كل يوم يمر علينا يتناهى إلى سمعنا فيه إحصائيات دولية تتحدث عن تناقص تدريجي في معدلات الانتاج الزراعي بما لا يفي بحاجات أعداد السكان المتزايدة في العالم.
ومن ثم فإن على الدول جميعها وبخاصة الناشئة منها أن تفتح الذهن لاستنباط حلول وبدائل لسد هذه الفجوة الغذائية وتعتبر المناطق الصالحة لزراعة انواع معينة من المحاصيل بالنظر الى ظروفها المناخية والبيئية ثروة لا تقدر بمال وهبة من هبات الله للبشر في ظل هذا الوضع وتأتي السلطنة ضمن طليعة الدول ـ بخاصة العربية ـ التي تمتلك البيئة والمناخ الصالح لزراعة اشجار يتعذر نموها في مناطق اخرى من شبه الجزيرة العربية مثل شجرة النارجيل التي تتميز بميزات عديدة وتدخل بمنتجاتها المتعددة في صلب حياة الإنسان الذي تعتبر الزراعة مصدر دخله الرئيسي كما يمكن ان تشكل مصدرا من مصادر الدخل القومي غير النفطي اضافة الى كونها معلما جماليا مميزا بمحافظة ظفار على وجه الخصوص التي تتميز بكل الميزات الصالحة للاكثار من هذا النوع من النخيل ولادراك حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لاهمية نخيل النارجيل أصدر جلالته أوامره السامية بزراعة مئة ألف نخلة نارجيل في المحافظة صرح بذلك معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني أمس، فيما يشكل بشرى سعيدة لاهالي محافظة ظفار التي تمتلك ايضا خبرة عريقة في التعامل مع هذه النخلة واكثارها واستنباط أنواع مميزة منها وأحيانا استيراد بعضها من الخارج لزراعتها في السلطنة وبالتأكيد ستحفز هذه الأوامر السامية المواطنين في ظفار على الاقتداء بمبادرة جلالة السلطان المعظم لاستعادة ألف نخلة النارجيل في المحافظة بعد ان تعرضت زراعتها للاهمال في غمار الحركة العمرانية التي شهدتها السلطنة في كافة المجالات مما غير من أولويات المواطن الذي كان يعتمد على الزراعة من قبل والان ها هو يعود الاهتمام بنخيل النارجيل كمصدر جيد للدخل خاصة وان بيئة محافظة ظفار ومناخها المداري يتفردان تقريبا على مستوى الوطن العربي بإمكانية استنبات هذا النوع من الأشحار المثمرة المخضوضرة طول العام وهو الذي يشكل احد اسرار جمالها وقيمتها الاقتصادية في آن واحد فضلا عن كونها تشكل مجالا خصبا لاقامة صناعات غذائية وخشبية من منتجاتها كما انها تفتح مجالا لليد العاملة الوطنية بما تحمل من خبرات مكتسبة لدى الأبناء من الاباء في تواصل تراثي فريد في بلادنا.
فنعم ما قدمت يداك يا صاحب الجلالة ونعم ما وجهت إليه وحفزت المواطن للاستثمار في مجال نتميز فيه ونمتلك امكانيات زراعته إنها بحق هدية سامية ومقدرة تأتي في غمرة الاحتفال بالذكرى الأربعين ليوم نهضتنا المباركة على يديك ومن نتاج فكرك السديد.