ندوة كراسي جلالة السلطان قابوس وإسهاماتها في تنمية المعرفة الإنسانية تسدل ستار فعالياتها
أما الورقة الثالثة فتناولت عنوان (اللغة ودورها في التواصل بين الثقافات والصراعات) والتي قدمها الاستاذ الدكتور ياسر سليمان أستاذ كرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية المعاصرة بجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، وجاءت الورقة الرابعة بعنوان (الاتصالات العمود الفقري لتقنية المعلومات) والتي قدمها الاستاذ الدكتور نور شيخ أستاذ كرسي السلطان قابوس لتقنية المعلومات بجامعة الهندسة والتكنولوجيا بلاهور الباكستانية.
وركزت أولى الأوراق التي كانت بعنوان (من الدراسات الشرقية السابقة إلى الدراسات المعاصرة: الحالة الأسترالية) التي قدمها الأستاذ الدكتور عبدالله سعيد استاذ كرسي سلطان عمان للدراسات العربية والاسلامية في جامعة ملبورن بأستراليا، على الدراسات الاسلامية في الغرب، والاهتمام الأوروبي/ الغربي بالاسلام تحدث المحاضر خلالها عن الإطار العام الذي تطورت فيه الدراسات الإسلامية بأستراليا، وقال إن الإسلام كان موجودا في أستراليا قبل وجود المستوطنات الأوروبية فيها، وذلك عن طريق التجار الأندونيسيين، واستيطان بعضهم في أستراليا، ثم زاد عدد المسلمين القادمين إلى أستراليا، وهم يقومون بدور في التنمية الاقتصادية بها.
مشيرا إلى أنه خلال 30-40 السنة الماضية، بدأت تظهر مظاهر عمرانية لهيئات إسلامية، ومساجد، ومدارس ممولة من قبل الحكومة. وتحدث المحاضر عن مراحل تطور الخطاب المناهض للإسلام في أوروبا، وأشار الى أنه قديما كان هناك تفاعل بين المسلمين والمسيحيين في الكثير من الدول، خاصة في زمن الفتوحات الإسلامية، ولم يكن هناك (عدائية) بينهم، ولكن كان هناك قلق من ناحية «العربنة» وغياب الهوية المسيحية، بالذات في المناطق الإسلامية.
كما شرح الاستاذ الدكتور عبدالله سعيد بداية اهتمام الأستراليين بالشرق، وهذا الاهتمام حديث في مجال الدراسات العلمية الإسلامية، فقبل 1960م لم يكن هناك اهتمام كبير بالشرق الأوسط، ولكن منذ الستينات وحتى التسعينات بدأ الاهتمام بالدراسات الإسلامية في استراليا.
كما ركزت الورقة الثانية التي قدمتها الأستاذة الدكتورة باربرا ستواسر أستاذة كرسي السلطان قابوس بن سعيد في الأدب العربي والإسلامي في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة إدارة الوقت في الثقافة الإسلامية» متخذة من الصلوات الخمس في الإسلام مفتاحا رئيسيا لاستكشاف جوانب تنظيم «اليوم» و«الساعة» في التقاليد والعلوم الإسلامية وكيف أعيد تشكيلها في العصر الحديث.
وفي الورقة الثالثة التي قدمها الأستاذ الدكتور ياسر سليمان أستاذ كرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية المعاصرة في جامعة كامبردج بالمملكة المتحدة والتي حملت عنوان «اللغة ودورها في التواصل بين الثقافات والصراع» حاول من خلالها جاهدا أن يقدم نظرية حول دلالات اللغة وفقا للمعاني الرمزية المستقاة من المؤشرات المحيطة باللغة بعيدا عن كونها رموزا مكتوبة فقط، وحاول الباحث أن يستخدم لتدعيم بحثه بأمثلة مكتوبة وبعض الصور رغم أنها جاءت في سياق واحد وهو السياق الفلسطيني الذي قد لا ينطبق كما رأى حضور ناقشوه في أمر اختلاف دلالتها من مكان لآخر.
من جهته قال الاستاذ الدكتور نور شيخ ان كرسي السلطان قابوس لتقنية المعلومات عزز ميدان الاتصالات السلكية واللاسلكية والتعليم موضحا إلى أن الكرسي أنشئ عام 2004 وجاء إنشاؤه استلهاما من فكر جلالة السلطان المعظم واهتمامه بالتعليم العالي، حيث تم إنشاء لجنة للتعليم العالي تواصلت مع مختلف الجامعات وقامت بتأسيس الكراسي.
وأشار إلى عدد من الموضوعات في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية وصلتها من حيث الاتصالات والعلوم الاتصالية التطبيقية وبالمعدات والكهرومغناطيسية والبرمجيات وتطبيقاتها وتشفير القنوات مشيرا الى إنها كلها تتضمنها بحوث الطلاب، حيث ترتبط الجامعة بعدد من الجامعات الأمريكية.
وتحدث عن جامعة الهندسة والتكنولوجيا بلاهور حول عدد مبانيها وأفرعها وعدد الطلبة الدارسين فيها في كافة المساقات العلمية ومعلومات وافية عنها كما ساق معلومات عن قطاع الاتصالات في باكستان، كما تحدث عن شبكات الهواتف النقالة ومشاكل الاتصالات اللاسلكية والحلول الأنسب الممكنة نظريا وعمليا، كما عرض لمختلف التقنيات بدءا من النظام الانبوبي وانتهاء بالنظام الرقمي، مشيرا إلى أهمية الثقة بالقناة من حيث الأمن المعلوماتي حتى يمكن الوثوق بتلك القناة.
الكرسي بجامعة ملبورن يعزز المشروعات البحثية الإسلامية المعاصرة
أولى جلسات اليوم الثاني للندوة كانت بعنوان «من الدراسات الشرقية السابقة الى الدراسات المعاصرة: الحالة الأسترالية» قدمها الأستاذ الدكتور عبدالله سعيد استاذ كرسي سلطان عمان للدراسات العربية والاسلامية في جامعة ملبورن بأستراليا، وركزت المحاضرة على الدراسات الاسلامية في الغرب، والاهتمام الأوروبي/ الغربي بالإسلام.
في البداية تحدث المحاضر عن الإطار العام الذي تطورت فيه الدراسات الإسلامية باستراليا، وقال أن الإسلام كان موجودا في استراليا قبل وجود المستوطنات الأوروبية فيها، وذلك عن طريق التجار الأندونيسيين، واستيطان بعضهم في استراليا، ثم زاد عدد المسلمين القادمين إلى استراليا، وهم يقومون بدور في التنمية الاقتصادية فيها.
وقال: في القرن 20 بدأت السياسة البيضاء في استراليا، وكانت تضع بعض القيود، ولكنها ألغيت الآن، وصار هناك تقبل للثقافات الأخرى، ويشكل المسلمون 2% من اجمالي عدد السكان في استراليا، و36% منهم قد ولدوا فيها (من الذين يشكلون الجيل الأول).
وخلال 30-40 سنة الماضية، بدأنا نرى مظاهر عمرانية لهيئات إسلامية، ومساجد، ومدارس ممولة من قبل الحكومة، وكان ذلك شيئا غريبا من الحكومة الاسترالية.
ثم تحدث المحاضر عن مراحل تطور الخطاب المناهض للإسلام في أوروبا، وأشار إلى أنه قديما كان هناك تفاعل بين المسلمين والمسيحيين في الكثير من الدول، خاصة في زمن الفتوحات الاسلامية، ولم يكن هناك «عدائية» بينهم، ولكن كان هناك قلق من ناحية «العربنة» وغياب الهوية المسيحية، بالذات في المناطق الإسلامية.
والخطاب المناهض للإسلام بدأ من أوروبا، ولكن لم يكن يتمحور حول الهوية المسلمة، لأنهم لم يهتموا حينها بالمسائل العقائدية، فمضت 4 قرون من دون شوائب، لكن في القرن 11 حدث شيئان غيرا الأمور في أوربا، وهي أجندة قادة الكنائس، وتوسيع دور الكنائس لتسيطر أكثر، وتدخلها في الجوانب السياسية، وظهرت الحملات الصليبية في تلك الفترة.
وأيضا في القرن نفسه بدأ البابوات يتحدثون عن عبادة المسلمين لإله غير إله المسيحيين، وطريقة سرد الأحداث بما يناسبهم، مما غير فكر الناس تجاه المسلمين، وبدأنا نرى تهميشا للإسلام والمسلمين.
بعدها شرح الاستاذ الدكتور عبدالله سعيد بداية اهتمام الاستراليين بالشرق، وهذا الاهتمام حديث في مجال الدراسات العلمية الاسلامية، فقبل 1960م لم يكن هناك اهتمام كبير بالشرق الأوسط، ولكن منذ الستينات وحتى التسعينات بدا الاهتمام بالدراسات الاسلامية في استراليا.
وكان هناك اهتمام ايضا بتدريس اللغات الآسيوية، باعتبار ان آسيا يمكن أن تكون سوقا للمنتجات الأسترالية، وبدأت تظهر أقسام وبرامج للدراسات الإسلامية في بعض الجامعات، وساعد على ذلك القرب الجغرافي لقارة استراليا من قارة آسيا.
أما الشرق الأوسط فقد بدأ الاهتمام به بعد ذلك، وبدأ إدخال الدراسات الاسلامية في اقسام بعض الجامعات، وتطورت هذه المبادرات من خلال مبادرات اطلقها مسلمون وغير مسلمين.
وأضاف: في التسعينات بدأ الاهتمام بالإسلام يزداد بسبب حرب الخليج، وقضايا اللاجئين، والارهاب الذي اطلق باسم الاسلام، فكان لابد من فهم الإسلام للتعامل مع الإعلام.
وبعد احداث 11 سبتمبر طلبت الحكومة الاسترالية من القادة المسلمين في البلاد تحديد ما يجب فعله لتحسين أوضاع المسلمين، والتصدي للأطراف المعادية، لأن صورة الاسلام تأثرت كثيرا بعد هذه الأحداث، فكانت الحكومة تحاول إيجاد بيئة حاضنة لجميع الاطراف في المجتمع.
كما تم إطلاق برامج حكومية وغير حكومية للتوعية حول الثقافة الإسلامية، وماهية الاسلام، وكانت الحكومة تحاول تيسير الأمور للطلاب المسلمين القادمين للدراسة في استراليا.
والنقطة الأخيرة التي تحدث فيها المحاضر كانت عن دور كرسي جلالة السلطان في تعزيز الدراسات الاسلامية، فدوره مشابه لقسم الابحاث، حيث ننظر في الكثير من الموضوعات التي تهم المسلمين، ويمول الكثير من المشاريع البحثية الاسلامية المعاصرة، إلى جانب التعامل مع العديد من المؤسسات حول المسائل الإسلامية، كوزارة الخارجية وغيرها لإرساء أواصر التعاون في هذا الإطار. والاشتراك في مناظرات حول الإسلام، وفي حملات التوعية عن الإسلام، وبرامج للجيل الثاني من المسلمين، وهو من البرامج التي تهم المسلمين.
المناقشات
بعدها تم فتح المجال للمناقشات، حيث تساءل أحد المشاركين من دلهي عن التحديات التي تواجه المسلمين في استراليا؟ فأوضح المحاضر أنه بالطبع هناك تحديات تواجههم، ولكن في أوروبا مثلا هناك هستيريا ضد الإسلام، والكثير مما ترونه في فرنسا وبلدان أوروبية أخرى لاوجود له في استراليا، ولكن هذا لا يعني عدم وجود انحياز، فهناك بعض الحالات.
وتساءل أحد الحضور هل تعتبر أحداث 9/11 هي المدخل الوحيد للإسلام؟ فرد عليه بأن الاسلام أوسع بكثير من ذلك، حيث له تاريخ عريق وثقافة وهوية، وهناك خطأ بالنظر إلى الإسلام من منظور أسامة بن لادن.
الإنتهاء من تنقيح معجم العربية- الصينية والتخطيط لترجمة أمهات الكتب العربية
د. تشيه زهيرونج: كرسي جلالة السلطان لدراسة العربية في بكين يفتح باب التعاون مع العالم
الأستاذ الدكتور تشيه زهيرونج هو أستاذ كرسي السلطان قابوس لدراسات اللغة العربية في جامعة بكين بالصين، وأيضا يترأس قسم اللغة العربية في كلية اللغات بجامعة بكين، ويشرف على طلاب الدكتوراه في اللغة العربية، وقد قام بعدة أنشطة منذ توليه رئاسة الكرسي، ومنها بدء برنامج تدريبي للأساتذة الشبان في مجال اللغة العربية في مختلف الجامعات الصينية، وكذلك عقد العديد من الندوات، وإلقاء المحاضرات عن تدريس اللغة العربية.
وأجرت (عمان) معه هذا الحوار أثناء مشاركته في ندوة كراسي جلالة السلطان المعظم العلمية، حيث قدم ورقة عمل في اليوم الأول حول اللغة العربية في الصين، استعرض فيها بداية انتشار اللغة العربية في الصين، والوضع الحالي لها.
كيف بدأ اهتمامكم بدراسة اللغة العربية؟
– أجاب ضاحكا: لم أدرس اللغة العربية باختياري بعد تخرجي من المدرسة، حيث كنت أرغب في دراسة العلوم الطبيعية كالرياضيات، إنما بسبب المجموع التحقت بقسم اللغة العربية في الجامعة، فقررت أنه بما أنني دخلت هذا التخصص فيجب أن أحاول دراسة هذه اللغة، وبدأت أبذل كل جهدي في إتقانها، والتعرف على قواعدها، بالرغم من أنها لغة صعبة، ولم أكن اعرف عنها شيئا سابقا.
هل يمكن أن تقدموا لنا نبذة عن الدور الذي يقوم به كرسي جلالة السلطان لدراسة اللغة العربية في جامعة بكين؟
– الكرسي تم تدشينه عام 2007م، أي قبل 3 أعوام، وبعدها بدأ الكرسي في عمله لتحقيق أهداف إنشائه، والتي تتمثل في تشجيع البحوث العلمية، والمشاركة في تعليم اللغة العربية، وغيرها من الأهداف. وقمنا بأول مشروع علمي وهو إعادة طباعة وتنقيح معجم العربية – الصينية، والذي تم تأليفه قبل 40 عاما، وقد رأى المعجم النور العام الماضي، وقد يكون المعجم الوحيد الذي يرجع إليه الدارسون في مجال اللغة العربية وتعليمها في الصين.
كما قام الكرسي بعقد الندوات العلمية، كتعليم اللغة العربية، والمشاركة في ندوات ثقافية، ونشاطات طلابية، كما بعثنا طلبة صينيين إلى الدول العربية، وأيضا استقبلنا وفودا من جامعة السلطان قابوس وجامعات خليجية، وشارك الكرسي في بعض المؤتمرات الدولية.
ما هي المشاريع الجديدة لكرسي جلالة السلطان؟
– هناك أعمال قادمة مثل معجم الصينية- العربية، وأيضا ترجمة بعض أمهات الكتب العربية مثل تاريخ الطبري، لأن الباحثين الصينيين عندما يقومون بدراسة تاريخ العرب فإنهم يعتمدون على الكتب الغربية، والكتب المترجمة من اللغات الغربية، لذا ينبغي ترجمة أمهات الكتب العربية إلى الصينية، حتى يستطيع العلماء قراءتها.
ماذا أضاف كرسي جلالة السلطان إلى اللغة العربية؟
– الكرسي يفتح بابا للتعاون بين الصين وعمان بصورة خاصة، وأيضا التعاون مع الدول العربية، ودول العالم، كالتعاون مع كراسي جلالة السلطان في مختلف الدول، كما أن الكرسي يقوم ببعض الأبحاث والدراسات.
ما هو في رأيكم سبب اهتمام الأجانب بالدراسات الشرقية واللغة العربية؟
– قبل نصف قرن كانت الحكومة الصينية تهتم أيضا بشؤون القوميات، ومن بينهم المسلمون، فمعرفة ثقافتهم شيء مهم، ومعرفة اللغة العربية وسيلة لتحقيق ذلك.
أما الآن، فمع تطور العلاقات مع الدول العربية في كل المجالات، أصبحت اللغة العربية لغة مهمة في تعزيز هذه اللقاءات، لأن اللغة هي جسر للتواصل، ومرآة للثقافة، فإذا كانت هناك أمتان تودان التواصل، فلابد من قيام إحداهما تعلم لغة الآخرين ومعرفة الثقافة التي تقف خلفها.
وقد تطورت اللغة العربية في الصين خلال السنوات الماضية، ففي الستينات كان هناك قسم واحد للغة العربية في الجامعة، وثم أصبح هناك 7 أقسام في جامعات مختلفة، واستمر هذا الوضع إلى أوائل هذا القرن، فأنشأت الكثير من الجامعات أقساما للغة العربية.
تترأسون حاليا جمعية دراسة وتدريس اللغة العربية، والتي أنشئت في ثمانينات القرن الماضي، فما هو الدور الذي تقوم به الجمعية؟
– هذه الجمعية تهدف إلى تنسيق النشاطات العلمية بين الجامعات، لأن الجمعية تثمن عملية تدريس ودراسة اللغة العربية في الجامعات، وأيضا تهدف إلى تعزيز سبل التعاون بين الصين والدول العربية، وبين الجامعات الصينية والمؤسسات العربية من أجل فتح مجالات التعاون بينهم.
والجمعية تتيح الفرصة لعقد لقاء أو اجتماع بين أقسام اللغة العربية في الجامعات، أي أنها تعمل كرابطة تربط بين وحدات تعليم اللغة العربية.
الصلوات الخمس مدخل لدراسة الوقت في الثقافة الإسلامية
وفي الورقة الثانية التي قدمتها الأستاذة الدكتورة باربرا ستواسر أستاذة كرسي السلطان قابوس بن سعيد في الأدب العربي والإسلامي في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة والتي حملت عنوان «الشواخص: جوانب إدارة الوقت في الثقافة الإسلامية» تحدثت عن أهمية الوقت في الديانات السماوية، والاختلافات التي مرت بها تلك الديانات في تحديد موعد بدء اليوم هل بعد غروب الشمس أم في منتصف الليل. فيما عرجت في مدخلها إلى ذكر نماذج من الأمم القديمة وتعاملها مع الوقت مثل الفراعنة الذين كان يومهم يبدأ فجرا.
واتخذت الباحثة باربرا ستواسر الصلوات الخمس في الإسلام كمفتاح رئيسي لاستكشاف جوانب تنظيم «اليوم» و«الساعة» في التقاليد والعلوم الإسلامية وكيف أعيد تشكيلها في العصر الحديث. وقد تكونت ورقتها من اثني عشر قسما.
ورأت الباحثة أن الوقت بالنسبة للمسلمين بشكل خاص بين الديانات السماوية يعد دعامة أساسية لتفاصيل حياتهم، من حيث أنه داخل بشكل عميق في تنظيم عباداتهم والتي تنظم من وجهة نظرها وفقا للمواقيت السماوية سواء كانت القمرية أو الشمسية. ومن ذلك المنطلق فإن ذلك يعني أن العبادات تتغير أوقاتها بشكل يومي نظرا لتغير حركة الشمس والقمر. فالشمس تحدد أوقات الصلوات اليومية والقمر يقيس الأشهر، وتبعا لظهوره تحدد بدايات الأشهر ومن ثم المناسبات الدينية.
كما عرجت الباحثة خلال ورقتها إلى عام 1972 حينما بدأت محطات الإذاعة تبث الوقت بناء على توقيت جرينتش الذي بات دوليا وبدأ تقسيم اليوم إلى 24 ساعة. إلا أن رؤية الباحثة أن تقسيم اليوم حسب قياسات الشمس والقمر باتت أمرا قديما في ظل وجود قياسات في الوقت الحاضر تقيس الوقت بالثانية وأجزاء الثانية، فيما كان الوقت قديما يقاس باليوم او جزء اليوم دون اهتماما بالتفاصيل الأقل، الأمر الذي أثار أثناء المناقشات بعض الاستغراب من قبل الحضور الذين أكدوا لها بالأدلة أن لدى العمانيين قديما قياسات باستخدام الشمس والقمر دقيقة إلى درجة عميقة جدا تصل إلى الدقيقة الواحدة او جزء منها كما هو الحال في تحديد تقسيم حصص الماء من نظام الفلج، الأمر الذي جعل الباحثة تستدرك بالقول أنها بدأت تعرف على ذلك في خلال أيام وجودها في السلطنة، وأنها بصدد البحث عن مثل تلك التفاصيل.
كما حاولت الباحثة الاقتراب المباشر من مسألة تحديد أوقات الصلاة حسب النص القرآني، ومحاولة الإدلاء برأي في تفسير معنى الصلاة الوسطى استنادا إلى فهم وتحديدا تقسيم الوقت، حسب مختلف الثقافات. والباحثة ترى أن هناك اختلاف أيضا في فهم مواقيت الصلوات الخمس، مستدلة في نفس السياق بأمر اختلاف مواقيت النهار من مكان إلى آخر وأن مسألة الظل وطوله وامتداده والتي انطلقت منها الأحاديث حسب ما ترى لا ينطبق إلا في الجزيرة العربية على اعتبار أن التغيرات الجغرافية لها دخل في تحديد طول الظل وامتداده. كما تحدثت عن اختلاف تلك الرؤية مع ترجمة كتب الفلسفة والطب والرياضيات التي برع فيها المسلمون.
وتصل الباحثة إلى نقطة تؤكد فيها أن العلم وجد لخدمة الديانات وليس العكس، والدليل أن الأمر واضح في الدين الإسلامي خاصة في مسألة معرفة أوقات الصلوات وتحديها الدقيق وكذلك في تقسيم الإرث والبيع والشراء.
كما تحدثت الباحثة عن أبي الريحان البيروني ودوره في خطاب تحديث أوقات الصلاة والعلوم الإسلامية التي تسخر لخدمة الدين. وتصل الباحثة إلى نتيجة أيضا مفادها أن التقويم الإسلامي والذي تجاهله الكثيرون مؤخرا، عبارة عن ركيزة أساسية وحدت العالم الإسلامي المترامي الأطراف، وتكمن الميزة الكبرى لهذا النظام في أنه ليس بحاجة إلى الكثير من الجهد للتعامل معه، فمن خلال اعتماد النظام القمري المطلق يمكن تحديد بدايات ونهايات أشهر السنة الاثني عشر في أي بقعة من بقاع العالم، وذلك عن طريق رؤية الهلال الجديد والذي يشير إلى بداية الشهر الجديد ـ الباحثة هنا لم تتطرق إلى الاختلافات الحاصلة بين الأقطار الإسلامية في تحديد طريقة رؤية الهلال في ظل وجود الحسابات الفلكية الحديثة ـ .
يذكر أن كرسي السلطان قابوس بن سعيد في جامعة جورج تاون بمدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية تأسس في العام 1980 وهو الكرسي الأول الذي ينشأ لسلطان عمان.
اللغة .. وخطوط الدلالة التي لا تنتهي
وفي الورقة الثالثة التي قدمها الأستاذ الدكتور ياسر سليمان أستاذ كرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية المعاصرة في جامعة كامبردج بالمملكة المتحدة التي حملت عنوان «اللغة ودورها في التواصل بين الثقافات والصراع» حاول من خلالها جاهدا أن يقدم نظرية حول دلالات اللغة وفقا للمعاني الرمزية المستقاة من المؤشرات المحيطة باللغة بعيدا عن كونها رموز مكتوبة فقط، وحاول الباحث أن يستخدم لتدعيم بحثه بأمثلة مكتوبة وبعض الصور رغم أنها جاءت في سياق واحد وهو السياق الفلسطيني الذي قد لا ينطبق كما رأى حضور ناقشوه في الأمر على بقية الأماكن.
وأكد الباحث من خلال ورقته على المعاني التي ترتبط باللغة ويمكن كشفها من خلال تفجر الدلالات الحديثة للغة وفقا للسياقات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، مؤكدا أن اللغة مشبعة بالسياسة إلى حد كبير، وأن دلالة الكلمة ليس بما نريد أن نقول بشكل مباشر بل بما تنطوي عليه من دلالات سياسية وغيرها. وفي هذا السياق استشهد الباحث بقصة التصافح بين ياسر عرفات وإسحاق رابين حينما مد عرفات يده لمصافحة رابين ومد الأخير يده لكنه أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى، وما حمله ذلك الفعل من دلالات مغايره عن فعل المصافحة، مؤكدا أنه لا يمكن فصل اللغة عن الأخلاق. وقال الباحث عن عبارة «إن شاء الله» تفهم لدى الغرب أن من يقولها يود التهرب من الفعل المطلوب منه أو من الالتزام به، فيما نستخدمها نحن لأمر آخر.
ثم عرض الباحث العديد من الأمثلة من عبارات مكتوبة في لافتات وما يمكن أن يقرأ منها.
وركز النقاش الذي أعقب الورقة حول مسألة المعنى الماورائي والدلالة النفسية التي ترتبط لدى المتلقي باللغة فمثلا لفظة مثل السفينة قد ترتبط عند سماعها لدى المتلقي الصياد مثلا بطقس من الطقوس لكن دلالتها عند من فقد عائلته في حادث غرق سفينة يختلف على الإطلاق عن المعنى الأول، إلا أن الباحث أكد أن الماورائيات ليست الأساس في فهم اللغة رغم تأثيرها على الدلالة. وحول استخدام اللغة في الميادين السياسية خاصة في استخدام ألفاظ مثل الجهاد والاستشهاد، قال الباحث إن هذا أمر موجود عند الغرب إلا إن الكرسي يحاول أن يصحح المفهوم السائد ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
يذكر إن كرسي السلطان قابوس في جامعة كامبردج قد أنشئ عام 2005 ، والدكتور ياسر سليمان أستاذ الكرسي هو زميل لكلية كنج في كامبردج وزميل جمعية إدنبرة الملكية، كما يرأس قسم دراسات الشرق الأوسط ومدير مركز الوليد للدراسات الإسلامية في جامعة كامبردج.
د. نور شيخ: الكرسي عزز ميدان الاتصالات السلكية واللاسلكية والتعليم
في ورقته (الاتصالات العمود الفقري لتقنية المعلومات) أوضح الأستاذ الدكتور نور شيخ أستاذ كرسي السلطان قابوس لتقنية المعلومات بجامعة الهندسة والتكنولوجيا بمدينة لاهور الباكستانية، أن شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية تقوم بدور في غاية الأهمية في تنمية البلدان، فشبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية هي العمود الفقري لتقنية المعلومات، فهي توفر في الوقت المناسب وبشكل فعال المعلومات المناسبة لجميع مستخدمي الشبكة.
وقال إن كرسي السلطان قابوس لتقنية المعلومات عزز ميدان الاتصالات السلكية واللاسلكية والتعليم بباكستان مشيرا إلى أن الكرسي أنشئ عام 2004 وجاء إنشاؤه استلهاما من فكر جلالة السلطان المعظم واهتمامه بالتعليم العالي، حيث تم إنشاء لجنة للتعليم العالي تواصلت مع مختلف الجامعات وقامت بتأسيس الكراسي، مشيرا إلى وجود أستاذين للكرسي للتعاون على التدريس ومتابعة الدراسات العليا للطلبة الملتحقين في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية.
وأوضح عددا من الموضوعات في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية وصلتها من حيث الاتصالات والعلوم الاتصالية التطبيقية وبالمعدات والكهرومغناطيسية والبرمجيات وتطبيقاتها وتشفير القنوات مشيرا إنها كلها تتضمنها بحوث الطلاب، حيث ترتبط الجامعة بعدد من الجامعات الأمريكية.
وأشار إلى ما تبحث البحوث كتحديد البرمجيات وعمل الحواسيب عبر المعدات الصلبة واستخدام التقنيات البصرية لتحسين الأداء وكذلك استخدام تكنولوجيا المخارج المتعددة وتحسين جودة الخدمات.
وتحدث عن جامعة الهندسة والتكنولوجيا بلاهور حول عدد مبانيها وأفرعها وعدد الطلبة الدارسين فيها في كافة المساقات العلمية ومعلومات وافية عنها كما ساق معلومات عن قطاع الاتصالات في باكستان، كما تحدث عن شبكات الهواتف النقالة ومشاكل الاتصالات اللاسلكية والحلول الأنسب الممكنة نظريا وعمليا، كما عرض لمختلف التقنيات بدءا من النظام الأنبوبي وانتهاء بالنظام الرقمي، مشيرا إلى أهمية الثقة بالقناة من حيث الأمن المعلوماتي حتى يمكن الوثوق بتلك القناة.
وقال: إنه في بداية ال أمر كان الهدف من نظم الاتصالات نقل الإشارات الصوتية عبر الشبكة، إلا أن أنظمة المستقبل تهدف إلى توفير بيانات عالية السرعة متكاملة تتكون من الإشارات السمعية والبصرية من خلال توفير خدمات متكاملة لشبكة الاتصال، حيث تجاوزت كثافة استخدام الهاتف المحمول كثافة الخطوط الأرضية.
وأوضح الدكتور نور شيخ أن من شأن الكفاءة في ترميز وتضمين المعلومات أن يوصل المعلومات المضغوطة إلى نقطة الاتصال بسرعة فائقة، وتوفر قناة لإيصال المعلومات خالية من أي أخطاء إلى الجهات المستهدفة وذلك باستخدام تقنيات الترميز المناسبة، وذلك من خلال الموارد اللازمة من حيث قوة الإشارة وعرض النطاق الترددي والمقدرة على منع التداخل من مصادر غير مرغوب فيها، وتوفر التشخيص السليم للمستخدمين، ومنع المتسللين وتوفير الخصوصية عند استخدام شبكات الاتصال.
وأشار إلى ان تصنيع المواد الفعلية المستخدمة في قنوات نقل المعلومات من الأسلاك النحاسية أو الألياف الضوئية واللاسلكية، واختيار المادة المستخدمة لإنشاء هذه القنوات يعتمد على توفر المناسبة منها وعلى معدل نقل البيانات من خلالها علاوة على سهولة نقل المواد إضافة لغيرها من العوامل الاقتصادية.
وأضاف: قد تصنع قنوات نقل المعلومات في مجملها من الألياف البصرية، فيما عدا الميل الأخير منها والذي قد يتكون من وصلة لاسلكية، ويعد المزج بين الخيار السلكي واللاسلكي الحل الأمثل لشبكات الاتصال.
وقال الأستاذ الدكتور نور شيخ أستاذ كرسي السلطان قابوس لتقنية المعلومات بجامعة الهندسة والتكنولوجيا بمدينة لاهور الباكستانية انه نظر لثبات الحزمة الطيفية للشبكات الخلوية، فإن زيادة احتياجات الأعداد المتزايدة للمستخدمين وكذلك ارتفاع معدلات البيانات يتم التعامل معها عن طريق تكنولوجيا أكثر تطورا مثل أنظمة الجيل الجديد، مشيرا إلى أن هذا يوفر استخداما أكبر وأفضل في جميع أنحاء الحزمة الطيفية.
كما استعرض في ورقته بعض التطورات في استراتيجيات الاتصالات السلكية واللاسلكية وقارن بين مزايا وعيوب الشبكات السلكية واللاسلكية علاوة على تحديد اتجاهات البحث في هذا المجال وعلى ضرورة توفر نظم معيارية قابلة للتطبيق في كل مكان وذلك لتوفير خدمة نوعية وفعالة لمستخدمي هذه الشبكات.
وأوضح ان تكنولوجيا المعلومات أتاحت للإنسان إمكانية تخزين الكثير من المعلومات الهائلة في رقاقة التي تكون محطتها النهائية بينما إصدار المعلومات ونقلها من محطة إلى أخرى هي الطريق إلى ذلك.
وخلال المناقشات أشار الدكتور نور شيخ إلى أن الكرسي يقوم بمشاريع لزيادة بث وعرض الذبذبات في الانترنت لاستخدامه بتوسع، مشيرا إلى وجود عدد من الطلاب العرب من دول الخليج واليمن والسودان ومن إيران كذلك.
كما أشار إلى وجود مختبرات متطورة للقيام بالاختبارات الأساسية وهناك محاضرات مباشرة ومسجلة في هذا المجال يمكن للراغبين الاستفادة منها كما دعا طلاب السلطنة للسعي للدراسة في الجامعة.
يذكر أن كرسي السلطان قابوس لتقنية المعلومات بجامعة الهندسة والتكنولوجيا بلاهور الباكستانية أنشئ في عام 2004م للمساهمة في تطور تقنية المعلومات ومساهمتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجميع الامم، ويركز الكرسي على البحث في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية ، التي تعد شريان الحياة الحياة لقطاع الأعمال وكل قطاع من قطاعات المجتمع.
وتركز الأبحاث التي يجريها الكرسي على دراسة مزايا كل من الشبكات السلكية واللاسلكية وذلك بغرض تطوير وسائل لتسريع الاتصالات عبر هذه الشبكات وفي الوقت نفسه لحماية خصوصية وأمن المستخدمين