الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين الذي بعثه الله بالهدى والنور والحق المبين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها المواطنون الأعزاء..
يسرنا أن نهنئكم بالعيد الوطني المجيد والمناسبات السعيدة التي نحتفل بها ونستقبلها دائما بالشكر لله على نعمه والابتهاج بعطاء مسيرتنا في تقدمها المستمر على طريق الخير والنماء.. متوجهين إلى الله عزوجل بالدعاء أن يبارك عامنا الجديد، وأن يكون بمشئته وعونه عام يمن وازدهار لعماننا الحبيبة.
شعبنا العزيز..
إن احتفالاتنا بالعيد الوطني هذا العام تأتي تكريما وتتويجا للجهود الكبيرة والمتضافرة التي بذلت للنهوض بقطاعات الزراعة والأسماك والثروة الحيوانية، واذ يسعدنا اليوم أن نعرب عن ارتياحنا التام لكل ما حققته تجربة العامين الماضيين من نتائج مبشرة نحمد الله عليها فإننا نؤكد أن اهتمامنا بهذه القطاعات لن يقف عند هذا الحد، بل سيستمر على الدوام بإذن الله وفي كل الأحوال كأحد الاهتمامات الأساسية لبرامجنا الإنمائية.
إننا نؤمن بأن المستقبل أمام الأجيال يكمن في الارتباط القوي بهذه الأرض الطيبة، والاعتزاز بتقاليد الآباء والاجداد في تقديس العمل، وبذل الجهد والعرق لاستغلال الموارد الطبيعية في بلادنا.. ومن هنا فإنه لا بد من الاستمرارفي تنمية ثرواتنا الزراعية والسمكية والحيوانية، وحفز قوانا البشرية للاقدام على العمل في مجالات الزراعة وصيد الأسماك وغيرها من الحرف والمهن العمانية التي توارثتها الأجيال عبر الزمن، ولن تفقد جدواها أبدا طالما استمرت الحياة على هذه الأرض. وفي هذا الإطار فإننا نحرص على ترسيخ مفهوم عام وشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يبرز أهمية هذه الحرف والمهن لتطوير اقتصادنا وتنويع مصادره وتحسين مستوى الحياة لقطاعات كبيرة من المواطنين في مجتمعنا العماني.
وفي نفس الوقت فإنه يتوجب علينا جميعا أن نضع نصب أعيننا باستمرار أن التطوير الذي نسعى اليه وننشده في جميع المجالات يجب أن يقوم في جوهره على أساس قوي من تراثنا العريق، ووفقا لتقاليدنا وعاداتنا الموروثة ولواقع الحياة والظروف الموضوعية في مجتمعنا . . حتى يكون للتطوير مردوده الطيب لخير هذا الجيل والأجيال المتعاقبة.
أيها المواطنون. .
إننا نعيش مرحلة تتطلب من أبناء الوطن أقصى درجات الجدية للقيام بالعبء الأساسي في كافة مجالات العمل بغير استثناء في نعم بغير استثناء . واذ نعبر عن تقديرنا للجهود التي بذلت في الأعو ام الماضية وارتفعت بنسبة التعمين في مختلف الوحدات الحكومية وبعض القطاعات الأهلية فإنه ليهمنا اليوم أن نؤكد على الاستمرار في هذه الجهود لإحلال العمانيين تدريجيا محل العمالة الوافدة ، وبالمستوى الذي يتفق وأهمية التعمين كضرورة وطنية. . ولا ينبغي أبدا أن تقف الشهادات أو غيرها من الذرائع والأعذار مانعا يعول دون التقدم المضطرد لتحقيق هدف التعمين.
إن نسبة العمالة الوافدة بالبلاد ما تزال مرتفعة وخاصة في القطاعات الأهلية التي تستوعب معظم هذه العمالة في مجالات مهمة لسوق العمل تشمل قطاع التشييد والبناء، والشركات والمؤسسات وغيرها ، كما تشمل الكثير جدا من الأعمال التي ليس فيها ما يدعو إلى الاستعانة بغير العمانيين.
واذ يتوجب على أصحاب الأعمال في مختلف القطاعات الأهلية أن يبذلوا
جهودا إضافية وجادة تهير الفرصة أمام المواطنين الراغبين في العمل وتساعدهم على اكتساب الخبرة العملية والفنية فإننا نشددبصفة خاصة على الأهمية الكبرى لتجاوب المواطنين أنفسهم وتقبلهم لجميع الأعمال التي تقوم بها العمالة الوافدة مهما كان نوعها ، بما فيها العمل اليدوي البسيط والوظائفالمساعدة، ولن يعيب المواطن أبدا أن يؤدي واجبه لخدمة بلاده من خلال أي من هذه الأعمال الشريفة والنافعة له ولمجتمعه متى توفرة له الفرصة والقدرة على أدائها، وانما الذي يعيبه أن يترفع عنها متذرعا بأنها أعمال بسيطة لا تناسبه، أو أن يتهاون في أدائها ، لأنه بذلك يتخلى عن دوره وفرصته للعمالة الوافدة، وعندئذ فإن حاجة جهود التطوير والتنمية بالبلاد ستبرر وجود هذه العمالة.. وهذا أمر لا نقبله باعتبارنا راعيا لهذا الشعب وأمينا على مصلحته.
أيها المواطنون الأعزاء..
إننا إذ ندعو كل عماني لتوجيه اهتمامه قبل كل شيء للعمل الجاد والمشاركة المسؤولة والمخلصة لبناء الوطن فإننا نؤكد على ضرورة المحافظة على روح التآخي والمحبة التي تسود مجتمعنا العماني بجميع فئاته وتعكس الترابط المتين بين أبناء هذا الوطن في كل أرجائه، والوقوف صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه محاولة التأثير على هذا الترابط الذي يشل الدعامة الأساسية لقوة وازدهار بلادنا العزيزة في حاضرها ومستقبلها.
وفي الوقت الذي نحرص على إعطاء عناية أكبر لتوعية المواطن بطبيعة هذه المرحلة من مراحل النمو ومتطلباتها الضرورية وتوعيته كذلك بكل ما له من حقوق وما عليه من واجبات تجاه بلاده ومجتمعه فإن هذه التوعية يجب أن تأخذ طابع المسؤولية العامة، وأن يشارك في أدائها إلى جانب وسائل الإعلام كافة المسؤولين، وشيوخ القبائل، والمرشدون الدينيون، وكل المعنيين بالأنشطة العلمية والتربوية والثقافية والاجتماعية.. لما لذلك من أهمية بالغة لترسيخ وعي المواطن بدوره ومسؤوليته، وتعميق التعاون والتفاعل بين المواطنين والحكومة، وتطوير مستوى الاداء في جميع مجالات الإنتاج والخدمات، فضلا عن ما للتوعية من أهمية كبرى للحفافظ على كل الإنجازات التي حققتها مسيرتنا الخيرة.
شعبنا العزيز..
إننا إذ نشيد بما قدمه المواطنون في جميع القطاعات المدنية الأهلية والحكومية هذا العام من جهود مخلصة أظهرت كل الحرص على العمل الدؤوب في تعاون فعال وتجاوب بناء يتفق وأهتماماتنا في هذه المرحلة فانه ليسعدنا أن نتوجه بالتحية الى قواتنا المسلحة الباسلة بكافة قطاعاتها وتشكيلاتها، ونشيد بكفاءتها العالية واخلاصها النبيل لواجبها الوطني المقدس، كما يسعدنا أن نتوجه بالتحية الى مختلف الأجهزة الأمنية تعبيرا عن تقديرنا التام لأدائها الرفيع وتفانيها في حماية أمن المجتمع وخدمة الوطن والمواطن.
أيها المواطنون..
إننا إذ نواصل مع إخواننا قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية مسيرتنا المشتركة التي تعمل على تطوير التعاون بين دولنا في مختلف المجالات فإننا نحيي الدور الإيجابي الذي يضطلع به المجلس منذ قيامه كإطار فعال يوحد جهودنا لخير شعوب المنطقة، وانه ليسرنا أن نرحب كل الترحيب بانعقاد القمة الخليجية العاشرة في مسقط يوم الثامن عشر من الشهر القادم بمشيئة الله، ونعرب عن اعتزازنا باللقاء بإخواننا قادة دول المجلس في عمان، كما نؤكد حرصنا على تهيئة كل الظروف التي تساعد على نجاح القمة بعون الله وتوفيقه.. لتساهم في تطوير تجربتنا المشتركة بكل ما يعزز تقدمها المضطرد لتحقيق أهدافها الخيرة..
وازاء التطورات الإيجابية التي شهدتها الفترة الأخيرة على المستويين الخليجي والعربي فإنه لا يسعنا إلا أن نشير إلى الأهمية الكبيرة لمواصلة العمل على ترسيخ السلم والاستقرار في المنطقة، ونؤكد مساندتنا الكاملة للمساعي التي تقوم بها الأمم المتحدة ممثلة في أمينها العام بهدف استئناف المفاوضات بين العراق وايران للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة للنزاع بين البلدين الجارين المسلمين.
ولا يسعنا كذلك إلا أن نشيد بالجهود الفعالة التي قامت بها اللجنة العربية الثلاثية العليا التي تضم إخواننا قادة المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية والجمهورية الجزائرية وما أدت اليه هذه الجهود من تقدم إيجابي في معالجة الأزمة اللبنانية، ونناشد الإخوة في لبنان التعاون مع رئيس الجمهورية المنتخب لإعادة السلام والوئام الى وبوع لبنان.. ليبدأ عهدا جديدا من الوحدة والاستقرار..
وفي الوقت الذي نتابع باهتمام التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية فإننا نؤكد تأييدنا ودعمنا للمبادرات السلمية الفلسطينية ولكل المساعي والجهود التي تقدم مساهمة جادة ومخلصة في التوصل الى حل عادل ودائم للقضية يرفع عن كاهل الشعب الفلسطيني نير الاحتلال وكل ألوان الظلم والمعاناة ويعيد إليه حقوقه الوطنية في تقرير المصير واقامةدولته المستقلة.
نحييكم أيها المواطنون الأعزاء . . ونتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يرفقنا وأياكم لكل ما فيه الخير والرفعة لعماننا الحبيبة، كما نسأله جلت قدرته أن يهيئ للبشرية جمعاء عصرا جديد ا يسوده التعاون والسلام والاستقرار وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،