إن عالمنا العربي منقسم بين تحالفات وقوى ظاهرة وخفية، وهذا ما يمكن أن يفسر لنا متغيرات أحداث رحلة الوطن العربي في هذا النفق المظلم الذي صنعه ما سمّي ( الربيع العربي) وما جـره من مصائب وويلات للإنسان، ومثل هذا النفق الظلامي له ما له من قوة جاذبة للكثيرين، وذلك لقصر رؤيتهم وعدم قدرتهم على قراءة معطيات وإرهاصات اﻷحداث بشكل واضح، فالسياسي يتسابق لنيل وجاهة التقدم في سجل الداعمين دمويا ﻷحد الطرفين، دن التفكر بإمكانية العقل لحل أي خلاف كيفما كان أكثر من قوة السلاح، والمثقف يسقط تحت سياط رغبته وفكرته الشخصية ضاربا بمصلحة الإنسان البسيط عرض الحائط، أما الإنسان البسيط ينافق هذا أو ذاك ليسلم من شره أو يصيب من خيره، إلا من رحم ربي من هذه الفئات.
ونحن كعمانيين نقف ونطل على هذا المشهد الدموي من علِ، سائلين المولى عز وجل أن يصلح شأن المسلمين، وهذه الإطلالة هي من تمنحنا رؤية أكثر وضوحا وأكثر قلقا على العالم والإنسان، إن هذه السيناريوهات المتشابهة حدَّ التطابق في مصر وسوريا والعراق وما تشهده اليمن في الوقت الراهن، هي سيناريوهات مختلفة جغرافيا ومتطابقة في محرك اللعبة، مختلفة في ردة فعلها ومتشابهة في مستوى الرعب والدمار، وبين التشابه والتطابق ثمة أبرياء موتى وأطفال يفقدون حقهم في الحياة ونساء تترمل ومستقبل يوأد .. إلى أين أيها العالم العربي.. ؟!.
وفي حضرة كل هذا الظاهر االسياسي والسعي السلطوي ثمة رجل عظيم يقف في ظلال حكمته وترويه وبصيرته الحق ليبسط ظلال اﻷمن والسلام على أبنائه وأرضه ويسعى سعيا حثيثا كي يوقف هذا الجنون المسيطر على العالم، إنه قائدنا والدنا جلالة السلطان المعظم، وحُقَّ لنا كلنا كعمانيين أن نقف بثبات كلي خلف هذه الحكمة العظيمة التي رزقنا الله إياها حين رزقنا الوالد القائد الذي جعل الإنسانية والسلام أول همه، فكما قاد عمان وانتشلها من الظلمة إلى النور وكما صان كرامة الإنسان واﻷرض إلى أن أصبحت عمان هي مفتاح اﻷبواب المغلقة لكل ما يتعلق بالشأن العربي والعالمي، فجنب بذلك سقوط المنطقة في هاوية سحيقة مظلمة بحكمته وعلاقته الطيبة وثقة اﻷخرين ببعد رؤيته وسمو أهدافه، من يملك هذا الحضور العقلي والإنساني والحنكة السياسية نحن أولى أن يتزايد إيماننا به وأن نأخذه منهاجا نعيش به وطريقا نسلكه، وما أكثر الحاقدين وما أكثر من يغبطنا على هذه النعمة الكبرى، إن ما أثار حفيظة الكلمات لدي قول رجل كريم عبر موقع التواصل الإلكتروني ” تويتر ” وهو يقترح أن يتسيد جلالة السلطان حفظه الله منطقة الخليج ﻷنه الحل الوحيد كي يستتب اﻷمن في المنطقة كلها، وهو القادر على قيادة المنطقة العربية نحو مستقبل أفضل للإنسان، وقد صدق رغم أنه قول نحن والعالم كله يؤمن به من قبل، وهذا الرجل الكريم قد حكّم عقله ونظر بعين واضحة الرؤية، وليت بعض المغردين من إخواننا الخليجين يتخذون تاريخ الأحداث مساحة للتبصر والتأمل ثم الحكم كي لا تأخذهم العزة بالإثم فيصبحوا كمثل من سبق ممن ثارت رغبتهم بالكتابة دون وعي، فكل شيء يدل على الحق، وكل قارئ بسيط قبل الباحث الفاحص للمشهد السياسي يدرك حكمة جلالة السلطان حفظه الله التي تقود إلى السلام والأمن والمحبة بين بني الإنسان.
ما أعظمنا بك أيها الوالد القائد والفرد/اﻷمة ولو كان العالم يفقه ويعقل ويحلم بالسلام والمحبة لجاء إليك كله مشيا على اﻷقدام، وما أعظم الإنسان العماني الذي أثبت للجميع علو شأنه وعظيم إنسانه وكرم أصله، فحين سجلت كل المنظمات الإرهابية احتواء جنسيات مختلفة كان الإنسان العماني متمسكا بالعروة الوثقى وهذا دليل على أنه يملك من العقل ما يكفي ليقرأ ويفهم اﻷحداث، ومن الاتزان الديني ما يكفي كي يفرق بين الحق والباطل، ومن التاريخ ما يكفي ليحافظ ويقاتل ليذود عن كل ذرة رمل من عماننا العظيمة، رافضا صغائر الأشياء قبل كبائرها والتي من شأنها أن تفكك تماسك أي مجتمع كما هو الحال في الأوطان العربية حفظها الله، وهذا هو شأننا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أثير – موسى الفرعي
مارس 27, 2015, 10:14 ص