“في البدء كانت الكلمة “..
جملة قرأناها في الكتاب المقدّس، وتوقفنا عند معانيها ودلالاتها كثيرا، لأنّها تبيّن تأثير الكلمة في النفس البشريّة، وفي ديننا الحنيف للكلمة مكانة رفيعة، فقد جاء في سورة “النساء “آية171 يقول تعالى” إنّما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته
ألقاها إلى مريم وروح منه”، وفي الحديث الشريف “الكلمة الطيّبة صدقة”، لكن مع طغيان المادة هيمن علينا إعتقاد بأنّ الكلمة فقدت تأثيرها، وقدرتها على التغيير، ولفت الإنتباه، لكنّني وأنا أتابع وجوه أصدقائي من العمانيين والعرب المقيمين وهم يصغون إلى الكلمة السامية لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه- التي ألقاها صباح اليوم -الأربعاء- الموافق الخامس من يناير، تيّقنت أن الكلمة تظل ّ تحتفظ بألقها، وتأثيرها، على أسماع العامة والنخبة مواطنين وزائرين ومقيمين والأشقاء العرب داخل عُمان وخارجها، والجاليات الأجنبية من دول العالم كافة.
وأكد خطاب جلالته أنّ الكلمة مازالت تمتلك القدرة على تغيير حياة الناس نحو الأفضل، فالكلّ هنا في عُمان – كان يضع سمعه وجوارحه على النطق السامي الذي انهمر كشلال نور ليضيء دروب الحياة، فكأنّهم يعلّقون عيونهم وبصائرهم بحبال غيمة ممطرة، مليئة بالخير،على أرض عطشى، تلك الأرض كانت بمثابة أرواح الناس في عمان وخارجه، والغيمة تلك الكلمة التي روّت القلوب بما حملته من أخبار طيّبة، وبشائر خير، حول صحّة جلالته، وما أن انتهت الكلمة السامية التي بثّها التلفزيون العماني حتى بدأت الرسائل القصيرة تنهال على هاتفي، وتحديدا في “الواتس آب”، وكلّها تحمل رابط الكلمة السامية في اليوتيوب” الذي بلغ عدد المشاهدات نصف مليون مشهادة خلال أقل من سبع ساعات “، وتسجيلات المُرسِلين، والتهاني، ورأيت زملائي في مركز الدراسات والبحوث بمؤسسة عمان يعيدون سماع الخطاب كلّ من هاتفه المحمول، بعيون مليئة بالفرح، والسعادة، والأمل، فعلى يساري جلس الزميل ناصر أبوعون يعمل على تحليل الخطاب السامي، ويستخرج دلالاته ورسائله ومعانيه، في مقال نشرته”أثير الإلكترونية”، أما الصديق الشاعر يونس البوسعيدي فقد ارتجل قصيدة في اللحظات التي كان يستمع فيها إلى الكلمة السامية بعيون دامعة يقول فيها:
رجل وتغلبني دموعي
لمّا ظهرت على الجموع
مولاي ياقلب الضلوع
وكم تحنّ لكم ضلوعي
فيما بعثت الشاعرة تركية البوسعيدي كلمات تعبّر من خلالها عن سعادتها الغامرة، وكذلك فعل الصديق الشاعر خميس المقيمي حيث كتب ” جددت عيد عمان ، يا سيد عمان شوفك دوا قلوب لهجت بالدعا لك ” أمّا الصديق الشاعر عقيل اللواتي فقد كتب:
إطلالة السلطان لحظة حبه
تعني اشتياق الشعب للسلطان
يتمازجان بشوقهم في روعة
عجنت بحب الأرض والإيمان
مقاطع كثيرة، وتهاني عديدة تعبّر عن التحوّل الذي أحدثته تلك الكلمة السامية التي نزلت بكلّ جلالها لتعكس حبّ العمانيين والعرب لجلالته، وتعيد للكلمة قوّة تأثيرها لأنّها خرجت من رجل يظلّ غيمة ممطرة بالحكمة، والبهاء، والعطف، والجلال.