جريدة عمان
03 مايو 1981
أدلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بحديث صحفي لمجلة ( المستقبل) الصادرة أمس في باريس تناول فيه عدداً من القضايا العربية والدولية التي تبرز الآن على الساحة الدولية ويدور حولها وبشأنها الكثير من الجدل والحوار السياسي . وفي بداية حديثه للمجلة تحدث جلالته عن النموذج العُماني للديمقراطية وكيف أن حكومة صاحب الجلالة تعمل لمصلحة هذا البلد وتنتقل من خطوة إلى خطوة أخرى تليها على الطريق لتصل إلى الهدف المنشود في إطار سليم ومدروس .
ثُم انتقل جلالته في حديثه السياسي الهام إلى موضوع الخبرات الأجنبية في عُمان الذي طرحه للحوار مندوب المجلة وقال جلالته في وضوح وصراحة : ( إننا في عثمان لا نخفي شيئا في سياستنا وليس لدينا عُقد بالقدر الذي يملكه غيرنا ). وقال جلالته : ( ليس هناك دولة في العالم لا تحتاج إلى خبرات أجنبية حنى الاتحاد السوفياتي وهو الدولة العظمى يحتاج إلى خبرات الغرب في الكمبيوتر والتكنولوجيا الدقيقة ونحن كعمانين وكعرب نحتاج إلى سنوات طويلة حتى نتقن هذه الخبرات ). واستطرد جلالته موضحا هذا الموضوع فقال إن كل الخبرات الموجودة في عُمان هي خبرات استشارية والقرار والتنفيذ بيد العُمانين ). وقال جلالته : (إنني أشعر بكثير من الرضا بما حققته عُمان في هذا المضمار وقد قطع أبناء شوطا طويلا في مجال التحصيل والعلم). وانتقل جلالته بعد ذلك إلى الوضع في منطقة الخليج وموضوع التعاون الخليجي : ( لقد جرت محاولات سابقة في هذا الصدد منذ 1974 ، ولكن لم يُكتب لها النجاح ، وحين أُعيد طرح فكرة التعاون الخليجي مجددا في قمة عثمان وافقنا عليها فورا وأيدناها وحين أصبح لدينا ورقة عمل في الطائف استجبنا لها وأوليناها اهتماما كبيرا).. وأشار جلالته إلى أن (أهم شئ في فكرة مجلس التعاون الخليجي هو موضوع الأمان الجماعي الخليجي لأن الخطر الذي يهددنا واحد مهما أطلقنا عليه من تسميات متعدده لذلك كان لابد من القيام بجهود منسقة لدرء خطر والوقاية منه فالدور الأمني لمجلس التعاون الخليجي دور رئيسي بالنسبة لعُمان ولدول الخليج).
ورداً على سؤال حول دور عُمان في المنطقة في ظل الظروف التي تمر بها والصراعات السياسية من حولها قال جلالته: ( لقد تعودت عثمان أن تعلن سياستها بكل صراحة وليس عندها سياسة في الخفاء وسياسة في العلن ). وقال جلالته : ( إن المنطقة مهددة من كل الجوانب .. الاتحاد السوفياتي في أفغانستان واليمن الجنوبية قاعدة عسكرية سوفياتية بكل معنى الكلمة وآلاف الجنود الكوبيين موجودون في أثيوبيا).ومضى جلالته يقول : ( أننا بوابة الجزيرة العربية وطريق النفط وتستطيع أية طائرة في القرن الإفريقي أو في كابول أو في طشقند أن تطير 450 ميلا بحمولة الألغام البحرية في مضيق هرمز فيقفل المضيق ،ويختنق شريان الغرب الاقتصادي. والأمر الذي يمنع مثل هذا العمل هو معرفة أننا أصدقاء للغرب ولابد من وجود توازن يمنع مثل هذه الأعمال العدوانية المحتملة). وأضاف جلالته –حفظه الله – إننا لانقدم قواعد عسكرية ولكننا نقدم تسهيلات وهي تعني تحسين وتوسيع مطاراتنا وموانئنا ومرافقنا لتصبح لديها القدرة على استيعاب الخدمات المطلوبة منها وفي النهاية كل شئ يبقى في أرض عُمان وفي مصبحة عُمان).. وحول الحرب العراقية –الايرانية قال جلالته : ( لقد طالت هذه الحرب وليس في صالح أحد ان تطول أكثر لا العراق ولا ايران حلا لهذه الحرب يضع نهاية مشرفة لها ويعطي كل ذي حق حقه)…