الوطن العزيز للأسباب التي تعلمونها، والتأكيد على أن النتائج الطبية تأتي أكلها والتي تحتاج إلى المزيد من المتابعة حسب البرنامج المعد. الأمر الثاني تقدير جلال السلطان المعظم وامتنانه لأبناء شعبه الذين قلقوا على حالته الصحية وأبدو مشاعر صادقة جياشة نحوه ودعوات مخلصة صادقة له بالشفاء العاجل، وأن يعيده الله لهم وهو يرفل بثوب الصحة والعافية، والذي استدعى أن يكون الجميع من أبنائه على اطلاع بحالته التي أخذت ولله الحمد والمنه في التحسن إلى الأفضل.
والثالث تحية خاصة من جلالته للقوات المسحلة الباسلة بجميع قطاعاتها في ثغور الوطن على دورها الوطني الجليل، الذي يلقى من جلالته كل التقدير على الدوام، مؤكدا جلالة السلطان المعظم حفظه الله على سعيه المستمر بمدها بكل ما هو ضروري من المعدات للقيام بأداء واجباتها ورسالتها النبيلة في حماية تراب هذا الوطن والذود عن مكتسباته. وبعد الخطاب تنوعت المشاعر الجياشة التي اختمرت بها نفوس المواطنين في كل ثغور عمان شيبا وشبابا ونساء وأطفالا معبرة عن حب القائد وهو حب عفوي لا يملكه أي أنسان في نفوس الآخرين، إلا قائدا ملهما كان وراء نهضة عصرية حديثة أرست العدل والأمن والأمان والإستقرار والمساواة بين الجميع، ومد جسور المحبة إلى خارج الحدود. أتت المشاعر كالقصائد نابعة من القلب صادقة من داخل الوطن، ومن خارج الحدود عبرت كلها عن البهجة في حب هذا القائد وتعددت المبادرات من المواطنين المنشغلين أصلا بهاجس أبيهم الذين شعروا أنهم «أيتاما» بدونه وهم يتطلعون إلى أي خبر عنه، يطمئنهم عليه ويتحملون صبرا فوق صبرهم الذي منوا به النفس بأن عودته قريبة. وما أروع تلك المشاعر التي تملكت كل فرد منا في ساعات يوم الأمس، ما أروعها ونحن نغسل وجوهنا بتلك الإطلالة الرائعة، التي سرت في نفوسنا كمجرى الدم في العروق، ونبرات صوت القائد الحكيم التي سكنت مسامعنا منذ نعومة أظفارنا تعود الينا، جياشة قوية واثقة معبرة. بالأمس كان أشبه بعودة الروح إلى أجسادنا، أشبه بخيوط الشمس التي تسللت لتبدد الظلام، وهطول المزن إلى صحاري الجفاف واخضرار السهول بعد الجدب، لقد ترقب الشعب العماني طيلة الأشهر الماضية ومرت علية اللحظات والسويعات والأيام والأسابيع والأشهر، ليطمئن نفسه بأن قائده ينعم بالصحة والعافية، لقد صبر وتحمل وصارت أيامه أعواما، ولعل الصورة أشبه بالامس القريب، أشبه بيوم المقدم الميمون للقائد في رحلته من صلالة إلى مسقط في صيف 1970م، ليبدأ رحلة بناء الدولة العصرية التي حلم بها وتحققت ووعد شعبه فأوفى فما أشبه اليوم بالبارحة، هي نفس الفرحة وقد تكون أكثر عمقا في نفس كل منا. اليوم تعود عمان إلى انطلاقتها نحو المستقبل بفضل الله تعالى وابنها الذي مّن الله عليه بصحة تعينه على الإستمرار وترسيخ ثوابت الدولة، ولعل المفرح أنه ليس فقط أبناء عمان الذين تملكهم حب القائد، فقد عبر القاصي والداني من أبناء الدول الشقيقة عن هذا الحب، حبا صادقا دون أن يحمل ذرة من المجاملة، لأن الجميع خبر وعرف ابن عمان قائدا حكيما، في وقت انعدمت فيه الحكمة، حبا غرد به بعضهم بالبكاء لمعشوقته عمان كما وصفها، وآخرون رفعوا أعلام عمان في دولتهم تقديرا لقائد عربي قل نظيره، ومثلهم كانت المشاعر تتملكهم، لقائد لم يؤذ أحد ولم يشارك في الحاق الضرر بأي منهم، بل كان رجل سلام عرفه أقطاب العالم وطلبوا منة الحكمة واقروا بقدرته على صنع السلام، فكانت مسقط قبله لذلك السلام المنشود، وهي اليوم تستعد لاستضافة اقطاب الخلاف على ارضها.
فمليار تحية ومليار وردة من ابناء شعبك الذين أخلصوا لك الحب والوفاء، فأرواحهم فداء لك، مليار تحية لقائد لم يجد الزمان بمثله..مليار تحية للذي صدحت الحناجر بحبه، ودمعت العيون من أجلة انتظارا وشوقا له، مليار تحية من كل نفس صادقة لهذا الوطن الذي أنجب عظيما مثله، فلك التحية والوفاء والثناء وامد الله في عمرك أعواما وأعواما، وأزهرت الأرض بإطلالتك.