خطاب صاحب الجلالة
في الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة عشرة
للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
3-12-1995م
بســم الله الرحمن الرحــيم
الحمد لله والسلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه, اخواني اصحاب السمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اصحاب السمو والمعالي والسعادة أعضاء الوفود في هذا اليوم الأغر من أيام اللقاء السنوي المبارك لقادة دول مجلس التعاون يسرنا ان نرحب بكم جميعا على أرض عُمان ونرجو ان يوفقنا الله خلال انعقاد هذه القمه وهي القمة الخليجية السادسة عشرة التي تجمعنا قادة وشعوبا على طريق الأمل والعمل من أجل مستقبل اسعد لنا جميعا لنستطيع ان نضيف بعون الله الى ما حققناه بعض ما يجب علينا تحقيقة في هذه المرحلة بما يعود بالخير والرفاهية والأمن والاستقرار لشعوبنا ولمنطقتنا.
إن أهليكم هنا يجدون في هذا اللقاء التاريخي فرصة سانحة للتعبير عما يكنونه لكم من خالص الود والإخاء وما يضمرونه من مشاعر التقدير والتأييد للرغبة الصادقة التي تحدو شعوب دولنا نحو مزيد من التآخي والتقارب والتضامن والتساند وصولاً إلى الغابات السامية التي من أجلها أنشيء هذا المجلس.
وبهذه المناسبة يسعدنا ان نشيد بالجهد الكبير الذي بذله صاحب السمو الأخ الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة والمؤولون في دولة البحريين الشقيقة في إدارة أعمال الدورة السابقة للمجلس الأعلى وفي السعي من أجل انجاز مهام مجلس التعاون خلال الفترة الماضية بكل همة واقتدار.
إخواني أصحاب السمــو ..
ان ما تقوم به دول مجلس التعاون من جهد دائب متواصل وسعي دائم متكامل من أجل إبعاد منطقتنا عن التوترات والصراعات التي تشهدها الساحة الدولية وتجنيبها ما يترتب على ذلك من آثار ضارة تمتد إلى كثير من المجالات لهو أمر يستحق الثناء والتقدير.
ولقد اثبت الواقع ان انتهاج سياسة معتدلة في مضمار العلاقات الدولية والتعامل مع الآخرين, بمصداقية تامة إنما هو سلوك سليم ونهج حكيم يؤتي ثمارا طيبة تتجلى في ترسيخ قواعد الأمن والاستقرار وتثبيت دعائم الإخاء والازدهار.
كما أثبت أن التعاون الشامل بين دول المنطقة في شتى المجالات الدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبما يتناسب مع ظروف كل دول ليس مجرد رغبة تخفق بها القلوب وإنما هو ضرورة لازمة لا غني عنها وواجب حتمى لا محيص عنه إذ بدونه لا يمكن تحقيق الاهداف المنشودة التي نسعى إليها والتي ينبغي ان نعمل بكل جد ومثابرة للتغلب على ماقد يصادفها من عقبات تحول دول بلوغها او تؤخر الوصول إليها.
وبجانب هذا التعاون القائم بيننا الذي يعتبر حجر الاساس للبناء المستقبلي في المنطقة, فان التوجهات الحديثة في السياسة العالمية تقتضي تعاوناً أكبر من ذي قبل واوسع مدى بين المجموعات الدولية المتكاملة في سياستها وظروفها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وقد ادركت دول مجلس التعاون هذا المفهوم منذ البداية فشرعت في تنسيق مواقفها بشأنه وسعت من ثم إلى عقد العديد من اللقاءات مع المجموعات الاقتصادية في العالم بدءاً بالمجموعة الاوروبية وذلك بهدف دعم التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات وتطوير القدرات التقنية والمهارات الفنية والعلمية بما يخدم المصلحة المشتركة ويراعي تحقيق مزيد من المنافع المتبادلة.
إخواني أصحاب السمــو ..
ان هذه الدورة لمجلسكم الموقر تأتي في ظل متغيرات ومستجدات عديدة على الساحة العالمية أهمها ما تحقق من خطوات إيجابية في مسيرة السلام في الشرق الاوسط.. وليس بخاف ان دول مجلس التعاون قد تعاملت مع هذه التطورات بواقعية ساهمت ايجابياً في دعم ما يبذل من جهود في ذلك المضمار واذ نتمنى لمساعي السلام ان تستمر وتتنامى على كافة المسارات, فإننا نؤكد ان الســلام الذي ننشده والذي نعتقد انه سوف يوفر الاستقرار والازدهار للمنطقة والأمن والطمأنينة لجميع ابنائها, وانما هو الســلام العادل الشامل الذي يستأصل عوامل العنف ويقضي على أسباب التطرف ويرسخ قيم التسامح والتعايش السلمي والتعامل الحضاري بين الشعــوب.
ونحن من هذا المنبر نناشد كل الدول للسعي من أجل هذه الغاية والعمل على اتخاذ كل الوسائل الكفيلة بتذليل الصعوبات والعقبات التي قد تعترض طريقها.
نرحب بكم مرة آخرى متمنين لكم طيب الاقامة في بلدكم هــذا, وندعو الله العلي القدير ان يهيء لهذه الدورة كل أسباب النجاح بفضل جهودكم المخلصة وآرائكم السديدة وان يأخذ بأيدينا جميعاً إلى ما فيه خير اسرتنا الخليجية ودوام رفعتها وعزتها واطراد رقيها وتقدمها في شتى الميادين.
كما يسعدنا في الختام ان نتوجة بالشكر إلى المجلس الوزاري واللجان الوزارية الدائمة وإلى معالي الأمين العام ومساعدية والعاملين بجهاز الامانه على جهودهم الطيبة واسهامهم المشكور في الاعداد والتحضر لهذه الدورة.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرينا الحق حقاً فنتبعة وان يرينا الباطل باطلاً فنتجنبة… انه سميع مجيب الدعاء
والســلام عليكــم ورحمة الله وبركاتــه ,,,