يبدأ السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان على راس وفد رفيع المستوى زيارة خاصة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، و تستغرق الزيارة نظرا إلى أهميتها وجدول أعمالها المفصل ثلاثة أيام ابتداء من الأحد.
وتأتي هذه الزيارة تعزيزا للعلاقات الثنائية الوثيقة بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية حسب بيان أصدره ديوان البلاط السلطاني.
وقالت تقارير صحافية ايرانية ان قابوس يعد أول زعيم يحل ضيفا على إيران منذ تولي الرئيس حسن روحاني منصبه وبدء الحكومة الحادية عشرة عملها.
وذكرت مصادر مطلعة في السفارة العمانية في طهران أن زيارة قابوس أبعد من كونها زيارة عادية وثنائية، إذ إن سلطنة عمان تسعى لاتخاذ خطوات أكبر في المسار الذي سلكته منذ أعوام كوسيط بين إيران وبعض الدول الغربية.
وفي هذه الاثناء نفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف علمه بوجود رسالة أميركية يحملها سلطان عمان خلال زيارته المقررة اليوم إلى طهران، مؤكدا بان بلاده مستعدة لبحث شتى القضايا ذات الاهتمام المشترك مع سلطنة عمان خلال زيارة السلطان قابوس إلى طهران.
وكانت بعض وسائل الاعلام قد تناقلت خبرا مفاده “ان السلطان قابوس يحمل رسالة اميركية الى طهران”.
وقالت إن السلطان قابوس سوف يلتقي كلا من رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، كجزء من جدول أعماله في زيارته إلى طهران.
ونظرا لتوجهات حكومة الرئيس روحاني في توسيع نطاق تعامل إيران مع كافة دول المنطقة والعالم، فإن سلطان عمان سوف يسعى خلال هذه الزيارة للاستفادة من الفرصة التي أتاحتها الحكومة الإيرانية الجديدة لاتخاذ خطوات أكبر على طريق الوساطة بين طهران وبعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
ومهد السلطان قابوس من خلال وساطته بين طهران وعواصم أوروبية مرارا الأرضية لإطلاق سراح عدد من المواطنين المعتقلين للطرفين خلال الأعوام الأخيرة.
وقام السلطان قابوس خلال السنوات الاخيرة بالوساطة بين طهران والعواصم الاوروبية لاطلاق سراح مواطنين معتقلين من الجانبين حيث كان النجاح حليفه في هذا المجال ايضا.
وتمثلت ذروة عمله كوسيط بين ايران و الغرب، في موضوع اطلاق سراح ثلاثة اميركيين اعتقلوا في ايران لدخولهم غير الشرعي للبلاد حيث تم نقلهم الى مسقط بطائرة عمانية خاصة قبل أن يعودوا الى الولايات المتحدة.
الوساطة العمانية أسفرت أيضاً عن قيام الولايات المتحدة العام الماضي باطلاق سراح الاستاذ الجامعي الايراني مجتبى عطاردي الذي كان يقبع في السجون الاميركية وكذلك اطلاق سراح السفير الايراني السابق في لندن نصر الله تاجيك الذي كان مسجونا في بريطانيا والافراج عن الايرانية شهرزاد ميرقلي خان (المسجونة باميركا).
وفي الوقت الراهن تكرس الدول الغربية جل مساعيها لممارسة الضغط على ايران لوقف برنامجها النووي لكن محاولاتها هذه لم تتكلل بالنجاج ومن جهة اخرى فان التيار الذي جاء الى السلطة في ايران بعيد الانتخابات الرئاسية الاخيرة، يرغب في التوصل الى اتفاق مع المجتمع الدولي لانهاء العقوبات والحظر المفروض على البلاد.
يضاف ان دول المنطقة تشعر بقلق شديد حيال تزايد وتيرة التوتر بين ايران والغرب بشان الموضوع النووي واحتمال نشوب حرب اخرى.
في هذه الاثناء، يعرف الرئيس الجديد حسن روحاني الذي تولى مهامه رئيسا للجمهورية الايرانية، دور الوساطة التي قامت بها سلطنة عمان على الصعيدين الاقليمي والدولي، فالرئيس روحاني زار مسقط عدة مرات خلال فترة ترؤسه المجلس الاعلى للامن القومي الايراني عام 2005 واجرى مع السلطان قابوس مباحثات حول العديد من القضايا.
ويقول روحاني بشان هذه المباحثات “ان سلطان عمان زعيم محنك وله خبرة طويلة في قضايا المنطقة والعالم”.
وكانت أول زيارة للسلطان قابوس لإيران قبل اندلاع الثورة الإسلامية في عام 1971 وكانت الزيارة الثانية في عام 2009.