بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ..وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين…سيدنا محمد وآله وصحبة أجمعين…
أيها المواطنون الأعزاء..
إنة لمن دواعي سرورنا وغبطتنا.. وأن نحييكم في هذا اليوم..الذي اعتدنا أن نجتمع بكم فية كل عام.. لنتأمل معا حصاد عام كامل من الجهود المتضافرة،والأعمال المخلصة الدؤوبة لخدمة وطننا..ولنتطلع الى عالم آخر سيكون له بإذن الله شأن عظيم..وإنه مستهل العام الخامس عشر لنهضة عماننا الحبيبة..
إننا إذ نحمد الله سبحانة وتعالى على ما أحاطنابه من العناية والنعم للاستمرار في إنجاز عملنا..وتدعيم تقديم نهضتنا بكل نجاح..فإننا نضرع اليه وهو المقتدر.. أن يلهمنا المزيد من القدرة والالهام لتحقيق ما نصبو إليه من العزة والمجد لبلادنا وشعبنا.. متذكرين قوله تعالى:{ولئن شكرتم لأزيدنكم}.
إننا وقد وضعنا نصب أعيننا دائما خدمة بلادنا.. وراحة ورفاهية مواطنينا..بعزمة لا تعرف الكلل أو الملل..مستمدين قوتنا من قيمنا وتقاليدنا.. فإن النجاح سيكون حليفنا بإذن الله.. وستبقى عماننا الأبية قوية بتفاني ووفاء أبنائها البررة وتضافر جهودهم في مسيرة الخير والبناء..
إن سعينا الدؤوب إلى جعل بلادنا معتمدة على ذاتها سيحقق لنا.. إن شاء الله.. القدرة على مواجهة المحن والصعاب والقدرة على مجابهة الشرور.. كل الشور, وذالك بعزمتنا الوطنية التي لا تقهر..
شعبنا العزيز..
إننا إذ ننعم في بلادنا بالسلام والاستقرار والتقدم والازدهار الذي مَنَّ الله به علينا..فإن ذاك لا ينسينا ما يعانية الآخرون في العديد من أرجاء المعمورة.. من آلام ومتاعب خطيرة ناجمة عما يشهدة هذا العالم من توتر وصراع وعدم استقرار .. وإنه ليحز في نفوسنا أن يكون هذا حال البشرية في عصر التقدم العلمي والتقني..
وانطلاقا من حرصنا الدائم على استتباب الأمن والسلام.. فإننا نناشد ونحث القادة والمسؤلين في كافة بلدان العالم.. ولا سيما في الدول العظمى.. على العمل بإخلاص وجدية.. لتخفيف الوتر الدولي.. والإسراع إلى حل المشاكل التي تعاني منها البشرية في مختلف ربوع العالم..حتي يتجنب المجتمع الدولي ويلات الحروب والدمار ..ويسود التعايش السلمي القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير..
إننا مازلنا ندعو مخلصين العراق وإيران الى ترجيح منطق الحكمة..للخروج من مأزق الحرب الضروس التي دخلت عامها الخامس ،وأودت بحياة الآلاف من أبناء الشعبين الجارين المسلمين، واستنزافت خيراتهما ،وامتصت ثرواتهما، والتي تشكل اليوم تهديدا للمسالمين الأبرياء وقلقا دوليا عميقا.. وإنة لا يسعنا إلا أن نؤكد أن علينا جميعا.. عربا ومسلمين.. أن نوحد جهودنا قضايانا المصيرية المشتركة..
إننا سنواصل دعمنا وتأييدما الكامل.. لكل الإجراءات الرامية الى احترام وتطبيق القانون الدولي.. مؤكدين وقوفنا الى جانب القضايا العادلة لدول وشعوب العالم، ومشاركتنا الفعالة لخير البلدان النامية التي لا تزال تكافح من اجل التنمية..
وفي ذات الوقت .. فإننا نعمل جاهدين مع إخواننا قادة مجلس التعاون لدون الخليج العربية ومباركين الجهود الرامية الى تحقيق رقي ورخاء شعوبنا وبلداننا في ملحمة التعاون ومسيرتة التي تعتبر مثالا رائعا.. تحدونا الثقة في نجاح قمتنا الخامسة التي ستعقد بإذنة تعالى يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري بدولة الكويت الشقيقة..
وإنة لمن حسن الطالع.. ونحن نستهل العام الخامس عشر لمسيرة نهضتنا المباركة أن يصاف انعقاد القمة السادسة للمجلس في بلادنا احتفالاتنا بعيدنا الوطني الخامس عشر.. وإذ نرحب وشعبنا بانعقاد اللقاء الاخوي لقادة دول المجلس هنا في عُمان وفي مثل هذا الشهر من العام القادم أجل الترحيب فإننا سنبذل في استعداداتنا لانعقاده ما يوفر له بعون الله كل النجاح والتوفيق..
وعلى صعيد آخر.. في مجال التضامن الأخوي العربي.. فإننا نسجل اعتزازنا للموقف الأردني المتمثل في قرار عاهلة.. أخينا جلالة الملك حسين بن طلال.. في إعادة علاقات بلاده الدبلوماسية مع جمهورية مصر العربية..
إن هذا القرار الذي اتسم بالحمة والواقعية لهو بادرة طبية على صعيد العلاقات العربية – العربية.. ونحن نباركها ونؤيدها..
ولقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر.. أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي.. وهي لم تتوان يوما في التضحية من أجلة والدفاع عن قضايا العر والاسلام.. وأنها لجديرة بكل تقدير..
وانطلاقا من الحرص الأكيد الذي تميلة وتحتمة علينا المصلحة المشتركة.. فإننا ندعو كافة إخواننا القادة العرب الى نبذ خلافاتهم جانبا، والعمل بجد وإخلاص على تحقيق أهداف التضامن العربي التي أصبحت في هذه المرحلة الدقيقة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وإننا نتطلع الى نهج يعيد للعرب وحدتهم ومدهم بين الأمم..
أيها المواطنون..
لقد شهدنا بكل فخر واعتزاز.. البراهين العديدة التي أظهرها رجال قوتنا المسلحة.. كفاءة وانضباطا وإخلاصا في واجبهم الوطني المقدس.. ولقد نالت مجهوداتهم منا التقدير عن جدارة واستحقاق.. وإننا إذ نعمل جادين للإكثار من أصدقاء هذا الوطن.. فإن علينا أن نعتمد على أنفسنا.. وأن نبذل المزيد من أجله ونواصل العطاء لعزتة ورفعتة..
ولا يخامرنا أدنى شك في أنكم يا أبناء قوتنا المسلحة تقدرون وبكل مسؤولية ما يقع على عاتقكم من واجبات جسمية.. في سبيل هذا الوطن ورفعة شأنة والحفاظ على مستواكم العالي الذي ظهرتهم بة دائما.. رغم الظروف الشاقة والصعبة ونحن عازمون على تزويدكم بكل الوسائل الحديثة.. ليسير تطوركم جنبا الى جنب مع التطور المدني في بلادنا.. حتي نتمكن من إنجاز الأهداف الوطنية الطموحة التي نسعى الى تحقيقها ..لبناء عمان المستقبل بمشيئة الله وتوفيقة..
أيها المواطنون..
إننا وقد وضعنا نصب أعيننا النهوض ببلادنا وخدمة شعبنا ..منذ فجر نهضتنا المباركة.. فإننا نكن الرضاء للجهود المخلصة لأبنائنا في جهاز الخدمة المدنية بالدولة التي عبرت عن مدى تفانيهمفي أداء الواجب.. وإذ نسعى جادين لتطوير هذا الجهاز فإن عليكم أيها الأبناء في هذا الموقع من الواجب أن تضعوا في اعتباركم أننا منحناكم الثقة لخدمة هذا الشعب الأدبي ، ونتطلع إلى المزيد من العطاء وبذل الجهود بدون ما كلل أو ملل والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخية..
وإننا وقد وضعنا بلادنا على طريق البناء والتقدم من أجل إقامة دولة عصرية إلا أن ذلك يجب ألا يكون على حساب تعاليم ديننا القويم أو على حساب تقاليدنا وتراثنا الحضاري الذي نعتز بة اعتزازنا بأنفسنا..
أيها المواطنون..
إننا مسرورون جدا للتقدم المضطرد والمتواصل الذي حققة اقتصادنا الوطني ، فرغم ركود لاقتصاد العالمي حققت خططنا الاقتصادية أهدافها المرسومة وأتت بثمار طيبة..
وإذ نواصل تقدمنا ، وندرس الخطة الخمسية الثالثة للتنمية على أساس تنويع مصادر الدخل للبلادفإننا سنعمل بعون الله على تحقيق نمو متوازن في كل القطاعات الانتاجية .. الزراعية منها والصناعية..
شعبنا العزيز..
اليوم.. يمكننا أن ننظر بثقة إلى مستقبل مسيرتنا الخيرة التي بدأنا عامها الخامس عشر على بركة الله.. عاقدين العزم على أن نحقق لعماننا الحبيبة بفضل الله ومشيئتة النمو والازدهار، ولكل مواطنينا الأمن والاستقرار..
وفقنا الله وإياكم لكل ما فية الخير والصلاح..وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة,,,,