مما لاشك فيه ان مسيرات الفرح والتهنئة بعودة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – مكللا بثوب الصحة والعافية، واطلالة جلالته المطمئنة والباعثة على الثقة والراحة لكل ابناء الوطن، وهي المسيرات التي تعم مختلف محافظات وولايات ومدن السلطنة وقراها على امتداد الأيام الاخيرة، وما يصاحبها من مشاعر متدفقة، ومن وسائل تعبير متعددة، تحمل مدى عمق الحب والعرفان والولاء لباني نهضة عمان الحديثة، انما تشكل لوحة عمانية حية وفريدة، مفعمة بالمشاعر الصادقة، ومعبرة ابلغ تعبير، عن مكنون العلاقة الخاصة بين جلالة السلطان المعظم – ابقاه الله – وبين المواطنين على امتداد ارض عمان الطيبة.
واذا كان من حقنا بالطبع ان نعبر عن سعادتنا وفرحتنا بعودة قائدنا وباعث نهضتنا، بعد ان من الله تعالى عليه بالصحة والعافية، فان الفرحة الغامرة، التي يعبر عنها المواطنون والمقيمون ايضا بوسائل عديدة، مباشرة ومتنوعة، لا تعبر فقط عن سمة اصيلة ومميزة لما يربط بين القيادة والمواطنين، على امتداد ارض عمان الطيبة، ولما يحمله المواطن العماني لجلالة القائد المفدى من حب وولاء وامتنان، ولكنها تحمل ايضا دلالات عميقة، خاصة وانها شملت كل شرائح وفئات المجتمع العماني، وكل فئاته العمرية ايضا، بما في ذلك الطلاب والشباب والرجال والنساء، ومن كل الأعمار.
ومع ان جلالته – حفظه الله ورعاه – كان يحرص على متابعة ما يجري على امتداد الارض العمانية، وذلك خلال وجوده في المانيا بحكم مقتضيات البرنامج الطبي الذي تكلل بالنجاح، فان عودة جلالته الى ارض الوطن، وحرص جلالته على المتابعة والاطمئنان، بشكل مباشر ومتواصل، على كل ما يتصل بحياة المواطن العماني وتوفير افضل مستوى معيشة ممكن له في الحاضر والمستقبل، من شأنه ان يعطي دفعة كبيرة للعمل والأداء في مختلف الهيئات والمؤسسات، وفي كل القطاعات، وعلى كافة المستويات ايضا.
ولأن مسؤولية تحقيق المزيد من التقدم والرخاء للوطن والمواطن، لا تقع على عاتق الحكومة فقط، ولكنها مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا ، الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين ايضا، فان اطمئناننا على صحة جلالته، وشكرنا لله عز وجل على ما انعم به على جلالته من صحة وعافية، ينبغي ان نترجمه الى عمل وجهد وعطاء لبلادنا، في كل موقع، واينما كنا في الحكومة والقطاع الخاص، شبابا ورجالا ونساء وفي كل موقع من مواقع العمل والانتاج، لنحقق ما نصبو اليه، مزيدا من المجد والتقدم والرخاء، ولنحافظ في الوقت ذاته على منجزات مسيرة النهضة المباركة، التي يقودها ويوجهها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بحكمة وبعد نظر، وعلى نحو يحافظ دوما على مصالح الوطن داخليا وخارجيا وتحت كل الظروف، وبما يحقق هذه المصالح في الحاضر والمستقبل.
جريد عمان
25 مارس 2015