عقد سعادة الدكتور عبدالله ابن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي مؤتمرا صحفيا حول ندوة كراسي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم العلمية وإسهاماتها في تنمية المعرفة الإنسانية التي تنظمها وزارة التعليم العالي وجامعة السلطان قابوس خلال الفترة من الأول إلى الثالث من شهر نوفمبر القادم بقاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس.
بدأ سعادة الدكتور المؤتمر بالشكر والثناء على المؤسسات الاعلامية والدور الذي تقوم به في إبراز الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها جميع مؤسسات التعليم العالي.
وأشار سعادته خلال المؤتمر إلى أن الندوة تأتي ضمن جهود وزارة التعليم العالي وجامعة السلطان قابوس للمشاركة في احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الأربعين المجيد من خلال تنظيم ندوة علمية تلقي الضوء على واحد من أهم المشاريع العلمية والثقافية بالسلطنة وخارجها، حيث تعد منظومة الكراسي العلمية التي تحمل اسم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- منارات علمية تضطلع – عبر بوابة العلم – بأدوار في تعريف العالم بالثقافات العربية والإسلامية، وتسليط الجهود البحثية على العديد من القضايا التي تثري ساحة التواصل الثقافي والفكري بين الحضارات مؤسسة بذلك منهجا متفردا للسلطنة في التواصل بين المجتمعات وتعريف الآخر بهذه الثقافة وفق استناد علمي أكاديمي.
وأكد سعادته أن هذه الندوة تأتي تتويجا لجهود من العمل الثقافي والبحثي المتواصل لهذه الكراسي التي بدأ أولها عام 1980م بتأسيس كرسي أستاذية السلطان قابوس للدراسات العربية والإسلامية بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، وليصل عددها اليوم إلى 14 كرسيا علميا تنتشر في دول مختلفة من قارات العالم، وستحقق الندوة أهدافا منها تعريف المجتمع العماني عامة والمنتمين لقطاع التعليم العالي خاصة بهذه الكراسي وأهم الأدوار التي تضطلع بها وهو ما سيمهد إلى بناء تواصل وارتباط مثمر بين هذه الكراسي العلمية والباحث العماني من جهة والمؤسسات الأكاديمية العمانية من جهة أخرى، آملين أن نشهد في الفترات القادمة تأكيدا لهذا التعاون، كما سيشارك الأساتذة المشرفون على هذه الكراسي في فعالية علمية مع بعضهم البعض، ومن المحتم أن يفرز اللقاء نوافذ عمل مشتركة بينهم تخدم الهدف الأساسي من إنشاء الكراسي العلمية، والتفاعل لإنجاز المشاريع البحثية والفعاليات العلمية التي تتم عبر هذه الكراسي خصوصا تلك التي تنتمي إلى نفس الأرضية العلمية على مستوى التخصص، وستعمل الندوة أيضا على تعريف الأساتذة المشرفين على هذه الكراسي بالسلطنة عن قرب وإمكانية التعرف والتواصل مع الكوادر العلمية والثقافية بالسلطنة للدخول في مشاريع بحثية مستقبلية، وهي أهداف في مجملها تنصب لخدمة الأهداف الأساسية لهذه المكرمة العلمية السامية في التعريف بالدور الحضاري الذي تقدمه السلطنة في تنمية المعرفة الإنسانية، والتقريب بين الثقافة العربية والإسلامية والثقافات الأخرى والتلاقي الحضاري بين الشعوب وصولا إلى حوار حضاري بنّاء.
وأضاف سعادته إن الندوة ستناقش على مدى أيامها ثلاثة محاور رئيسية هي: الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية، والعلوم التطبيقية، والموارد البشرية، حيث سيشارك أحد عشر أستاذا أكاديميا في إلقاء أوراق عمل تتصل بهذه المحاور وهم من الأساتذة المنتمين إلى أرقى وأشهر المؤسسات العلمية حول العالم والمشهود لهم دوليا بالكفاءة العلمية، ويتفردون بنتاجاتهم العلمية المؤثرة في إثراء البحث العلمي والمعرفة البشرية، وسيتضمن برنامج الندوة في اليوم الأول جلسة عن الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية تلقى فيها ورقة عمل بعنوان مركز دراسات الإسلام: غرب وجنوب آسيا من القرن الثالث عشر الميلادي إلى الوقت الحاضر: الأمن والموارد والنفوذ يقدمها البروفيسور فرانسيس روبنسون أستاذ زمالة سلطان عمان، بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد، وورقة أخرى بعنوان اللغة العربية في الصين يلقيها البروفيسور شيه زهيرونج (عبدالمجيد) أستاذ كرسي السلطان قابوس لدراسات اللغة العربية بجامعة بكين بجمهورية الصين كما سيلقي البروفيسور موريتس برجر أستاذ كرسي سلطان عمان للدراسات الشرقية من جامعة لايدن بهولندا ورقة بعنوان التسامح قاعدة أم فضيلة. وسيتضمن اليوم الثاني جلسة رئيسية عن الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية والعلوم التطبيقية يلقى خلالها ورقة بعنوان من الدراسات الشرقية السابقة إلى الدراسات المعاصرة: الوضع في استراليا للبروفيسور عبدالله سعيد من جامعة ملبورن باستراليا، وورقة أخرى تلقيها البروفيسورة باربارا ستواسر أستاذة كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية والإسلامية من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية بعنوان الالتزام بالوقت: جوانب إدارة الوقت في الثقافة الإسلامية، وأخرى بعنوان اللغة، ودورها في التواصل بين الثقافات والصراعات للبروفيسور ياسر سليمان من جامعة كامبردج بالمملكة المتحدة وسيختتم اليوم الثاني بورقة عمل بعنوان الاتصالات العمود الفقري لتكنولوجيا المعلومات للدكتور نور م. شيخ من جامعة الهندسة والتكنولوجيا ببكستان.
وأوضح سعادته أن الندوة ستناقش في اليوم الختامي محور العلوم التطبيقية وتنمية الموارد البشرية وستلقى فيه أوراق عمل يقدمها البروفيسور رود شوتينج من جامعة أوتريخت بهولندا بعنوان إدارة المياه في المناطق شبه القاحلة: هل الكوب نصف ممتلئ أم نصف فارغ؟، وسيشارك الدكتور أسد الله العجمي الأستاذ السابق لكرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس للاستزراع الصحراوي بجامعة الخليج بمملكة البحرين بورقة عمل حول إمكانات إنتاج علف الشعير باستخدام نظام الزراعة المائية في دول مجلس التعاون الخليجي اعتمادا ً على مياه الصرف الصحي المعالجة، كما ستتضمن الجلسة ورقة عمل ثالثة بعنوان إلكترونيات أشباه الموصلات ذات الفجوة الحزمية العريضة واستعمالاتها في التطبيقات ذات الطاقة العالية و الحرارة المرتفعة، للدكتور قمر الوهاب من جامعة نيد للهندسة والتكنولوجيا ببكستان، وستختتم الفعاليات بورقة بعنوان وحدة الدراسات العمانية ودورها في إثراء الدراسات الشرقية في عمان للدكتور عليان الجالودي، من جامعة آل البيت بالأردن.
وأشار سعادته إلى أن تنوع التخصصات البحثية للكراسي العلمية يوجد ثراء على مستوى القضايا البحثية التي تخدمها حيث ان ثمانية من هذه الكراسي تختص بالدراسات المتعلقة بالشرق الأوسط والثقافة العربية والإسلامية وذلك في جامعات (طوكيو وبكين وجورج تاون وملبورن وأكسفورد وكمبريدج، وجامعة لايدن بهولندا)، واثنان في تقنية المعلومات التي تم إنشاؤها في كلً من لاهور وكراتشي، ومثلهما لقضايا البيئة في أترخت الهولندية وجامعة الخليج العربي بمملكة البحرين، وآخر في العلاقات الدولية بجامعة هارفارد الأمريكية. وفي ختام المؤتمر ذكر سعادته أن الفعالية ستؤسس لفعاليات أخرى مستقبلا بين مختلف الكراسي العلمية سواء داخل السلطنة أو خارجها تأكيدا لدور السلطنة في بناء منهج متفرد لحوار الحضارات وإثراء التفاعل الثقافي وتأسيس العرى المستدامة من الصداقة والتآزر بين الأمم خدمة للوفاق والسلام العالميين