الحمد لله الذي صدق وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده .والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين.
أيها الأخوة المواطنون ..سلام الله عليكم وكل عام وأنتم بخير.
يسعدني ان التقي بكم ،نجدد العهد بالسير قدما الى الأمام وراياتنا مرفوعة تعلن أننا انطلقنا وأن مسيرتنا بعون الله لن تتوقف.
وبهذه المناسبة يجدر بنآ نستعرض الإنجازات التي تحققت بجهودكم المتضافرة ونواياكم المخلصة لتكون حافرا نستمد منه القوة والعزم من اجل تحقيق المزيد من التقدم والرخاء لبلدنا الحبيب.وفي هذا اليوم يجب أن نقف وقفة تأمل ونلقي نظرة واقعية الدور الذي يجب أن نلعبه في علاقاتنا الدولية على المسرح العالمي، وإذا توخينا جانب اليقظة والحذر أستطعنا أن نضمن أمن بلادنا الحبيبة وسلامتها واستقرارها باستمرار. وأن نعمل ونكافح من أجل الحفاظ على الحرية والعدالة للانسانية جمعاء.
أيها الإخوة المواطنون..لقد جلب لنا العام المنصرم انتصارات عظيمة توجها ذلك الانتصار الذي حققته قواتنا المسلحة الباسلة بدحر الارهابيين الشيوعيين الذين عاثرا في أرض منطقتنا الجنوبية فسادا. وساموا شعبنا الخسف والهون والبؤس والشقاء ردحا طويلا من الزمن.
وقد استطاعت قواتنا المسلحة وفرقنا الوطنية الشجاعة والقوات الصديقة التي وقفت إلى جانبنا بالاضافة إلى عزم شعبنا القوي على الصمود أن تطهر أرضنا الحبيبة من قوى الشر ورجس الالحاد والحمد لله .
ان هذا النصر الذي كسبناه، ودفعنا ثمنا له الكثير من التضحيات قد هيأ لتا المضي قدما لإنجاز العديد من المشاريع الكبرى لبلادنا, وكان هدف العدو إحباطها.
وقد تحدثت اليكم بمناسبة حلول السنة الهجرية الجدية في محرم الماضي وقلت: إننا سنعطي الأولية لتحسين مستوى شعبنا، وإننا أصدرنا الأوامر لوزرائنا بأن يولوا شبابنا عناية خاصة وان يتيحوا لهم كافة الفرص لكي يؤدوا دورهم على الوجه المرضي في مستقبل بلادهم . واليوم يسعدني أن أقول: إننا أحرزنا تقدما كبيرا في هذا المجال.
لقد بلغ عدد الطلاب الطالبات في العام الدراسي الحالي أكثر من 65 ألف طالب وطالبة يتلقون العلم في مدارسنا، بزيادة بلغت عشرة آلاف على عددهم في العام الماضي. والعمل جار في بناء المزيد من المدارس في المنطقتين الشمالية والجنوبية. وسوف يتم في العالم القادم افتتاح كليات تقنية في كل من نزوى وصحار وصلالة وصور . هذا الى جانب 374 شابا عمانيا يتلقون العلم في الخارج في شتى فروع الاختصاص في الطب.. في الهندسة.. وغيرها وهؤلاء سوف يقدمون خدماتهم للوطن العزيز كل في حقل اختصاصه.
وبالاضافة الى التعليم الجامعي نريد لشبابنا أن يتسلح بالثقافة العمانية ويعتز بتراث بلاده ويحرص على دينه وتقاليده. لذا وجهان اهتمامنا الى تدريب الشباب العماني كمعلمين. وفي معهد الدراسات الاسلامية بالوطية يوجد الآن 60 شابا يتلقون أصول التربية والتعليم . وعندما يتخرجون سوف يستلمون مهام عملهم كمدرسين في المدارس الابدائية في مختلف أنحاء السلطنة.
أيها الإخوة المواطنون.. للعناية بالشباب ورعاية شؤونهم ولإيماننا بأن الشباب الصالح هو ثروة وطنية لا تقدر بثمن أنشأنا في العاشر من ابريل الماضي وزارة جديدة هي وزارة شؤون الشباب لاتاحة الفرص أمام الشباب الممارسة مختلف الأنشطة الرياضية وسوف تقدم الوزارة بتوفير المزيد من التسهيلات الرياضية وتقدم المساعدات لفرق الأندية الرياضية وتتيح لها السفر الى الخارج للاشتراك في المباريات الرياضية في البلدان الأخرى.
وخلال العام الماضي أيضا أنشئت وزارة التراث القومي وذلك للحفاظ على الكنوز الثقافية والأدبية التي خلفها أسلافنا ستكون مدعاة لفخر واعتزاز أجيالنا القادمة.
ومن ناحية أخرى فإن العناية الطبية في مستشفياتنا تتحسن باستمرار. وقد تم بناء عدد كبير من المساكن الشعبية ويجري حاليا تنفيذ برنامج مساكن جديدة على نطاق واسع. وقد أعطيت مشاريع الطرق وتوسيع الخدمات الضرورية الأخرى الألوية القصوى لمواجهة متطلبات التنمية التي تتزايد باستمرار.
بحمد الله لا وجود للبطالة في بلادنا ، والأعمال متوفرة لكل مواطن يريد أن يعمل
هذا وتقدم المساعدات الاجتماعية للمحتاجين أبناء الشعب. وقد أصدرنا أوامرنا الى وزرائنا بأن يضعوا ذلك نصب أعينهم دائما. وأن يضعوا في اعتبارهم ازدياد عدد السكان والمشكلات التي تنجم عن ذلك لا سيما والبلاد آخذة بأسباب التطور والنمو بسرعة مذهلة.
وتتوجب المساعدة بصورة خاصة لرجال قواتنا المسلحة الذين شوهوا أو أصيبوا بعاهات مستديمة في حربهم المقدسة ضد العدو فهؤلاء الرجال يستحقون منا الشكر والتقدير وسنضل نذكرهم ونفخر بهم.
أيها المواطنون.. لقد قاسى إخوتكم في المنطقة الجنوبية كثيرا،ومرت بهم سنوات ذاقوا فيها مر العذاب .. والآن يجري تعمير رخيوت وضلطوت وغيرهما من المناطق التي دمرها الارهابيون الأشرار وبدأ أهالي القرى يعودون إليها للاستقرار في بيوتهم وعلى أراضيهم وقد تحرروا من الخوف والشقاء، ونعموا الأمن والرخاء وباستطاعة من يرغب الآن أن يتجول في المنطقة آمنا مطمئنا أن يفعل ذلك في أي وقت يشاء.
إن هذه الإنجازات تدونا الى الفخر، لكن يجب أن نضع نصب أعيننا أن بقاء واستمرار هذه الإنجازات يرتكز على عاملين أساسيين:
اقتصاد سليم قابل للنمو وشعور كل مواطن بكامل المسؤولية وبالنسبة للعامل
الأول: فلحسن الحظ وبفصل النعم الوفيرة التي حبانا الله بها فإن بلادنا العزيزة تتمتع بموارد طبيعية جمة ، اذا ستثمرت استثمارا كاملا أمدتنا بخير عميم وقوة اقتصادية عظيمة.
إن حقول النفط الجديدة التي لا تزال في المرحل التطور سوف تسهم إسهاما كبيرا في دخلنا القومي في 1980 ،وكذلك فإن مستودعات النحاس والفحم الكبيرة التي تم اكتشافها سوف تنمي تجارة صادراتنا في غضون السنتين أو الثلاث القادمة . وفي العام القادم فإن صناعتنا السمكية ستسد حاجتنا وسيصدر الفائض منهل الى الخارج. وستلعب الصناعات الخفيفة والمصالح التجارية الأخرى دورا بارزا في نمو اقتصادنا ، وكل هذه المشاريع قد نسقت وأدرجت في الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية.
أما العامل الثاني وهو عامل مهم كل الأهمية في ازدهار أي بلد ونموه. وهذا العامل هو شعور كل مواطن بالمسؤولية ، فالوطنية السلبية لا نكفي وحب الوطن والإخلاص له يجب أن يتخذ شكل العمل الدائب المستمر الذي يتوجب على كل رجل وكل امرأة القيام به.
ويجب أن يربي الأطفال منذ الصغر على إدراك أن من واجبهم خدمة وطنهم لقاء ما قدم لهم من خدمات، والتحقيق هذا الهدف فقد قررنا منح جائزة سنوية سترف بوسام الاستحقاق. وسف نمنحه شخصيا في كل عيد وطني في المستقبل لكل فتى أو فتاة يقدم خدمة جليلة لوطنه وشعبه جديرة بالاستحقاق خلال العام .
وقد أثبت التاريخ أنه بدون روح الوفاء والإخلاص والتفاني للوطن. فإن الوطن – أي وطن – كلما زادت مصادره الطبيعية وفرة. كلما كان ذلك مدعاة لطمع الطامعين وعرضة لمحاولات السيطرة الأجنبية. وليست بعيدا التجربة التي عشناها في السنوات لست الماضية فلولا الوفاء والعزم والإخلاص ،ولو أننا تخاذلنا في تصميمنا ولو أن عدم المبالاة وروح الأنانية فرقتنا لكنا قد خسرنا أرضنا بحيث لا يمنكن إسترجاعها. فالحمد لله الذي أمدنا بنصر من عنده وما النصر إلا من عند الله.
أيها المواطنون- والآن قد ساد السلام بورع البلاد وعاد الاستقرار الى كافة أرجائه يجب أن نتخذ جانب الحيطة والحذر وأن لا تلهينا مشاعر النصر وفرحه النجاح . وأن نعمل وأيدينا على السلاح وسف نحتاج في السنوات المقبلة الى قوة العزيمة التي مكنتنا من الخروج بسلام من تجاربنا الأخيرة . ويتوجب علينا الآن أن نكسب المعركة التي تمكننا من الحفاظ على أمن وسلامة وازدهار بلدنا الحبيب ويجب على كل واحد منا أن يأخذ موقعه في ساحة القتال.وهذه مسؤوليتنا وواجبنا المقدس تجاه أجيالنا القادمة.
أيها الإخوة المواطنون- اننا حين نوجه أنظارنا الى الوضع العالمي نرى أهمية ترشيخ الشعور بالمسؤولية والواجب الوطني في نفوسنا.
فالذين يسيطرون على قوى البغي والشر التي طهرنا منها أرضنا يواصلون طموحاتهم التي تهدف الى السيطرة العالمية بشراهة ودهاء والكثير من أبناء شعبنا الذين خبروا القساوة العبودية التي يفرضها الاستعمار الجديد على ضحاياه الذين يوقعهم سوء الطالع في قبضته يعرفون كيف أن الحقيقة تختلف عن أكاذيب ومفتريات الدعايات التي يبثها ذلك الاستعمار.
أما الذين لم يختبروا هذه التجربة القاسية فأنهم يقعون فريسة سهلة لمخططاته الشريرة ، ويندمون بعد فوات الأوان.
وفي خلال العام الماضي، بينما كنا نبتهج بحريتنا وازدهارنا النامي كانت شعوب بلدان اخرى تضرب بوحشية. في نفس اللحظة التي كانت آمالهم بالحرية والسعادة مرتفعة . فشعوب الدول الافريقية التي تحررت أخيرا من حكم الاستعمار أصبحت تدرك الآن الحقيقة المرة للحرية الزائفة.
فقد حرمت تلك الشعوب من ممارسة كل الحقوق الإنسانية وفقدت حماية حكم القانون ، وأصبحت الآن لا حول لها قوة، في قبضة حكومات تسيرها كيفما شاءت وتتلقى الأوامر منها ولم إلا أداة طيعة في أيدي أسيادها إن المصير الذي آلت اليه هذه الشعوب شبيه بالمحنية التي وقعت فيها الشعوب أخرى كثيرة،وهناك دلائل واضحة تشير الى أن خطر هذا الاستعمار الجديد آخذ بالانتشار بسرعة في كل أنحاء العالم.
فالمحيط الهندي وجنوب المحيط الاطلنطي وحتى المناطق النائية أصبحت تتأثر بصورة متزايدة بالمحاولات التي تبذلها بعض الدول الكبرى اما بطريقة مباشرة أو عن طريق دول عميلة وأحزاب سياسية تتلقى أوامرها من الدول الكبرى وتخدم أهدافها.
فهذه الدول العميلة التي لا تحترم روابط الدم وشرعة الأمم تحرض على الحرب الأهلية والإطاحة بأنظمة الحكم الشرعية التي تعارض سياستها ، إنها تسعى بكل طريقة ممكنة لتحطيم كيان الدول التي تقع ضحيتها بالامتثال للأوامر التي تتلقاها من أسيادها الأجانب الأقوياء.
ومما يؤسف له حقا أن الدول المتخلفة التي تحتاج دوما الى المساعدة جدير بها في الدرجة الأولى أن تخشى هذا الخطر أكثر من غيرها، وبدلا من إنفاق المبالغ الطائلة من المال فيما لا جدوى منه كان جديرا بها أن تكسر كل دخلها القومي لخير شعبها.
ونحن في عالمنا العربي ندرك هذا الخطر، وندرك أن دعايتهم المسمومة التي يوجهونها الى شعبنا. تهدف الى تقويض دعائم وحدتنا.وبث الفرقة بين صفوفنا، بالتالي طمس معالم ديننا الحنيف الذي يشكل حجر الأساس في حياتنا.
لكننا بالتعاون الوثيق، وبالتضامن المنزه عن الأنانية بين دولنا نستطيع أن نحمي أنفسنا، ونكتسب مناعة ضد هذا الخطر الدفين. ونحن نؤمن بأن التعاون المشترك ولاحترام المتبادل لحقوق وسيادة الدول الأخرى على أرضيها هو الركيزة الأساسية لعلاقتنا الدولية .
ان اشتراكنا في المناقشات التي تجري في أروقة الأمم المتحدة، وفي مؤتمر دول عدم الانحياز الذي عقد مؤخرا في كولومبو، قد أكد هذا الإيمان باستمرار ولن نتخلى عنه، وسنظل نتمسك به. كما لن نتخلى عن واجباتنا نحو الدول العربية الشقيقة وسنظل متمسكين برباط الأخوة معها.
لقد أكدت أسرة الدول العربية وحدتها وتعاونها وأكدت قيمة وفائدة ذلك التعاون المثير، حينما اتخذت زمام المبادرة وأقرت بالإجماع وقف إطلاق النار في لبنان، وفتحت بذلك الباب على مصراعيه أمام تسوية دائمة بين الأطراف المتقاتلة.
كان هذا في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي ، وقد كانت سلطنة عمان ممثلة فيه. ويسعدني أقول إن التعاون والصداقة المنزهة عن الأنانية هي التي عززت علا قانتا مع الدول الشقيقة، وقوت قضية السلام في المنطقة. ونحن عازمون عليالاسمرار في العمل تمكين هذا الصداقة وتقوية أواصرها .
أيها الإخوة المواطنون :
هانحن نقف على عتبة عام الجديد في حياة عماننا الحبيبة ، وسوف تكون أعوامنا القادمة حافلة بالأمجاد والإنجازات بمعونة الله والمستقبل يبشر بالخير اذا تحلى كل منا بالشجاعة والاقدام وروح العمل الدائب المستمر.
ونحن نهيب بكم أن تقطعوا على أنفسكم معنا عهدا جديدا الخدمة بلادنا وقضية الحرية والسلام.
وختاما نتوجه بالشكر لله العلي القدير ونستمد منه العون في كل خطوة نخطوها نحو تحقيق آمالنا.
اللهم هذا عهد منا لبلادنا وشعبنا فساعدنا على الوفاء بالعهد وكن لنا وليا ونصيرا.
نهنئكم بالعيد ونرجو لكم اياما سعيدة. وفقكم الله وسدد خطاكم الى ما فيه خير هذا الوطن وعزته وكرامته.
وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أيها الأخوة المواطنون ..سلام الله عليكم وكل عام وأنتم بخير.
يسعدني ان التقي بكم ،نجدد العهد بالسير قدما الى الأمام وراياتنا مرفوعة تعلن أننا انطلقنا وأن مسيرتنا بعون الله لن تتوقف.
وبهذه المناسبة يجدر بنآ نستعرض الإنجازات التي تحققت بجهودكم المتضافرة ونواياكم المخلصة لتكون حافرا نستمد منه القوة والعزم من اجل تحقيق المزيد من التقدم والرخاء لبلدنا الحبيب.وفي هذا اليوم يجب أن نقف وقفة تأمل ونلقي نظرة واقعية الدور الذي يجب أن نلعبه في علاقاتنا الدولية على المسرح العالمي، وإذا توخينا جانب اليقظة والحذر أستطعنا أن نضمن أمن بلادنا الحبيبة وسلامتها واستقرارها باستمرار. وأن نعمل ونكافح من أجل الحفاظ على الحرية والعدالة للانسانية جمعاء.
أيها الإخوة المواطنون..لقد جلب لنا العام المنصرم انتصارات عظيمة توجها ذلك الانتصار الذي حققته قواتنا المسلحة الباسلة بدحر الارهابيين الشيوعيين الذين عاثرا في أرض منطقتنا الجنوبية فسادا. وساموا شعبنا الخسف والهون والبؤس والشقاء ردحا طويلا من الزمن.
وقد استطاعت قواتنا المسلحة وفرقنا الوطنية الشجاعة والقوات الصديقة التي وقفت إلى جانبنا بالاضافة إلى عزم شعبنا القوي على الصمود أن تطهر أرضنا الحبيبة من قوى الشر ورجس الالحاد والحمد لله .
ان هذا النصر الذي كسبناه، ودفعنا ثمنا له الكثير من التضحيات قد هيأ لتا المضي قدما لإنجاز العديد من المشاريع الكبرى لبلادنا, وكان هدف العدو إحباطها.
وقد تحدثت اليكم بمناسبة حلول السنة الهجرية الجدية في محرم الماضي وقلت: إننا سنعطي الأولية لتحسين مستوى شعبنا، وإننا أصدرنا الأوامر لوزرائنا بأن يولوا شبابنا عناية خاصة وان يتيحوا لهم كافة الفرص لكي يؤدوا دورهم على الوجه المرضي في مستقبل بلادهم . واليوم يسعدني أن أقول: إننا أحرزنا تقدما كبيرا في هذا المجال.
لقد بلغ عدد الطلاب الطالبات في العام الدراسي الحالي أكثر من 65 ألف طالب وطالبة يتلقون العلم في مدارسنا، بزيادة بلغت عشرة آلاف على عددهم في العام الماضي. والعمل جار في بناء المزيد من المدارس في المنطقتين الشمالية والجنوبية. وسوف يتم في العالم القادم افتتاح كليات تقنية في كل من نزوى وصحار وصلالة وصور . هذا الى جانب 374 شابا عمانيا يتلقون العلم في الخارج في شتى فروع الاختصاص في الطب.. في الهندسة.. وغيرها وهؤلاء سوف يقدمون خدماتهم للوطن العزيز كل في حقل اختصاصه.
وبالاضافة الى التعليم الجامعي نريد لشبابنا أن يتسلح بالثقافة العمانية ويعتز بتراث بلاده ويحرص على دينه وتقاليده. لذا وجهان اهتمامنا الى تدريب الشباب العماني كمعلمين. وفي معهد الدراسات الاسلامية بالوطية يوجد الآن 60 شابا يتلقون أصول التربية والتعليم . وعندما يتخرجون سوف يستلمون مهام عملهم كمدرسين في المدارس الابدائية في مختلف أنحاء السلطنة.
أيها الإخوة المواطنون.. للعناية بالشباب ورعاية شؤونهم ولإيماننا بأن الشباب الصالح هو ثروة وطنية لا تقدر بثمن أنشأنا في العاشر من ابريل الماضي وزارة جديدة هي وزارة شؤون الشباب لاتاحة الفرص أمام الشباب الممارسة مختلف الأنشطة الرياضية وسوف تقدم الوزارة بتوفير المزيد من التسهيلات الرياضية وتقدم المساعدات لفرق الأندية الرياضية وتتيح لها السفر الى الخارج للاشتراك في المباريات الرياضية في البلدان الأخرى.
وخلال العام الماضي أيضا أنشئت وزارة التراث القومي وذلك للحفاظ على الكنوز الثقافية والأدبية التي خلفها أسلافنا ستكون مدعاة لفخر واعتزاز أجيالنا القادمة.
ومن ناحية أخرى فإن العناية الطبية في مستشفياتنا تتحسن باستمرار. وقد تم بناء عدد كبير من المساكن الشعبية ويجري حاليا تنفيذ برنامج مساكن جديدة على نطاق واسع. وقد أعطيت مشاريع الطرق وتوسيع الخدمات الضرورية الأخرى الألوية القصوى لمواجهة متطلبات التنمية التي تتزايد باستمرار.
بحمد الله لا وجود للبطالة في بلادنا ، والأعمال متوفرة لكل مواطن يريد أن يعمل
هذا وتقدم المساعدات الاجتماعية للمحتاجين أبناء الشعب. وقد أصدرنا أوامرنا الى وزرائنا بأن يضعوا ذلك نصب أعينهم دائما. وأن يضعوا في اعتبارهم ازدياد عدد السكان والمشكلات التي تنجم عن ذلك لا سيما والبلاد آخذة بأسباب التطور والنمو بسرعة مذهلة.
وتتوجب المساعدة بصورة خاصة لرجال قواتنا المسلحة الذين شوهوا أو أصيبوا بعاهات مستديمة في حربهم المقدسة ضد العدو فهؤلاء الرجال يستحقون منا الشكر والتقدير وسنضل نذكرهم ونفخر بهم.
أيها المواطنون.. لقد قاسى إخوتكم في المنطقة الجنوبية كثيرا،ومرت بهم سنوات ذاقوا فيها مر العذاب .. والآن يجري تعمير رخيوت وضلطوت وغيرهما من المناطق التي دمرها الارهابيون الأشرار وبدأ أهالي القرى يعودون إليها للاستقرار في بيوتهم وعلى أراضيهم وقد تحرروا من الخوف والشقاء، ونعموا الأمن والرخاء وباستطاعة من يرغب الآن أن يتجول في المنطقة آمنا مطمئنا أن يفعل ذلك في أي وقت يشاء.
إن هذه الإنجازات تدونا الى الفخر، لكن يجب أن نضع نصب أعيننا أن بقاء واستمرار هذه الإنجازات يرتكز على عاملين أساسيين:
اقتصاد سليم قابل للنمو وشعور كل مواطن بكامل المسؤولية وبالنسبة للعامل
الأول: فلحسن الحظ وبفصل النعم الوفيرة التي حبانا الله بها فإن بلادنا العزيزة تتمتع بموارد طبيعية جمة ، اذا ستثمرت استثمارا كاملا أمدتنا بخير عميم وقوة اقتصادية عظيمة.
إن حقول النفط الجديدة التي لا تزال في المرحل التطور سوف تسهم إسهاما كبيرا في دخلنا القومي في 1980 ،وكذلك فإن مستودعات النحاس والفحم الكبيرة التي تم اكتشافها سوف تنمي تجارة صادراتنا في غضون السنتين أو الثلاث القادمة . وفي العام القادم فإن صناعتنا السمكية ستسد حاجتنا وسيصدر الفائض منهل الى الخارج. وستلعب الصناعات الخفيفة والمصالح التجارية الأخرى دورا بارزا في نمو اقتصادنا ، وكل هذه المشاريع قد نسقت وأدرجت في الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية.
أما العامل الثاني وهو عامل مهم كل الأهمية في ازدهار أي بلد ونموه. وهذا العامل هو شعور كل مواطن بالمسؤولية ، فالوطنية السلبية لا نكفي وحب الوطن والإخلاص له يجب أن يتخذ شكل العمل الدائب المستمر الذي يتوجب على كل رجل وكل امرأة القيام به.
ويجب أن يربي الأطفال منذ الصغر على إدراك أن من واجبهم خدمة وطنهم لقاء ما قدم لهم من خدمات، والتحقيق هذا الهدف فقد قررنا منح جائزة سنوية سترف بوسام الاستحقاق. وسف نمنحه شخصيا في كل عيد وطني في المستقبل لكل فتى أو فتاة يقدم خدمة جليلة لوطنه وشعبه جديرة بالاستحقاق خلال العام .
وقد أثبت التاريخ أنه بدون روح الوفاء والإخلاص والتفاني للوطن. فإن الوطن – أي وطن – كلما زادت مصادره الطبيعية وفرة. كلما كان ذلك مدعاة لطمع الطامعين وعرضة لمحاولات السيطرة الأجنبية. وليست بعيدا التجربة التي عشناها في السنوات لست الماضية فلولا الوفاء والعزم والإخلاص ،ولو أننا تخاذلنا في تصميمنا ولو أن عدم المبالاة وروح الأنانية فرقتنا لكنا قد خسرنا أرضنا بحيث لا يمنكن إسترجاعها. فالحمد لله الذي أمدنا بنصر من عنده وما النصر إلا من عند الله.
أيها المواطنون- والآن قد ساد السلام بورع البلاد وعاد الاستقرار الى كافة أرجائه يجب أن نتخذ جانب الحيطة والحذر وأن لا تلهينا مشاعر النصر وفرحه النجاح . وأن نعمل وأيدينا على السلاح وسف نحتاج في السنوات المقبلة الى قوة العزيمة التي مكنتنا من الخروج بسلام من تجاربنا الأخيرة . ويتوجب علينا الآن أن نكسب المعركة التي تمكننا من الحفاظ على أمن وسلامة وازدهار بلدنا الحبيب ويجب على كل واحد منا أن يأخذ موقعه في ساحة القتال.وهذه مسؤوليتنا وواجبنا المقدس تجاه أجيالنا القادمة.
أيها الإخوة المواطنون- اننا حين نوجه أنظارنا الى الوضع العالمي نرى أهمية ترشيخ الشعور بالمسؤولية والواجب الوطني في نفوسنا.
فالذين يسيطرون على قوى البغي والشر التي طهرنا منها أرضنا يواصلون طموحاتهم التي تهدف الى السيطرة العالمية بشراهة ودهاء والكثير من أبناء شعبنا الذين خبروا القساوة العبودية التي يفرضها الاستعمار الجديد على ضحاياه الذين يوقعهم سوء الطالع في قبضته يعرفون كيف أن الحقيقة تختلف عن أكاذيب ومفتريات الدعايات التي يبثها ذلك الاستعمار.
أما الذين لم يختبروا هذه التجربة القاسية فأنهم يقعون فريسة سهلة لمخططاته الشريرة ، ويندمون بعد فوات الأوان.
وفي خلال العام الماضي، بينما كنا نبتهج بحريتنا وازدهارنا النامي كانت شعوب بلدان اخرى تضرب بوحشية. في نفس اللحظة التي كانت آمالهم بالحرية والسعادة مرتفعة . فشعوب الدول الافريقية التي تحررت أخيرا من حكم الاستعمار أصبحت تدرك الآن الحقيقة المرة للحرية الزائفة.
فقد حرمت تلك الشعوب من ممارسة كل الحقوق الإنسانية وفقدت حماية حكم القانون ، وأصبحت الآن لا حول لها قوة، في قبضة حكومات تسيرها كيفما شاءت وتتلقى الأوامر منها ولم إلا أداة طيعة في أيدي أسيادها إن المصير الذي آلت اليه هذه الشعوب شبيه بالمحنية التي وقعت فيها الشعوب أخرى كثيرة،وهناك دلائل واضحة تشير الى أن خطر هذا الاستعمار الجديد آخذ بالانتشار بسرعة في كل أنحاء العالم.
فالمحيط الهندي وجنوب المحيط الاطلنطي وحتى المناطق النائية أصبحت تتأثر بصورة متزايدة بالمحاولات التي تبذلها بعض الدول الكبرى اما بطريقة مباشرة أو عن طريق دول عميلة وأحزاب سياسية تتلقى أوامرها من الدول الكبرى وتخدم أهدافها.
فهذه الدول العميلة التي لا تحترم روابط الدم وشرعة الأمم تحرض على الحرب الأهلية والإطاحة بأنظمة الحكم الشرعية التي تعارض سياستها ، إنها تسعى بكل طريقة ممكنة لتحطيم كيان الدول التي تقع ضحيتها بالامتثال للأوامر التي تتلقاها من أسيادها الأجانب الأقوياء.
ومما يؤسف له حقا أن الدول المتخلفة التي تحتاج دوما الى المساعدة جدير بها في الدرجة الأولى أن تخشى هذا الخطر أكثر من غيرها، وبدلا من إنفاق المبالغ الطائلة من المال فيما لا جدوى منه كان جديرا بها أن تكسر كل دخلها القومي لخير شعبها.
ونحن في عالمنا العربي ندرك هذا الخطر، وندرك أن دعايتهم المسمومة التي يوجهونها الى شعبنا. تهدف الى تقويض دعائم وحدتنا.وبث الفرقة بين صفوفنا، بالتالي طمس معالم ديننا الحنيف الذي يشكل حجر الأساس في حياتنا.
لكننا بالتعاون الوثيق، وبالتضامن المنزه عن الأنانية بين دولنا نستطيع أن نحمي أنفسنا، ونكتسب مناعة ضد هذا الخطر الدفين. ونحن نؤمن بأن التعاون المشترك ولاحترام المتبادل لحقوق وسيادة الدول الأخرى على أرضيها هو الركيزة الأساسية لعلاقتنا الدولية .
ان اشتراكنا في المناقشات التي تجري في أروقة الأمم المتحدة، وفي مؤتمر دول عدم الانحياز الذي عقد مؤخرا في كولومبو، قد أكد هذا الإيمان باستمرار ولن نتخلى عنه، وسنظل نتمسك به. كما لن نتخلى عن واجباتنا نحو الدول العربية الشقيقة وسنظل متمسكين برباط الأخوة معها.
لقد أكدت أسرة الدول العربية وحدتها وتعاونها وأكدت قيمة وفائدة ذلك التعاون المثير، حينما اتخذت زمام المبادرة وأقرت بالإجماع وقف إطلاق النار في لبنان، وفتحت بذلك الباب على مصراعيه أمام تسوية دائمة بين الأطراف المتقاتلة.
كان هذا في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي ، وقد كانت سلطنة عمان ممثلة فيه. ويسعدني أقول إن التعاون والصداقة المنزهة عن الأنانية هي التي عززت علا قانتا مع الدول الشقيقة، وقوت قضية السلام في المنطقة. ونحن عازمون عليالاسمرار في العمل تمكين هذا الصداقة وتقوية أواصرها .
أيها الإخوة المواطنون :
هانحن نقف على عتبة عام الجديد في حياة عماننا الحبيبة ، وسوف تكون أعوامنا القادمة حافلة بالأمجاد والإنجازات بمعونة الله والمستقبل يبشر بالخير اذا تحلى كل منا بالشجاعة والاقدام وروح العمل الدائب المستمر.
ونحن نهيب بكم أن تقطعوا على أنفسكم معنا عهدا جديدا الخدمة بلادنا وقضية الحرية والسلام.
وختاما نتوجه بالشكر لله العلي القدير ونستمد منه العون في كل خطوة نخطوها نحو تحقيق آمالنا.
اللهم هذا عهد منا لبلادنا وشعبنا فساعدنا على الوفاء بالعهد وكن لنا وليا ونصيرا.
نهنئكم بالعيد ونرجو لكم اياما سعيدة. وفقكم الله وسدد خطاكم الى ما فيه خير هذا الوطن وعزته وكرامته.
وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،