جريدة عمان
17 اكتوبر 1990
أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله – أن التعمين بدأ يسود كثيراً من مجالات الأنشطة في السلطنة حيث وصل في أغلبها إلى تسعين في المائة من حجم العمالة، وقال جلالته في حديث أدلى به لمجلة (ليدرز الأمريكية) نشرته في عددها الأخير: (إن هذا يدعو إلى الشعور بالفخر، ولاسيما إزاء الاستجابة الفورية من جانب أبناء الوطن للاضطلاع بدورهم في بناء وطنهم والنهوض به). مؤكدا جلالته أن التعليم هو السبيل لجعل المواطن العثماني مؤهلا للاضطلاع بدوره في خدمة وطنه من منطلق أنه ليس نهاية المطاف، ولكنه وسيلة للحصول على فرصة العمل العمل المناسبة لكسب لقمة العيش، وخدمة الوطن. وحول جهود السلطنة خلال السنوات الأخيرة لتنويع مصادر الدخل القومي، والتقليل من الاعتماد على البترول واستغلال ما تزخر به السلطنة من موارد أخرى وتعزيز الاستثمارات الخارجية، وقال جلالته: ( إن الباب مفتوح دائما لكافة أنواع الاستثمار في عُمان ولا سيما بعد أن بدأت السلطنة بالفعل في استغلال ما تنعم به أراضيها من معادن أخرى غير البترول، فضلا عن تشجيع قطاعات أخرى كالسياحة).
وأكد جلالة السلطان المعظم أن المجال مفتوح أمام استثمارات مكثفة في مجالات الزراعة والثروة السمكية والصناعات الخفية والمتوسطة مشيرا جلالته إلى حرص الحكومة على الاهتمام بالصناعات المفيدة للبلاد في هذه المرحلة..
وحول جهود الحكومة الرشيدة للحفاظ على الثقافة العُمانية ولا سيما في ظل السياسة الجديدة لتشجيع السياحة الخارجية؛ أكد جلالته حرص الحكومة على الملائمة بين تشجيع السياحة من ناحية والحفاظ على التراث والقيم العُمانية الأصلية من ناحية أخرى.. وحول رؤية جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم للمدى الذي وصلت إليه الاستثمارات في السلطنة بعضويتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعرب جلالته عن أمله في أن تسود المنفعة المشتركة بين الدول وأشار جلالته إلى أن الدول والشركات مدعوة للمزيد من الاستثمارات داخل السلطنة مؤكدا أن السلطنة بها فرص فريدة لمساهمات في الاستثمارات الخارجية بشروط ميسرة.
وعن الأساليب التي تتبعها السلطنة في الوقت الراهن من أجل مزيد من التعاون مع كل المجموعة الأوروبية ودول أوروبا الشرقية أشار جلالة السلطان المعظم إلى اللجنة التي تشكلت من عدد من وزراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تشكلت بالفعل لبحث سبل الاستجابة للوضع الجديد في أوروبا الشرقية والغربية مؤكدا من ناحية أخرى ضرورة البحث عن سبل لتعزيز التفاهم والتعاون بين دول مجلس التعاون والمجموعة الأوروبية نظراً لتوفر المناخ الناتج عن التغييرات الراهنة لإقامة تعاون دولي قائم.. ورحب جلالة السلطان المعظم بالوضع الجديد الذي يسود العالم والعلاقات الطيبة القائمة في الوقت الراهن بين القوتين العظيميين مؤكدا جلالته في الوقت نفسه ضرورة توفير وسائل استتباب الأمن وعدم الاسترخاء ولاسيما على ضوء التطورات الإقليمية الراهنة.
وكانت مجلة ليدرز الأمريكية قد نشرت حديث جلالة السلطان المعظم مسبوقا بمقدمة طويلة خصصتها للحديث عن النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات وعلى مدى العشرين عاما الماضية بقيادة جلالة السلطان المفدى. وقالت المجلة: (إن ما فعله جلالة السلطان لبلاده طوال نحو عشرين عاما مضت يفوق ما يفعله كثيرون طوال حياتهم، ونوهت المجلة بالأسلوب الذي ينتهجه جلالة السلطان المعظم في غدارة شؤون البلاد طوال السنوات العشرين الماضية حتى الآن، والذي حاز على إعجاب واحترام أبناء شعبه الوفي وحرص جلالته على التشاور المستمر بينه وبين أبناء الوطن في مختلف ولايات السلطنة للوقوف على متطلبات واحتياجات المواطن العماني، وتذليل ما يعترض سبيل التنمية من مشكلات ومصاعب مضطردة لتأكيد وإرساء دعائم المجتمع الحديث في عُمان.