جريدة عمان
15 مايو 1992
فيينا – العُمانية: دعا حضرت صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم إلى (ضرورة العمل على وضع الأساس المتين للسلام الدائم في منطقة بعد مرارة الأحداث المأساوية التي عاشتها المنطقة قبل أكثر من عام).. وأكد جلالة السلطان المعظم: (أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تتقدم الآن نحو السلام المنشود وإنها قررت مبدأ تعزيز دفاعاتها الذاتية، وبعد ذلك لا تُمانع في مساعدة الأصدقاء لها).
وشدد جلالته – حفظه الله – في حديث لصحيفة (كورير) النمساوية على أن (الأمر الأساسي هو الاعتماد على الذات وليس على الآخرين)، وقال جلالته: (نحن نحتاج إلى رادعنا القائم على قوتنا الذاتية). وأكد جلالة سلطان البلاد المفدى مجددا (إيمان السلطنة الراسخ وانطلاقا من مبادئها الأساسية بأن جميع الخلافات يجب أن تُحل بالمفاوضات وليس بالصراع المسلح، وقال جلالته في هذا الصدد لقد كُنا نأمل أن يُحل الخلاف بين الكويت والعراق من منطلق هذا المبدأ ولذلك أيدنا قرارات الأمم المتحدة).
وأعرب جلالته – حفظه الله ورعاه – عن أسفه أن كل تلك الجهود فشلت وقمنا بواجبنا إثر ذلك نحو الأشقاء الذين تأثروا مباشرةً).. ونبه جلالته إلى: (ضرورة النظر الآن إلى المستقبل والعمل بإصرار وعزم على تحقيق السلام الدائم)، وقال: (إن هذا ما تفعله عُمان وبكل ما تستطيع).
وحول قوات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعرب جلالة السلطان المعظم عن (اعتقاده بأن الهيكل لهذه القوات متين بدليل أن هذه القوات خاضت تجربة ذلك الموقف الخطير بنجاح خلال عاصفة الصحراء وقرر قدادة المجلس تشكيل اللجنة الأمنية العليا) التي ترأسها جلالته، وأشار جلالته إلى ذلك فقال: (إن هذا دليل على جدية في العمل على تعزيز القوة الذاتية، وأمامنا الكثير ولكن المهم توفير التصميم ونحن في مجلس التعاون نعمل على تعزيز التعاون فيما بيننا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية).
ورداً على سؤال حول قيام دول مجلس التعاون بتشكيل مجموعة على غرار المجموعة الأوروبية أعلن جلالته عدم اقتناعه بنقل النماذج من الآخرين، ولكنه يمكن الاستفادة من التجربة، مضيفا جلالته: (نحن في مجلس التعاون الخليجي لدينا رؤيتنا الخاصة ولدينا القضايا الخاصة بنا والتي تختلف عن قضايا دول المجموعة الأوروبية).
ونوه جلالته في حديثه بالأمم المتحدة، وقال: (إن أحداث العام الماضي أثبتت أن الأمم المتحدة قد تحركت بسرعة ونجاح وتواجد قوات الأمم المتحدة في المنطقة يعتمد على التطورات).
وحول اتفاقيات كامب ديفيد التي أيدتها السلطنة من بين دول قليل في المنطقة أعرب جلالة سلطان البلاد المفدى عن (اعتقاده بأن اتفاقيات كامب ديفيد كانت إيجابية وتاريخية في توجهها)، وقال جلالته: (إن المهم اليوم التركيز على إنجاح مفاوضات السلام حتى يتحقق السلام العادل وينهي مأساة الشعب الفلسطيني)، وأعرب جلالته في هذا الصدد عن (تفاؤله خاصةً بعد أن جلست الأطراف حول طاولة المفاوضات)، ودعا جلالته إلى (عدم فقد التوازن من طول عملية التفاوض لأن طريق السلام هو الأطول والأصعب)، مؤكداً أنه (إذا توافرت النوايا الحسنة فإن السلام سيتحقق).
وحول تذبذب أسعار النفط قال جلالته: (إن السوق النفطي المتأرجح والاعتماد على سلعة النفط يُصَعبُ علينا أعمال التخطيط السليم)، وقال جلالته: (إنه منذ أن تولى مقاليد الأمور في البلاد وهو يعمل على تحقيق هدف تنويع مصادر الدخل القومي)، مؤكدا جلالته: أن(هذا هو الطريق السليم والصائب الذي بدأ بالفعل يعطي ثمار هذه السياسة)، ونفى جلالته أن يكون (هناك تخطيط لانضمام السلطنة لعضوية منظمة الأوبيك)، وأكد جلالته أن (السلطنة تتعاون تعاونا كاملا مع دول منظمة الأوبيك، وتفضل الاحتفاظ بحرية الحركة).