بمناسبة اختتام أعمال الدورة الخامسة
للمجلس الأعلى التعاون لدول الخليج العربية
29-11-1984
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أصحاب الجلالة والسمو..
في هذه اللحظات المفعمة بمشاعر الود الأخوي الصادق وفي ختام أعمال الدورة الخامسة لمجلسنا يسرنا أن نعرب عن تقديرنا العميق للجهود المخلصة التي بذلت خلال هذا اللقاء والتي أسهمت في التواصل الى نتائج طيبة تعكس إدراكنا جميعا بضرورة وأهمية تطوير التعاون بين دولنا بالمستوى الذي يخدم أهدافها ومصالحها المشتركة..
لقد أنجزت مسيرتنا الأخوية على مدى السنوات القليلة الماضية خطوات مهمة أبرزت مفاهيم إيجابية لعملنا المشترك وفتحت آفاقنا للتفاعل والتكامل بين تجارب الدول الأعضاء وأرست أسسا واضحة للتنسيق والتعاون في مختلف المجالات واليوم وحيث تتطلع شعوبنا الى لقاءاتنا كسبا جديدا لمسيرتنا فإن لقاءنا هذا جاء بحمد الله وتوفيقة خطوة أخرى على الطريق تعطي للتعاون القائم أبعادا جديدة ومحتوى عمليا جديدا سواء بما تم إقراره من مبادىء أو بما تم اتخاذة من قرارات إيجابية.. تطويرا للتعاون في المجالين الاقتصادي والدفاعي وتنظيما لأسلوب عملنا المشترك في المجالات أخرى عديدة..
اننا إذ نلتقي جميعا على قناعة أكيدة بأهمية وجدوى اتخاذ المزيد من الخطوات لتنمية وتوسيع آفاق التعاون بين دولنا في سائر المجالات لخير واستقرار ورفاهية شعوبنا فإن مسؤوليتنا الجماعية نحو ضمان استمرار التقدم لمسيرتنا بكل النجاح تتطلب منا دائما وفي كل وقت الحرص على انتقاء المجالات وتربيتها وفقا لأولويتها ووفقا لطبيعة كل مرحلة ولقدرة الدول الاعضاء على استيعاب خطوات العاون لتأخذ جهودنا المشتركة طابع التركيز المستمر لإنجازما نحن بصدده من مهام ومسؤوليات على نحو يحقق المصالح الأساسية لدولنا مجتمعة وإذا كنا ندرك اليوم أن ما تحقق حتي الآن في إطار مجلسنا من نتائج ملموسة في مجالات كثيرة يبدو متواضعا بالقياس إلى طموحاتنا فإنه يعد في ذات الوقت كسبا كبيرا يتيح لنا التطلع إلى المستقبل بكل التفاؤل والثقة في قدرة مسيرتنا بعون الله لنا وبتضافر جهودنا على بلوغ ما ارتضيناه جميعا لهذه المسيرة من أهداف وعلى تحقيق طموحاتنا في توطيد التعاون وتعميق التقارب بين دولنا في كل المجالات وبكل ما يساعد على تأمين حاضرها ومستقبلها..
وعلى مستوى التطورات الراهنة في المنطقة فإننا نؤكد على أهمية المساعي الحميدة التي تبذلها دول المجلس إسهاما منها في الجهود الهادفة الى ايجاد حل يضع نهاية للحرب العراقية الإيرانية ويحقق ما نرجوه جميعا لمنطقتنا ولسائر دولها وشعوبها من أمن واستقرار..
إن العالم من حولنا يعيش الآن مرحلة تسودها أحداث وصراعات مريرة تفرز كل يوم تحديات جديدة وإذ نشيد في هذا الصدد بما تبدية دولنا من تضامن في سبيل الحفاظ على استقرارها فاننا نرغب في التأكيد على الأهمية الخاصة لمتابعة سعينا المشترك نحو تطوير مستوى التنسيق القائم بين جهودنا وقدراتنا الذاتية لنكون على الدوام في مستوى القدرة على تجنب دولنا وشعوبنا مخاطر هذه المرحلة وتمكينها من تجاوز تحدياتها وصعوباتها وتوجيه طاقاتها ومواردها لتحقيق المزيد من أهداف البناء والتنمية وليتاح لدولنا في نفس الوقت مواصلة القيام بواجبها وإسهامها الفعال لخير منطقتنا وأمتنا العربية والإسلامية والأسرة الدولية جمعاء..
سمو الأخ الشيخ جابر الأحمد الصباح…
إنه ليسعدني وأخواني أصحاب الجلالة والسمو أن نتوجه الى سموكم بأوفي عبارات الشكر والتقدير لما بذلتموه من جهد صادق في إدارتكم لأعمال هذة الدورة ولما قدمتوه من عون كبير لانجاحها كما يسعدنا أن نعرب لسموكم وللحكومة والشعب الشقيق في دولة الكويت عن وافر الشكر وعميق الامتنان لكل ما أحطنا بة في بلدكم الكريم المضياف من ترحيب وحفاوة بالغين كان لهما أطيب الأثر في نفوسنا جميعا.. ولا يسعنا كذلك إلا أن نوجة خالص شكرنا وتقديرنا للأمين العام للمجلس ومساعديه وكافة العاملين في أجهزة الأمانة العامة لإسهامهم الموفق في الإعداد والتحضير لاجتماعاتنا.
إخواني أصحاب الجلالة والسمو…
إننا اذ نختتم لقاءنا هذا على أمل لقاء جديد في إطار لقاءتنا المتصلة بإذن الله على طريق الخير والتعاون فإنه لمن دواعي سعادتنا وسرورنا ان نعرب لكم عن أعمق مشاعر الترحيب بانعقاد الدورة القادمة لمجلسنا في بلدكم الثاني عُمان ليجمعنا اللقاء الأخوي بين ربوعها وليتيح هذا اللقاء لبلدنا وشعبنا فرصة الاحتفاء بكم تعبيرا عما نكنه نحوكم ونحو بلدانكم وشعوبكم الشقيقة من مشاعر أخوية صادقة, ومن حرص على المشاركة الإيجابية في تحقيق الأهداف النبيلة لمسيرتنا المشتركة آملين أن نوفق في تهيئة كل الظروف التي تتيح لكم لكم إقامة طيبة وتساعد على نجاح هذا اللقاء ليسهم في تحقيق ما نرجوه لدولنا وشعوبنا من خير وازدهار.
نسأل الله تعالى أن يشمل كل لقاءاتنا وكل جهودنا برعايته وعنايته وأن يكلل مسعانا جميعا بالنجاح والتوفيق إنه سميع مجيب..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة..