التنمية البشرية في السلطنة تحتل أولوية كبرى في مسيرة النهضة المباركة، انطلاقا من مبدأ الاهتمام بالانسان العماني باعتباره محرك النهضة وغايتها في ذات الوقت، والتنمية لا بد ان تشمل كل فئات المجتمع بما في ذلك أسر الضمان الاجتماعي، فالأخذ بأيديهم إلى حياة افضل هي غاية من الغايات التي يحرص عليها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ضمن المنهج الذي اختطه منذ بداية عصر النهضة للنهوض بالوطن والمواطن اقتصاديا واجتماعيا، الأمر الذي يجعل للغايات الانسانية مكانا بارزا في اهتمامات جلالته.
من هذا المنطلق تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أمس فأنعم بمكرمتين ساميتين سخيتين للمستفيدين من مظلة الضمان الاجتماعي، الأولى مضاعفة قيمة المعاش الشهري لهؤلاء المستفيدين في ثلاث مناسبات مهمة في حياة كل عماني وهي مناسبات حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وعيد الأضحى، والثانية تقضي بإعفاء المنتفعين من نظام قروض مشروعات موارد الرزق، وبذلك ترفع المكرمة الأولى من دخل أسر الضمان الاجتماعي بمعدل 25% سنويا أي ما يعادل خمسة عشر معاشا في العام بدلا من اثني عشر معاشا، يضاف إلى ذلك مردود المكرمة الثانية التي تزيح الدين عن كاهل هذه الشريحة لتتاح أمامها فرص أفضل للحياة ومشاركة باقي أبناء الوطن فرحتهم بمقدم هذه المناسبات الجليلة بما تحمل من روحانيات وبما تستدعي من روح التكافل الانساني، ومساعدة مستحقي الضمان وذوي الإعاقة على تجاوز سلبيات حياتية فرضتها الظروف وضيق ذات اليد.
وتضاف هاتان المكرمتان إلى سلسلة طويلة من المكرمات والأوامر السامية والتوجيهات من اجل الاهتمام بهذه الشريحة وتوفير فرص العمل وأدوات الكسب وفرص التعليم والرعاية الصحية وتقوم الدولة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية بدورها المشهود في هذا المجال، حيث ترعى هذه الشريحة الاجتماعية في مختلف محافظات ومناطق وولايات السلطنة وتنشئ المراكز التدريبية لأبناء أسر الضمان الاجتماعي، وتوفر ايضا فرص البعثات الدراسية، وتمنحهم أولوية شغل الوظائف المتاحة بالقطاع الخاص. وكان قد صدر في يناير من عام 2008 قرار من مجلس الوزراء يقضي بتعديل المعاشات الشهرية للمنتفعين من الضمان الاجتماعي تماشيا مع الارتفاع الحثيث في الأسعار وتكاليف المعيشة. هذا فضلا عن منحهم أراضي سكنية واستثمارية وإعفاءات من رسوم خدمات عامة.
وبالقطع فقد أدخلت هاتان المكرمتان السرور على أسر الضمان ونحن نقترب من الاحتفال بالعيد الأربعين للنهضة التي شملت ثمارها جميع المواطنين ما أشعرهم بالامتنان لعاهل البلاد المفدى والتأهب للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العزيزة مع باقي جموع أبناء هذا الوطن المعطاء.