لم تمض أيام قلائل على المكرمتين الساميتين اللتين أنعم بهما حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بمضاعفة قيمة المعاش الشهري للمستفيدين من مظلة الضمان الاجتماعي في رمضان وعيدي الفطر والأضحى ، يوم الثلاثاء الماضي ، وكذلك مكرمة إعفاء المنتفعين من نظام قروض مشروعات موارد الرزق ، إلا وأتبعها جلالة السلطان المفدى بمكرمات ثلاث أخرى أمس إحداها لصالح المتقاعدين من القطاع الخاص، وذلك بمنحهم ما يعادل 40% من المعاش التقاعدي، بمناسبة العيد الوطني الأربعين المجيد ، أما المكرمتان الأخريان فتتعلقان بتحسين البنية التحتية لقطاعات الخدمات في مجالي الطرق ومياه الشرب ، حيث صدرت الأوامر السامية الكريمة بتنفيذ مشروع ازدواجية طريق نزوى ـ ثمريت بطول 758 كيلومترا ، وبالطبع سيعزز هذا المشروع الحركة الاقتصادية والتنموية والسياحية بين مختلف مناطق السلطنة وييسر الحركة على الطرق السريعة ويحد من وقوع الحوادث عليها ، حماية لأرواح مستخدمي هذه الطرق، وتيسيرا لهم في قضاء حوائجهم المعاشية.
وانطلاقا من اهتمام جلالته (أعزه الله) بموارد المياه واستدامتها وترشيد استهلاكها ، تفضل جلالته فأصدر أوامره السامية بإقامة معرض دائم للمياه في ولاية نزوى لتوثيق تراث السلطنة ومنجزاتها في إدارة الموارد المائية ، وهو تراث نعتز به منذ القدم.
وبلا شك فإن هذه المكرمات والأوامر السامية المتوالية ستدخل مزيدا من الفرح والسرور على شرائح متعددة من المواطنين ، ويحسن من مستواهم المادي، ومن درجة استفادتهم من منجزات النهضة المباركة ، التي عمت بخيراتها كافة أرجاء الوطن، ليس فقط للجيل الحاضر، وإنما للأجيال القادمة أيضا ، وكلما توسعت امتدادات الخدمات الأساسية كان ذلك مترجما في شكل ميزات تختصر الوقت والجهد والمال للمواطنين، فضمان مصادر مياه مستدامة يحفظ الأمن المائي للبلاد ، وتوفير شبكة طرق عصرية يؤمن حركة أسرع وأكثر إنجازا وأمنا.
وتظل الأعين الساهرة على راحة وأمن الوطن والمواطن يقظة دائما لمتابعة كل إنجاز واستحداث منجزات جديدة، بعضها قد لا يكون ماثلا في شكل خدمات أو مصادر إنتاج، وإنما في شكل تطوير لآليات ولوائح وقوانين تضمن انتظام المسيرة التنموية ، وحماية الحقوق، وتحديد الواجبات والصلاحيات ، ومراجعة النظم القانونية ، والنهوض بالعمل القضائي ومؤسساته لتحقيق عدالة ناجزة في أقصر وقت ممكن ، وكلها جهود تتوالى بأيدي المخلصين من أبناء هذا الوطن المعطاء وبعقولهم تحت قيادة جلالة السلطان المعظم الذي يؤمن إيمانا راسخا بأن العدل أساس الملك، وهو مبدأ أصيل وقيمة عظمى في فكر جلالة القائد يندرج ضمن كوكبة المبادئ والقيم التي تمضي على أساسها برامج وخطط بناء عمان الحديثة، وهي قيم ومبادئ تنبع من تراثنا وموروثنا الحضاري وعقيدتنا السمحة ، التي تجعل الإنسان محور الاهتمام ، وتعطيه حقوقه ، فقد كرم الله الإنسان ، ودعا إلى احترامه، ومن ثم كان هذا هو ديدن قائدنا المفدى بما يحمل من عقيدة راسخة وضمير حي.