جريدة عمان
05 ديسمبر 1978
السنة السابعة – العدد 469 المجد السادس
جلالة السلطان لصحيفة (صدى لبنان) البيروتية
*السلطنة تحرز تقدما سليما في المجال الاقتصادي.
*تأثير إيجابي لنتائج مؤتمر القمة في مستقيل التضامن العربي.
*كل الأدلة تشير إلى أن الحكم العدني يبدو أكثر ميلا إلى متابعة الموقف العدائي تجاه السلطنة.
أدلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم بحديث إلى صحيفة (صدى لبنان) اللبنانية اليومية حدد فيه جلالته بوضوح موقف السلطنة من أحداث الجارية في الخليج والمنطقة العربية ..وفيما يلي نص الحديث:
مستقبل السلطنة الاقتصادي على ضوء برامج التنمية
المحرر: كيف تنظرون جلالتكم إلى مستقبل السلطنة الاقتصادي على ضوء برامج التنمية الشاملة الجاري تطبيقها في بلادكم؟
السلطان: تحرز السلطنة تقدما سليما في المجال الاقتصادي ضمن إطار خطة التنمية الخمسية الوطنية وهي تقوم على أساس تنويع قاعدة السلطنة الاقتصادية عن طريق مقدراتنا المدنية وغيرها بالإضافة إلى موارد النفط الحالية.
التضامن العربي بعد قمة بغداد
المحرر: ماهي في رأيكم آفاق التضامن العربي بعد قمة بغداد؟
السلطان: إن المقررات التي توصل إليها مؤتمر القمة في بغداد تدل على شعورعام تشارك فيه الدول العربية بضرورة تذليل الخلافات بين العرب والتوصل إلى موقف موحد تجاه التطورات الراهنة في الشرق الأوسط . وفي هذا الصدد توصل مؤتمر القمة إلى نتائج طيبه ومحسوسة سيكون لها دون شك تأثير إيجابي في سبيل مستقبل التضامن العربي بعد مؤتمر القمة.
سلبيات كامب ديفيد وإيجابياتها
المحرر: وقفت سلطنة عمان من اتفاقيات كامب ديفيد موقفا يتلخص في أن هذه الاتفاقات لا تخلو من الإيجابيات.. هل لجلالتكم أن توضحوا للرأي العام العربي إيجابيات اتفاقيات كامب ديفيد وسلبياتها؟
السلطان: تتيح اتفاقيات كامب ديفيد للمرة والأولى مجالات: أولا – لعقد معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل ، ثانيا – للسلام في الشرق الأوسط و الاتفاقية الأولى هي ثنائية بطبيعتها ، وباستثناء ضرورة إيجاد رابط رسمي بينها وبينها وبين الاتفاقية الثانية. وهذا ما تسعى مصر إلى تحقيقة بلير هاوس الحالية.. فإن المرء يكاد لا يشك في حسناتها.. أما الاتفاقية الثانية فمتعددة الأطراف مع وجود القضية الفلسطينية في جوهرها. أما الجدل حول ما يمكن اعتباره من الإيجابيات أو السلبيات في هذه الاتفاقية فمفهوم امره ، ولكنه يكاد لا يكون في موضعه ما دامت هناك قضايا مهمة عالقة من غير حل ، ومتروكه للاتفاق عليها خلال عمليه التفاوض. وعلينا أن نذكر أن هذه ليست سوى إطار للسلام وليست معاهدة نهائية للسلام. وبما أن الاتفاقيه تنص على تسوية عادلة وشاملة ودائمة على أساس قراري مجلس الأمن (242 ، 338) فهذا يعني إحدى نقاطها والإيجابية.
العلاقات بين عمان واليمن الجنوبي
المحرر: ما هو الضوع الراهن للعلاقات بين السلطنة واليمن الجنوبي؟ وهل هناك أي أمل في تشهد هذه العلاقات مرحله من الانفراج؟ وما هي في رأي جلالتكم شروط ذلك؟ وهل ما يزال لعدن أي نشاط معاد للسلطنة على حدودها الجنوبية؟
السلطان: أقول بصراحة: إنه ليس تمة من جديد إيجابي بطبيعته في الوضع بيننا وبين اليمنيين الجنوبيين يمكننا على أساسه التطلع إلى أي تحسن في العلاقات. والواقع أن كل الأدلة الحديثة تشير إلى أن الحكم العدني يبدو اكثر ميلا إلى متابعة الموقف العدائي تجاه السلطنة الذي كان يتبعه منذ سنوات. أما نحن من جهتنا فلا نريد من حكومة اليمن الجنوبية أكثر من الكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية وان تحترم حسن الجوار باعتبار هذين الأمرين شرطين مسبقين لتحسين العلاقات.. وبالنسبة إلى نشاط عدن العدائي على حدودنا الجنوبية فقد استطعنا بسط سيطرتنا الكاملة بحيث نجعل مثل هذه المحاولات صعبة جدا وباهظة التكاليف للمعتدي.
السلطنة واضطرابات إيران
المحرر: إلى أي مدى يمكن أن تتأثر السلطنة باضطرابات الوضع في إيران؟ وما هي الجهة التي يمكن تستفيد أقصى الفائدة من هذا الاضطراب؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبعث هذا الاضطراب فكره في (أمن الخليج) من جديد؟
السلطان: من الواضع أن أية اضطرابات على نطاق واسع في أي بلد يحتمل أن تحدث ردود فعل نطاق إقليمي إلا أثنا نعتقد أن الأحداث الأخيرة في إيران عرضية فقط وأن جلالة الشاه سيجتازها قريبا بما عرف عنه من حكمه وبعد نظر ببلاده هذه الفترة العصيبة ولا شك إطلاقا في أن كل من يهتم من صميم قلبه برخاء هذه المنطقة وأمنها يأمل مخلصا في أن تعود قربا الطمأنينة والاستقرار إلى إيران التي تربطها بهذا البلد خصوصا روابط وثيقة جدا من الصداقة والتعاون الأخوي.