يحار المرء في تحديد نقاط البدء والنهاية، عند رواية قصص، يجسدها رجال لهم وقع خطى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه.
فهي متداخلة الى حد التكامل، ومتشابكة كلوحة فسيفسائية، في معمار مبهر، يثير الرغبة، في اعادة اكتشافه كل لحظة.
تلك الرغبة التي لازمتني طوال سنوات اقامتي في بلدي عمان الخير سفيرا لبلدي الكويت ولم تفارقني بعد مغادرتي تلك الارض الطيبة.
ففي حضرة صاحب الجلالة وانجازاته، التي تفتح على الدوام فضاءات جديدة للابداع والعطاء ما يأسر الروح، ويبقى صاحبها في حالة توق دائم، للاقتراب من التجربة الى حد التماهي معها.
ومن ملامح شخصية صاحب التجربة العمانية الموغلة في الاصالة والعصرنة هدوءه وحرصه على الاستماع الى محدثه الذي لا يحتاج الى جهد ذهني ليدرك على الفور انه امام قائد متفرد في خصاله الحميدة.
فالتفكير الهادئ، دلالة حكمة، وادب جم، يعينان صاحبهما على اتخاذ القرارات الصائبة، ويتيحان لغة مشتركة، قوامها الشعور بمهابة اللحظة، والثقة المتبادلة بين المتحدثين.
يخرج المرء لدى لقائه شخصية لها ملامح حضرة صاحب الجلالة بقناعة مفادها ان رجاحة العقل وحسن التدبير السر الذي لم يعد سرا في التجربة التي تحولت الى نموذج في الاستقرار والنمو والبناء.
فهو صاحب الرؤية الثاقبة، والرأي السديد، الذي لا يعترف بالمستحيل، وتتضاءل امام نظرته الصعاب.
حيثما حضر صاحب الجلالة بكاريزميته القيادية يفيض الود من ذلك القائد الحقيقي الذي يقف على ارض صلبة وعيونه الى المستقبل.
وبوعي وفطرة وحدس يهبه الله عز وجل لعباده الطيبين التقط العمانيون هذه الخصال وقابلوها بعزيمة ابناء البحر والجبل على البناء والعطاء فاثمر هذا اللقاء عمان القرن الواحد والعشرين، الممتدة جذورها في الارض، وفروعها الى السماء.
وبمقومات ادارته للسلطنة حدد صاحب الجلالة سياسة عمان الخارجية فتحولت الى نهج يثبت صحته يوما بعد يوم.
فالادارة الداخلية الناجحة توسع مجالات الرؤية الخارجية، وتترك لاصحابها المجال الاوسع، للقراءات الواضحة للاحداث، وآليات التطور، التي تحدد معالم المستقبل.
من وحي ملحمة النهضة العمانية الممتدة، والبذل الذي لا تحده الحدود، والافاق المفتوحة امام نجاحات تلد النجاحات، وبشعور من الفخر والاعتزاز والبهجة، وعمق العلاقات الاخوية، نصوغ عبارات الترحيب بضيفنا الكبير متمنين له طيب الاقامة في بلده الثاني الكويت،بين اهله وعشيرته… ويا مرحبا بسلطان الشموخ.
فيصل الحمود المالك الصباح