أيها الشعب (إنا لله وإنا اليه راجعون) ..عظم الله أجرنا في المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد فقد رزئنا بفراق سلطان القلوب طيب الله ثراه بعد خمسين عاما بيننا .. خمسون عاما أفنى عمره لنهضة عمان في الداخل والخارج وكما وعدنا بأسرع ما يمكن لجعلنا نعيش سعداء لمستقبل أفضل، حقق الوعد فشيد وعمر وأنجز وخطط ليكون أبناء عمان الأوفياء سعداء.
من لم يدمع على تلك اللحظات الأليمة عند مرور موكب جثمان جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، ذلك الموكب الذي لطالما انتظرناه وترصدنا له لكي نشاهد حبيبنا فرحا وهو يلوح بيديه تحية لنا.
وبالأمس كنا نلوح هذه المرة بأيدينا مودعين جلالته الوداع الأخير، ومر الشريط سريعا في الخمسين عاما الماضية بلحظة موجعة فماذا نتذكر وكنت يا مولاي معنا مثل الاكسجين الذي ينعش أجسادنا، اليوم عمان كلها تبكي عليك سهولها وجبالها وديانها وبحارها رجالها ونساؤها.
الذكريات حاضرة في كل مكان من عمان تجوب فيه وإنجازات النهضة المباركة وتواريخ ستظل مسطرة في قلوبنا 23 يوليو و18 نوفمبر .. ستبقى في قلوبنا حيا، وسيبقى أبناء عمان كما زرعت فيهم العهد والولاء لنستكمل مسيرة الخمسين عاما. فالسنوات التي شيد فيها المغفور له بإذن الله عمان أمانة في أعناقنا، مسؤولين أمام الله أن تستمر عجلة التنمية وفق ما هو مخطط لها. ولله الحمد والمنة السلطنة بفلذات كبدها شامخة تحصد ما زرعه فيها قائدها طوال السنوات الماضية في خطاباته وتوصياته بأن نكون خير سند وأن نعمل ونكدح من أجل عمان فعمان تستحق منا الكثير، ولعلنا لا ننسى عندما قال رحمه الله الدرب شاق وطويل ولكن بالجهد والمثابرة سوف نصل إلى هدفنا بأسرع وقت فهنيئا لنا بذلك التخطيط وتلك التربية.
اللهم أحسن إليه كما أحسن إلينا، اللهم اجزه خيرا وفضلا وارحمه بواسع رحمتك. اللهم اجعل قبر سلطاننا قابوس بن سعيد روضة من رياض الجنة اللهم أنزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور.
ليلى بنت خلفان الرجيبية