أيها المواطنون الأعزاء :
في هذا اليوم.. الذي نحتفل فيه معا بالذكرى الحادية عشرة لعيدنا الوطني المجيد.. على هذا الجزء العزيز من عماننا الحبيبة.. (بصلالة قلب المنطقة الجنوبية ظفار) لا يسعنا الا أن نحمد الله العلي القدير الذي أمدنا بعونه وتوفيقه، وهيأ لنا القدرة على تحقيق الكثير من الانجازات الهامة في ظل الأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما بلادنا ، وفي إطار مسيرتنا نحو تحقيق أماني الخير والرفعة لعمان الحاضر والمستقبل.
أيها المواطنون:
لقد شهد العام المنصرم عدة انجازات حيوية ستعود شعبنا بنفع كبير إن شاء الله، فقد افتتحنا المجلس الاستشاري للدولة ليكون إطارا لجهد مشترك بين الحكومة والمواطنين في مختلف مجالات التنمية.. يساهم في تلبية احتياجات ورغبات أبناء شعبنا، وفي تحقيق أفضل مستويات التطور الاقتصادي والاجتماعي في كافة ربوع البلاد، وإننا لنرجو لهذا المجلس أن يوفق في ابراز امكانيات التعاون بين القطاعين الحكومي والأهلي بما يخدم أهداف التنمية الشاملة ، واذا كنا بإنشاء هذا المجلس قد أنجزنا وعدا أعلناه، فانه ليسعدنا أن نعلن اليوم اننا قد اعتمدنا الخطط والترتيبات الخاصة بإنشاء جامعة قابوس، واتخذنا خطوات عملية في اجراءات تأسيسها ليتلقى فيها شبابنا تعليمهم على أعلى المستويات الأكاديمية، وذلك تنفيذا لما وعدناكم في عيدنا الوطني العاشر.
وعلى مستوى التنمية الاقتصادية فإن الخطة الخمسية الثانية التي بدأ تنفيذها هذا العام ستساهم مساهمة إيجابية ليس في المحافظة على ارتفاع مستوى معيشة شعبنا فحسب بل وفي تطوير هذا المستوى نحو الأفضل.
أيها المواطنون:
إن إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعد انجازا ايجابيا لجهود الدول الأعضاء ولخير المنطقة وشعوبها .. وانه ليسرني أن أقول : إن المجلس قد حقق تقدما ملحوظا في دورته الثانية التي عقدت منذ أيام في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ، وأن أؤكد حرص عمان الدائم على الاسهام بفعالية في هذه الجهود الأخوية المشتركة، لقد جاء هذا المجلس تعبيرا صادقا عن مشاعر الأخوة العميقة التي كانت دوما قائمة بين شعوبنا. ونحن على يقين تام ان هذا المجلس قد وضع الأساس المتين والثابت لأمن منطقتنا وازدهارها.
ان نتائج القمة الخليجية تقدم دليلا مقنعا على أن العالم العربي يقف اليوم على عتبة عصر جديد مفعم بالأمل في تعاون إيجابي .. ذلك أن اتفاق الرياض قد أسهم في تهيئة مناخ أفضل للتضامن العربي الذي نرجو له أن يزداد قوة في مواجهة جميع المحاولات الخارجية الرامية الى تمزيق صفوفه.. واننا لنناشد جميع أشقاءنا العرب أن يلقوا بخلافاتهم جانبا ليعملوا معا مستخدمين كل امكاناتهم لخدمة القضايا المشتركة.
وعلى الصعيد الدولي حدثت بعض التطورات المشجعة ، فالشعوب التي ظلت لعشرات من السنين في حالة من الخضوع الكلي لنير الاستعمار الجديد، أخذت ترفع أصواتها وتطلب بإصرار لاستعادة الحقوق التي حرمت منها مدة طويلة من الزمن.. والشعب الافغاني المسلم الذي يقاوم بكل قوة وبسالة الغزو السوفييتي لبلاده ما زال يقدم للعالم مثلا يجب أن يحظى باحترام وإعجاب العالم الإسلامي بأسرة..كذلك فان تشاد قد ردت بحزم وبدعم من الدول الافريقية على أولئك الذين تدخلوا في شؤونها الداخلية ، وطالبت باستعادة حقها في الاستقلال والسيادة الوطنية ولا يسعنا إلا أن نصف تلك الخطوة بالشجاعة والإقدام، لأننا نعتقد أن ذلك سيحث افريقيا على مقاومة التوسيع الخارجي بشكل فعال، كما يشكل نقطة تحول ضد التوسع الامبريالي في القارة الأفريقية أسرها.. وسيكون له بالغ الأثر في الساحة الدولية.. وإننا لنأمل ان يكون عزم الدول الأفريقية على وقوفها بصلابة ضد الأطماع الخارجية، وضد التدخل في شؤونها موضوعا رئيسيا في الاجتماع الذي ستعقده منظمة الوحدة الافريقية في العام القادم.
أيها المواطنون الأعزاء.
أن العالم اذ يشهد في هذه الحقبة أحداثا ومتغيرات معقدة ومشابكة فان ذلك يلقى علينا مسؤولية أكبر نحو بناء وتطوير قدرننا الذاتية بما يمكننا دائما من تحقيق أهدافنا في التنمية والحفاظ على أمن بلادنا واستقرارها.. وان كل مواطن مطالب بأن يلعب دوره نحو هذه الغاية بنفس العزيمة التي كافحنا بها خلال السنوات الماضية من أجل تقدم هذا الوطن وازدهاره.
يا أبناء عمان:
إننا نود هنا.. وفي ظل هذا المناسبة.. أن نوجه تحية خاصة لرجال قواتنا المسلحة البواسل .. الذين أثبتوا في هذا العرض العسكري أنهم يتمتعون بروح معنوية عالية،وبكفاءة قتالية ممتازة.. وعليهم أن يؤدوا حيويا في الدفاع عن الوطن، وأن يكونوا مستعدين لدعم أشقائنا إذا دعت الحاجة.. وعليهم أن يواصلوا بذل كل جهد، وإعداد أنفسهم لهذا الهدف المقدس.. وليعلم الجميع أن ليس لدينا مخططات أو نوايا عدوانية ضد أحد.. كما أننا لا نرفض صداقة أحد،بل نؤمن إيمانا راسخا بأن مستقبل هذا العالم يكمن في التعايش السلمي والتعاون البناء بين البشرية جمعاء.. واننا نتوقف عن العمل لتحقيق هذه الغايات النبيلة، لكن عملنا من أجل السلام يقتضي أن بلادنا قوية.. وأن تظهر قدرتها على حماية ذاتها.. ولقد أثبت التاريخ مرارا وتكرارا أن هذا هو المنطق الوحيد الذي يحترمه من تقودهم أطماعهم الى تهديد السلام العالمي بالخطر.. واذا جاء اليوم – لا سمح الله – الذي يطلب منا أن نهب للدفاع عن بلدنا ومبادئنا التي بها نعيش فليعلم أولئك الذين قد يفكرون أو يحاولون الاعتداء علينا اننا سنواجههم بكل عزم وبسالة.. وكأمة واحدة مدججة بالسلاح.
وفقنا لله جميعا لما فيه رفعة وتقدم عمان وكل عام وأنتم بخير…
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،