إن الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لدولة الكويت الشقيقة ولقاءه بأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت والمسؤولين الكويتيين، لتؤكد على عمق الترابط الذي يميز العلاقة القائمة بين السلطنة ودولة الكويت الشقيقة وقيادتيهما، وتعبر عن متانة هذه العلاقات وتؤكد مدى الحرص الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم لتقوية وتعزيز أواصر علاقات السلطنة مع شقيقاتها في مجلس التعاون. ومن حسن الطالع أن توجهات جلالته في هذا الشأن تجد تجاوبًا مخلصًا من لدن إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، الأمر الذي يوفر كل الإمكانات ويوظف كل المناخات الممكنة لجعل هذه العلاقة الفريدة تواصل سيرها المرسوم لها، وفي إطارها ومحيطها الحيوي منذ قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل خاص، تحدوهم الطموحات والآمال في جعل منطقة الخليج من أجمل بقاع العالم وأكثرها رخاء واستقرارًا وأمنًا ورفاهية، بهممهم العالية وحكمتهم المستنيرة ورؤيتهم المتبصرة تذوب كل المعوقات، وتتهادى على نكران الذات والتفاني في خدمة المنطقة العربية لا سيما منطقة الخليج والمواطن الخليجي من قبل القادة ـ حفظهم الله ورعاهم ـ.
لقد ضربت دول مجلس التعاون أروع الأمثلة سواء على صعيد عمرها منذ قيام المجلس أو على صعيد العلاقات التي تربط بين دولها، ولعل ما يدلل على ذلك الخطوات التي قطعت الدول الأعضاء نحو التكامل الاقتصادي ووحدة الصف والموقف المشترك، وتقاسم المستجدات والتنادي لتذليلها والتنسيق والاتفاق على رأي موحد، ومن بين تلك الخطوات تنقل المواطنين الخليجيين بالبطاقة ومعاملة المواطن الخليجي معاملة المواطن في بلده من حيث الوظائف وتملك العقارات وغيرها، إلى جانب قيام الاتحاد الجمركي الذي ينظر إليه على أنه إحدى الدعامات التي ستعزز العلاقات وتقوي وشائج القربى وتزيد المجلس تعاونًا وتآلفًا، حيث تكمن أهميته في إعطاء المجلس القدرة على التفاوض مع التكتلات الاقتصادية كالاتحاد الأوروبي وغيره من التكتلات، بالإضافة إلى أهميته كداعم للسوق الخليجية المشتركة التي انطلقت في بداية عام 2008م، فضلاً عن ما تمخضت عنه القمة الخليجية الثلاثون التي استضافتها الكويت في الرابع عشر والخامس عشر من هذا الشهر من إطلاق المرحلة الأولى من الربط الكهربائي وإعداد الدراسات لإنشاء خط السكة الحديد وإنشاء قوة للتدخل السريع وغيرها من المشاريع التي ـ بلا شك ـ ستعود بالخير العميم على أبناء دول المجلس، وستعمل على تنشيط الحركة التنموية والتواصل وسهولة التنقل.
إن لقاء جلالة السلطان المعظم ومحادثاته مع أخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة، وكذلك لقاءات جلالته بالمسؤولين الكويتيين خلال زيارته الخاصة ستتيح ولا شك مجالات أكثر رحابة لمزيد من التعاون والتشاور حول كل ما يخص العلاقات الثنائية المتينة والراسخة بشكل خاص وما يتصل بالشأن الخليجي وكذلك الشأن العربي بشكل عام، وستمتِّن من المرتكزات والقواعد التي قامت عليها علاقات البلدين الشقيقين وكذلك ستسهم في ترسيخ أركان مجلس التعاون .. إنها بحق لقاءات تعاون ومحبة تتحدث عن نفسها.. وفق الله حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وإخوانه أصحاب الجلالة والسمو ، وكتب على أيديهم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار لشعوبهم وشعوب المنطقة كافة.
————
كتب:
جريدة الوطن
29 من ديسمبر 2009 م العدد (9646)