لتسقط الأقلام والأوراق، وأتنكر للغات والكلمات جميعها،ويبقى الحبُّ الأبوي الصادق هو الناطق الرسمي باسمنا وباسم الأرض التي أقسم أني أشعر أنها تهتز تحت أقدامي فرحة برؤيتك وسماع صوتك الذي كان نهرا باردا عذبا يجري في شراييني وانا أستمع لخطابك وكلماتك التي جاءت كأجمل هدية عيد يفرح بها طفلٌ، وطوق نجاة وأمان يشعر به رجل ناضج وامرأة في عماننا العظيمة من أقصاها إلى أقصاها، لا وقت للتاريخ ولا للسياسة ولا لأي شيء آخر، إنه الحب الكامل التكوين، فما أكرم حضورك اليوم يا مولاي.
صحيح أني بكيت حين قلت أن الظروف والبرنامج الطبي يستوجب عدم حضورك ومشاركة أبناءك فرحتهم بالعيد الوطني المجيد، إلا أن ملامحك الملكية الأبوية وشموخ التفاتتك وأناقتك تعادل كل أعياد الأرض، وتمسح كل هم يمر بنا.
يا سيدي وحبيبي كنت أشاهدك وأستمع إليك وأقول ها أنت هنا الآن معي، وبدأت سطوةُ الدم تتحرك وتحرك ما كان خامدا من دموع حبسناها كي نهزم بها غيابك المرَّ، إنك انتصارنا وسيفنا على العالم كله، واسمك بيتنا ووسادتنا التي نضجع عليها آمنين متحابين، نحبك لأنك أول رجل لأحلامنا واعذر يا ابتي خوفنا عليك لأنك أهم رجل في حياتنا وتاريخنا.
أعلم جيدا أنك تعرف كم نحبك، ونجهلُ كم نحن نحبك فالإحساس بك يكبر في كل يوم أكثر وأكثر، ولا أملك مقياسا لهذا الحب الذي ينمو كالأشجار في طيب أرضنا وكالأطفال الذين يكبرون ويزدادون جمالا في كل يوم.
كل عام وأنت سيدنا وحبيبنا، وكل عام وعُمان مئذنةٌ عظيمةٌ بهيةٌ مُضاءةٌ بك أيها الملك المعظم في كل آن، نحبك وهذا كل ما في الأمر، ونخاف عليك لأننا لا نملك إلاك في عالمنا البشري هذا، إنك لست قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد فقط، بل الملايين وقد اجتمعت في شخصك، فكلما كنت بخير كان العالم بخير، وإن أصابك عارض اعتلت جميع الأرض.
نعدك أن نحبك ما تسنى لنا من عمر وأن نظل الأوفياء الذين عهدتهم، وأن نذود عن هذا البلد المبارك بكل ما نملك وما لا نملك أيضا فما نقدمه لك ولعمان يتجاوز مفهوم العطاء، نعم سنذود عن عمان بكل ما نملك، وما لا نملكه سنخترعه ونوجده لعيني عُمان وكي ترانا كما تحب أن ترانا.
أعادك الله لنا كما عرفناك وكما رأيناك أيها الأب الرحيم الذي يحنو على أبناءه وينشغل بهم وببيتهم حتى وهو بعيد.
ليسقط كل شيء إذن فها أنت قوي كالريح، ومحب، وعيناك مشغولتان ممتلئتان بنا، وقد رأيتني اليوم ورأيت الملايين مرسومة في صفحة عينيك المضائتين ببريق نبوةٍ وحنين وشوق لا آخر لهما.
فإن شاءت الأقدار أن يكون سيدنا وقائدنا خارج البلاد وعمان تحتفل بعيدها الوطني المجيد كما قال حفظه الله، فعلى كل عماني نبيل وفيِّ أن يعمل ويكون أكثر إخلاصا وتفان، وأن يترجم هذه المحبة المتبادلة بين القائد المفدى والأرض والإنسان إلى تنافس شريف عظيم لتبقى عُمان كما هي دوما في كل يوم تكون أفضل من أي يوم مضى.