عاشت عمان أمس عيدا في يوم استثنائي مع إطلالة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه على شاشة التلفزيون، لترتسم مشاعر الفرحة والبِشر والسرور على الجميع، وتتعايش لحظات السعادة مع الدموع التي تحدرت من المحاجر عنوانا لقصة حب عميق، يرويها الجميع وهم يسجدون شكرا لله.. نعم لقد كان يوما تاريخيا بكل المقاييس وعيدا حقيقيا عاشه العمانيون، وهم يستمعون للكلمة السامية التي وجهها جلالة العاهل المفدى لشعبه الوفي، ويطمئنون على جلالته أبقاه الله وهو يحيي بلده العزيز ومواطنيه في هذه الأيام المباركة.
لقد عاشها الجميع حقا تلك المشاعر التي لا توصف.. والمعاني التي عجزت العقول والقلوب عن احتوائها، فحب جلالة السلطان المعظم لا يضاهى، القائد الذي بنى دولة عصرية مستوفية الشروط وخرج بها إلى أنوار العصر والحضارة الإنسانية مسترجعا لعمان مجدها التليد، وصانع مسيرة التحديث والتقدم التي توازن بين الأصالة والمعاصرة، والماضية بكل عزيمة نحو مستقبل مشرق واعد من التطور والنماء، وفق ما أكد جلالته في الكلمة السامية، الأمر الذي يستحق الشكر والثناء والحمد لله عز وجل.
إن الخامس من نوفمبر سيظل يوما مرسوما في ذاكرة التاريخ، وستتذكره الأجيال، لا تلخصه العبارات ولا الجمل ولا الأفكار، لأن شأنه مرتبط بالشعور العميق الذي يكنه كل عماني لهذا القائد العظيم، لجلالته، المقام السامي والقائد الأعلى، والعاهل الذي كانت عمان دائما وأبدا همه الأول والأخير، ينظر إليها أبعد من المنشود والقائم، ويصوغ مستقبلها بالرؤية والحكمة، ويفجر في إنسانها الهمة والإخلاص والعمل الدؤوب لأجل أن ترتقي هذه البلاد إلى مصاف الرقي.
وخلال 44 عاما من سيرة لا تخلص، ومسيرة لا توجز، تشهد المرئيات على الأقوال والأفعال والآمال، في طريق غايته بعيدة وهدفه السامي يمضي إلى أبعد من الراهن، يتلمس السماء والعلياء، وكان جلالة السلطان المعظم يراهن على الأفق البعيد والمسافات القصية التي دنت مع السنوات والأيام لتتحول الرؤى إلى وقائع وأحداث سعيدة في عمر هذا الوطن، وليس هذا بالأمر الهين والسهل لولا أن ثمة إرادة قوية وثاقبة قررت ومنذ البداية أن الحلم سيكون حقيقة، وأن هذا الشعب سيكون سعيدا بإذن الله.
إن الفرح الذي عاشته عُمان أمس ليلخص ببساطة صورة زاهية للتلاحم الصادق بين القيادة والشعب، وأن هذا الوطن يمضي نحو عليائه بكل ثقة واقتدار حيث العزائم والهمم الكبيرة والعمل لأجل المستقبل المشرق، عندما يكون الجميع هم صناع ذلك الغد، في ظل الرعاية والتوجيه السديد للقيادة السامية، وبعون أبناء عمان المخلصين الكرام والأوفياء.
إن الأيادي لترتفع شكرا للخالق البارئ أن يحفظ جلالة السلطان المعظم ويرعاه ويمد في عمره سنوات مديدة، ويبارك له في كل خطواته، وأن يكمل برنامج العلاج خلال الفترة القادمة، ليعود إلى الديار قريبا بإذنه تعالى، محفوفا بحفظ المولى عز وجل، فالجميع في أشد الشوق لرؤية جلالته في أرض الوطن، ففي ذلك عميق السرور ومضاعفة الفرح والمشاعر الصادقة التي لا تحتوى..
ومع هذه الإطلالة الباهية والذكرى الباقية، وأفراح نوفمبر المجيد، نزف التهاني للشعب العماني بهذه المناسبة السعيدة، ونجدد الولاء والعرفان لجلالته مؤكدين أنه مهما بلغت المشاعر ولهجت الألسنة بالدعاء، فإن النفوس لا تقدر على تجسيد الصورة العميقة لما وراء ذلك الحب الكبير، الذي يترسخ عبر طاقة البذل والعطاء لهذا الوطن وقائده المفدى. كذلك فإن تأكيد جلالته على دور القوات المسلحة الباسلة، في جميع ثغور الوطن العزيز، ليلقي علينا بأن نوجه التحية والتقدير للجنود البواسل حماة البلاد في مسيرة السلم والاستقرار، وهم يؤدون دورهم النبيل في الذود عن مكتسبات النهضة.
إن مثل هذه الأيام لا ترصدها المفردات ولا السطور، فمكانها الأكثر تعبيرا في القلوب والنفوس، إنها ستبقى في الذاكرة أبدا.. فهذا عيد لأهل عمان.. عيد يأتي بالسعد ويعزز فينا المضي نحو المزيد من العطاء لهذا البلد، ونحن نحمل لواء المحبة الفياض والجياش لجلالة السلطان، نعلن له الحب ثم الحب.. ونكن له الولاء ثم الولاء.. ونسأل الله أن يحفظ عماننا الحبيبة وقائدنا المفدى. ويوفق الجميع لكل ما فيه الخير.