الحمد لله العلي القدير.. الهادي إلى الصراط المستقيم.. القائل في محكم كتابه العزيز }وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه.. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.. ذلك وصاكم به لعلكم تتقون { والصلاة والسلام على رسوله المبعوث لهذه الأمة بشيرا ونذيرا.. وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا..
أيها المواطنون..
كل عام وانتم بخير.. كل عام وبلادنا العزيزة تواصل تقدمها بثقة لا تعرف التردد.. وازدهارها بهمة متدفقة.. لا تعرف الكلل.. وعزيمة قوية يحدوها البشر.. ويظللها الأمل.. ممثلا في الجهود المتضافرة.. والانجازات الهائلة.. بنواياكم المخلصة.. وتضامنكم في الوقوف صفا واحدا.. كالبنيان المرصوص في مواجهة كل التحديات والصعاب.
أيها الأخوة..
في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا.. الغالية على نفوسنا.. التي نحتفل فيها بعيدنا الوطني الخامس.. ذكرى عهد جديد على أرضنا الطيبة التي نرتبط بها.. تلك المساحة الغالية رأينا النور جميعا فوق أديمها..
أيها الأخوة..
إن تمجيدنا لأعيادنا الوطنية واعتزازنا بها.. إنما ينبع في تعبير صادق عن وفائنا لأرضنا الطيبة وشعبها البطل.. كما كنا دائما وما زلنا.. وسنبقى أبدا نعمل من اجلها.. ونسهر عليها.. نجاهد لعزتها.. نفنى في سبيلها.. نكافح ونناضل من اجل ديننا وعروبتنا لنظل دائما عربا مسلمين.
أيها المواطنون..
إننا نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة لعيدنا الوطني المبارك، وسط مباهج الغبطة والسرور بما حمله إلينا العيد.. لقد حمل إلينا أعيادا صنعتها لنا قواتنا المسلحة الباسلة.. وفرقنا الوطنية الشجاعة.
أيها الإخوة..
إننا نحتفل أيضا بانتصارات متوالية لقواتنا المسلحة الباسلة.. وفرقنا الوطنية الشجاعة.. تساندها القوات الصديقة التي حققت لعماننا الحبيبة انتصارات مؤكدة في تاريخ معاركها.. وسجلت بكل الفخر والإعزاز.. انصع صفحات البطولة والفداء.. إنهم حماة عقيدتنا الإسلامية الشريفة.. التي نؤمن بها كل الإيمان.. والتي نعتز بشرف دفاعنا عنها.. ونقدر النتائج المترتبة على تصميمنا وعزمنا في المضي والدفاع عن هذه العقيدة السمحاء.
أيها المواطنون..
تعرفون جميعا.. الضربة التي وجهها جنودنا البواسل.. لعملاء الشيوعية.. تلك الضربة التي جعلتهم يدركون أن لكل عدوان ردعا.. ولكل معتد رادعا.
إننا نعلنها على مسامع العالم اجمع، إننا لن نتردد أبدا في الدفاع عن سلامة هذا الوطن الغالي ضد أي اعتداء بكل الوسائل الممكنة. إننا نضع العالم اجمع.. أمام حقيقة لا تقبل الجدل.. إننا ماضون في سياستنا ضد المبدأ البغيض الهدام.. مصرون على تطهير أرضنا.. من رجس الشيوعية وعملائها الأذناب..
أيها الإخوة..
إننا ماضون في سياستنا ضد هذا المبدأ الهدام.. وفاء لديننا.. بدافع من وطنيتنا.. إخلاصا لعقيدتنا.. وحفاظا على طهر ترابنا.. حماية لمكاسب شعبنا.. وحرصا على استقلالية قرارنا.. وتمسكا بالانتماء الإسلامي والعربي.. لمجتمعنا الذي لا يقبل أن تستبدل الفضيلة بالرذيلة.. ولا الحق بالباطل.
إننا لسنا على استعداد لان نضع أيدينا في يد حليف غادر.. وقد أثبتت الأيام تردي الأوضاع في المجتمعات التي يتواجد فيها العنصر الشيوعي.
كما دلت المواقف.. على أن الذين دخلوا تجربة التحالف مع هذا المبدأ البغيض.. دفعوا ثمنا غاليا.. من امن شعوبهم واستقرار الأوضاع في بلادهم.. وافتقدوا السيطرة على مواردهم.. أو التصرف فيها وفق ظروف شعوبهم.. ولم تنبع قراراتهم من المصلحة العليا لبلادهم.. بل التزمت التبعية المطلقة.. لهذا المبدأ الهدام.
الشيوعية لا تعرف الدين.. ونحن لا نعرف من لا يعرف الدين.. ولن نقف منه موقف السلبية أو المتفرج.. إننا نحارب أعداء الله. لأنهم ينكرون وجود الله.. ولا يعترفون بتعاليمه التي تدعوا إلى الإخاء.. والمحبة والسلام.
أيها المواطنون..
إن أبنائنا البواسل.. من رجال القوات المسلحة الباسلة.. والفرق الوطنية الشجاعة.. تساندها القوات الصديقة.. لقادرة أن تحمي العقيدة.. لأنها تحتمي بنورها.. الذي يضيء أمامها الطريق.. وتحقق في معاركها ضد أعداء الله انتصارا. لان الله قطع وعدا بنصر من ينصره..
وأن تساقط العناصر الشيوعية.. وفلولها المتسلطة، وشعاراتها الجوفاء الزائفة.. في كثير من المجتمعات التي كانت واقعة في شراكها لأكبر مؤشر على فشل مخططاتها.. وتشير الأحداث بأفول نجم الحركة العميلة الهدامة.. في مجتمعنا الإسلامي والعربي.. الذي كان واقعا تحت تأثير هذا الزيف.. وتظليل هذه المغالطة.
ان ما ارتكبه الشيوعيون من جرائم.. في المنطقة العربية والإسلامية.. على الصعيد المحلي والخارجي.. في الاونة الاخيرة.. كفيل بتصعيد عداء الأمة الإسلامية والعربية لهم.. مجرد زيف في عبارات جوفاء.. كما هي حالهم دائما.
ألم تشهد منطقتنا العربية بالذات في السنوات الأخيرة قلاقل واضطرابات لم تشهدها في تاريخها الحديث بسبب التواجد الشيوعي عن طريق إفساد العناصر الوطنية.
ألم تشهد منطقتنا اضطرابا هذا العام.. حذرنا من وقوعه في مثل هذه المناسبة من العام الماضي؟
إنهم ينشرون البؤس بين مواطنيهم.. يفتحون السجون والمعتقلات.. ونحن نشيد المدارس.. ونبني المستشفيات.. يضعون العراقيل ويزرعون الشوك.. ويحصون الناس أنفاسهم.. ونحن نزيل العقبات.. ونسهل مصاعب الحياة.. ونشجع الحريات العامة.. شريطة أن لا يمس ذلك بأمن الدولة.. لأن أمن الدولة.. يعني في ذلك الوقت.. أمن المواطن.. أجهزة إعلامهم سخرت للسباب والتهجم.. وتلفيق التهم الكاذبة.. وإعلامنا يعمل لخدمة المواطن.. وتثقيفه والترفية عنه.. معتمدا على الكلمة الصادقة.. والخبر اليقين.
تلك سياستهم وهم أحرار داخل حدودهم.. والذي يعنينا.. أن لا يتدخلوا في شؤوننا.. وان لا ينتقصوا سيادتنا.. فنحن نعرف كيف نرد.. ومتى نرد.. فالجزاء من جنس العمل.. ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه.
لقد حذرنا في خطابنا.. في العيد الرابع، وقلنا أن الحفاظ على أمن المنطقة.. مسؤولية شعوب المنطقة كلها.. ذلك أننا نعلم من خلال تجاربنا معهم.. انهم مسيرون لا يملكون مصائرهم.. ونحن نتركهم لشعوبهم.. ولنا سياستنا التي آمن بها شعبنا، وارتضاها منهاجا لحياته.. حرا كريما فوق أرضه.
واستمرارا لحسن نوايانا.. فإننا لم نعترض عندما طرحت الجامعة العربية في دورتها الأخيرة في الشهر الماضي مسألة إعادة نشاط الوساطة العربية بيننا وبين حكومة عدن.
وبالرغم من أن جمع المعلومات.. أسهل من معرفة النوايا.. فان حرصنا على وحدة الصف العربي.. هو الدافع لعدم اعتراضنا على مبادرة الجامعة العربية.. بإعادة نشاط لجنة الوساطة العربية، فليعرف الجميع هذه الحقيقة.
أيها المواطنون..
إن أبنائنا الصامدون.. رجال القوات المسلحة الباسلة.. والفرق الوطنية الشجاعة.. قد سجلوا بكل الفخر والاعتزاز.. انصع صفحات البطولة والفداء.. إنهم حماة عقيدة لا يشكون بشرفها.. ومبدأ لا يقبلون الحيدة عنه. ويؤثرون الموت في سبيله.. إنهم ليسوا قطاع طرق.. ولا عصابات قتل وتخريب.. إنما هم حماة الدين والوطن.. والله معهم يمدهم بنصره من عنده.
أني هنا.. أسجل باسمكم.. بكل الفخر والتقدير.. والعرفان بالجميل.. لكل فرد من القوات العامة.. على جبال ظفار الشامخة. الساهرة على امن وطننا الحبيب.. والقوات الصديقة.. التي ساندت جيشنا الباسل.. وأسهمت في افتتاح الخط الأخضر.. الذي كان مرتعا لعصابات البغي والإرهاب والتمرد.. والذي كانوا يسمونه الخط الأحمر.. ولست اعرف من أين أتوا بهذه التسمية.. امن الشيوعية الحمراء أم من دماء الأبرياء أراقوها.
إنني إذ أهنئ جيشنا الباسل.. والقوات الصديقة، أرى الأمل يعلو وجه هذا الشعب الذي لا يعرف من العنف.. إلا دفاعا عن عقيدة.. ولا يعرف من الإصرار.. إلا تصميما على الثبات على عقيدته.. والحفاظ على مكاسبه.. التي تحققت له في مسيرته الميمونة المباركة.
أيها الإخوة..
لقد صبرنا طويلا وعملاء الشيوعية يرتكبون أبشع جرائم الغدر، ضد المواطنين الآمنين.. العزل في جبال ظفار.. لذا، فلم تكن ضربتنا التي وجهناها في الشهر الماضي.. إلا ردعا.. علها تعيد إليهم صوابهم.
إنهم يدفعون بالأبرياء من أبناء شعبهم.. وقودا لحرب لا تمت للدين بصلة.. ولا للوطنية بعلاقة.. ولا للكرامة برباط.. إنما لبقاء فئة متسلطة في الحكم.. تستورد أفكارها من خارج حدودها.. يستنزفون دماء شعوبهم.. ويتاجرون بوطنهم في سوق العمالة والتبعية والضلال.
أيها الإخوة..
إننا نمد للسلام يدا من موقف القوي.. إننا قادرون بعون الله على ردع العدوان.. أيا كان حجمه.. لان رجال قواتنا.. حماة عقيدة.. إننا نحمل السلاح دفاعا عن العقيدة.. والوطن والكرامة.. ونمد أيدينا للسلام حرصا على الوئام.. وحسن الجوار.. ورابطة الدم.
وإننا إذ نرحب بكل جهد مخلص.. لإحلال الوئام.. نحرص كل الحرص.. على أن تؤدي مساعي السلام.. إلى النتائج المرجوة منها.
ولا يفوتني هنا.. أن أوجه شكرا للذين صنعوا القوة العمانية.. سياسة كانت أو اقتصادية.. إنهم أبناؤنا الجنود الذين امنوا طرق التجارة البرية التي تشهد اليوم رواجا منقطع النظير.. في مواقع كان يخشى الإنسان فيها على نفسه في وضح النهار.
إن نشاط الحركة التجارية البرية.. في الواقع التي طهرها جيشنا الظافر في المنطقة الجنوبية وساما لأفراده.. الذين يقومون بمهمات مزدوجة.. والتي لم تقتصر على المهمات العسكرية والحربية.. بل تأمين شق الطرق وتأمين التجارة.. واستقرار امن المواطن.. والإسهام في تنمية إنعاش مناطق جبال ظفار.. ليحل غدها المشرق الذي يشهد اليوم.. أبناء هذا الجزء الغالي.. من وطننا الحبيب..
إن أبناء المنطقة الجنوبية.. يتمتعون الآن بمشاهدة الإرسال التلفزيوني الملون.. نموذجا للتطور.. ومؤشرا للنمو.. ودليلا على الاستقرار.. ومحصلة طبيعية للعطاء والبذل.. لشعبنا الذي كان السند لهذه الطاقات الفتية في حركته المباركة.. وعهده الزاهر الميمون.. يواصل المسيرة حاملا شعلة العم.. والمعرفة والحرية التي تعنى بالإنسان.. الذي هو أساسها الواضع لقواعدها.. المنفذ لرسالتها.. مدركا لحقيقة نفسه.. يعي جيدا قيم مكاسبه.. يعرف كيف يحافظ عليها.. وينميها ويذود عنها.. وبذلك يجني ثمار العمل. والجهد.. ويتذوق حلاوة الغد.. ويشهد إشراقته فليس أعظم عند الإنسان من أن يحقق غدا مشرقا.
ولقد حل غدنا مشرقا بفضل الله في كل موقع وارتسم على كل وجه.. رجاء يبدد بإشراقه غيوم الظلام ليضئ بنوره طريق الحضارة.. التي نشهدها اليوم رفاهية وتقدم.. ورخاء على ارض عمان الحبيبة.
فأهلا بالعيد.. وأهلا بالغد.. ووعدا بمضاعفة الجهد ومواصلة العمل والانجاز.. بذلا وعطاء.. مواكبة للتطور. من اجل غد جديد.. يشرق مع كل صباح.. في كل يوم من أيام مسيرتنا الجادة التي لا تعرف من الأمس إلا ماضيا تليدا ومن اليوم.. إلا مجدا جديدا.. ومن الغد إلا مستقبلا سعيدا.. }وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..{يوفقكم ويرعى مسيرتكم.. ويبارك خطاكم نحو مستقبل أفضل.
وختاما يهمني أن أقول لكم.. احذروا المنافقين.. هم في الدرك الاسفل من النار.. الذين وصفهم الله تعالى بقوله الكريم..{ وإذا لقوا الذين امنوا قالوا آمنا.. وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا أنا معكم.. إنما نحن مستهزئون} صدق العلي العظيم.
وكل عام وانتم بخير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.