الحمد لله حمدا كثيرا، والصلاة والسلام على نبي الهدى الذي أرسله الله شاهدا ومبشرا ونذيرا.
أيها الأخوة المواطنون: يا أبناء عمان الحبيبة:
يسعدني أن التقي بكم في هذا اليوم التاريخي العظيم وأتحدث إليكم في هذه المناسبة الجليلة، والذكرى التاريخية المجيدة، ذكرى الثامن عشر من نوفمبر عيدنا الوطني في ذكراه الرابعة، وأبدأ حديثي معكم وأقول كل عام وأنتم بخير.
إن الشعوب حينما تحتفل بأعيادها الوطنية، إنما تفعل ذلك تمجديا لأيام في تاريخها مشرقة، وحوادث من الزمان نادرة. إن الأيام في حياة شعبنا لا تقاس بوحدات الزمن، وإنما بوزن ما تفتحه من آفاق، وما تلهمه من أفكار، وما حولته من الآمال إلى واقع حي لتأخذ مكانها بين طلائع الشعوب السائرة من أجل التقدم والسلام والرخاء، في هذا اليوم الخالد منذ أربع سنوات أشرقت على أرضنا الطيبة شمس جديدة أوقدت روح الوطنية، وألهبت حماس المواطنين، فهبوا يشيدون النهضة ويستعيدون أمجاد الماضي العريق ويؤكدون للعالم أن حياة الشعوب لا تحتسب بالسنين، وإنما تحصى بالإنجازات التي حققتها على طريق التطور الحضاري، والنمو الشامل في المجالات المختلفة، ومدى تأثيرها في قضايا العالم، وتأثرها بتفاعلاته المتجددة. لقد تمكن أبناء هذا الوطن العزيز من تحقيق نتائج إيجابيه في شتى المجالات، وسط ظروف صعبة قاسيه، ساعد شعبنا في التغلب عليها صدقه مع نفسه، وإيمانه بربه وبوطنه.
أيها الإخوة المواطنون:
إن طاقة التغيير وإن دوافع التطور كانت كامنة متحفزة، تنتظر إشارة البدء لتنطلق، وإن الحماس كان شديدا إلى وضع الأمور في وطننا العزيز بما يتفق ومنطق الأشياء، لهذا فقد تجاوبت وأيدت وتفاعلت وأنجزت من أجل هذه الذكرى الحبيبة التي نحتفل بها اليوم للمرة الرابعة. لقد تحقق على أرضنا بفضل الله وتوفيقه، وإرادتكم القوية وعزيمتكم الصلبة العديد من الإنجازات الكبرى، والعلامات الفارقة بين الماضي والحاضر بالرغم من أن بلادنا مرت بظروف صعبه، ندر أن مر بها بلد في المجتمع الدولي. فلقد خضنا غمار تحديات كثيرة تشابكت معاركها وتداخلت مراحلها، واستطعنا بفضل الله وتوفيقه أن نحقق نجاحا مؤزرا في كل هذه المعارك، ونخرج بقوه اندفاع متزايد لنسحق فلولها، ونتعداها إلى مراحل التقدم، ونحن أقوى عزما وأرسخ إيمانا لنمضي في تحقيق المزيد من الانتصارات.
أيها الأخوة:
لقد شارك شعبنا بقدر استطاعته في معركة الأمة العربية مع أشقائه في الوطن العربي الكبير ضد العدو الصهيوني، وكان ذلك بدافع الإيمان بأننا جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، نعتز بالانتماء إليها، ونفخر بالمشاركة في معاركها، والإسهام في حل قضاياها ومشاكلها، تقديرا لأهمية إجماعها على عمل ورأي وكلمة، قد تجلى ذلك واضحا في العاشر من رمضان(6/اكتوبر عام 1973) يوم أن كسرت قواتنا العربية المسلحة طوق الغرور والصلف الصهيوني وقد تحقق لنا العبور، والنصر على الأعداء لقد انتقلت المشاركة من مرحلة الشعارات إلى مرحلة العمل الايجابي وتجسدت الوحدة العربية، فخيبت آمال المشككين وتحقق النصر } إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم { صدق الله العظيم.
أيها المواطنون:
وفي نفس الوقت الذي كنا نشارك في معركة الأمة العربية، كنا في نفس اللحظات نخوض معركة من أشرس المعارك، وأخطرها على الأمة الإسلامية، وعدونا في هذه المعركة هو نفس العدو في موقع آخر، ولكن بأسلوب أكثر ضراوة وشراسة. إننا نتصدى للتغلغل الشيوعي، ونقف في مجابهة حركة أممية هدامة تستهدف ديننا وثروتنا، وكرامتنا. فهناك على حدودنا الجنوبية تقوم مراكز ونقط انطلاق لعصابات تخريب شيوعية وهناك تنظيمات سرية تابعة لهذه العصابات تعشعش في شتى بلدان المنطقة. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها، لكننا نقف بصلابة وحزم، وقد استطعنا كسر شوكتهم ووفرنا الأمن والحماية لسكان الجبال في المنطقة الجنوبية ضد إرهابهم. بل أنهم اخذوا يفقدون الأمل في أسيادهم بعد أن سلطوهم البعض على الآخر، إمعانا في العنف الثوري، الذي هو مبدأهم، كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. وتتردد هذه الأيام نغمة جديدة، وتصدر قرارات تغيير في المسميات، ويطمئن البعض إلى هذا التغيير، وكأنه لا يعنيه، وانأ أقول واحذر بان امن المنطقة كل لا يتجزأ واستقرارها مسؤولية كل حكومات وشعوب المنطقة. إن الشيوعية لا تلتزم بقرار ولا تعترف بمبدأ سوى مبادئها البغيض، وإذا تراجعت اليوم لسبب أو لآخر. فإنما تفعل ذلك لمصلحتها. إن من مبادئهم ( تراجع خطوة إلى الوراء، لتقفز خطوتين إلى الأمام ) إنني أقولها صريحة، إن التهاون في حماية دين الله، له عواقب وخيمة، وليس احد يختلف على إن الشيوعية حرب على الدين، وعلى كل المقدسات ونحن مصممون على التصدي المسلح لهذا الهدام وشعاراته التي تتنافى وتعاليم ديننا الإسلامي الحيف. وتمس عقيدتنا وديننا وحرية وكرامة بلدنا وامتنا.
أيها المواطنون:
إنني احيي باسمي واسمكم من هذا المكان، تحية الوفاء والتضحية تحية الفداء والبطولة، قواتنا المسلحة من أبناء هذا الوطن العزيز وهم يدافعون عن راية الحق، ورفع راية الإسلام يحملون السلاح ويترصدون بيقضة وشجاعة لأعداء الدين، وأعداء الوطن، إنني أيها الإبطال أعيش لحظات العمر معكم، اعمل على أن تكونوا جيشا قويا مسلحا بالوعي والإخلاص لهذا التراب الغالي، وقوة رادعة بين جيوش امتنا العربية لأعداء كلمة الحق ودحر فلول الباطل، كما أوجه تحية التقدير إلى شبابنا من رجال الفرق الوطنية التي تحارب عصابات الشيوعية المخربة جنبا إلى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة }ذلك بان الله هو الحق، وان ما يدعون من دونه الباطل، وان الله هو العلي الكبير{ صدق الله العظيم…
أيها الإخوة…
أما ثالث هذه التحديات التي نخوضها، ولازلنا فهي معركة لا تقل عن سابقتها أهمية إنها معركة البناء والتنمية والتطور، لقد كانت خطتنا في هذا المجال طموحة، تستهدف الإنسان العماني وتعويضه ما فات وكان عمادها في تنفيذها الإنسان فالإنسان هو صانع التنمية، فيجب أن يكون هدفها إسعاده، وإعداده، ليعطي بلاده أحسن ما عنده من إنتاج. ومن هنا كان اهتمامنا بالتنمية الاجتماعية، فانطلقنا بادئ بدء نعلم ونقدم العلاج، ونوفر الغذاء والسكن، من اجل الإنسان العماني، رصيدنا الأساسي في معاركنا المختلفة في سبيل عمان، والبلوغ مصاف الأمم المتقدمة. وقد كنا والحمد لله المرحلة الصعبة التي مرت. وتعاونا حكومة وشعبا حتى وصلنا ببلادنا إلى درجة من التطور الاجتماعي، جعلتنا قادرين على الاستيعاب والإبداع والخلق، وبالتالي المساهمة الفعلية في ايجابيات المجتمع بمعناه الواسع والحمد لله.
أيها الأخوة:
فلنقف قليلا، ونلقي نظرة إلى نقطة البداية في يوليو عام 1970 لنرى كيف بدأنا وما هو حالنا اليوم بعد مرور أربع سنوات من نهضتنا المباركة.
ففي مجال التعليم: بدأنا من الصفر عام 1970 وكلكم تعرفون ونستطيع أن نقول الآن باطمئنان إننا وضعنا بلدنا على رأس الطريق وحققت خطة التعليم هدفها كما وكيف على مستوى المراحل الأولى. واليوم نوجه اهتمامنا ونركز جهودنا على التعليم العالي والمهني، بعد أن أوفينا بمتطلبات المرحلة الأولى في التعليم الابتدائي الذي لم يكن متوفرا لدينا منه سوى ثلاث مدارس ابتدائية للبنين فقط عام 1970. والتركيز على التعليم العليم المهني والعالي يأتي اهتماما بإتاحة الفرصة لأبنائنا لتلقي العلم في شتى مراحل الدراسة في وطنهم الحبيب. وهنا نريد أن ننبه أبناءنا الطلبة الموفدين في بعثات تعليمية. ننبههم إلى الحذر من مخططات تستهدف تشتيت أفكارهم، وإلهاءهم عن دراستهم، ونحن نقول لأبنائنا واثقين من حذرهم ووعيهم وولاءهم لوطنهم، إن هؤلاء حاقدون على مكاسبنا وتطورنا، يريدون عرقلة المسيرة ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون، وأنكم أبنائي الطلبة تعرفون الشوط الذي قطعه التعليم في بلادنا وتدركون التوسع في عدد التلاميذ والمدارس والمدرسين والبعثات ونكفي أن نشير إلى ميزانيتنا هذا العام للتعليم التي بلغت 9,458,368 ريالا مقابل 1,031,879 عام 70/71 ، يكفي هذا دليلا على مقدار اهتمامنا بأبنائنا وبلدنا وإصرارنا على اختصار الزمن.
إننا نعطي كل إمكانياتنا، وطاقاتنا لأبنائنا، وحرصا منا على مستقبل بعثاتنا الطلابية في الخارج. المنتشرة في العواصم المختلفة. فقد قررنا تشكيل لجنة دائمة للنظر في شؤونهم المختلفة والاهتمام بمطالبهم ، وسوف تقوم هذه اللجنة بين وقت وآخر، وعلى فترات متقاربة بزيارات للدول التي يدرسون فيها، حتى لا تعترضهم أي مشاكل أو عقبات قد تعوق مسير دراستهم. وندعو الله تعالى أن يوفقهم وان يكونوا عند حسن الظن بهم.
أما في مجال الصحة: فان الدولة تضع في أول اهتماماتها، الرعاية الصحية للمواطنين وتعمل جادة على توفيرها لهم، فتوسعنا في إنشاء المستشفيات انطلاقا من شعار (الصحة حق لكل مواطن) حتى وصلت إلى 79 مستشفى وعيادة تضم 1200 سرير مقابل 12 سريرا عام 1970.
وفي مجال المواصلات والخدمات العامة: فان الدولة قد قامت بالتعاقد، وتنفيذ العديد من مشروعاتها الكبيرة لهذه المرافق من أهمية بالغة بالنسبة لجميع المجالات، لمواجهة التقدم والتوسع العمراني الذي تشهده السلطنة، وقد تم الاتفاق على تنفيذ مشروع شبكة الهاتف الجديد لربط القرى بالمدن، أما على مستوى الاتصالات الخارجية مع العالم فقد دخلت الدولة مرحلة الأقمار الصناعية بالعمل على إنشاء أول محطة لها بالسلطنة. استخداما لأحدث أساليب العلم والتكنولوجيا في مجال المواصلات اللاسلكية وبإنشاء هذه المحطة يرتفع مستوى الاتصالات مع دول العالم إلى مدنية القرن العشرين.
أما على مستوى الطرق: فان الدولة تواصل مسيرتها في تذليل الصعاب، وقهر الجبال وتعبيد الطرق، ومن احدث مشروعات الدولة في هذا طريق بدبد /صور وطريق المصنعة/الرستاق وطريق صحار/البريمي وطريق نزوى وتمتد شبكات الكهرباء لتضئ الطرق، وليتمتع سكان 26 مدينة اخرى بالسلطنة بكهربة كاملة بهذه المدن مستقبلا، ومن المعروف ان الكهرباء ليست مجرد إنارة وإنما تتعداها إلى جميع استخدامات الطاقة.
علاوة على مشروعات الدولة في تحلية مياه البحر لمواجهة التقدم العمراني الهائل والكثافة السكانية الكبيرة، فقد تم في هذا المجال انجاز ميناء قابوس الذي نفتتحه هذه الأيام ضمن برامج الاحتفالات بالأعياد الوطنية المباركة في ذكراها الرابعة، وهو خطوة رائدة على طريق الرخاء ، لقد قررنا إلغاء الرسوم الجمركية على المواد الاستهلاكية للتخفيف من حدة ارتفاع الأسعار العالمية التي تسببت عن الظروف المتغيرة، وكنا قد قررنا تشكيل لجنة لدراسة هذه المشكلة كما قررنا بعد دراسة تقاريرها إلغاء الرسوم الجمركية على المواد الاستهلاكية، وان تقوم الحكومة بتحمل نفقات المواد الغذائية وطرحها للمستهلك بسعر اقل من سعر التكلفة متحملة في ذلك فارق الأسعار، كالدقيق واللحوم وغيرها. وهو قرار اتخذناه في حين فرضت فيه بعض الدول ضرائب وأعباء جديدة على السلع والمنتجات.
إننا لا نألو جهدا، ولا ندخر وسعا في العمل على رفع مستوى الفرد العماني الذي يتساوى مع غيره من العمانيين في كافة الحقوق والواجبات، والذي يأخذ بقدر ما يقدم من جهد وعرق، ووفاء لهذا البلد الكريم، وعمان أم تحب كل أبنائها.. والعمانيون كلهم أبناء لهذه الأم الحنون، تريدهم جميعا بررة أوفياء لذا فحبها وتقديرها يتفاوت من ابن إلى ابن لكنها تحب الجميع. عفا الله عما سلف. مبدأ أعلناه وسنظل على وعدنا وعهدنا.
إن العمانيين تربطهم أواصر التمسك بالعقيدة الإسلامية الراسخة، وعرى الترابط الاجتماعي الودود، ومصلحة هذا الوطن الحبيب، إننا نجند كل الطاقات من اجل النهوض بمستوى الفرد وتنمية موارده ووعيه اقتصاديا، وفي هذا المضمار فان استغلال كافة الموارد الاقتصادية في بلادنا يشكل عاملا هاما في المرحلة المقبلة من اجل تحسين دخل الفرد وارتفاع مستواه الاقتصادي. ولنا في هذا خطة طموحة تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة، فعالة ومتوازنة موضوعة وفق برنامج مدروس يقوم على حصر الموارد والطاقات المختلفة للمجتمع وتوجيهها بالاستغلال الأمثل بغية الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة من التنمية الاقتصادية في ضوء الإمكانات، واختيار الكفاءات العلمية القادرة على تنمية المجتمع، ودراسة موارد الثروة الطبيعية والبشرية وعمل الإحصائيات الأساسية عن الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية المختلفة للسكان، والنشاط الزراعي، وتكاليف المعيشة والتجارة الخارجية، بدراسة مستفيضة لا تترك التطور الاقتصادي والاجتماعي تحت رحمة الظروف المرتجلة وللوصول إلى هذه الغاية، وفي سبيل تنفيذ خطتنا في الإنماء الاقتصادي للنهوض بمستوى الفرد، قررنا تشكيل مجلس اعلي للتنمية الاقتصادية تحت رئاستنا، وعضوية أصحاب العلاقة في وزارات الدولة مثل وزارة التجارة والصناعة والسياحة ووزارة الزراعة والثروة السمكية، والنفط والمعادن، واللتين أمرنا باستحداثهما أخيرا لتؤديا دورهما في انجاز هذه الخطة مع غيرهما من وزارات الحكومة.
أيها الأخوة المواطنون..
إن موضوع الساعة الذي كثر حوله الحديث والجدل، هو النفط، مصدر الطاقة الأساسي في العالم. وبالنسبة لنا فانه مصدر ثروتنا الأول، الذي استطعنا بعائداته إن نطور بلادنا ونحقق منجزاتنا،وكما أن المستهلك يسعى إلى شراء النفط، فإننا نحن أيضا بحاجة إلى تصنيعه داخليا، تماما، كما نحن بحاجة إلى بيعه خارجيا، تنفيذا لبرنامج التنمية الاقتصادية.
لذلك لا بد من إتباع سياسة بترولية تصون ولا تفرط، انطلاقا من موقف عربي موحد ووعي قوي، يقدر ثرواته ويحسن استخدامها، ويحرص على آن تؤدي هذه الثروة دورها كمصدر للطاقة وكمورد اقتصادي هام، في حل مشاكل الإنسان وصنع رفاهيته.
إننا نريد أن نفهم الدول المستهلكة رغبات الدول المنتجة وان يعرف العالم أننا لسنا دعاة غلاء وافتعال أزمات، بل دعاة رخاء، ووفاق سلام.
وعلى مستوى الإعلام: الذي يعتبر المرآة الحقيقية، ويعكس كل هذه الأنشطة ويعرف بالنهضة الشاملة، التي تشهدها بلادنا في عصرها الحديث في هذا المجال انشأت الدولة الكثير من المشروعات وقطعت على طريق التطور الإعلامي شوطا لا يستهان به.. فعلى قمة الجبل قامت مدينة الإعلام التي اشتملت على محطة الإذاعة الجديدة الموسعة بعد تقويتها، لينطلق صوت عمان إلى أوسع نطاق. ويدخل حياة الأسرة العمانية التلفزيون الملون الذي افتتحناه في المدينة الإعلامية المتكاملة المرافق والمشروعات، نموذجا مشرفا يعكس مدى اهتمامنا بالكلمة الشريفة والرأي الحر، والخبر الصادق.
وصحافتنا تؤدي دورها في خدمة الوطن. أما المتحف العماني فيجد فيه المواطن تراث أجداده، وحضارتهم الشامخة اللتين يعتز بهما.
إن عماننا اليوم تعيش فجر نهضة شاملة وفي مسيرتنا إلى الأمام افتتحنا ملعب الشرطة الرياضي، وأقمنا احتفالاتنا بالعيد الوطني على أرضه وسيفي باحتياجاتنا لهذه المرحلة، حتى يتم بناء المدينة الرياضية التي تحتوي على كافة الأنشطة وتضم احدث الملاعب، مزودة بأدوات نموذجية هدية إلى شبابنا أمل المستقبل وعدة الوطن، في غده المشرق إن شاء الله.
هذه هي أيها الأخوة، بعض أمثلة فقط عن منجزاتنا الداخلية والتفصيلات مسؤولية مختلف الوزارات في الحكومة.
أما عن سياستنا الخارجية، فقد أعلناها كثيرا في مناسبات مختلفة وفي مؤتمرات دولية وسنظل نعلنها إننا جزء من الأمة العربية وسياستنا تنبع من منطلق مصلحتنا العليا، وقد وضحت الصورة أمامنا تماما وعرفنا من خلال عمل متواصل في سنوات أربع، موقع قدمنا وقد وضعناها ووجهنا وجهة نابعة من صميم إرادتنا موقفنا من أي دولة يتحدد على ضوء موقفها من قضيانا الوطنية واحترام سيادتنا التي لا تسمح بأي تدخل في شؤوننا ورفض أي محاولة للتأثير على سياستنا أو توجيهها مهما كان مصدرها.
إننا نؤدي دورنا في المجتمع الدولي، ومحافظة بايجابية وفعالية ونشارك في حل القضايا العادلة ونحن كأمة إسلامية نضع نصب أعيننا القيم النبيلة والأفكار السامية والتنسك بمبادئ ديننا الحنيف، انطلاقا من التفهم بدورنا حيال منطقتنا بوجه خاص، والمنطقة العربية بوجه عام، ولقد شاركنا في جميع النشاطات الدولية كمؤتمر عدم الانحياز الذي عقد بالجزائر والمؤتمر الإسلامي بلاهور، ومؤتمر القمة العربية الذي أقيم بالرباط في الشهر الماضي، وشاركت مع إخواني الملوك والرؤساء العرب، بحث القضايا العربية والدولية ولقد كان لهذه المشاركة أثرها في المجتمع الدولي.
أيها المواطنون…
إن الذي تحقق على الأرض العمانية اقوي واعلي صوتا من أي أقوال، وان الذي أنجز أروع واصدق من أي كلام، وسوف نستمر ونعمل من اجل هذا الشعب الأبي من اجل عمان العزيزة وسوف نحقق بإذن الله الكثير ونحن على الطريق سائرون وعلى هدى رسول الله ماضون.
أيها الإخوة..
إننا ندرك إن عملنا مرتبط بهدفه وان ما نشهده اليوم من نجاح لسياستنا الداخلية والخارجية لهو التعبير الحقيقي إعطاء شعبنا وطهر أرضنا واحترام العالم لنا وفهمه لأهدافنا بعد إن ارتفعنا إلى مستوى حقنا، وحقيقتنا.
أيها المواطنون..
إن قيم مجتمعنا عموما، وعلاقاتنا بالعالم الخارجي. كل هذه وغيرها جوانب حياتنا نتناولها بفكر واع متفتح عركته التجربة وعلمته الأيام.
بهذا تكون علاقتنا بالتاريخ علاقة تفاعل ايجابي مستمر، ويؤدي موقفنا التاريخي الحاضر خير معاينه ويرتفع إلى اسمي ذراه.
بهذا نجل ونعظم } وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون{
أيها المواطنون.. كل عام وانتم بخير وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.