جريدة عمان
29 مايو 1990
العُمانية: أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم مساندة السلطنة للشعب الفلسطيني وقال: (إننا نؤمن بعدالة كفاحه من أجل تحقيق حقوقه المشروعة وجدد جلالته ما سبق أن أكده من مواصلة ومساندة وبذل كل الجهد حتى يتسنى بحث ودراسة كافة الحلول الممكنة لحل القضية الفلسطينية حلا عادلا.
وقال جلالته: (إن النهج السياسي الذي أكدته السلطنة في أكثر من مناسبة يستهدف إقامة علاقات مع جميع الدول بغض النظر عن أنظمتها السياسية على أساس مبدأ عدم التدخل) وأعرب جلالة السلطان المعظم عن سعادته بأن (هذه السياسة قد أثبتت نجاحها) مشيرا إلى العلاقات الممتازة القائمة حاليا بين السلطنة ودول المنطقة من ناحية وبين السلطنة ودول العالم من ناحية ثانية.
وحول استقرار الوضع في المنطقة قال جلالة السلطان المعظم: (إنه منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتعاون بيننا وبين الدول الأخرى في المنطقة يحقق تقدما ملحوظا ويجني نتائج هامة في كافة المجالات).
وعلى الصعيد الدولي فإننا نتحدث بصوت واحد، وأعرب جلالته في هذا الشأن عن اعتقاده بأن دول المجلس تقدم بذلك مثالا لتعاون بناء إلى عالم تأخر في أن يدرك أن هذا هو السبيل الوحيد المعقول للاستمرار.
وتحدث جلالته عن الاستقرار السياسي فقال إنه يعتمد في المقام الأول على وجود اقتصاد سليم ولكي نعزز اقتصادنا فإننا بدأنا تنويع مصادر الدخل وهي العملية التي بدأها أيضا أشقاؤنا في مجلس التعاون.. وقال: (إن هذا الأمر هو الذي يكمن فيه الأساس المتين للاستقرار في المستقبل).
وقال جلالته في حديث لمجلة (بانورما الإيطالية) في عددها الأخير: (إنه في غضون العشرين عاما الماضية استطعنا أن نصل إلى نتائج بمقدور المرء أن يلمسها، فالآن يتمتع أبناء الشعب بالرعاية الطبية المجانية التي تضاهي ما هو موجود في الدول الأخرى المتقدمة، كما أصبح بمقدور جميع أبناء عُمان أن يلتحقوا بالمدارس والجامعات، وأصبح اقتصادنا الذي أُقيم على هذه الأسس اقتصادا سليما).
وقال جلالته – حفظه الله –: (إنني أعتقد بالنظر إلى المستقبل أن الشعب مقبل الآن صوب حياة أكثر ازدهارا وسعادةً)، ونوه جلالة سلطان البلاد المفدى في حديثه بالأسلوب الذي اتبعه في المواءمة بين القديم والحديث فقال: (إنني دائما أدعو أبناء الشعب إلى قبول الجديد عندما يكون مفيدا ومعاوناً للبلاد، وأن يرفضوه إذا كان ضاراً بها).
وقال في هذا الشأن: (إننا نحن العُمانيين نولي أهمية كبيرة لتاريخنا ولتعاليم ديننا وقيمنا الأخلاقية التي هي جزء من أسلوب حياتنا).. وأعرب جلالة السلطان المعظم عن شعوره بالارتياح لما حققته السلطنة من تنمية وبناء عصري .. وقال: (إنني أشعر بقدر كبير من الارتياح عندما أعلمُ أن شعبي سعيد بما تم تحقيقه من رفاهية وازدهار غير أنني أُدركُ أنه من الضروري أن نواصل جهودنا للتمسك بما تحقق بالفعل من نتائج ولمزيد من التحسن لأحوالنا المعيشية).
وقال جلالته: (إن هناك الكثير الذي لا يزال من المتعين علينا أن نحققه)، مؤكدا أن المسيرة سوف تستمر من أجل استمرار وازدهار الشعب العُماني.. وحول عملية التعمين تُعد من القضايا الرئيسية قال جلالة سلطان البلاد المفدى: (إن التعمين هو السمة الرئيسية في سياستنابما تمليه من أولوية أولى.. وإنه منذ أن بدا اقتصادنا في التوسيع ومنذ أن قررنا التنوع زادت فرص العمل وبالتأكيد يتعين علينا أن نستمر في الحاجة إلى العمالة الأجنبية لبعض الوقت إلا أنه يجري استبدال المهن أو الموظف الأجنبي بآخر عُماني بمجرد أن يكون الآخر مؤهلا وقادرا بالقدر الكافي على أن يأخذ مكانه).
وأعرب جلالته في هذا الشأن عن شهوره بالارتياح للأسلوب الذي تسير عليه عملية التعمين في البلاد وطال جلالة سلطان البلاد المفدى أبناءه الشباب أن يدركوا أن العمل أمر أساسي، وأن التعليم ليس هو نهاية الأمر، وأن كافة أنواع العمل هي مهن شريفة.. وأشار جلالته إلى أن عملية التعمين لا يمكن أن تتحقق كليةً في طرفة عين إذا كان هدفنا هو حماية وصيانة النتائج التي حققتها بلادنا بعد جهد وعناء.