إخواني أصحاب السمو.. معالي الوزراء..
يسعدنا أن نرحب بكم في هذا اللقاء الأخوي في بلدكم عمان ..ونشكركم على تلبية الدعوة لحضور هذا الاجتماع لذي نرجو له التوفيق والنجاح..ان هذا الاجتماع الرابع في سلسلة اجتماعاتكم التي تهدف الى إيجاد الطرقة المثلى التنمية التقارب والتعاون الوثيق القائم بين حكوماتنا وشعوبنا من أجل الحفاظ على أمن منطقتنا وسلامتها .. الواقع أننا لسنا بحاجة الى التعريف بدور منطقتنا الهام بالنسبة للعالم وما تشكله في استقرارها وأمنها من أهمية تنعكس آثرها على المنطقة ذاتها وعلى العالم ككل ،إذ أن ذلك حقيقة واقعة معروفة للجميع لهذا فإن منطقتنا بحاجة ماسة إلى وضع أسس متينة وصلبة يتفق عليها كافة الأطراف المعنية كقاعدة لمنطلق التعاون فيما بينها في كافة المجالات بهدف الاستقرار وتأمين أكبر قدر ممكن التنمية والتطور من أجل رفاهية شعوبنا.
إن العلاقات التي تربط بين دولنا هي في الحقيقة علاقات أخوية متينة،ولقد شهدت هذه العلاقات خلال العامين الماضيين تطورا ووثوقا نتيجة للتفاهم المتبادل والسياسات الحكيمة المتزنة التي تنتجها القيادات والواعية في بلداننا مما أدى الى إذابة الخلافات المترتبة بين دولنا وإحلال الثقة والتعاون والتنسيق المشترك لخدمة قضايا ومصالح المنطقة بأسرها..
إن سلطنة عمان تؤكد على أهمية التفاهم للوصول إلى صيغة متفق عليها للتعاون بين دول منطقتنا،ويهم سلطنة عمان حكومة وشعبا أن تشهد منطقتنا استقرارا وأمنا دائمين يمهدان لها السبيل التثبيت دعائم التنمية ودفع عجلتها الى الأمام..لقد ظلت سلطنة عمان تنفق الجزء الأكبر من مواردها طوال سنوات عديدة ضد الغزو الأجنبي الهدام عن طريق إحدى الدول التابعة لهم والذي كان يستهدف المنطقة كلها.. وسلطنة عمان تعرف، كما يعرف العدو بأنها خط الدفاع الأول للمنطقة، باعتبار موقعها الاستراتيجي، وبأنها المنفذ الرئيسي لها..فاذا سقطت فإن باقي المنطقة ذات الثروات الهائلة تصبح مهددة بالغزو الأجنبي الهدام أو سيطرته،وكلاهما ضرر بالغ لابد من حدوثه..ولذا فإن سلطنة عمان قامت بالتصدي لهذا العدوان ولانتصار عليه، وتحملت ما تحملته من متاعب ومشاق في سبيل أمنها وأمن واستقرار المنطقة.. وقد كان للعون والدعم الذي تلقته السلطنة من شقيقاتها في المنطقة، أثر كبير في هذا النصر ودليل
عملي للتفاعل والتعاون الإقليمي في صد هذا العدوان الخارجي، والذي حدا بنا وبكم اليوم للاجتماع لتثبيته وتدعيمه بصورة أوسع، وفي كل المجالات الأخرى، ونحب أن نؤكد أن سلطنة عمان ليست ضد أي دولة كانت، بصرف النظر عن النظام السياسي القائم فيها مادام النظام يتلاءم ورغبة الشعب في كل دول، بل تؤمن بالتعايش السلمي مع كل الدول بشرط عدم تدخلها في شؤوننا الداخلية.
اننا ننتهز الفرصة لنشكر حكوماتكم جميعا خاصة حكومة دولة الكويت على ما قامت به من جهد وتنسيق واتصالات لتحقيق هذا اللقاء التاريخي من أجل مصلحتنا جميعا..مرة أخرى نرحب بكم أجمل ترحيب في بلدكم وبين أهلكم وذويكم في سلطنة عمان متمنين لك إقامة سعيدة وكل نجاح وتوفيق في تحقيق الأهداف المرجوة من اجتماعاتكم هذه لإرساء قواعد ثابتة متينة للتعاون المثير بين دولنا من اجل المصلحة المشتركة لرفع مستوى شعوبنا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا حتى يسود الأمن ولاستقرار والرخاء.. والله المعين وعليه الاتكال(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..) صدق الله العظيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.