عظم الله لك الأجر يا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأسأل الله أن يحفظك ويمدك بالصحة وطول العمر.. نعم.. لقد حزنت على المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد ال بوسعيدي، رحمه الله، سلطان عُمان فموته أحزننا معك.. فهو الحاكم الذي أبكى شعبه فرحاً يوم توليه لسدة الحكم وصنع السلطنة بعمل جبّار دؤوب وجعلها البلاد السعيدة وهو ذاته أبكى شعبه حزناً يوم رحيله.. أعز شعبه وكانوا حصنه وكانوا هم الملوك والرؤساء والسلاطين الذين شيعوه لمثواه الأخير فلم ينتظر أحدا من رؤساء العالم ليأتي ويشارك في التشييع، وإكرام الميت دفنه فنادوا على السلطان الجديد واكتفى بشعبه الذي شيعه. حزن كبير لسلطان كبير المقام فهو من أسرة الأقدم والأعرق بتاريخها في الحكم، ونقل السلطنة من حال إلى أفضل حال، وغلب على قراراته السياسية الحياد والهدوء والابتعاد عن الفوضى، ولكن مواقفه الرجولية والبطولية مع الكويت لا ننساها ولن ننساها، ففتح لنا عينه وقلبه لنسكن قبل سلطنته، وشارك رجال جيشه في تحريرالكويت بكل شجاعة وبطولة.. ان الحزن على رحيله، رحمه الله، بدأ بجنوب الخليج وخيّم على الخليج ليصل لنا شمال الخليج بل على العالم العربي والإسلامي. الشعب العُماني راق وذو خلق جم يلزمك أن تحترمه من طباعه وثقافته وكرمه في الضيافة وأسأل الله المغفرة والرحمة لسلطان عُمان والتوفيق والسداد للسلطان هيثم بن طارق بن سعيد.. فخير خلف لخير سلف..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبدالله علي القبندي
https://alqabas.com/article/5742315