أحمد الله حمد من وطر الإيمان بقلبه فاستوثق بوعد ربه في قوله تعالى: { وكان حقا علينا نصر المؤمنين}. حمد مستيقن بأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وصلاة وسلاما على رسول الله نبينا محمد الذي دعا إلى الإسلام وثبت بذباب الحسام فانتشرت الدعوة الإسلامية إرشادا بتبيان اللسان ودعما وتثبيتا بلسان السنان.
أيها المواطنون:
إنني أحيي تجمعكم الحماسي هذا وأهنئكم تهنئة العزة والكرامة، على اندحار أذناب الشيوعية من تراب وطننا العزيز، وشاء الله أن يكون هذا الانتصار مسك ختام احتفالاتنا بالعيد الوطني الذي افتتحنا فيه بحمد الله مشاريع عمرانية عديدة. كما شاءت إرادة الله الحكيمة أن يكون انتصارنا هذا فاتحة سعيدة نحتفل فيها بعيدين مباركين.. عيد النصر وعيد الأضحى المجيد، فلذلك أهديكم التهنئة المزدوجة بالعيدين معا.
أيها المواطنون:
تهنئة طيبة ومباركة تشير بالأمن والاطمئنان بعيد الأضحى المجيد مقرونة بتهنئة متوجة بالكرامة والاعتزاز بعيد النصر المبين.
أيها المواطنون:
عيد الأضحى هو ذكرى أبينا ابراهيم عليه السلام. حيث صمم على التضحية بولده اسماعيل امتثالا لأمر ربه وفداه الله بذبح عظيم. وعيد النصر هو ثمرة تضحية أبنائنا الجنود والفرق الوطنية وكل من ساهم من الأصدقاء، إنها تضحية بذلوا فيها النفوس وقدموها كقرابين مقدسة لينقذوا أوطانهم ويفدوا إسلامهم ويفدوا السلام والأمان من عبث الشيوعية داعية الرعب والفساد في الأرض، والحمد لله حيث تقبل عز وجل الفداء وانزل نصرا وتثبيتا من عنده وطرد المعتدين الباغين.
يا أبناء عمان البواسل:
إني إذ أحيي احتفالكم اليوم وأبارك انتصاركم على عصابة البغي في جزء من الوطن العزيز، فإنني أبارك هذا الانتصار لا لأنكم طرتم المعتدين من البلاد فحسب بل ودحرتم مخططات الشيوعية العالمية ونكتسم رؤوس الإلحاد التي ظنت أنها لن تغلب، لذلك فانتصارنا هذا بحمد الله هو أول انتصار على الشيوعية العالمية تقوم بها دولة عربية في ميدان القتال، في حرب دامت سنين طويلة وثاني انتصار تقوم به دولة علمية. وانه لخير عميم أيها الأبناء إن تطهر البلاد من الفساد الشيوعي، انه لخير لنا ولعله خير لجيراننا أيضا،إذ عرفناهم الحق وانتشلناهم من أوهامهم في تأييد ومؤازره أناس مفسدين يقومون بالرعب والقتل والدمار في جزء من بلاد آمنة مطمئنة، يقتلون أخوة لهم ويسلبون أموالهم ويخربون بيوتهم لا لشيء إلا للرعب والنهب والخراب، فأرجو أن يعلم جيراننا أننا صادقون فيما قلناه أولآ وصادقون فيما نقوله أبدآ. إنه من الخير لجيراننا ونحن نحتفل بعيد الأضحى من الخير أن يضخوا بأهوائهم الباطلة ومعتقد اتهم الفاسدة وافكارهم المشوشة ومبادئهم المستوردة عسى الله أن يتقبل منهم ويعوضهم أمنآ في ديارهم وبركة في ثمارهم وعافية في أجسامهم ليستريح شعبهم من التشرد والجوع والمرض الجهل.
أيها المواطنون …
إن انتهاء فلول الشيوعية من جبال ظفار ليس معناه انتصارآ على شراذم قليلة قاموا بالبغي و الفساد فحسب،ولكنه كشف واضح لحقيقة ثابتة وهي ان عماننا العزيزة أرض طاهرة لا تقبل بذور الحركة الشيوعية مهما حشدوا لها من طاقات، وانتصارنا هذا يؤاكد فشل الحركة الشيوعية في عمان وذلك من فضل الله ولله المنة.
يا أبنا عمان.
نحن وان كنا حققنا نصرآ عظيمآ له قيمته الكبرى وله وقعه الثقيل في
الأوساط السياسية،فليس مهنى هذا أن نرتاح ونلقي السلاح، لا..فعلينا الآن أن نكون أشد حذرآ،لأن الشيوعية الدولية التي صدمت في كبريائها وخفف من غلوائها ،سوف تعتبر عمان الفأس التي حطمت صخرة الشيوعية والرمح الذي طمعها في الصميم، لذلك فسوف تكن عداء حاقدآ وتبتكر أساليب جديدة وتنسج حبائل مبتكرة وسوف تستعمل ضعاف العقول ومرضي القلوب، أناسآ رأيتهم تعجبك أحسامهم، وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة.
أولئك أيها المواطنون سرطان الأمم، نعوذ الله منها ، فاحذروهم
أيها المواطنون. وبصفتي أتحمل المسؤولية الكبرى فإني أهيب بأبناء عمان فردآ فردآ سواء كان جنديآ أو مواطنآ في الحقل كان أو في الصنع أو معلمآ، أهيب بكم جميعآ وأخص بالتحذير المسؤولين في الجهاز الحكومي كتابآ ومدراء ومستشارين ووزراء، فعلى كل هؤلاء مسؤولية علية أن يتحملها، وقسط من عبء عليه وأن يقوم به، ي أبناء عمان، إني وان كنت واثقأ بنصر الله وتأييده راجيآ من الله جلت قدرته أن يحرس عمان برعايته ويكلأها بعنايته، غير اننا لا نترك أوامر الله عز وجل، حيث أمر بالحزم والأخذ بالعزم، وأحمد الله واني واثق باخلاصكم، متأكد من انتباهكم ، فخورآ بيقظتكم فسيروا على بركة الله مجدين مجتهدين عاملين على رقي هذا البلد الأمين ورفعه شأنه.. وتحية من الأعماق لجنودنا البواسل، وسلامآ وإعجابآ لفرقتنا الوطنية ، وشكرآ وتقديرآ لأصدقائنا الكرام، وثناء لكل من ساهم في إحراز هذا النصر الكبير .. والله أسأل وهو خير مسؤول، أن يمدنا بعونه ويؤيدنا بروح من عنده، وما توفيقي إلا بالله عليه وتوكلت إليه أنيب. وكل عام والجميع بخير تام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته