الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين..
أيها المواطنون..
إنه لمن واعي البهجة والسرور أن نستقبل عاما جديدا من أعوام نهضتنا المباركة، وبهذه المناسبة الغالية على كل عماني على كل شبر من ربوع البلاد فإنه ليسعدنا أن نهنئكم جميعا بعيدنا الوطني المجيد الذي نحتفل به اليوم تتويجا لسبعة عشر عاما من العمل الدؤوب والإنجازات الخيرة.. متوجهين إلى الله تعالى بالحمد والشكر لما أسبغه على عماننا الحبيبة من رخاء واستقرار، ولما حققته مسيرتنا بفضله وعونه من تقدم، وندعوه جل شأنه أن يبارك عامنا الجديد ويوفقنا للمزيد من النماء والازدهار..
أيها المواطنون الأعزاء..
لقد دعوناكم في مثل هذا اليوم خلال احتفالاتنا بعيدنا الوطني السادس عشر للإعتماد على الذات في مختلف مجالات العمل، وأكدنا في هذا الإطار على ضرورة الإقبال على مهن الآباء والأجداد لما لها من أهمية بالغة في الحفافظ على المقومات الحضارية لمجتمعنا العماني.. ومن هنا كان حرصنا على تخصيص احتفالاتنا بعيدنا الوطني هذا العام لتكريم المواطنين المشتغلين بالحرف والمهن العمانية التقليدية إيمانا منا بقدرتهم على العمل الجاد والمثمر.. ان هذه الجهود البناءة والمتميزة في مختلف المجالات الإنتاجية تقدم المثل والقدوة لأبنائنا الشباب في الاعتزاز بأصالة شعبنا وتقاليده العريقة في العمل والإبداع..
إننا إذ نكرم المواطنين العاملين بجميع الأنشطة التقليدية في سائر المناطق والولايات فإننا نعبر بذلك عن تقدير الوطن لكل عمل جاد تؤديه السواعد العمانية في الزراعة وصيد الأسماك وتنمية الثروة الحيوانية وفي الحرف اليدوية وغيرها من مواقع العمل ولكل عطاء مخلص يشارك به المواطن في تحقيق ما نرجو لبلانا من تقدم مطرد في كافة المجالات..
وانه لا يسعفا كذلك إلا أن نعبر عن ارتياحنا وتقديرنا لكل ما بذله المواطنون وكافة القطاعات الأهلية والحكومية خلال هذا العام من جهود متضافرة ساعدت إلى حد كبير على التكيف مع متطلبات هذه المرحلة من مراحل التنمية وهيأت لمسيرتنا الوطنية مواصلة التقدم لتحقيق أهدافها في البناء والتعمير..
أيها المواطنون..
إننا إذ نؤكد على اهتمامنا الدائم بتنويع مصادر اقتصادنا الوطني فإننا نعمل على تطوير جهودنا في هذا المجال وفقا لخطوات مدروسة تهدف إلى زياد ة الدخل القومي للبلاد، وايجاد فرص العمل للمواطنين، واشراكهم في المشاريع الإنتاجية التي تخدم قطاعات كبيرة في المجتمع..
وانه ليسرنا اليوم أن نعلن أننا قد أصدرنا أمرا بإنشاء شركة الأسماك العمانية لتعمل على تحقيق زيادة كبيرة في الإنتاج السمكي تغطي احتياجات السوق المحلية وتهيئ فرصا جديدة للتصنيع والتصدير إلى الخارج، وذلك تنفيذا لما وعدنا به شعبنا العزيز خلال جولاتنا ولقاءاتنا بمختلف المناطق في أوائل هذا العام، وسنوفر لهذا القطاع بإذن الله كل الامكانيات المناسبة ليأخذ طابع مشروع اقتصادي قومي كبير يساهم فيه المواطنون على أوسع نطاق، ويفتح أمامهم مجالا جديدا لإظهار قدراتهم الفردية والجماعية، ولقد كان حرصنا منذ البداية أن يكون مجال عمل هذا القطاع الانتاجي فيما وراء المناطق التي يرتادها الصيادون الحرفيون حفاظا على مصالحهم وتمكينا لهم من ممارسة نشاطهم المعتاد الذي سيلقى منا دائما كل دعم ورعاية.
وفضلا عما حققته جهودنا خلال الأعوام الماضية من خطوات في مجال الزراعة فإن تطوير هذا القطاع يأتي في مقدمة اهتماماتنا ضمن سياسة تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي بمفهومه الشامل في ضوء التطورات والأوضاع الاقتصادية العالمية الراهنة التي تحتم على جميع الدول خاصة الدول النامية تكثيف طاقاتها وامكاناتها للاعتما دإلى أقصى حد ممكن على مواردها الذاتية لتأمين احتياجاتها الغذائية.
وادراكا منا لأهمية الزراعة كمورد حيوي لاقتصادنا الوطني ودعما للاقبال على المهن الزراعية باعتبارها مهنا عمانية عريقة يجب الحفافا عليها فإننا نعتزم بمشيئة الله إعلان العام القادم عاما للزراعة تأكيدا لاهتمامنا بتكثيف جهودنا في هذا المجال على المستويين الحكومي والأهلي بما في ذلك العمل على تطوير النظام الحالي لتسويق المنتجات الزراعية بما يكفل تشجيعا أكبر للمزارعين، كما نعتزم اتخاذ خطوات أخرى في المستقبل لتنمية محتلف القطاعات الانتاجية لتساهم مجتمعة في توسيع طاقة الاقتصاد العماني وتوفير مستوى الحياة الكريمة لكل أبناء الوطن.
شعبنا العزيز..
إننا نولي كل العناية للاستمرار في تحسين وتطوير الخدمات الأساسية في جميع أنحاء البلاد وفقا لأولويات تأخذها برامجنا الانمائية بعين الاعتبار لتلبي المتطلبات الضرورية لكافة المناطق..
وفي هذا الإطار وتجسيدا لاهتمامنا بالخدمات الصحية فإنه سيتم بعون الله خلال هذا الأيام افتتاح المستشفى السلطاني الجديد، كما أن العمل بالمستشفى الجامعي في جامعة السلطان قابوس قد أوشك على الانتهاء، ليؤدي هذان المرفقان دورا مهما يوفر مستوى متقدما للعلاج في مختلف التخصصات الطبية، ويفي بالاحتياجات المتزايدة نتيجة للتوسع السكاني والتطور السريع الذي تشهده البلاد، وذلك إلى جانب الجهود المستمرة لتوسيع ودعم المستشفيات والمرافق الصحية في محتلف المناطق لتقدم خدماتها على أفضل وجه..
وتيسيرا للاستفادة بالخدمات الضرورية فإننا قد أعطينا توجيهاتنا للحكومة بدراسة تسعيرة الكهرباء ورسوم المركبات بما يعكس حرصنا على تخفيف العبء عن المواطنين..
وانه ليهمنا في صدد التأكيد على رعايتنا للخدمات الأساسية أن نشيد بدور المجلس الاستشاري للدولة لما يقوم به من جهود ملموسة تعكس احتياجات المواطنين في كافة المناطق مما يساعد الحكومة على تحديد الأولويات في خططها ومشاريهها الإنمائية بما يخدم الصالح العام لبلا دنا وشعبنا..
أيها المواطنون..
إننا جزء من هذا العالم.. نتفاعل مع ما يدور حولنا من أحداث بكل الإيجابية والوضوح، ونكرس كل إمكانياتنا للمشاركة الموضوعية والفعالة لخدمة قضايا السلام والتعاون على كافة المستويات الاقليمية والدولية..
إن سياستنا كانت وما زالت تعبر عن اهتمامنا الدائم بتهدئة الأوضاع في المنطقة وتعزيز فرص الحوار بين الأطراف المتنازعة لحل خلافاتها بروح الوفاق والتفاهم، واذ نشعر بالأسف لاستمرار الحرب العراقية في الإيرانية لما تعكسه من سلبيات ومضاعفات تنطوي على احتمالات خطيرة تهدد السلام العالمي فضلا عن تهديدها لأمن المنطقة فإننا نساند الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة لتطبيق قرار مجلس الأمن، وندعو المجتمع الدولي لتكثيف دعمه لهذه الجهود بما يهيئ لها كل النجاح في التوصل إلى حل يضع نهاية سريعة لهذه الحرب ليعود السلام والوئام إلى البلدين الجارين وشعبيهما المسلمين وتنعم المنطقة بالهدوء والاستقرار.
وانطلاقا من حرصنا على الإسهام مع إخواننا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تعزيز مسيرتنا المشتركة فإننا تنطلع الى مزيد من التعاون المثمر خلال القمة الخليجية الثامنة التي ستعقد بمشيئة الله بالرياض في ضيافة الأخ الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعو دية الشقيقة.. سائلين الله العلي القدير أن يرفقنا لما يخدم مصالح شعوبنا جميعا..
أيها المواطنون..
إن المهام التي تواجهها مسيرتنا الوطنية في عامها الجديد تدعونا جميعا إلى التفاني في العمل لتحقيق أهدافنا في التنمية الشاملة والتغلب على كل التحديات والتقدم بكل الايمان والثقة لبناء مجتمع الرخاء والرفاهية..
نحييكم أيها المواطنون.. ونتوجه في عيدنا الوطني بالتحية إلى قواتنا المسلحة الباسلة بكافة قطاعاتها وتشكيلاتها.. تعبيرا عن اعتزازنا بكفاءتها الرفيعة واستعدادها المتطور لأداء واجبها المقدس بكل مقدرة واخلاص، ونحيي مختلف الأجهزة الأمنية التي تضطلع بواجبها الوطني بكل الجدية والتفاني في خدمة المجتمع وتأمين راحته وحماية استقراره، كما نتوجه بالشكر إلى المشاركين في الاحتفال من الحرفيين والمهنيين وفرق الفنون الشعبية العمانية وكافة القطاعات..
والله تعالى نسأل أن يحيطنا بعنايته ورعايته، ويوفقنا لكل ما فيه الخير والرفعة لبلادنا العزيزة.. إنه ولي التوفيق..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،