بسم الله الرحمن الرحيم
يسرنا بمناسبة انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية أن نخاطب العالم أجمع, ونتحدث إلى المؤتمرين بصفة خاصة, مذكرين بلقائهم الدولي السابق في ( استوكهولم ) ذلك اللقاء التاريخي, الذي يعد أول خطوة صحيحة, لإقامة علاقة سليمة بين الانسان وبيئتة , لقد مضت عشرون سنة على ذلك اللقاء, شهد العالم خلالها الكثير من الكوارث البيئية الناتجة عن صراعاته واقتراب يده, قبل أن يدرك هول الخطر مرة أخرى.
إننا في سلطنة عُمان,, وفي العالم العربي, نود أن نشيد بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة, ودورها التنظيمي لهذا المؤتمر, كما نشكر حكوكة البرازيل الصديقة, على ما بذلته من جهد وتنسيق.
وكعالم يعيش معا, على كوكبنا الأرضي هذا,قد أهملنا كثيرا مسألة المحافظة على البيئة, وموارد الطبيعة بغياب التنسيق الجماعي, بل ذهبنا في الاتجاه المعاكس في تسابق عجيب بحثا عن الرفاهية والتقدم الصناعي, دون مراعاة للتوازن المفترض بين التنمية والبيئة, ودون احتساب للآثار الوخيمة, لهذا التقدم الصناعي, على غلافنا الجوي وطبقات الأوزون, ومياه الأنهار والبحار, وانقراض الحياة والغابات وتلوث التربة الخصبة, واذا ما استمر الحال على هذا النحو فان البشرية قد تشهد نوعا من الانتحار الجماعي.
أيها المؤتمرون…
إن الحفاظ على البيئة مسؤولية جماعية لا تحدها الحدود السياسية للدول, ثبت ذلك غير مرة, وعليه فان على الإنسان أينما كان, أن يساهم في الحفاظ على البيئة, ةأن يتصالح معها, وأن يتعامل معها بعقلانية, وأن ينتبة للمسببات الكثيرة للتلوث, سواء طبيعية وبيلوجية, أو صناعية وكيميائية وفيزيائية,وعلى كثير من الشعوب , أن تحد من التكاثر العشوائي وتحافظ على ما تبقى لها من مراع ومياه, بعيدا عن مؤثرات التصحر والجفاف, كما ندعو العالم الصناعي الى وقف هذا التزاحم التكنولوجي, والتسابق نحوه, وأن يعمل على تضييق الفجوة الواسعة في الاقتصاد العالمي,بينه والدول النامية, من أجل المحافظة على التوازن المطلوب, بين التنمية والمنشودة والحفاظ على بيئة نقية.
ويقيننا بأن مؤتمركم سيولي أهمية قصوى للقضايا المتعلقة بهذا الموضوع.
إننا في سلطنة عُمان باهتمامنا الشخصي وبتوجيهاتنا الدائمة لحكومتنا وبالتنسيق القائم مع الدول المحيطة بنا, نبذل جهودا صادقة للحفاظ على بيئتنا ومياهنا الإقليمية بعيدا عن التلوث والضوضاء, ولقد شهدت منطقة الخليج والشرق الأوسط مؤخرا كوارث بيئية مؤسفة ومؤلمة نتيجة صراعاتها , ومالم يتم تسوية المشاكل الاقليمية بصورة سليمة فان الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة والاستمرار في التنمية الرشيدة تبقى معرضة للهــدر.
راجين أن يسمح الانفراج العالمي وتوجهه الايجابي إلى تسوية بؤر الخطر لنلتفت معا ونتضافر جميعا بغض النظر عن الأيدلوجيات لمعالجة كافة قضايا التنمية والبيئة بروح من الوفاق والمحبة والسلام من أجل حياة صحية نقية لنا ولأجيالنا القادمة.
والســلام عليكــم ,,,