تحتفل سلطنة عمان في الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام 2010 بالعيد الوطني الاربعين لنهضتها الحديثة، وتأتي هذه المناسبة وكل مواطن عماني يشعر بالاعتزاز والفخر للمنجزات التي تمت في زمن قياسي لفت أنظار العالم اجمع بكافة هيئاته. وقد سجلت جهات دولية ملاحظاتها الايجابية نحو تميز النهضة العمانية، وحجم الإنجاز الذي تحقق على أرض سلطنة عمان.
كانت نقطة التحول التاريخية في عام 1970، حين تولى السلطان قابوس بن سعيد زمام الأمور في السلطنة، فمنذ انطلاقة التنمية كان لديه رؤية ثاقبة وواضحة المعالم للبرامج الكفيلة بتحقيق الرخاء والتقدم لشعبه وإخراجه من عصر الركود إلى عصر الحداثة والتحديث، حيث قال السلطان قابوس في خطابه الأول: 23 يوليو 1970 أيها الشعب سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل … كان وطننا في الماضي ذا شهرة و قوة وان عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى وسيكون لنا المحل المرموق ..
وفي الوقت الذي انهمك فيه السلطان قابوس على تحقيق هذا الحلم ونقله إلى حيز الواقع المعاش، كان منهمكا أيضا في رسم ملامح سياسة عمان الخارجية في عصر النهضة، واخذ على عاتقه مهمة عقد صلات وثيقة ومتينة مع العلم “العالم ” الخارجي، بدءا بالوسط الخليجي والعربي وانتهاء بالإقليمي والدولي. وهكذا صار الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عيدا وطنيا كل عام يجدد فيه العمانيون اعتزازهم وولاءهم وعرفانهم لباني نهضتهم التي امتدت منجزاتها إلى كل شبر من الأرض العمانية، ولامست حياة كل مواطن عماني، ولبت احتياجاته، وحققت تطلعاته الى حياة كريمة ومستقبل مشرق.
في الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام يقف المواطن العماني شامخا مرفوع الرأس أمام معدلات التنمية التي حققها ضمن خطط خمسية تتواصل وتتطور بثقة واقتدار ضمن رؤية مستقبلية واضحة المعالم. وقد اتسمت هذه النهضة بتفرد في ملامحها ودرجة تسارعها في خطوات لا تحرق المراحل، وإنما تعطي كل مرحلة تنموية وقتها الملائم للانجاز، في سلسلة متواصلة الحلقات، وقد نجحت المسيرة في تخطي كل العقبات التي واجهتها، لأن القيادة الراعية للنهضة كانت واعية بطبيعة كل مرحلة من مراحلها، مع صبر ومثابرة وثقة بالنفس وبرؤية القائد تجاه متطلبات التنمية، وقد كان الرصيد العلمي والأخلاقي والديني لدى السلطان قابوس له الدور الكبير في توسيع مداركه ووعيه بأهمية امتزاج هذه الثقافة بثقافة الأخذ بروح العصر الحديث وأدواته العلمية والتكنولوجية، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في توفير أركان الأمان اللازمة للنهضة الحديثة في عمان من أجل إستمراريتها، حيث استفادت النهضة العمانية من هذا التوازن بين الأصالة والمعاصرة، الذي أسسه السلطان قابوس.