تكسرت كلُّ أساليب البلاغةِ والكلامِ ولم يبقَ سوى أن نقول ( قد عاد أبونا ) هكذا بكلِّ طفولةٍ وبساطة، فأَعظمُ الأشياء تلك التي يَقومُ بها الأَطفالُ ويقولها الأَطفالُ، وأَعظمُ الأشياء تلك التي نفعلها ونقولها بِبساطةٍ وتِلقائيةٍ كاملة، نعم قد عاد أبونا وهو يَحملُ في جيبه كُلَّ هدايا العيدِ وأوقاتِ الفرح التي يَختزلها حضوره، عادَ أبونا ليوزِّعَ على كلِّ واحدٍ منا بهجةً لا يُمكنُ لكلِّالا نزياحاتِ اللغويةِ وأساليبِ الكتابةِ أَنْتَستوعبها.
كلُّ شيءٍ كان منتظراً هنا من لهفةِ الأَطفالِ إلى حِكمةِ الشيوخِ إلى شُموخِ المرأةِ المُغتسلةِ بأصالةِ عُمانيتِها، والأَشجارُ والأَحجارُ وأضواءُ الطرقاتِ وأوكسجينُ الأرضِ، لأنكَ يا سيدي وأبي تَمنحُ كُلَّ هذه الأشياء حقَّ الفرحِ والطمأنينةِ والسلام، نعم هنا تتشكَّل استثنائيةُ حضورك لأَنهُأهمُّ عنصر يَدخلُ في تركيبِ معادلاتِ الحياةِ المطمئنةِ، وكما كانَ غيابُك الوقتيُّ اختباراً حقيقياً للإنسانِ الحقيقيِّ الذي لمْ يَكن مُحتاجاً لاختبارِ الحبِّ هذا فحضورك مِساحةٌ للفرحِ الكبير ورئةٌ لتنفسِ الإحساس بشكل صحي.
اليومَ نَحنُ وكلُّ شبرٍ في هذه الأرضِ بل ومصائرُ أُمةٍ عربيةٍ إسلاميةٍ كَاملةٍ تَرفعُ آياتِ الحمدِ والشُّكر للهِ عزَّ وجل لأَنكَ معنا كما كُنتَ دوماً شامخاً ومُضاءً بما يَسر الله لك من عُمرٍ مُدهشِ التكوينِ، سائلينَ العزيزَ القديرَ أن يَمدَّه أعواماً عديدة كي نَظلَّ بخير وتَظلَّ الطبيعةُ كلُّها بألف خير. قد عاد أبونا وهو كما هو الفارسُ البطلُ الذي حَلمُبه الآباءُ يوماً وشهدناه واقعاً ملموساً، وأَحببناهُأ كثرَ مما يَظنّ الآخرون وأكثر مما نَعتقدهُ نحن، عاد أبونا فارتفع مَنسوبُ الفرحِ وارتفعتْ مُبرراتُ الحياةِ أكثرَ وأصبحَ لكلِّ شيءٍ ألف معنى جماليٍّ، كلُّ شيء هنا الآن يَبوحُ بأسرارِ الحبِّ الأوَّلِ، وكلُّشيءٍ هنا يُدرك أسرارَ هذا الحبِّ.. لماذا وكيف ومتى..؟. لماذا..؟ لأنك التجسيدُ الحيُّ للبطلِ العام لِكلِّ أحلامِ الإِنسانِ والأرض، الإنسانِ الذي يَحلمُ بحاضرٍ أجمل وغدٍ أفضل، والأرضِ التي تَرجو أن تخطو على طينها خطواتُ البشر الطيبين الذين تَشعر بآدميتهم وتَسمعُ جريان الدم في عروقهم، فللأرض قلب يحنو ويبارك وقلب يغضب ويلعن.
كيف..؟ لأنك البطل الأسطوري الذي يسعى دائما للانتصارِ لا الهزيمة، الانتصار بالحبِّ ما وسعه ذلك، وأقول ” البطل الأسطوري” لأنَّ الكثير منك واقعيٌّ والكثيرَ خياليٌّ وعالمنا هذا لا يا سيدي لا يمكن أن يستوعب هذا الكمَّ الهائلَ من المحبةِ في زمن الدم والرصاص، أو الوفاءَ والشيمَ العليا في زمنِ الخيانةِ والغدرِ، أو النبوءةَ والرؤيا في زمن الجهلِ والعمى الكامل، وأما متى ..؟ فمنذ لحظة التكوين الأوَّلِ وحتى الرمق الأخير لكلِّ واحدٍ منا سنظلُّ نحبُّك.
لك ما لك يا سيدنا من محبةٍ ووفاءٍ وإخلاص
ولنا ما لنا يا أبانا من ارتقاءٍ وارتحالٍ نحو الأفضل
لك ما لك يا قائدنا من أرواحٍ وأذهانٍ منذورةٍ فداءً لعينيك
ولنا ما لنا من ضوءِ بصيرتك نَمشي على هَديها حتى نبلغَ المستحيل
لك يا حبيبنا المجدُ والبقاء
ولنا الحياةُ كريمة بك على أرضٍ كريمةٍ بك رحمةً وكرماً من الحيّ القيوم الكريم المتعالي
أثير – موسى الفرعي