الحمد لله العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى الذي أرسله الله شاهدا ومبشرا ونذيرا وعلى آله وصعبه أجمعين..
أيها المواطنون الأعزاء..
يسعدنا كل السعادة أن نلتقي بكم في هذا المهرجان الكبير لنعتقل بالذكرى السادسة عشرة لعيدنا الوطني المجيد، كما يسرنا أن نقييكم ونعيي شعبنا العزيز في كل أرجاء البلاد ، ونتوجه إلى الله تعالى بالحمد والشكر على رعايته وتوفيقه، ونسأله جلت قدرته أن يمدنا بكل العون والإلهام لخدمة بلا دنا العزيزة وتحقيق ما تصبو إليه من خير ونماء..
أيها المواطنون..
إن احتفالاتنا إذ تأخذ هذا العام طابع مهرجان شعبي يبرز دور القوى الوطنية العاملة وساثر القطاعات في مجتمعنا العماني بإنها تعبر عن اعتزازنا بكل ما أحرزته مسيرتنا خلال ستة عشر عاما من تقدم_ كافة المجالات..
لقد كان لإيماننا الراسخ وجهودنا المتضافرة التي لا تعرف الكلل الأثر الأكبر فيما تم تحقيقه من إنجازات أرسينا بها الأساس القوي لنهضتنا الشاملة، وأكملنا مراحل مهمة للبناء الاقتصادي والاجتماعي أتت بثمار طيبة والحمد لله.. واليوم وحيث نواجه معا مسؤوليات وواجبات أكبر فإن علينا جميعا أن نستمد من ديننا الحنيف وقيمنا العمانية الأصيلة ومن تجاربنا عبر الأعو ام الماضية ما يزيدنا قوة واصرارا على مضاعفة الجهود ومواصلة التقدم بكل التعاون والتكاتف وبكل الوفاء لعماننا الأبية متذكرين
دائما قول الله تعالى: وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا.
آيها المو اطنون. .
إن العالم يشهد منذ سنوات متغيرات اقتصادية تفرض تحديات كبرى على الدول النامية فضلا عما تحدثه الأوضاع الراهنة للسوق النفطية من انعكاسات سلبية على اقتصاديات الدول المنتجة للنفط وعلى الاقتصاد العالمي بأسره، وانه ليتوجب علينا الآن أكثرمن أي وقت مضى أن نوطد العزم للاعتماد على الذات ليس فقط لمواجهة هذه الأوضاع والمتغيرات والتكيف معها وانما دائما وفي كل الأحوال، وبكل ما يعنيه ذلك من تضحيات واجبة على الجميع لتذليل الصعوبات وبناء مجتمع يعمه الخير والرخاء..
وفي هذا الصدد فإننا نؤكا على الأهمية الكبرى لتنويع مصادر الدخل القومي للبلاد وتنميتها إلى أقصى حد ممكن بما يعطي التركيز الأكبر للقطاعات الزراعية والسمكية والصناعية مع توجيه طاقات المجتمع للعمل الجاد والتنافس الشريف في بناء الوطن، واعتماد الأداء الأفضل معيارا للتمتع بخيراته استرشادا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)).
وفي ذات الوقت فإننا نؤكد على سياستنا الرامية إلى الاستمرار في توفير الخدمات الأساسية والضرورية لشعبنا العزيز على الرغم من كل الظروف والمتغيرات الاقتصادية، ولقد أعطينا توجيهاتنا للمسؤولين في حكومتنا لأخذ ذلك بعين الاعتبار في خططنا الانمائية..
وانه لمن الأهمية بمكان أن يضطلع كل مواطن بمسؤوليته تجاه وطنه دون اتكالية أو اعتماد على الغير ويساهم بكل الجدية والإخلاص في إنجاز مهامنا الوطنية التي تدعونا جميعا إلى تمجيد العمل كقيمة نبيلة تعطي للحياة مضمونا إيجابيا نافعا وكواجب مقدس يحتمه الإيمان بحق الوطن على أبنائه وتحض عليه تعاليم شريعتنا الإسلامية الغراء مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: ((ولكل درجات مما عملوا)).
أيها المواطنون..
إننا إذ نعتز بالهوية الحضارية لبلا دنا في مسيرتنا لصنع التقدم والرخاء فإننا نود أن نشير بكل الاهتمام إلى ضرورة إقبال المواطن على المهن التقليدية التي قام عليها مجتمعنا قديما وخاصة المهن الزراعية وصيد الأسماك وتنمية الثروة الحيوانية وغيرها من المهارات والحرف لما لها جميعا من أهمية قصرى في
تنمية اقتصاديات البلاد وحتى لا نفقد بإهمالها موارد طيبة أنعم الله بها علينا ، واننا لنعتزم بمشيئة الله تكثيف جهودنا في هذا المجال انطلاقا من إيماننا بأن المجتمعات لا تتطور إلا على أساس من احترام مهن الآباء والأجد اد ، كما أن تقدمها لا يقاس بالازدهار العمراني فقط وانما بمدى أصالة هزذا التقدم واستيعابه لقدرات المجتمع وتقاليده في العمل والعطاء. .
وايمانأ بدور الشباب العماني في بناء الوطن فإننا نهيب به أن يضرب المثل في الجدية والجدارة ويعد نفسه للمشاركة الايجابية في كافة قطاعات العمل دون أن يربط مستقبله بالحصول على الشهادات فقط أو يحصر اهتماماته في مجالات محدودة بطبيعتها ، وانما يجب عليه أن يكون قدوة حسنة في تقبله للعمل في محتلف الميادين مهما بدا هذا العمل بسيطا لأنه سيبقى جهد ا شريفا ونبيلا طالما أنه يؤدي خدمة للوطن والمجتمع ويحقق طموحات المواطنفي حياة كريمة، وفضلا عن ذلك فإن تخفيف الاعتماد على العمالة الأجنبية في الكثير من الأعمال التي لا تتطلب مهارات خاصة لا يمكن أن يتحقق إلا بإقبال المواطن عليها بكل جد واهتمام ، وليس أدل على ذلك كله من قوله جل شأنه: (( وأن ليس للانسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأو فى))..
وفي الوقت الذي ندعو كل مواطن للاسهام فيما نحن بصدده من مهام التنمية الشاملة فإنه يتحتم على القطاع الخاص أن يتخذ خطوات جادة للاعتماد تدريجيا وبدرجة أكبر من ذي قبل على القوى العاملة والكفاءات والكوادر العمانية المتوفرة وفقا لاحتياجات محتلف الأ نشطة التي يقوم بها ليؤدي بذلك دورا مهما في إطار سعينا الدؤوب لبناء وتطوير قدراتنا الذاتية في كافة المجالات. .
إننا إذ نشيد بالعطاء الذي قدمه أبناء الوطن من المهنيين والحرفيين وذوي المهارات والخبرات عبر سنوات النهضة وأسهموا به إسهاما كبيرا في تنمية البلاد فإنه ليتوجب على كل عماني أن يضع نصب اهتمامه دائما وفي كل وقت أن الأوطان إنما تبنى وتزدهر بكفاح أبنائها البررة الأوفياء.
شعبنا العزيز. .
إننا نواصل جهودنا وبرامجنا الإنمائية ضمن إطار يضع برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مقدمة اهتماماتنا إضافة إلى تطوير الأسس
والإنجازات القائمة وذلك وفق أولويات تلبي احتياجات مختلف المناطق من المشاريع الضرورية والحيوية، كما نواصل جهودنا لتطوير الجهاز المدني للدولة بما يتفق وطبيعة المهام التي تواجهها مسيرتنا الوطنية وبما يساعد على الارتقاء بمستوى العمل في كافة الوحدات والمرافق لتؤدي خدماتها للمواطن على أفضل وجه. .
إن عماننا بخير والحمد لله وأرضها طيبة معطاء وهي تختزن من النعم والخيرات ما يفي بطموحات الأجيال المتعاقبة إذا شمرنا جميعا عن سواعد الجد وبذلنا الجهد والعرق وأبدينا روحا عالية في التعاون والتكاتف للتغلب على كل التحديات وتحقيق ما نرجو لبلا دنا من تقدم ورفعة مستلهمين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كونوا عباد الله إخوانا وعلى الخير أعوانا)). .
أيها المواطنون. .
إنه ليسعدنا في ظل هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا أن نحيي قواتنا المسلحة الباسلة بجميع قطاعاتها وتشكيلاتها ونشيد بكفاءتها الممتازة وجديتها واخلاصها لواجبها المقدس في السهر على أمن الوطن وحماية ترابه الطاهر، واننا لنؤكد اهتمامنا المستمر برعايتها وتطوير قدراتها بكل ما يمكنها من أداء دورها المجيد ، كما نحيي ونشيد بالجهود المخلصة لأجهزة الأمن في خدمة الوطن والمواطن وتوفير الراحة والطمأنينة لشعبنا في كافة وبوع البلاد . .
إننا نود أن نوجه تحية خاصة للكشافة العمانية التي نكن لها كل التقدير لما تقوم به من نشاها بارز يعدها للاسهام الإيجابي في مسيرتنا الخيرة على أساس من الإيمان بالله والاعتماد على النفس، ونوجه التحية والشكر لكم جميع المشاركين في هذا المهرجان من المزارعين والصيادن والحرفيين والشبيبة العمانية وكل قطاعات المجتمع العماني لجهودكم المثمرة من أجل البناء والتعمير معبرين لكم جميعا عن اعتزازنا بدوركم الأساسي في تحقيق ما نسعى اليه من أهداف التنمية والازدهار. .
كما إننا نود أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا لوفود الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في احتفالاتنا بعيدنا الوطني. .
واذ نستهل على بركة الله عاما جديدا من أعوام النهضة فإننا ندعوكم أيها المواطنون الأعزاء للتطلع إلى المستقبل بالايمان والتفاؤل والعزيمة القوية على
تكثيف الجهود ومواصلة التقدم. .
والله تعالى نسأل أن يرفقنا واياكم لكل ما فيه الخير لعماننا الحبيبة، كما ندعوه عزوجل بأن يعم السلام والوئام العالم أجمع وأن تعمل البشرية لما فيه خيرها وصلاح أعورما وتسوي خلافاتها بالطرق السلمية لتجنب الناس الأبرياء ويلات الحروب والدمار وتحقق طموحاتها في حياة يسودا الأمن والاستقرار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته