بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المواطنون الكرام اننا نتحدث إليكم بمناسبة ذكرى مرور ستة أعوام على ثلاثة وعشرين يوليو سنة ألف وتسعمائة وسبعين .. ذلك اليوم الذي قدر لنا فيه بمشيئة الله
العلي القدير ان نتولى مسؤولية العمل من أجل تحقيق التقدم والرخاء والإزدهار لعماننا الحبيب وشعبه ..
ونحن إذا ألقينا نظرة عامة على هذه الفترة القصيرة من الزمن فإن قلوبنا يغمرها الفخر والتواضع: الفخر بالإنتصارات التي حققها شعبنا العماني الأبي والتواضع في
ادراكنا أن هذه الإنتصارات انما تحققت بعون الله وتوفيقه ونحن عندما بدأنا مسيرتنا على طريق التقدم الذي اخترناه منذ ست سنوات كنا نعلم أن رحلتنا ستكون شاقة وصعبة ..
وقد واجهنا عقبات بدأت في بعض الأحيان كأداء صعبة التذليل وواجهنا معا أخطارا كانت تهدد عقيدتنا السمحاء وحياة شعبنا وحريته، وفي تلك الأيام كان من الصعب أحيانا
التصور أو التخيل أن أي بلد آخر أو شعب آخر واجه تحديات كلتلك التي واجهناها … فقد كان علينا أن نقوم بالمهام الكبرى لأخراج بلدنا الحبيب من ظلام الجهل والتخلف والركود،
والسير به إلى نور التقدم .. وكان علينا أيضا أن نقاوم بكل قوانا أخطار الإرهاب الشيوعي التي كادت تهدد كل ما هو عزيز على قلوبنا…
لكنا اليوم بإمكاننا أيها الاخوة والاخوات أن نتوقف لبرهة من الزمن لنستمد من الإنجازات العظيمة التي حققناها بفضل جهودنا وإيمانا جديدا، وثقة بالنفس، فبعد عشر سنوات من الكفاح
المرير تجلت فيه بسالة وعزم كل أبناء عماننا الحبيب بما فيهم أفرد القوات المسلحة والفرق الوطنية تمكنا من تطهير أرضنا من وباء الشيوعية البغيضة.
وعلى الصعيد العالمي لقد كسب بلدنا الإحترام والصداقة، وفي علاقاتنا مع الدول العربية الشقيقة فقد واصلنا تأييدنا الصادق للآمال التي تطمح إليها الأمة العربية، وتعاوننا المخلص
مع الجامعة العربية.
ولقد قطعنا شوطا كبيرا في مجالات التنمية لبلدنا الحبيب وقد وفرنا لشعبنا المستشفيات والمدارس والطرق المعبدة وغير ذلك من أسباب الحياة العصرية ووفرنا فرصة العمل للجميع،
فالأعمال موجودة لكل مواطن يريد أن يعمل يساهم في بناء هذا البلد. وكما وعدنا في خطابنا بمناسبة السنة الهجرية الجديدة فإن الأولوية تعطي الآن لحاجات متطلبات شبابنا، فالكثير من طلابنا
يعملون بوزاراتنا ودوائرنا الحكومية الأخرى من خلال عطلتهم الصيفية لكي يتعلموا ويتدربوا على تحمل المسؤولية، وليعدوا أنفسهم لخدمة بلدهم في المستقبل.
إننا نوجه إهتماما خاصا لهذه الناحية لأننا نؤمن بأن شبابنا سيرثون انجازاتنا الوطنية عن جدارة واستحقاق. وإننا عازمون على إتاحة كل الفرص لتنمية مواهبهم في خدمة عمان.
ووزارة رعاية الشباب التي أمرنا بإنشاها مؤخرا هي دليل على ايماننا واعتزازنا بشبابنا وعزمنا الصادق على النهوض بهم لكي يلعبوا دورهم كاملا في خدمة هذا البلد.
إننا نعلم مع إزدياد عدد السكان أن مشاكل الأفراد ستزداد.. لذلك فقد أصدرنا أوامرنا إلى وزرائنا لكي يولوا اهتماما أكبر لمشكلات شعبنا… وأن يخدموا الشعب بكل مقدرتهم ومساعدة الأهالي على حل مشكلاتهم.
والآن يا ترى ماذا يخبئ المستقبل لبلدنا الحبيب؟
إننا نؤمن ايمانا صادقا بأن المستقبل يبشر بالخير شريطة أن نبقى ثابتين في عزمنا على الكفاح معا من أجل حرية وتقدم عمان …
ونحن اليوم نجدد لكم وعدنا لتكريس حياتنا لخدمة بلدنا الحبيب وشعبه والله ولي التوفيق،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،