السلطان قابوس بن سعيد المعظم لأجهزة الإعلام والصحافة العُمانية
بتاريخ 22/10/1985م
– الإذاعة : التليفزيون
● مولاي صاحب الجلالة .. بفضل توجيهات جلالتكم السديدة , والتخطيط الجيد , شهدت عمان خلال تنفيذ الخطتين الأولى والثانية نموا وازدهارا في كافة القطاعات الخدمية والإنتاجية وحققت الخطتان أهدافهما المبتغاة , والآن والسلطنة على مشارف الخطة الخمسية الثالثة, هل لجلالتكم تسليط الضوء على أهم الملامح الرئيسية لهذه الخطة ؟
– جلالة السلطان :
○○ شكرا … مما لا شك فيه إن الخطط الخمسية هي حلقات من سلسة طويلة هذه الحلقات متصلة ببعض. فقد أنجزت الحلقتان الأولى والثانية, والآن نحن على مشارف الحلقة الثالثة , كل حلقة هي امتداد للحلقات التي سبقتها .
ولا شك أن كل حلقة من هذه الحلقات بها بعض الجديد عما سبق , ففي الحلقة الثالثة سيكون هناك تركيز على وضع أسس تتمشى مع الأسس التي سبقتها وتجعل الأسس التي قبلها أكثر صلابة ومتانة, ولا بد للحكومة أن تستمر في التوسع في بعض المجالات ولا شك أه هذه المجالات مجال التعليم ، مجال الخدمة الصحية ومجالات الاتصالات .. ورغم وجود طرق كثيرة حاليا والحمد لله, إلا أن طرقا جديدة سيخطط لها , لان الطرق هي شريان الحياة للتنقل بين الجهات المختلفة في بلادنا , كما سيتم التوسع في الاتصالات الهاتفية والسلكية واللاسلكية , وهي هامة جدا للاتصالات الداخلية والخارجية .
ولكن هناك تركيز كبير سيكون على النواحي الاقتصادية .. هذه النواحي الاقتصادية تنقسم إلى أقسام : القسم العام وهذا يتطلب أن تكون يد الحكومة فيه مباشرة مثل قطاع النفط والثروات المعدنية .. الخ . وهناك القطاع الخاص ، وعلى الحكومة أن تدعم هذا القطاع ليقوم هو كذالك بمهامه نحو اقتصاد بلادة وذلك بالتركيز على الصناعات التي ترجع بالفائدة على المواطن , التركيز على زيادة الرقعة الزراعية ليزرع فيها ما هو كذلك مفيد ويرجع بالفائدة على الإنسان والحيوان بالسواء .
لكن أريد أن أبين حقيقة وهي عن الصناعة , سياستنا هنا في السلطنة هي أن الصناعة لا تكون صناعة صورية بمعنى أن نعمل مصانع وصناعات ليقال إن هناك المصنع الفلاني والمصنع الفلاني والحاجة الفلانية تصنع في عمان وما لها سوق .. فهذا الشيء لن يحدث في عمان, لكن الصناعة ستكون مدروسة دراسة وافية كافية وقبل كل شيء يكون الهدف هو تغطية السوق الداخلي . نحن في الوقت الحاضر ليس عندنا طموحات بهدف التصدير إلى الخارج , يجب أن نغطي أولا سوقنا الداخلية لكن إذا وجدنا أن هذه المنتجات صالحة ومطلوبة في مناطق أخرى من منطقتنا , فلا شك أن عمان ستقوم على الإكثار منها وتصديرها .
في قطاع الزراعة كما ذكرت – وهو قطاع مهم جدا يجب أن يتحقق فيه الاكتفاء الذاتي ويجب أن تكون ما يزرع على هذه الأرض مصدرا يخفف العبء على البلد ولا يزيد من أعبائها , لأنه نجد في بعض المناطق أناسا يزرعون ليقال أن عندهم الزراعة الفلانية , في الوقت الذي ستكلفهم زراعة المحصول أكثر من لو انهم استجلبوه من أماكن أخرى . ولكن هذا لا يعني انه مثلا نعمل دراسات عن زراعة القمح ومحاصيل أخرى إذا رأينا أنها ستكون مجدية في المستقبل . . لا بد سيكون لها لفت نظر .
فهذه ملامح في الحقيقة من الخطة الخمسية الثالثة ولا شك هي كما قلت حلقة تتصل بالحلقتين اللتين سبقتاها .
– جريدة « الوطن » :
● سيدي . . لقد مرت أربع سنوات على إنشاء المجلس الاستشاري للدولة , وبفضل رعاية جلالتكم أصبح هذا المجلس يجسد مشاركة حية وصادقة للمواطن في عملية التنمية الشاملة , فهل جلالتكم راضون عن تجربة المجلس خلال الفترة المـاضية ؟ وما هو تخطيط جلالتكم للكيفية التي سيتطور فيها هذا المجلس ؟ شكرا
– جلالة السلطان :
○○ نعم ؛ كلنا نعرف وكما ذكرت أنت الآن أن المجلس عمرة أربع سنوات ، وكلنا يتذكر انه في السنتين اللتين سبقتا الدورة الحالية ، أي في الدورة الأولى للمجلس ، كان عدد أفراده 45 فردا , أما في الدورة التي ستنتهي الآن فقد ازداد عدد الأفراد في هذا المجلس إلى 55 فردا , يعني بزيادة عشرة , وهذا يعني أنه المجلس حقيقة صار له دور يلعبه في المجتمع العماني . والتجربة اعتقد في السنتين المـاضيتين كانت ناجحة , فقد كانت توصيات المجلس ــ حقيقة كانت ــ مدروسة , وأهداف هذه التوصيات كانت واضحة وكلها ترجع بالخير على الوطن والمواطن , ولذلك لا أتذكر ان هناك توصيات لم تعتمد من قبلنا ، فبعضها ما نفذ , وبعضها ما هو في قيد التنفيذ .
إننا عندما نرجع بالنظر إلى الوراء نرى أن كل التطور الذي حدث في السلطنة هو تطور يجيء حيثما كانت الحاجة لذلك التطور , في بداية هذا المجلس لما رأينا أن هناك حاجة لإنشاء هذا المجلس .. جاء هذا المجلس .. وتطور هذا المجلس , لا شك سيتطور مع تطور السلطنة ذاتها , مع تطور الإنسان , مع تطور البنية , مع كل التطورات التي تسير بطرق مدروسة وبخطى ثابتة وكل شيء يجب أن يكون سندا للشيء الآخر في تنمية هذا البلد , فلا شك أن هذا المجلس لن يتجمد , أنا أقول كلمة لن يتجمد ، وإنما سوف يتطور مع متطلبات التطور والتنمية ، أكان تطور الإنسان نفسه أو التطور الاقتصاد التنمية ف البلد. وشكرا .
– مجلة العقيدة:
● من المشروعات الحيوية التي تعتز بها السلطنة مشروع إنشاء جامعة السلطان قابوس لتكون أول جامعة عمانية تكرس جهدها للعلم والفكر والمعرفة, كيف ترون جلالتكم دور الجامعة في مستقبل عمان ؟ شكرا
– جلالة السلطان :
○○ بدون جدال، إن إنشاء أول جامعة في السلطنة هو حدث كبير, وهذا يعني أن المستوى التعليمي في هذا البلد بلغ المستوى الرفيع الراقي المطلوب , ولكن ربما أنه في إنشائنا هذه الجامعة اختلفنا عما درج علية الحال في إنشاء جامعات في أماكن أخرى , حيث أن التركيز في هذه الجامعة جاء على كليات معينه بالذات وليس فقط على نفس المناهج الذي سارت عليه الجامعات الأخرى . وإنشاء هذه الكليات بالذات يعني أن كل خريج من هذه الكليات هو شخص له موقعة في المجتمع وعليه خدمة أن يؤديها لوطنه .
كلية الطب ؛ خريجو كلية الطب يكونون أطباء , والبلد محتاجة لأطباء . كلية الهندسة ، كلية العلوم ، كلية الزراعة , وكلية التربية والعلوم الإسلامية , هذه كلها كليات من سيدرس فيها ومن يتخرج منها سيكون له عمل يؤديه في خدمة المجتمع , ولكن فوق هذا كله ستقوم الجامعة ببحوث اجتماعية , وهذه نقطة مهمة , فهي ليست جامعة تدرس والمدرسون فيها والأساتذة والتلاميذ ليسوا فقط مدرسا وتلميذا يتلقوا التعليم وإنما ستقوم ببحوث تهم المجتمع العماني , وهذه البحوث لا شك سيكون لها صداها في تنمية هذا البلد ، وهذا معناه أن الجامعة سيكون دوران ؛ الدور التعليمي ودور البحوث وهذا الدور له أهمية قصوى في مجتمعاتنا المختصرة.
وإن شاء الله ستحلق بهذه الجامعة أرض ليكون التعلم في مجال الزراعة نظريا وتطبيقيا , ولا شك بلغكم أن هناك تخطيطا لمستشفى كبير تابع للجامعة يضاهي نفس المستشفى الموجود بالغبرة به أكثر من 500 سرير , وهذا كذلك ليتعلم التلميذ نظريا ويطبق هذا علميا , لكن لا يعني أن المريض سيكون هناك تحت رحمة التلميذ , لا ؛ التلميذ نفسه سيكون تحت توجيه أطباء ومدرسين كبار , فلا خوف من الأخطاء إن شاء الله , هذا شيء محسوب حسابه , لن يكون التعليم التطبيقي لخريجي كلية الطب على حساب أناس مرضى , لا , هذا لن يحدث , وأردت أن أبين هذا , حتى لا يكون هناك تخوف لأنه سيكون إشراف أطباء على مستوى عال جدا . وعلى المدى البعيد أن فائدة الجامعة هي , أبناؤنا الذين سيتخرجون منها وستكثر أعدادهم والذين سيكون لهم دورهم الكبير جدا في هذا البلد , وأيضا الأمر الطيب أن أبناءنا سوف يتعلمون في جامعة في بلدهم وفي بيئتهم ووطنهم .
ولكن هناك كلمة , وهي انه لا يعني هذا أن هذه الكليات هي فقط التي ستكون في جامعة السلطان قابوس , وإنما المراحل الآتية لا بد ستلحق بها كليات أخرى مكملة ـ والتي هي من وجهة نظرنا في الوقت الحاضر غير مهمة جدا ـ وما تحدثنا عنه هو أهم الكليات التي يجب أن تكون موجودة حاليا في الجامعة … شكرا .
– جريدة عُمان :
● جلالتكم كنتم السابقين للدعوة إلى وجود تعاون وتنسيق أمني بين دول الخليج, وقد أثبتت الأحداث صحة وبعد رؤية جلالتكم فيما يتعلق بالحاجة لهذا التعاون ، فهل لجلالتكم أن تلقوا الضوء على الخطوات التي اتخذتها دول الخليج في إطار مجلس التعاون لمواجهة التحديات والتهديدات التي باتت تتعرض لها المنطقة؟ شكرا.
– جلالة السلطان :
○○ نعم ؛ لقد كنت ممن دعوا إلى تنسيق أمني في هذه المنطقة منذ فترة ماضية, ونحمد الله أن هذا الشيء تحقق بفضل تكوين مجلس التعاون الخليجي , وأستطيع القول أن هناك خطوات إيجابية قد اتخذت في هذا المجال ، ولكن هذا المجال رحب وكبير والتنسيق بصفة مرضية مائة في المائة , لا يتأتى إلا بعد فترة من الزمان لأنه ما في شك يجب أن نقيم أنفسننا ونقيم قدراتنا ويصير احتكاك بين القوات المختلفة في المنطقة , وصحيح أنه صارت احتكاكات وتمارين ومناورات مشتركة, ولكن هذا يأخذ وقتا , إلا أن ما تحقق إلى الآن ـ حقيقة ـ شيء يدعو إلى الرضى, ونأمل أن تتخذ خطوات أوسع في المستقبل.
ولا شك كل دولة من الدول في هذا العالم مطالبة من قبل شعبها على أن تكون لنفسها قوة دفاعية على قدر قدراتها وإمكانياتها, بمعنى قدراتها وإمكانياتها البشرية والمـالية، وأكثر من هذا الكفاءات, بمعنى أنه من الممكن ـ على سبيل المثال هنا في عُمان ـ أن أحضر 200 ـ 300 شاب من المدارس الثانوية وأعطيهم بعض التدريب في مجال الطيران وأقول انهم أصبحوا طيارين، ولكن أبدا, أؤكد أن هذا سيكون خطأ وليس صحيحا وسيجلب متاعب للبلد أكثر من الفائدة, فأولا هذا الإنسان لن يعرف كيف يستعمل الآلة, لن يعرف كيف يكيف نفسه مع التطور الهائل الموجود في التكنولوجيا العسكرية الحديثة … الخ.
ولذلك؛ وبالنسبة لعمان ـ بالذات ـ نظرة عمان للدفاع أو لتكوين قوة دفاعية أن تقوم على الكيف وليس الكم. فالأفضل أن يكون عندك قوة ذات حجم معقول تستطيع أن تستوعب كل التطورات التكنولوجية في النواحي العسكرية وأن تستعمل المعدات المتاحة لها بدلا من أن يكون عندك مجموعة من الناس فقط من أجل تثبتها في قوائمك أو تقول أن عندي كذا وكذا , وفي الحقيقة ليس عندك شيء ..
أنا آمل أن يكون التوجه في مجلس التعاون هو بهذه الصفة، صفة التركيز على الكيف والمؤهلات, وليست صفة التركيز على الكم، وشراء المعدات من الشرق ومن الغرب, أي تجميع آلات ومعدات ليس باستطاعتنا استعمالها .
وثانيا يجب أن نمد أرجلنا على قدر فراشنا فلا نكبر رؤوسنا ونقول نحن نستطيع أن نعمل كل شيء، لا أبدا, هناك دول عظيمة وكبيرة جدا مثل حلف الأطلسي وحلف وارسو ـ على كل حال ليس عندنا أحلاف هنا, عندنا تعاون ـ ومع هذا لا يزالون يشكون في قدرات أنفسهم وطموحاتهم، فليس من حقنا نحن أن نقول إننا الآن خلاص وصلنا, لا , هذا شيء يجب أن يكون مركزا ومنسقا ومؤهلا ويأخذ وقتا. ولكن الإنسان عندما يجيء أحد يريد أن تحتل أرضة أو يريد أن يعتدي عليه فلا شك أنه بالهراوة يدافع عن نفسه, هذا شيء مفروغ منه, ولكن في النهاية أقول أنه نحن ماشون بخطوات طيبة وان شاء الله يستمر هذا النوع من الخطوات. شكرا .
– مجلة النهضة :
●مسيرة مجلس التعاون قطعت شوطا لا بأس به ، فكيف تقيمون جلالتكم هذه المسيرة ؟؟ وما هي الآمال التي تعقدونها عليها مستقبلا ؟؟ شكرا.
– جلالة السلطان :
○○ من المسلم به أن انبثاق مجلس التعاون ، أو وجود مجلس التعاون الخليجي , جاء من شعورنا جميعا أننا في منطقة واحدة ومصيرنا واحد ونحن من الصحيح شعوب , وكل واحد له بلدة وله حدوده, ولكن نحن بالجذور وبالتاريخ وباللغة وبالدين كلنا ـ وحتى تكويننا السياسي ـ كلنا نكون مجموعة متناسقة , من هنا ترجم هذا الشعور إلى حقيقة..
وعندما يكون هناك تعاون حقيقي, يجب ألا يكون هناك إحراج في أن الإخوان يتحدثون مع بعض بصراحة , وأن ينظروا إلى أمورهم , وأن يكون فيه أخذ وعطاء , وفقد يكون هناك شيء في مصلحة فلان قد لا يكون من مصلحة الآخر, قد يكون في مصلحتي أنا ولا يكون في مصلحة أخي , لذلك يجب أن نرى طريقا الذي يجمع بيننا, وأعتقد هذا هو الخط الذي يمضي عليه مجلس التعاون, ومن هذا المنطلق أعتقد أن المسيرة تسير في الطريق الصحيح وإن شاء الله لا تعتري هذه المسيرة عقبات غير مرئية وما دامت النوايا الحسنة عند الكل متوافرة فأعتقد إن شاء الله مسيرتنا ستسير من حسن إلى أحسن …. شكرا.
– مجلة الأضواء:
● حققت قوات جلالتكم المسلحة ــ خلال سنوات قليلة ــ انجازات تجاوزت عمرها الزمني, كيف ترون جلالتكم دور قواتكم المسلحة في المرحلة القادمة ؟
– جلالة السلطان :
○○ رغم أن جزءا من الإجابة على هذا السؤال جاء في الإجابة على سؤال التعاون الأمني والعسكري بين دول مجلس التعاون , ولكن أريد أن أعيد التركيز على أن قواتنا المسلحة هي قوات كيف وليس كم ــ أعيد هذا وأكرره ــ وهي كذلك سوف تتطور بحسب التطور الذي يطرأ على عُمان ككل, فهي ستواكب هذا التطور دائما من ناحية الكفاءة, من ناحية المعدات , ومن ناحية مستوى التعليم لجميع أفراد القوات المسلحة ، وهنا نقطة مهمة .. المستوى التعليمي لأفراد القوات المسلحة ، وهذا لا يعني أن القوات المسلحة فقط من الناس المتعلمين في مستوى معين . ومن الصحيح أن القسم الأكبر من القوات المسلحة يضم أناسا وصلوا إلى مستوى معين من التعليم, إلا أن بعض أبناء القوات المسلحة ربما يكونون من الذين لم يحصلوا على فرصة التعليم ولهم الرغبة في أن ينخرطوا في سلك الخدمة العسكرية , وما من شك شرف لأي مواطن أن ينخرط في سلك الخدمة العسكرية لأنه هو يقوم بواجب مقدس نحو وطنه, لذلك فالقوات المسلحة بها مدارس تعلم هؤلاء الناس, أي تقوم بدور تدريبي وتعليمي في نفس الوقت مع دور الجهة الأخرى وهي صنع الإنسان المدافع عن بلده ,وقد برهنت قواتنا المسلحة في المـاضي بكل فروعها بأنها هي ركيزة من ركائز هذا البلد في السلم وفي أوقات الحرب .. نرى الآن والحمد لله في ظل الأمن والاستقرار الذي ينعم به هذا البلد , قوات الهندسة في قوات السلطان المسلحة تقوم بشق الطرق في المناطق النائية , قوات سلطان عمان الجوية تحل المسافرين كذلك من و إلى بعض المناطق النائية وتساعد على تقدم المساعدة للمواطنين من الناحية الطبية … الخ . فلا بد أن يكون دور القوات المسلحة دورا متطورا دائما وأبدا, يواكب المسيرة ونحن لن نبخل على هذه القوات بكل تحتاج له من المعدات التي تصلح لها .. شكرا.
– مجلة الأسرة :
● مولاي .. تطرقتم قبل قليل إلى موضوع الزراعة , وبفضل توجيهاتكم السامية بتنوع مصادر الدخل الوطني لعل الزراعة تبدو من أهم تلك المصادر ، فهل لجلالتكم أن تلقوا مزيدا من الضوء في مجال تنوع وزيادة الاستثمار من أجل تطور التنمية الزراعية والثروة الحيوانية ؟ شكرا
– جلالة السلطان :
○○ نعم؛ وهذا يعطيني فرصة كذلك لأن أتحدث عن الثروة الحيوانية والثروة السمكية .
في تصورنا أن عُمان في خططنا قد قسمت إلى مناطق, لأن كل منطقة من عُمان تصلح لشيء , فنجد مثلا أن المنطقة الشمالية منطقة الباطنة بالذات والتي بها أكثر الأراضي الزراعية، ستركز على زراعة كل المحاصيل التي تقوم الدراسات أنها مجدية وأن لها سوقا داخلية ومن المحتمل أن يكون لها سوق خارجية في المستقبل, بعد ذلك عمان الدخل، أيضا ما في شك فيها مناطق كبيرة وربما يكون التركيز أكثر على أنتاج التمور، لأننا الآن عندنا مصانع التمور أكثر، ثانيا الإقبال على التمور العمانية، وجدنا في الحقيقة أن البلدان التي تصدر إليها التمور العمانية فيه إقبال لا بأس به خاصة بعد التصنيع الذي طرأ على نوعية التمور المصنعة, بودنا أن المنطقة الداخلية تركز على ما تشتهر به من قديم الزمان وهي النخلة والفواكه الأخرى والمنتجات التي اشتهرت بها عمان منذ القدم منطقة الجبل الأخضر كذلك يجب أن تطور, والحقيقة هناك خطة بدأت لتطوير منطقة الجبل الأخضر, لأن هناك محاصيل خاصة بالجبل الأخضر بما فيه المكسرات وبعض الفواكه كالخوخ والمشمش.. الخ. والزمان المشهور جدا نأمل أن يكون له سق كبيرة ،هذا التطور سو يحدث في منطقة الجبل الأخضر.
نعود لمنطقة الباطنة ونتحدث عن المحاصيل وأهمها الخضار, والباطنة فيها نخيل كثير ولكن بعض أنواع النخيل لا تصلح للتصدير كما هو بالنسبة للنخيل الموجودة في الحجر العماني , ولكن لهذا النخل صناعات أخرى مثل صناعة المطهرات التي تستعمل في المستشفيات, فهذه الصناعة ستقوم وسيكون لها أهمية وبالتالي لا أريد لأهل منطقة الباطنة أن يقللوا من أهمية النخلة لأن تصنيع منتجاتها مختلف عن تصنيع منتجات أنواع النخيل المشهور في الداخل, من جهة أخرى أصبح العلف للحيوانات من الأشياء المرغوبة والمطلوبة.. حظائر ومزارع كبيرة خاصة للأغنام العمانية , فهذا له مجال كبير ليكون عندنا اكتفاء ذاتي في اللحوم بدلا من استيراد اللحوم من الخارج ولكن لن نكثر من الثروة الحيوانية إلا إذا توفر لها الأكل المطلوب, فالمنطقة الجنوبية منطقة حقيقة فيها محاصيل متنوعة ولكن يجب أن نتذكر أن الأرض التي يمكن استغلالها للزراعة محدودة ولذلك علينا أن نركز على الثروة الحيوانية بما يعني التركيز على الأبقار ـ الثروة الحيوانية ـ وكذلك الأغنام, وأنا أقدم هنا نصيحة, وهي إذا أمكن التقليل في الإبل لأن الآن كثرت الإبل في المنطقة الجنوبية على حساب الأبقار والأغنام , فهي تشاركها الآن في معيشتها والمردود من الناقة حقيقة قليل جدا، يجب أن نركز على الحيوان الذي منه مردود ، أولا البلاد, ثانيا للشخص ذلته مالك هذه الحيوانات, ماذا يحصل من آلاف النوق الموجودة؟ أنا لا أقول إنني لا أريد أن أرى في سهول المنطقة الجنوبية أي نوق, بل العكس , وإنما يكون بأعداد معقولة , وهنا التركيز على الثروة الحيوانية .
والثروة السمكية تشترك فيها كل مناطق عمان والحمد لله, فسواحلنا تربو على الألف والسبعمائة كيلو متر, والآن يمكن الصيد حوالي 50 ميلا بحريا, وهناك الاتفاقية البحرية التي وقعت عليها عمان من جملة الدول التي وقعت على الاتفاقية إلى حدود 200 ميل بحري, أي استغلال الثروات البحرية للبلد المجاور للمحيطات ولو أن البعض من الدول الكبيرة للأسف لم توقع على هذا, ولكن هذا شيء آخر , أغلب دول العالم موقعة على هذا …
فالثروة السمكية في عمان والحمد لله ثروة كبيرة وكذلك رقعة المياه التي يمكن أن تستغل كبيرة جدا, لكن يجب أن نقول كلمة هنا , بمعنى أن نتقيد بالنظم في استغلال هذه الثروة بحيث لا يأتي يوم ونجد أنفسنا في فترة صغيرة استغلينا كميات كبيرة وبعد ذلك نرجع نجلس حتى نسترجع قوانا من جديد بالنسبة لهذه الثروة, ولذلك وضعت هناك نظما وأسسا على أساسها سيكون صيد الأسماك وهو ما يتم الآن ولكن كلها توسعنا ستكون هذه النظم أكثر , ويجب أن نطبقها بفعالية أكثر ولذلك هناك اتجاه بإقامة قسم تابع لبحرية سلطان عمان مهمته الإشراف على صيد الأسماك فقط كما هو معمول به الآن في بعض مناطق في العالم مثل بحر الشمال وفي عدة مناطق أخرى , إن شاء الله سوف ينشأ في المستقبل لسلاح سلطان عمان البحري قسم خاص بمراقبة الصيادين المحليين والشركات المحلية مع شركائهم الآخرين وكذلك مراقبة التسلل من الخارج, الآن حقيقة تتصدى قوات سلطان عمان البحرية للمتسللين الذين يأتون من مياه أخـرى ليصطادوا في مياهنا البحرية, والبحرية التابعة للشرطة تتصدى لهؤلاء الناس ولكن مهام البحرية هي مهام كبيرة, لذا سينشأ قسم صغير مهمته الأشراف فقط على صيد الأسماك في البحار .. شكرا.
● مع التطور الذي تحقق على أرض السلطنة تحت قيادة جلالتكم كان هناك نصيب للإعلام والصحافة العمانية بدور يعكس حجم الانجاز الذي تحقق , فما هو تقييم جلالتكم لذا الدور؟
– جلالة السلطان :
○○ بما أنكم أنتم رجال صحافة و إعلام فمن الصعب أن يمدح المرء أحدا في وجهه , ولكن حقيقة أني أعتقد أن الهدف الذي وضع للإعلام في هذا البلد بما فيه من الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب , وأعتقد أن هذا موجود والحمد لله, لأنه نرى في كثير من الإعلام تقال أشياء خيالية أحيانا, فنحن هنا لسنا خياليين أصلا, المرء يجب أن يقول الواقع ويقول الصدق, وهذا أريد أن أؤكده وأنصح به مع أني مقتنع أن هذا هو الشيء الموجود حقيقة في إعلامنا بجميع جوانبه, لذلك من هذا المنطلق أعتقد أن المسيرة الإعلامية هي مسيرة تسير على الطريق الصحيح, ولكم ما في شك أنه مع التطور يجب أن يتطور الإعلام كذلك فكرا ونوعا .
والإعلام يجب أن تكون له مهمتان ؛ الأولى هي نقل الحقائق كما هي وأن يكون صـادقا في نقل هذه الحقائق, والمهمة الأخرى , يجب أن ينقل الحقائق أكانت ايجابية أو سلبية وبالصور التي تكون ذات مردود مفيد على المستمع والرائي والقارئ , أكان هذا الإنسان داخل السلطنة أو خارج السلطنة . أنا أتمنى ذلك , إن شاء الله سوف يتطور الإعلام في هذا البلد بكل فروعة دائما وأبدا ليواكب التطور الموجود في البلاد . وهناك جانب آخر , هو جانب الفكر الإعلامي الذي يجب أن يكون موجها , وهذا الجانب من الإعلام مهم جدا , لأنم عندما توجه الإنسان فقد توجهه إلى الصح أو إلى الخطأ . يجب أن يكون الهدف دائما هو التوجه الهادف ولا شك الهدف دائما هو الإصلاح , وإذا كان هناك نقد اجتماعي أو ما شابه ذلك , فيجب أن يكون هذا النقد مدروسا دراسة حقيقة علمية وعلى أسس , وليس فقط انه لم يعرف ماذا يقول, يطلع بشيء أسمة نقد في كل فروح الإعلام يجب أولا أن يتوخى الإصلاح , ثانيا يجب أن يكون مبينا على أسس الصدق, كذلك دور الإعلام هو من الركائز المهمة في أي مجتمع وإن شاء الله نتمنى له التنمية الفكرية والنوعية .. شكرا.
– جريدة تايمز أوف عمان :
● مولاي صاحب الجلالة ؛ أعتبر بعض المراقبين الخطوة التي اتخذتها حكومة جلالتكم بإقامة علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفييتي تغييرا أو توجها جديدا في السياسة العمانية في وقت اعتبرها الآخرون تفاعلا مدروسا مع الأحداث استطاعت بموجبه السياسة العمانية أن تستثمره في الوقت الصحيـح , فهل لجلالتكم توضيح أبعاد هذا الموقف ؟
– جلالة السلطان :
○○ صحيح .. قد بلغني كثير من الاهتمامات في كثير من أنحاء العالم لهذه الخطوة التي اتخذتها عمان..
وفي الحقيقة أنا مستغرب لمـاذا البعض استغربوا هذه الخطوة , لأن الواحد لمـا ينظر إلى مسيرة عمان يجدها مسيرة تطور وانفتاح وسياستنا الخارجية واضحة وضوح الشمس فنحن نريد أن نصادق كل شعوب العالم ويكون لنا علاقات معها, ولكن هناك أسس يجب أن تكون أولا واضحة لدى من يريد أن يمد يده لنا , وهذه معروفة, وسياسة السلطنة الخارجية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئــون الداخلية إلى آخر هذه الأسس المعروفة، والعمل من أجل الاستقرار والسلام في العالم , فإذا عملت من أجل الاستقرار في منطقة ساهمت مساهمة كبيرة لأن كل منطقة هي جزء من العالم كله .
في وقت من الأوقات ربما كانت هذه الخطوة تعد نوما ما بعيدة عن التنفيذ أو الوقوع , كانت هناك مسببات, ولما اكتشفنا فيما بعد أن تلك المسببات كانت هي ربما عدم معرفة الكثير عن الطرف الآخر . ولمـا وجدنا أن ما كنا نعد عليهم من مساوئ في المـاضي نتيجة معلومات خاطئة وأنه لديهم الرغبة في انهم يصححوا ما وقعوا فيه من خطأ في المـاضي ويقولوا نحن لسنا كما تتوقعون وإنما ما كان كان لسوء تفاهم في عدم معرفة وأننا على استعداد أن نقبل أن تكون علاقتنا معكم على الأسس المعلنة لعمان, ما فيه شك أن عمان هي دائما وأبدا تريد أن يكون لها صداقة مع جميع شعوب العالم , وأنا قلت في وقت من الأوقات إنني أريد أن أنظر إلى خارطة العالم ولا أجد بلدا لا تربطه صداقة بعمان, ولهذا النوع من التفاهم بين شعوب العالم وبين الحكومات في العالم يساهم في دعم السلام والاستقرار العالمي.
وبعد أن درسنا الموضوع من جميع جوانبه وكان هذا الحديث قد تم قبل سنتين، وبعد أن تأكد لنا أن فيه توجها جديدا ورغبة صادقة على الأسس المعروفة في العلاقات الخارجية لعمان , وجدنا أننا مطمئنون أن نقول أهلا وسهلا بهذه العلاقات التي إن شاء الله تسهم بطريقتنا المتواضعة للسلام في جميع مناطق العالم إن شاء الله، وأريد أن أؤكد في الحقيقة إن الاتصالات التي جرت نعم جرت عن طريق طرف ثالث ولكن ليس عن طريق دولة خليجية أبدا , وليكن هذا مؤكد كل التأكيد, إن الطرف الثالث من خارج هذه المنطقة خروجا كليا, لا حاجة لذكره الآن, ولكنه صديق للطرفين, ولكن أعود فأؤكد أنه لم تكن أية وساطة أو حدث أي شيء بواسطة دولة من دول المنطقة .
بعد مضي سنتين قلنا واطمأنت أنفسنا لهذا التوجه الجديد وصار الاتفاق على أن وزير الدولة للشئون الخارجية العماني يجتمع بزميله وزير الدولة للشئون الخارجية للاتحاد السوفييتي في نيويورك وهي أرض محايدة , أرض الأمم المتحدة محايدة ومحل مناسب .
وكان اللقاء مرتب مع وزير الخارجية السابق , ولكن بحكم انتقاله إلى منصب آخر , فكان مع وزير الخارجية الجديد , والقرار كان مسبقا على أن المقابلة بين الوزيرين ستتوج الاتصالات التي جرت ويكون الإعلان فيها، والحمد لله تم , وأعتقد أن عمان دائما وأبدا سيكون صدرها مفتوحا لمن يريد أن يمد يد الصداقة لها على أسس الاحترام المتبادل .. شكرا .
– جريدة أخبار عُمان :
● مولاي صاحب الجلالة ؛ ينتظر العالم بمزيد من الترقب اجتماع القمة الذي سيعقد في نوفمبر بين رئيسي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي, ما هي رسالة جلالتكم لقادة الدولتين الأعظم خلال هذا اللقاء ؟
– جلالة السلطان :
○○ شكرا لاتاحة الفرصة بسؤالك هذا لأن أوجه رسالة أو أقول كلمة , حقيقة مختصرة تحمل كل المعاني , أنا آمل وأتمنى أن يكون اجتماع الرئيسين أو القطبين في الشهر القادم سيسهم في تدعيم الأمن والاستقرار في العالم، إنهما سيعملان من أجل السلام في هذا العالم, إنهما سيعملان من أجل الإنسانية وإنهما سيضعان الخلافات السياسية والأيديولوجية جانبا ويعملان من أجل خير البشرية, هذه حقيقة الكلمة التي أريد أن أقولها مختصرة ولكن تفي بالمعاني
– جريدة عُمان أوبزيرفر:
● وهو عن التراث العماني .. حظي التراث العماني بعناية خاصة من لدى جلالتكم وقد قطعت خطوات إحياء هذا التراث تقدما كبيرا ليكون منهلا من مناهل العمل في سبيل بناء الحضارة العمانية , ما هو الدور الذي ترونه جلالتكم لكي يأخذ هذا التراث مكانه في صياغة شكل الحياة على الأرض العمانية في اليوم والغد ؟ شكرا .
– جلالة السلطان :
○○ من المعروف , وهذه كلمة تقال دائما ولا بأس أن نقولها , بأن الذي ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل , وأن من انتسى تراثه وتاريخه لا بد أن ينساه الناس , يصبح كالإنسان الذي لا يعرف أبويه ويصبح مشردا لا أحد يعرف شيئا عنه ولا أحد يعرف أصله ويكون ـ كما نقول ـ طفيليا , ومن هذا المنطلق كان اهتمامي أنا الشخصي واهتمام حكومة السلطنة وأيضا اهتمام الشعب العماني ككل بتراثه وتقاليده فهو ينظر إلى ماضية ليستمد منـه مستقبله , حاضـره يعيشه , لكن القصد همـا جناح الغابر وجناح المستقبل , وبهذا يكون الإنسان العماني قد عمل على أن المدنية فيها من خير وشر أحيانا لا تفقده هويته ,وهذا من أهم الأمور للاهتمام بالتراث , التراث هو الإنسان ذاته قبل كل شيء, لأن الإنسان يصنع القلاع وهو يصنع السفن وهو الذي يسخر كل هذه الأمور , والإنسان ذاته هو التراث إذا كان فكره مبدعا وهذا الإبداع له جذور متأصلة ودائما يريد أن يبدع فلا بد له أن يرجع إلى الأسس التي أرتكز عليها إبداع أجداده وأسلافه , ليبني ويطور وينظر إلى الأمام بثقة , فدور التراث في عمان، هو دور حضاري ولا شك ليس مقتصرا فقط على ترميم القلاع والحصون وكتابة التاريخ والتنقيب عن الآثار, إنما هذا كله ينصب في الإنسان نفسه حتى يشعر أنه يجب أن يكون كذلك مبدعا كما أبدع الذين سبقوه, فمن هنا نكون تمسكنا بكل القيم التي يجب أن نتمسك بها وأن أبناءنا عندما يشبوا وينظروا من حولهم لا يجدون هناك فرعا كما حدث في كثير من الشعوب عندما شب شبابها وجدوا الفراغ ولذلك نجدهم الآن مشردين أو إرهابيين أو .. أو .. وهذا مما يسبب متاعب كثيرة في عالمنا هذا للأسف.. والحمد لله لا يوجد هذا في بلادنا , أنا أضرب مثال ولو انه فيه شيء من المدح للبلاد , الأجانب , المفكـرون , والسياسيون , عندما يأتون هنا هم دائما ما يلفت نظرهم كيف استطعتم أن توفقوا بين الحاضر والمـاضي ؟ كيف استطعتم أن توفقوا بين النهضة التي أنتم فيها وكما يسميها البعض طفرة يعني النهوض والتطور , ولكن الشاب والإنسان العماني بقى غير طائش ولم يخرج عن تقاليده , فهذا هو دور التراث الحضاري في الإنسان ,وأنا دائما أقول إننا تمسكنا بهويتنا وبما يصلحنا ما نسينا أنفسنا في خضم هذا التطور , والكثيرون يحسدوننا على هذا ولذلك يجب أن نتمسك به أكثر فأكثر , وأكرر القول أن التراث هو الإنسان ذاته وأنه عندما يطور فكره ويبدع هو بنفسه يصبح التراث نفسه .
– وكالة الأنباء العمانية :
● مولاي حضرة صاحب الجلالة .. دخلت الحرب العراقية ـ الإيرانية عامها السادس دون وجود بوادر تشير إلى نهاية قريبة لها , فهل ترون جلالتكم أن هناك مؤشرات لإنهاء هذه الحرب ؟ شكرا .
– جلالة السلطان :
○○ بلا شك أن الكل يأسف لاستمرارية هذه الحرب بين طرفين مسلمين أولا , وجارين يربطهما تاريخ طويل عريض , وأن تكون هاتان الدولتان جارتين كذلك لنا نحن في المنطقة , وعندما يلتفت المرء حوله صراحــة يجد أنه لا جدوى ولا معنى لاستمرارية هذه الحرب أبدا , إراقة دماء وإهدار أموال .. الخ . لذلك أناشد الطرفين أن يضعا الخلافات جانبا ويريا طريقا فيه النور ليجلسا على مائدة ويحلا مشاكلهما بالطرق السليمة التي ترضي الله وعباده , ولا شك أنه عندما تتطور المشاكل والمصاعد بين البلدين إلى هذا الحد فيه إحراج للطرفين إنهما بكل سهولة يقولان خلاص أنهينا اليوم كل مشاكلنا ونجلس , ولكن لا بد هناك من مساع جادة من أطراف كثيرة في عالمنا هذا يهمها أن ترى نهاية لهذه الحرب , وأنا لا شك في أن كل هذه الأطراف تسعى ولكن الأمل كبير في اللجنة المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي بأن يكون لها إيجابي في إنها هذا الحرب , هذه هي ربما الشيء الوحيد الذي أرى فيه بصيصا من النور والأمل الذي باستطاعته أن يعمل شيئا وأن تكون هذه اللجنة مدعمة من جميع الأخوان العرب والمسلمين وكل من لهم مصلحة في أن يروا الاستقرار في هذه المنطقة والعالم ككل , فعسى إن شاء الله , ندعو الله أن اللجنة المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي أن يوفقها الله وأن تجد حلا لهذه المـأساة.
– جريدة الوطن:
● الخلافات العربية كانت السبب حتى الآن في عدم وجود أي موقف أو عمل عربي مشترك تجاه القضايا الأساسية لأمتنا العربية .. هل لجلالتكم إلقاء الضوء على الأرضية التي يجب أن يلتقي عليها الزعماء العرب للخروج بنتائج عملية وواقعية تخدم المصلحة العليا للأمة العربية ؟ شكرا
– جلالة السلطان :
○○ في الحقيقة هذه أمنية نحلم بها أن تتحقق وأن نرى العرب وقد كذّبوا هذه المقولة, ولكن للأسف للآن لم يكذبوها , وإنما يجعلون الناس الذين يقولوها يصدقونها أكثر , للأسف نظرة عدم الثقة هذه الموجودة عند الكثير من الأخوان العرب, نظرتهم لبعضهم البعض إن الواحد يعمل حاجة على حسابي وهذا يعمل للآخر على حساب آخر , ولو نبذنا كل هذه الأمور, وأعتقد لو كان هناك نوع من المؤتمر غير الرسمي أو مؤتمرات غير رسمية, يعني يقعدون فيها يتحدثون بصراحة ويشربون الشاي مع بعض وفناجين القهوة مع بعض ويخرجوا يتفسحوا مع بعض في حديقة مملوءة بالزهور والأشجار والخمائل في جو هادئ , يكون أفضل من هذه المؤتمرات , التي أولا لا يحضر لها التحضير السليم الكافي وتخرج عكسية في كثير من الأوقات وسلبية إلى حد نضحك العالم علينا , ربما تكون هذه الأشياء أفضل وهذه الأشياء تسبقها اجتماعات ودية بعيدة عن الأنظار يحددون وقتا يأخذون فيه عطلة في منطقة جميلة خالية من التوترات تسبقها تمهيدات , يجتمع رؤساء الوزارات في وقت ويمهد قبلهم وزراء آخرون ربما يكون هذا هو الحل الأفضل ولكن هذا لا يفيد ما لم نر هناك أرضية , وأرضية مدروسة يجب أن نجادل بعضنا البعض بأمور مدروسة وليس جدال عشوائي , لأنه لو استمر هذا الجدال العشوائي ــ حتى ولو كان في محل هادئ ــ ربما يزيد الطين بلة ولن يكون له المردود الطيب , فعندما أجادل واحدا بطريقة غير مدروسة فسيجادلني بطريقة غير علمية وغير مدروسة وليست واقعية وليست مبنية على حقائق .. فعندما تكون مبنية على دقائق سيكون هناك صدق .. ولا يمكن أن تكون صادقا ما لم تكن لديك حقائق .. وعندما تتهم أخاك بشيء وهو يقول شيء آخر وليست لديكم حقائق فلن يكون الأمر مجديا .. وإذا استطعنا إيجاد هذه الركيزة ربما يكون هناك خيـر .
– وكالة الأنباء العمانية :
● ما زالت الأمم المتحدة هي المنبر الدولي الأكبر في العالم , ورغم ضعفها الواضح فإن الكل يتمسك بها كطوق نجاة أخير , وفي ذكرى أربعين عاما على إنشائها , كيف ترون جلالتكم دور الأمم المتحدة في هذه المرحلة , وما هو مستقبلها ؟
– جلالة السلطان :
○○ لا شك أن وجود مؤسسة أو منظمة مثل الأمم المتحدة هو شيء لا بد منه ومستحب ويجب أن يبقى.. لآن الأمم المتحدة لها جوانب متعددة إنسانية ومساعدات كثيرة غير عن جانبها السياسي المعروف وهو المتعلق بالمشاكل العالمية .. لها جوانب أخرى, حقيقة كثيرا ما لا يتحدث عنها ولكن فائدتها كبيرة خاصة في الجوانب التي تخدم الإنسان وبالذات بالنسبة لبلدان العالم الثالث.
وحتى هذا الجانب يجب أن يلقى دعم جميـع الأعضاء , فبدون هذا الدعم لن تفعل الأمم المتحدة شيئا. ومن هنا نأمل أن بعض الدول التي تهدد بالانسحاب من بعض المنظمات أو المؤسسات الخاصة بالأمم المتحدة أن تغير رأيها وتبقى لأن في هذه المؤسسات خدمة للإنسانية .. فإذا كان هناك الهيكل أو السياسية , لبعض هذه المؤسسات لا ترضي الكل فإنه يمكن حدوث التكيف لتكون مرضية للكل .
أما عن المشاكل السياسية فالأمم المتحدة تعد متنفسا للدول في الجمعية العامة في التعبير عن الاحتجاج ,وأحيانا تكون هناك فائدة للطرفين في نزاع ما أن يتفقا على أن يطلبا من الأمم المتحدة أن ترسل قوات حفظ السلام ومن هذه الناحية تفعل الأمم المتحدة بقدر الإمكان ولا تستطيع أن تعمل أكثر من هذا .
أما مستقبل الأمم المتحدة فلا نعتقد أن يكون مستقبلها غير حاضرها , فهي مؤسسة تتكون من عدة دول أو أكثر دول العالم, ودول العالم هي هي لن تتغير ولذالك أعتقد أن الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة هو الدور الذي يمكن أن تلعبه ولعبته ولا أظن أن هناك دورا آخر بإمكانها أن تلعبه .