خطاب صاحب الجلالة
في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة
للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
18-12-1989 م
بسم الله الرحمن الرحيم
إحواني خادم الحرمين الشريفين وأصحاب السمو..قادةمجلس التعاون لدول الخليج العربي ..أصحاب السمو والمعالي والسعادة أعضاء الوفود..
يسرناان نرحب بكم في عمان وفي هذا اللقاء التاريخي الذي يهيئ لنا وللشعب العماني مناسبة سعيدة نحتفل بها.. تعبيرا عن صادق الحفاوة والمحبة لكم ولشعوبكم الشقيقة, كما يسرنا أن يكون أجتماعنا هذا في إطار القمة العاشرة التي تحتفل بها أسرتنا الخليجية كلها ابتهاجا وتفاؤلا بلقاءاتنا المستمرة لتحقيق طموحاتنا في تعاون وطيد يعود عليها بكل الخير.
إخواني خادم الحرمين الشرفين وأصحاب السمــو…
لقد كان للجهود الكبيره والمخلصة التي بذلناها معا في الدورات السابقة لمجلسناوعلى مدىعشر سنوات تقريباأثرها الإجابي فيما اتحذناه من خطوات هامة رسخت قاعدة التعاون في مختلف المجالات ،ووصلت بة إلى مستوى متقدم والحمد لله ،كما أتاحت لمجلسنا أن يؤدي دورا بارزا يلقى كل التجاوب من شعوبنا ،ويحظى بالتقدير والإعجاب في مختلف الأوساط العالمية ..
إنناإذ ناتقي في ا الدورة العاشرة لمجلسنا فإنة ليسعدنا أن نشيد بالروح الأخوية التي هيأت لمسيرتنا أن تأخذ طريقها الصحيح في تجربة مشتركة تتميز بالترابط القوي بين شعوبنا،و التفاهم البناء لمعالجة أمورنا واهتماماتنا في إطارمن المصارحة الموضوعية والرغبة الصادقة في تحقيقكل النجاح لهذا التجربة..
واليوم فإننا بصدد تقييم مسيرتنا، وتوسيع آفاقها في مختلف المجالات ،كما أننا بصدد حقبة جديدة يشهد فيها العالم من حولنل متغيرات وتحولات سياسية واقتصادية .. تعيد صياغة الكثير من المفاهيم والنظريات والأوضاع التي ظلت سائدة على الساحة الدولية لفترةطويلة،بكل ما يغيه ذلك من انعكاسات بعيدة المدى على المجتمع الدولي الذى يسعى لاستيعابها ،كما تسعى مختلف الدول إلى التكيف معها وفقا للسياسات التي تحقق مصالحها..
وإذ نحرص جميعا على أن يكون لمجلس التعاون لدول الخليج العربية دوره المتطور ووجوده الفعّال في هذا العالم المتغير فإن ذلك يتطلب بغير شك سياسات جديدة يراعي في التخطيط لها وتنفيذها هذه المتغيرات العالمية, وذلك للتعامل معها بإيجابية وبالمستوى الذي يخدم شعوبنا , ويصون استقرارها , ويربط بين مصالحها الأساسية ربطا قويا يساهم في تقدمها وازدهارها..
لقد توصلنا في الأعوام الماضية إلى مجموعة من الأطرا الجيدة التي تنظم عملنا المشترك في مختلف المجالات إلا أننا ندرك جميعا بأن تقييم التطبيق العلمي على أرض الواقع أصبح أمرا بالغ الأهمية في ضوء ما نواجهة من تغيرات مستمرة في الأوضاع الدولية ومن احتياجات ضرورية لمجتمعاتنا تفرضها تجاربها الخاصة في التنمية, لذا فإن الحاجة تبدو ماسة للعمل على توفير كل الفاعلية لهذه الأطر, وتطويرها وتعديلها اذا اقتضى الأمر لتواكب متطلبات دول المجلس, وتستوعب اهتماماتها الأساسية في مختلف مراحل التطور والنمو, لكي تتفادى مسيرتنا سلبيات تجارب عديدة وسابقة للتعاون الإقلليمي في مناطق مختلفة من العالم, ولتواصل تقدمها باطراد لمستقبل مشرق بإذن الله..
وفي ضوء هذا كله تتأكد أيضا أهمية تطوير وتنشيط آليات التنسيق والتعاون وتحديث جهاز المجلس, بما يهيئ لعملنا المشترك مزيدا من المرونة والحيوية, ويساعد على تحقيق ما نسعى إليه دائما من تعميق الاتصالات والتنسيق, والتقربي بين الجهود التي تبذل لترجمة أهدفنا في التعاون إلى واقع ملموس يسعد به بة المواطن الخليجي..
وإذ يواصل مجلسنا الوار مع مختلف المجموعات والقوى الاقتصادية العالمية فإن ذلك يؤكد رغبتنا جميعا في تعاون مثمر يقوم على المصالح التبادلة, ويفتح مجالا للتفاعل الإيجابي مع هذه القوى والمجموعات التي بدور أساسي ومؤثر في الاقتصاد العالمي…
إخواني خادم الحرمين والشرفين وأصحاب السمــو,,
إننا إذ نعمل معا لتوطيد التفاهم والوئام بين دول المنطقة بما يحفظ لشعوبها الأمن والاستقرار فإن مجلسنا يعكس كل الحرص للمساهمة المخلصة في تعزيز السـلام والتعـاون على كافة المستويات العالمية وخدمة قضايا أمتنا العربية والإسلامية والأسرة الدولية بما يعود عليها جميعا بكل الخير..
وفي الوقت الذي نشعر بالاتياح لمناخ السلم الذي يسود المطقة بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية.. فإننا نرى في توجه البلدين للبناء والتعمير ما يؤكد صدق النويا لتثبيت السـلام ويوفر فرصة مواتية أمام الأمم المتحدة للاستمرار في جهودها الرامية الى استئناف المفاوضات بين الطرفين.. وإذ نشير في هذا المجال الى المساندة المستمرة التي يقدمها مجلسنا لهذه الجهود فإننا نأمل أن يعمل البلدان على تمهيد الطريق أمام المفاوضات للتوصل إلى حل دائم يكل لشعبيهما التعايش السلمي على أساس من الأخرة الاسلامية وحسن الجوار, ويساهم في ترسيخ السـلام والاستقرار في المنطقة..
وفي نطاق اهتمامنا جميعا بدعم العمل العربي المشترك فإنه لا يسعنا إلا أن ننوه بما شهده هذا العام من تطورات وجهود إيجابية بعثت روحا جديدة للوفاق والتعاون بين مختلف الدول العربية مما ساعد على معالجة العديد من القضايا بروح من الحرص على الصالح العربي العام..
وإننا لنحيي الجهود المخلصة التي قام بها إخواننا قادة المملكة العربية السعودية, والمملكة المغربية, والجمهورية الجزائرية من خلال اللجنة العربية الثلاثية العليا.. لما أحرزتة هذه الجهود من خطوات موفقة لحل الأزمة اللبنانية.. كما نشيد باتفاق النواب اللبنانيين في اجتماع الطائف الذي عقد برعاية الأخ خادم الحرمين الشريفين على وثيقة الوفاق الوطني التي وضعت الأساس لإعادة الشريعة الى الساحة اللبنانية , ونهيب بكل الأخوة في لبنان أن يعملوا يدا واحدة لترسيخ الشرعية والوحدة الوطنية.. ليعود لبنان كما كان دائما وطنا آمنا يعمة السلام والازدهــار..
وإيمانا منا جميعا بواجبنا القومي في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية فإننا نؤكد على ضرورة العمل ودون إبطاء لإيجاد حل عادل ومشرف ينصف الشعب الفلسطيني ويستجيب لمبادراتة السلمية وانتفاضته الباسلة في الأراضي المحتله التي تعبر عن إصراره على حقة في الحرية وتقرير المصير .. كما ندعو القوى الدولية الصديقة لإسرائيل للقيام بمسؤوليتها وممارسة كل ما لديها من وسائل التأثير الفعال لوضع حد للتعنت الإسرائيلي لكي تتاح فرصة حقيقية للتوصل إلى تسوية سليمه شامله تكفل نهاية سريعة للمحن القاسية والمريرة التي يعانيها الشعب الفلسطيني كل يوم تحت وطأة الأحتلال, وتعيد إلية حقوقة المشروعة في الحلاية وإقامة دولته المستقله , كما تضمن السلام للجميــع..
إخواني خادم الحرمين الشريفين وأصحــاب السمــو…
إن مجلسنا إذ يباشر أعمال دورته العاشرة مستمدا العون والتوفيق من الله سبحانه وتعالى فإننا لعلى ثقة كاملة من أن آراءكم السديدة, وجهودكم الأخوية الصادقة ستهيئ لهذه الدورة كل النجاح بمشيئة الله لتساهم في تحقيق ما عقدنا علية العزم من أهداف نبيلة لخير أسرتنا الخليجية.
وإلى المولى عزوجل نتوجه بالدعاء أن يشملنا جميعا برعايتة , ويوفقنا لكل ما فيه الخير… إنه ولي التوفيق..
والسـلام عليكـم ورحمة الله وبركاتــة,,,