مسقط – 22 – 7 (كونا) — تحتفل سلطنة عمان غدا السبت بذكرى يوم النهضة التي قادها السلطان قابوس بن سعيد في 23 يوليو 1970 وهي حقبة جديدة من رحلة دولة حققت مستوى عاليا من التكوين الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وتأتي هذه الذكرى في الوقت الذي يحظى المواطن العماني باهتمام عميق من جانب السلطان قابوس باعتباره عنصرا مهما في كل خطط وجهود التنمية الوطنية وما تحقق على امتداد الأراضي العمانية من منجزات وما تشهده السلطنة من نمو وتقدم ملموس في كل المجالات على امتداد السنوات الماضية.
فقد سجل الاقتصاد العماني قدرة ملموسة على الحد من آثار الازمة المالية العالمية بفضل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة حيث كان من نتيجة ذلك ان حافظ الطلب المحلي على معدلات نموه الايجابية في عام 2010 .
وعلى الرغم من أن المؤشرات كشفت عن تباطؤ في النمو الا أنه ظل ايجابيا فقد سجلت العمالة في القطاع الخاص معدل نمو عال وصل الى 6ر18 بالمئة في المتوسط سنويا خلال عام 2010 .
وفي مجال التجارة والصناعة فان وزارة التجارة والصناعة تسعى الى تهيئة قطاع خاص يساهم في تنمية الاقتصاد العماني من خلال توفير البيئة المؤاتية لذلك حيث تعمل الوزارة على تحقيق التنويع الاقتصادي من خلال تطوير قطاعات التجارة والصناعة والمعادن وتنمية الصادرات غير النفطية والاستغلال الأمثل لموارد البلاد التعدينية وغيرها من الموارد الطبيعية.
أما على الصعيد التربوي والتعليمي فقد حظي التعليم منذ فجر النهضة بالاهتمام من قبل باني عمان السلطان قابوس بن سعيد وتجلى ذلك من خلال تأكيده على أن التعليم هو الهدف الأسمى الذي تسخر له كل الجهود لافساح المجال لابناءه للتزود بالعلم وهو المنطلق الذي رفد كافة خطط التطوير منذ بدايات النهضة.
وسارت وزارة التربية والتعليم على هذه الخطى فحرصت على ايجاد تعليم حديث لا يفقد أصالته ويأخذ بمتطلبات عصر الثقافة والمعلومات عبر تطبيق نظام التعليم الأساسي جنبا الى جنب مع نشر التعليم وتجويده والاهتمام بمختلف شرائحه.
وفي مجال التنمية الاجتماعية بالبلاد فان برامج تحسين أحوال أسر الضمان الاجتماعي وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم من النواحي الاجتماعية كان من اولى اهتمام الحكومة في هذا القطاع المهم.
وفي المجال البيئي تسعى السلطنة لادخال الاعتبارات البيئية في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ لمشروعات الدولة الانمائية حيث نجحت هذه الاستراتيجية في تحقيق العديد من الانجازات على مستوى العمل البيئي داخل السلطنة والتي تمثلت في خضوع المنشآت والمصانع للقوانين المنظمة لحماية البيئة وصون الموارد الطبيعية والحياة الفطرية حيث أصبحت متطلبات الحفاظ على البيئة ركنا أساسيا من أركان التنمية.
اما في مجال الاسكان والمياه فقد شهدت نقلة نوعية في مستوى الخدمات التي تقدمها وزارة الاسكان والكهرباء والمياه في اطار تسهيل وتبسيط الاجراءات الى المواطن بسهولة.
وعلى المستوى الصحي استطاعت السلطنة أن تحقق انجازات كبيرة وهامة على صعيد التنمية الصحية منذ السنوات الأولى لعصر النهضة والتي تسارعت وتيرتها ابان العقد الأخير من القرن الماضي والسنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين.
وفي الوقت الحاضر وصل عدد المستشفيات في السلطنة الى 60 مستشفى منها 49 مستشفى تابعا لوزارة الصحة كما بلغ عدد أسرة هذه المستشفيات جميعها 5370 سريرا.
وفي الوقت الحالي وصلت جملة مؤسسات الرعاية الصحية الأولية الحكومية في السلطنة الى 184 مركزا صحيا وعيادة ومستوصفا طبيا منها 148 تديرها وزارة الصحة وتشمل 67 مركزا صحيا بأسرة و62 مركزا صحيا بدون أسرة و 19 مجمعا صحيا.
أما في المجال الدفاعي فتضطلع وزارة الدفاع بتنفيذ السياسة الدفاعية لقوات السلطان المسلحة منطلقة في ذلك من الفكر المستنير وتوجيهات السلطان قابوس بن سعيد القائد الاعلى للقوات المسلحة من خلال ابرام عدد من اتفاقيات تحديث الاجهزة والمعدات وعقد صفقات التسليح وفق خطط مدروسة وتخطيط واع يفي باحتياجات قوات السلطان المسلحة وبما يمكنها من اداء دورها في مسيرة التنمية الشاملة بالبلاد.
وبموازاة الاهتمام بالعمل الداخلي فقد حرصت السلطنة بقيادة السلطان قابوس وتوجيهاته المباشرة في كثير من الاحيان على بناء علاقات خارجية مثلت العقل والوعي لمتطلبات العصر فحرصت السلطنة على تنمية علاقاتها مع شقيقاتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومع الدول العربية الاخرى في جامعة الدول العربية.
كما انجزت نموذجا متميزا في علاقاتها الاقليمية والدولية اتسمت بالثبات والاستقرار ومواكبة استحقاقات الوضع الدولي دون المساس بالثوابت الوطنية.