والصلاة والسلام على رسول الرحمة الذي جمع الصفوف وحدد الكلمة، محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الوزراء.. وكل من حضر من المسؤولين بحكومتنا.
يطيب لنا أن نلتقي بكم اليوم بعد مرور ما يزيد على سبع سنوات منذ أن بدأنا بتأسيس حكومة عصرية في عماننا الحبيب كما وعدنا شعبنا الأبي في أول كلمة وجهناها له عند تولينا مقاليد الأمور .. لقد أولانا شعبنا منذ تولينا أموره ثقته الكاملة بنا، ومن خلال ثقته هذه وثق بمن اخترناه ونختاره لتولي المسؤولية الإدارة مصلحته العامة ، ولذا فإن علينا وعليكم المحافظة على هذه الثقة وعدم التفريط بها. إن إنشاء دولة عصرية من النوع الذي يواكب احتياجات هذا العصر، لم يكن بالأمر الهين بالنسبة لأمة.. وان كان لها تاريخ عريق وفتوحات مجيدة ورفع راية الإسلام في وجه كل ما من شأنه النهوض بها ورفع مستواها وتطورها، ولكن والحمد لله فقد تغلبنا على معظم والصعاب، وكونا حكومة حديثة بجميع مؤسساتها ومنشآتها لتفي بكل متطلبات التطور السريع الذي فيه مصلحة الوطن.
فقد جمعناكم اليوم من وزراء ووكلاء ومدراء لنوجه إليكم النصح والإرشاد فيما يجب عليكم القيام به لأداء رسالتكم في خدمة هذا الوطن الغالي، بالطريقة التي ترضي الله ورسوله وتراضينا وترضي المواطنين الذين أولونا ثقتهم. إن السياسية التي اخترناها وآمنا بها هي دائما وأبدآ التقريب التفهم بين الحاكم والمحكوم وبين الرئيس والمرؤوس. وذلك ترسيخآ للوحدة الوطنية وإشاعة لروح التعاون بين الجميع، أكان ذلك بين من يشغلون المناصب العالية في الحكومة وبين معاونيهم والعاملين معهم أو مع بقية المواطنون.
وهناك أمر هام يجب على جميع المسؤولين في حكومتنا أن يجعلوه نصبأ عينهم، وألا وهو انهم جميعآ خدم لشعب هذا الوطن العزيز، وعليهم أن يؤدوا هذه الخدمة بكل إخلاص وأن يتجردوا من جميع الأنانيات وأن تكون مصلحة الأمة قبل أب مصلحة شخصية، إذ أننا لن نقبل العذر ممن يتهاون في أداء واجبه المطلوب منه في خدمة هذا الوطن ومواطنيه، بل سينال جزاء تهاونه بالطريقة التي نراها مناسبة. لقد وضعت قوانين لهذه الدولة بموجب مراسيم سلطانية صدرت بشأنها وتصدر من حين آخر، وذلك للمحافظة على مصالح هذا الشعب، فعليكم أن تدرسوا هذه القوانين كل في مجال اختصاصه دراسة وافية، وأن لا تتجاوزوا في المعاملات أي نص لتلك القوانين. بل يجب التقيد بها واتباع ما جاء في نصوصها. إن الوظيفة تكليف ومسؤولية قبل أن تكون نفوذآ أو سلطة.
عليكم جميعآ أن تكونوا قدوة ومثلآ يحتذي، سواء في الولاء لمواظبة على عمله واحترام مواعيده، أو في سلوكه الوظيفي داخل مكان العمل أو خارجه، وفي حسن الأداء وكفايته. ان العدل أبو الوظيفة وحارسها، فتمسكوا به وعاملوا الجميع بمقتضاه، وانني لرقيب على أن يفي كل منكم بهذه الأسس والمعاني، فلن يكون في مجتمعنا مكان لمنحرف أو متقاعس عن أداء واجبه أو معطل لأدائه كما يكون لكل مجتهد نصيب في المكافأة والتقدير والرفان بالجميل.
وأخيرآ نود أن نشير إلى انه قد يتحبب البعض إلى مسؤوليهم بأعمال خاصة وخدمات خاصة لا تمت إلى الدولة بأية فائدة، هؤلاء ينبغي أن يكافأوا بمكافآت خاصة وليس على حساب الدولة كترقيات أو تساهلات بأوقات العمل المطلوب منهم، وعلى المسؤول أن يعتبر مصلحة الدولة فوق كل مصلحة، وأن ينتقي الأصلح فالأصلح، لا القريب، إذ يجب تدخل القرابة النسبية في حساب أي مسؤول، فكل الأفراد العمانيين هم أخوة وأبنا، ونحن لا نحب أن نسمع أن هناك توظيفآ أو تقريبآ أو تمييزآ على أسس غير الكافية واللياقة والإخلاص، عليكم جميعآ ان تجعلوا نصب أعينكم دومآ مصلحة عمان وشعب عمان, إن الدولة تتكون من ثلاثة أجهزة: الجهاز المدني وهو الجهاز الإداري، وجهاز الأمن وهو المحافظة على أمن الوطن الداخلي، والجهاز العسكري وهو المدافع عن الوطن من أي خطر خارجي. وعلى هذه الأجهزة الثلاثة أن تتعاون معآ وفي كل الأوقات وأن تنسق فيها بينها وأن تنسى الفروق الشكلية بين مدني وعسكري أو بالعكس، وأن تتذكروا ما قلناه آنفآ بأن هذه الدولة بكل أجهزتها هي لخدمة هذا الوطن العزيز ومواطنيه الأوفياء، وقد قال الله تعال في كتابه الكريم ( وتعاونا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) صدق الله العظيم .
هذا وإنني إذ أختتم كلمتي هذه ، أدعو الله العلي القدير أن يأخذ بأيدينا جميعآ إلى الطريق السلامة والسعادة ، وأن يمهد لنا سبل الرقي والسعادة والسؤدد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته