الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
أيها الإخوة المواطنون.. طابت أوقاتكم وأيامكم سعيدة وعيدكم مبارك وكل عام نلتقي تحت ظلال المحبة والإخاء، يدفعنا إلى الأمام عزم متجدد لبناء وطننا الحبيب.
إن من دواعي سروري أن أتحدث إليكم عبر شاشة التلفزيون العماني الملون في هذه المناسبة العزيزة علينا جميعا فنحن الآن نحتفل بالذكرى الخامسة للعيد الوطني ومعنى هذا أننا نقف وقفة على الطريق نتبين فيها ما تم من انجازات استطعنا بعون الله أن نحققها لبلادنا وشعبنا، وهنا نقول:
ونحن نحمد الله تعالى أن وفقنا إلى عديد من الانجازات الكبيرة تبدو ماثلة للعيان تعلن عن نفسها وتعبر بمنتهى الوضوح عن ثمار العمل المتواصل الحثيث والتصميم الأكيد أن شعبنا منذ انطلاقته في يوليو عام 1970 قد عزم الدخول في سباق مع الزمن مهما كانت التحديات، فقد استطعنا بالعزم كسر طوق تلك التحديات ووضعنا بلادنا في مصاف الدول الحديثة في الداخل والخارج والحمد لله على حسن التوفيق.
أيها الإخوة.. أود أن ابدأ بالحديث عن رجال قواتنا المسلحة جند عمان درع الوطن وحماة ترابه المقدس. إن البلاد- أي بلاد- لا يمكن يسودها السلام والاستقرار ولا يمكن أن تنعم بخيراتها وانجازاتها إذا لم يحميها جيش قوي يرد عنها الأعداء ويصون مكاسبها من هنا كان اهتمامنا بتطوير الجيش كبيرا وأنفقنا على تزويده بالأسلحة كثيرا حتى نستطيع اليوم القول وفي هذا الظرف اليسير من الزمن أن قواتنا المسلحة في البر والبحر والجو تعد من الجيوش الحديثة في المنطقة، وان أمن الوطن ورخاءه قد توفر بفضل الله.
ويأخذني الحديث الجيش إلى المنطقة الجنوبية من عمان حيث كان يصارع عصابات البغي والإرهاب ويطاردهم فوق الجبال وبين الأودية ويضحي بالنفس في سبيل تطهير الأرض من رجسهم.
كان الصراع شاقا ومريرا، ومطاردة العصابات عملية تختلف عن العمليات العسكرية التي تدور بين الجيوش ومع ذلك انتصر الحق على فلول الباطل وحلت مشاريع الإعمار محل الخراب والدمار.
ولو القينا نظرة على الوضع الآن في كثير من القرى بجبال ظفار نرى أن كثير من 10 مدارس قد فتحت الآن وان هذه القرى أصبحت تنعم بالخدمات الصحية ومختلف التجهيزات الضرورية آمنة مطمئنة، وإذا عدنا بالذاكرة إلى يوليو 1970 حيث لم تكن في ظفار سوى مدرسة واحدة نجد اليوم أن عدد المدارس يصل نهاية العم إلى 32 مدرسة موزعة بين المدن والقرى، كذلك في المجال الصحي فانه علاوة على الزيادة المضطرة في عدد الأسرة بمستشفى ظفار فقد استحدث قسم للأمراض الصدرية، وسيكون الانجاز الأكبر في ميدان الصحة يوم افتتاح المستشفى الجديد الذي يشيد الآن ليتسع ثلاثمائة سرير.
أما بالنسبة للمواصلات فان طريق صلالة-ثمريت وطوله 83 كم الذي يمر عبر الجبال قد تم تعبيده وأصبح شريانا حيويا بالنسبة للحياة لاسيما في فصل الأمطار.
هذا وقد تم رصف طريق طاقة- المعمورة مع شبكة الطرق الداخلية لمدينة صلالة ويبلغ طوله 26 كيلو مترا. أما الطرق الداخلية لمدينة صلالة فطولها 25 كيلو مترا.
ولم يقتصر مد شبكة الطرق لتربط بين المدن بل إن طرقا فرعية قد امتدت في الجبال لتربط بين مختلف القرى والتجمعات السكانية.. مثلا قيرون- حيرتي- جبجات طوله 60 كيلومتر، طريق مدينة الحق وطوله 10 كيلومترات، طريق عين أرزات- شنهيب طوله 10 كيلومترات، طريق طاقة- طوي عتير طوله 24 كيلومتر، طريق طاقة- مدينة الحق 20 كيلومتر، طريق حلوف طوله 20 كيلومتر، طريق فيرون حيرتي- حجيف طوله 5 كيلومترات.
وبالإضافة إلى ما تقدم فقد تم حفر 40 بئرا في النجد وفي الجبل وفي سهل صلالة بغية توفر المياه للمواطنين ولمواشيهم وتمشيا مع الأمن والاستقرار الذي شمل المواطنين في الجبال والسهول معا.
كل هذا وغيره قد أنجز على أرض المنطقة الجنوبية بفضل الله وعونه وبفضل التعاون المخلص بين قواتنا المسلحة وفرقنا الوطنية والمواطنين المخلصين في قمع الإرهاب والتخريب ونشر الأمان بين الأهالي ليعيشوا حياة طيبة..
أما أولئك المخدوعون المتسللون من وراء الحدود فان أصواتهم أعلى من أحجامهم وقافلتنا تسير إلى الأمام نبني بيد ونحمل السلاح باليد الأخرى ولا تزال أيدينا تمتد لكل من يبغي الخير، ومن جاء بالشر فلا يلقى إلا شرا.
أيها الإخوة المواطنون..
إننا نواصل مسيرتنا ونتطور مع الزمن بكافة نواحي الحياة. في ميدان التعليم في السلطنة ككل فتحت 65 مدرسة جديدة وزاد عدد الفصول 485 فصلا يقابلها زيادة في عدد المدرسين بلغت 920 معلما وإداريا ومعنى هذا أن لدينا الآن 176 مدرسة يدرس فيها قرابة 50 ألف طالب وطالبة بجانب ذلك أتيحت فرصة التعليم للكبار الذين فاتهم العلم في الصغر وفتحت مراكز مسائية 182 مركزا للرجال تضم 1584 دارسا و6 مراكز للنساء تضم 575 دارسة ولكن لكي يمكن الحصول على خبرات عمانية فإننا نوفد أبناءنا للدراسة في الخارج ويوجد 59 طالبا في أمريكا بعد أن أتموا دورات في اللغة الانجليزية في بريطانيا وهم الآن يدرسون في جامعات الولايات المتحدة كما رشح 91 طالبا للعام الدراسي 75/76 للدراسة في أمريكا أيضا، وجمهورية مصر والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والجمهورية العربية السورية.
إننا نهدف إلى نشر التعليم في جميع أنحاء السلطنة، لكي ينال كل نصيبه في التعليم وفق قدراته، كما نعمل على وضع خطة للقضاء على الأمية ونركز بصورة خاصة على التعليم المهني والتعليم العالي حتى نلبي حاجة البلاد من القوى البشرية العمانية المدربة وتبذل جهود في سبيل “تعمين” المناهج في مختلف المراحل التعليمية والتوسع في الخدمات التعليمية في المراحل الدراسية المختلفة وخاصة المرحلة الابتدائية.. وتوفير المدارس الإعدادية والثانوية في مراكز المناطق التعليمية المختلفة.
وفي خطط المستقبل إنشاء معهد تأهيل للمعلمين العمانيين قبل الخدمة وأثناءها للعمل في المدارس الابتدائية، وإنشاء مدرسة ثانوية زراعية بنزوى، وإنشاء ثلاث مدارس ثانوية فنية- تجارية- زراعية صناعية وأربع مدارس إعدادية ثانوية ومعهدين لإعداد المعلمين والمعلمات إلى جانب مواصلة بناء المدارس الابتدائية في المناطق التي لم تشملها المدارس الابتدائية حتى الآن.
والاهتمام بإيفاد البعثات من خريجي المدارس الثانوية إلى الجامعات والمعاهد العليا في الدول الصديقة المختلفة.
وبما أن العقل السليم في الجسم السليم والصحة حق لكل مواطن فقد وجهنا اهتمامنا منذ يوليو 1970 إلى النهوض بالمستوى الصحي للإنسان العماني وحتى العام الماضي أنشئت في السلطنة 13 مستشفى، 11 مركزا صحيا، 3400 مستوصف، كلها مزودة بأحدث التجهيزات والخبرات المختصة، وبذلك عمت الخدمات الطبية كثيرا من مناطق السلطنة.
وفي مجال التوسع هذا العام ظهر المجمع الصحي بصلالة، ومجمع الصحة العام في صحم وفي العاصمة أنشئت وحدة لرعاية الطفولة والأمومة، كذلك فقد أنشئت وحدات صحية في كل من خصب، الجبل الأخضر، صور، قريات، الخابورة.
كما فتحت هيئة الصحة العالمية مكتبا لها في السلطنة يربطها بالهيئات الصحية العالمية والاستفادة منها.
وبما أن الوقاية خير من العلاج فان الاهتمام أيضا كان بالطب الوقائي والتحصين ضد الأمراض المعدية لا سيما تلك التحصينات الدورية التي ساعدت على تخفيض نسبة الإصابة بالأمراض المعدية وحسنت صحة تلاميذ المدارس الذين يتمتعون بالإشراف الصحي المستمر.
وفي هذا العام أيضا شمل التوسع 10 إنشاء مستوصفات جديدة لتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية في كل من الحبي، مدحا، شناص، ينقل، قريات، الخوف، جبل الغاف، محضة، البريمي، العوابي، المعمورة، وادي بني رواحه.
وفي دور التشييد يجري العمل حاليا في توسيع مستشفى النهضة وبناء المستشفى الكبير في صلالة، كما ذكرنا آنفا بالإضافة إلى مستوصف طبي في عبري.. ولكي يرتفع مستوى الكفاءة للعاملين في ميدان الصحة فقد تم تدريب 228 من الشباب العماني، في المراكز الصحية داخل وخارج السلطنة على مختلف الأعمال الوقائية ومكافحة الأمراض والإسعافات الأولية.
هذا وقد استحدث هذا العام في مستشفيات السلطنة تخصصات لم تكن موجودة من قبل وهي لعلاج الأمراض النفسية والأمراض الجلدية والسمعية وتستقدم السلطنة بين وقت وآخر عددا من الأخصائيين لعلاج الحالات المستعصية داخل السلطنة، تشمل كل المناطق أو توفد المرضى بتلك الحالات للعلاج في الخارج وهناك اتفاق مع أخصائيين في جراحة الأعصاب وجراحة الأمراض الصدرية وجراحة التجميل ليزوروا السلطنة بغية الاستفادة من خبراتهم.
أيها الإخوة:
عمان اليوم غيرها بالأمس فقد تبدل وجهها الشاحب ونفضت عنها غبار العزلة والجمود، وانطلقت تفتح أبوابها ونوافذها للنور الجديد تعلن للعالم عن اتصال مباشر تتفاعل مع تطوره وتتأثر بمجرياته.
ومن هنا كان اهتمامنا بالمواصلات لما لها من اثر كبير على تقدم الشعوب ورقيها.. وخلال الأربع سنوات الماضية تمت انجازات هامة عديدة في قطاع المواصلات.. واليوم نحن في عصر الأقمار الصناعية عصر الفضاء فقد تم تشغيل محطة الأقمار الصناعية بالوطية في بداية هذا العام، وباحتفالاتنا بالعيد الوطني الخامس، ستفتح محطة أخرى للأقمار الصناعية وهي اكبر من السابقة بوادي عدي وذلك تسهيلا لاتصال السلطنة ببقية أرجاء العالم، كما تعمل هذه المحطة على بث البرامج الإذاعية والتلفزيونية من والى السلطنة.
وفي هذه الاحتفالات يفتح مبنى البريد المركزي بروي، وطريق روي والبستان.. أما مبنى المواصلات السلكية واللاسلكية في بيت الفلج فقد تم افتتاحه قبل ثلاثة أشهر، كما تم العمل في طريق السيب نزوى الذي يبلغ طوله 149 كيلو مترا.
وتم أيضا توسيع مرصف طائرات بمطار السيب الدولي. وهناك انجاز هام كبير عملنا على انجازه لنسد الحاجة المتزايدة في منطقة العاصمة والمناطق المجاورة لاستهلاك الطاقة الكهربائية والماء فمع بداية العام الماضي أمرنا بإنشاء محطة تحليه مياه البحر وتوليد الكهرباء بالغبرة.
إن هذا المشروع سيعطي في العام القادم 27 ميغاوات.
وفي نفس الوقت تنتج هذه المحطة 6 ملايين جالون يوميا من الماء العذب. والمحطة الآن جاهزة للعمل.
وتحت التنفيذ الآن الطريق الجديد بين مسقط ومطرح، والطريق المزدوج بين روي والسيب، وطريق المصنعة- الرستاق، وطريق بدبد، وطريق صلالة- ثمريت، وطريق مطرح- قريات، وطريق القرم ومشروع كهرباء القرى.
ومشروع تعمير مطرح الكبرى، وتطوير منطقة مسندم وإنارة طريق مسقط- مطرح والأعمال المدنية لمشروع الكهرباء ومشروع أنابيب المياه في القرم ومطار صلالة والهاتف الآلي لساحل الباطنة والطريق الداخلية وحفر الآبار ومباني حفظ الغلال.
أيها الإخوة المواطنون.. إنني سعيد بالحديث إليكم، وتكون السعادة أكمل حينما يكون الحديث عن عمان وما قدمناه لها وفاء وعرفانا بحقها علينا، فترابها مقدس وأرضها معطاء وشعبها عريق تدفعه إرادة العمل، من اجل عزة الوطن وكرامته وتقدمه وازدهاره.
أيها المواطنون:
إن المجتمعات لا تتطور إلا إذا كانت هناك رعاية اجتماعية قائمة على الدراسات العملية ، وناتجة عن البحوث الفنية والتجاربالتطبيقية ، ولقد أولينا عنانتنا هذه الناحية ، من خلال قانون اختصاصات وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل ،التي تتحمل بالإضافة إلى الرعاية لاجتماعية مسؤولية تنظيم العلاقات بين العمال وأصحاب العمل ،وفي نفس الوقت فإن الوزارة ترجع إليها رعاية الشباب العماني ،وما يتعلق بذالك من نشاطات رياضية وثقافية ووضع اللوائح والقوانين التي تنظم أندية الشباب، شبابنا العماني طلائع اليوم ،أمل الوطن وعدة المستقبل، وتقدم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مساعدات مختلفة للمحتاجين، بناء على دراسة اجتماعية، فمنها ما يكون بشكل ضمان اجتماعي ثابت، أي بصفة شهرية ومنها مساعدات في حالة الكوارث الطبيعية بشكل إعانة للمتضررين ولقد بلغ عدد الحالات المستفيدة من المساعدات المختلفة في هذا العام8799 حالة، وبما أن توفير السكن المناسب للمواطن من المطالب الملحة حقا ، فقد اتفقت دائرة الشؤون على بناء 500مسكن في مسقط ومطرح، و500مسكن في كل من نزوى وصحار وصور، و500مسكن في صلالة والبر يمي ، على أن يتم ذلك في مدى 5سنواي أي لحطة خمسيه، أما مساكن ذوى الدخل المحدود فسوف تشيد وحدات كبيرة منها في ولاية صور،والبريمي ،وصخب،وبخا،بمعدل
100وحدة في كل من هذه المناطق،و400وحدة في منطقة العاصمة على إن يتم تسليمها في العام القادم إن شاء الله .
إن ألوفا من قطع الأرض قد خططت ووزعت عليا لمواطنين سواء في منطقة العاصمة أو في الولايات المختلفة و العمران يمتد ويتسع ، والتخطيط لتوزيع المزيد من الأرض مستمر ذلك أنة لابد من تخطيط مدروس يميز بين المسكن و المصنع ، بين المدرسة والسوق ، حتى يأتي البناء المناسب في الأرض المناسبة ، ويسهل بالتالي تقديم الخدمات المدنية التي هي من ضرورات المسكن الحديث.
إن توزيع الأراضي على المواطنين يتم عبر ستة أقسام رئيسية هي قسم توزيع الأراضي، قسم السجل العقاري ، قسم المساحة ،ودائرة تخطيط المدن، اللجنة القضائية ،واللجنة الفنية ،ولكل من هذه الأقسام اختصاصات معينة، وكلها تهدف إلي تنظيم التوزيع وصيانة ملكية المواطن وتحديد أرضة دفعا لما قد يحدث من مشاكل .
أيها الإخوة المواطنون..إننا منذ بداية عهدنا رأينا إن الحركة التجارية تتم بصورة اجتهادات فردية في أسواق تقليدية دون قوانين وبمعزل عن التوجيه والرعاية ولم يكن الحال بالنسبة للصناعة أفضل من التجارة حيث كانت بعض الصناعات اليدوية البداية في البلاد هي كل شيء ولا يخفى أن الاقتصاد هو عصب الدولة وأهم أسباب قوتها وتقدمها،لذا وجدنا أن نواجه التوسع الهائل في الحركة التجارية خلال السنوات الأربع الماضية بإنشاء وزارة التجارة و الصناعة فحجم التبادل التجاري في عام 1970 كان 8 ملايين ريال عماني ،وارتفع في نهاية 1974 إلى 136 ألف مليون ريال عماني ، هذا التطور الكبير حدا بالمديرية العامة للتجارة أن تنظيم دوائرها على النحو التالي :
ــ دائرة التجارة الداخلية.
ــ دائرة شؤون الشركات.
ــ دائرة السجل التجاري.
ــ دائرة شؤون المنتجات النفطية.
ــ دائرة العلاقات التجارية.
ــ مكتب مقاطعة إسرائيل.
كما نُظمت المدرية العامة للصناعة كما يلي :
ــ دائرة المواصفات ومراقبة الجودة.
ــ دائرة إدارة المشاريع الصناعية.
ــ دائرة دراسة المشاريع الصناعية.
ــ دائرة الصناعات المهنية.
إذن لم يعد الأمر ارتجالا كما كان سابقا أو اجتهادا فرديا ولم يعد ذلك السوق التجاري الخامل يتعامل بالمقايضات ويزاول الحروف التقليدية فقط، فقد أصبحنا نعيش حياة العصر، نسير خطانا بناء على معطياته.
أيها المواطنون:
عُمان العزيزة تزخر بالخير، وخيراتها ملك لشعبها الأبي، وإذا كانت عائدات النفط هي المصدر الرئيسي لدخلنا في الوقت الحاضر فإننا ندرك أن لدينا مصادر أخرى وفيرة لابد من استثمارها لندفع عجلة التنمية والتطور بالسرعة التي نرجوها لهذه البلاد ومن هذا المنطلق استحدثنا في العام الماضي وزارة الزراعة والأسماك والنفط والمعادن لتقوم بخدمات الأبحاث الزراعية والمائية وأبحاث تربية المواشي وأبحاث التربة، لرفع مستوى المزارع العماني وربطه بأرضه الحبيبة إضافة إلى الأبحاث في وقاية المزارع والحيوانات من الأمراض والآفات التي قد تصيبها.
وفيما يتعلق بالثروة السمكية فإن الهدف هو توفير التسهيلات لزيادة عرض السمك للاستهلاك المحلى، وتوفيره للمواطن بأسعار مناسبة ليساهم في خفض تكاليف المعيشة ثم تصديره للخارج ليساهم في رفع مستوى دخل السلطنة.
أما النفط مصدر دخلنا الأساسي حاليا فقد عملنا على عمليات التنقيب والكشف عما تخزنه أرضنا الحبيبة من النفط، وتم التعاقد فعلا مع عدة شركات أجنبية للقيام بذلك.
وبما أن الحكومة أصبحت تملك %60 من شركة تنمية نفط عمان، فقد تم تمثيل الوزارة في إدارة الشركة ونحرص على الاستفادة من الغاز الذي يصاحب عمليات الاستخراج -أي استخراج النفط- والذي كان غير مستغل لكي نستفيد منه في تصنيع الأسمدة الكيماوية.. والى جانب ذلك فان الأبحاث عن احتمال وجود العديد من المعادن كان مشجعا وسوف يبدأ العمل قريبا إن شاء الله، في تصنيع النحاس، ثم تصنيع غيره من المعادن التي قد توجد إن شاء الله.
وبعون الله ستكون خطتنا الخمسية القادمة تعبيرا عن إرادة العمل البناء، استهدافا للرفاهية والازدهار والتقدم.
أيها الإخوة:
إننا شعب مسلم يعتز بإسلامه وإيمانه، ولذا نضع تعاليم ديننا فوق كل اعتبار، ونستلهم من رسالة السجد ما ينير طريق حياتنا، ويضئ درب تقدمنا، إن الشؤون الإسلامية هي النبراس الوضاء الذي نحرص كل الحرص أن تشرق أنواره في جوانب أنفسنا، وعلى ربوع بلادنا، وهذا الحرص يتجسد في عنايتنا بالناحية الدينية في تعليمنا وتعاليمنا سواء كان ذلك في المدارس أو في الثكنات أو على صعيد المستوى الاجتماعي في بلادنا. إن هذا واجب ديني لا مجال للقول فيه، وتعرفون جميعا ما قامت به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية امتثالا لأوامر الدين الحنيف وتطبيقا لتعاليمه السمحة، اللهم أعنا في ديننا ودنيانا ووفقنا لما فيه رضاك.
أيها الإخوة:
وسعيا منا لتحديث جهازنا الإداري في الداخل تمشيا مع ركب التقدم وخدمة للمواطنين في جميع ولايات السلطنة، فقد تم إنشاء مبنى جديد لوزارة الداخلية يهيئ الجو الصالح للعمل ويتيح للموظف أن يقوم بواجبه كاملا كما تم إنشاء مبنى آخر لاستقبال الولاة وشيوخ القبائل ومن معهم من المواطنين من مختلف المناطق بعمان الذين يفدون إلى العاصمة في مهام رسمية، وفي نفس الوقت نهتم بالحفاظ على مآثرنا وتراثنا، من خلال اهتمامنا بترميم الحصون والقلاع التاريخية تماما كما نشيد المباني الحديثة للولاة..
وبما أن الإنسان العماني هو هدفنا أولا وأخيرا، فقد اعددنا برنامجا تدريبيا للولاة ونوابهم شمل 20 بهدف الاطلاع على مفاهيم الإدارة الحديثة ومدى الاستفادة منها، برفع مستوى الإدارة المحلية في السلطنة، وسوف يتبع هذا فوج آخر من الولاة ونوابهم.
لقد أنشأت الوزارة مبنى جديدا لدائرة شؤون البلاد ليسهل اتصالها بالدوائر البلدية المختلفة، فالوزارة تشرف على 12 بلدية في السلطنة حاليا، وهي في نزوى، وصحار، وصور، وسمائل، والرستاق، وعبري، والبريمي، ومصيرة، وخصب، وابرا، وفنجا وبدبد، بالإضافة إلى بلدية منطقة ظفار، وبلدية منطقة العاصمة.
وقد تم إنشاء وحدات نظافة في كثير من الولايات للقيام بعملية النظافة لتكون نواة لبلديات ثابتة في المستقبل إن شاء الله.
وكذلك أنشئت عدة أسواق حديثة، وتأسست مجالس بلدية في العديد من الولايات.
أيها المواطنون:
ومن المفهوم أن الناس سواسية كما علمنا ديننا، وانه لفرق بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وان أكرمكم عند الله اتقاكم، فإننا نحرص كل الحرص على إقامة العدالة الاجتماعية وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وشريعتنا السمحاء، ولذا فقد نظمت وزارة العدل دوائرها في ضبط وتسجيل الصكوك والدعاوي والأحكام كما إن محكمة الاستئناف تعقد بين وقت وآخر في الولايات المختلفة إذا استدعى الأمر، لفصل الأحكام في المناطق التي يوجد فيها الخلاف. ولان السلطة التشريعية قد فصلت عن السلطة التمثيلية، أصبح من مسؤولية وزارة العدل إنشاء محاكم وبيوت للقضاة في الولايات وقد تمت فعلا إنشاء بيوت للقضاة في من بدبد، البريمي، شناص، دبا، مزودة بالماء والكهرباء تمشيا مع متطلبات العصر، كما ستشيد بناية مستقلة لمكاتب الوزارة في مجال التوسع والتطور إضافة إلى بيت يشيد في مسقط ليكون مقرا للقضاة في حالة استدعائهم في مهمة تتعلق بأعمالهم ويهمنا دائما أن تسود العدالة كل أفراد الشعب وأن يكون الإنصاف شاملا كاملا لكل المواطنين.
أيها الإخوة:
يطيب لي أن أتحدث إليكم الليلة في هذه المناسبة العزيزة. مناسبة احتفالنا بعيدنا الوطني الخامس، ذكرى انتقالنا من فترة تاريخية باتت من تاريخ الماضي إلى مرحلة تاريخنا الحديث أن أتطرق إلى سياستنا التاريخية وعلاقتنا الدولية من خلال انجازات وزارة الخارجية.
كلنا نعرف كيف كنا قبل يونيو 1970 وكلنا نعرف أين أصبحنا اليوم في نوفمبر 1975 ، 5 سنوات مضت نحتفل اليوم بمرورها ونستعرض مرحلة التحول الكبير في تاريخ هذه الأمة العريقة، وما تم على الصعيد الداخلي، أوجزناه لكم، أما على صعيد العلاقات الدولية فاني سعيد جدا أن أقول أن عمان اليوم تشارك في معظم المنظمات والمؤتمرات الدولية سواء أكانت تحت إشراف الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة أو تحت إشراف منظمات عربية أو إسلامية أو دولية أخرى، ولقد تمت زيارات للأشقاء والأصدقاء قمت بها شخصيا، وكانت مؤتمرات شاركت فيها باسم عمان إثباتا لوجودنا الفعال في هذا الجزء من العالم.
إننا ننتمي إلى الأسرة الدولية نحدد سياستنا بمنتهى الوضوح، يد تبني بالداخل ويد تمتد بالخير والعطاء والمشاركة الفعالة في أحداث العالم وتطوراته.
أيها المواطنون:
في الداخل والخارج لابد من كلمة صادقة، من خبر صحيح، من صورة مشرفة تنقل ما يدور على ارض عماننا الحبيبة وتعكس الأعمال الجسام والآمال الكبار لشعبنا. هذه الكلمة الصادقة وذلك الخبر الصحيح يدخلان إلى بيتنا وبيوت غيرنا بدون إثارة ولا تهويل، بدون ضجة ولا إزعاج نحن نريد أن نعرف أنفسنا ويعرفنا العالم،كما نحن تماما، ويهمنا كثيرا أن يعرف المواطن العماني بالذات ملامح مسيرته الظافرة التي حققها بعزمه إرادته، وتعاونه مع حكومته، فهو أولا وأخيرا جهاز إعلامي حي تؤيده الانجازات العظيمة التي يراها بأم عينيه على ساحة وطنه الغالي.
أيها الإخوة:
إن وزارة الإعلام والثقافة هي المرآة التي تعكس منجزاتنا وتطورنا ويسعدني أن أقول أن التلفزيون العماني اليوم بدا إرساله أيضا في المنطقة الجنوبية ليغطي مساحة جديدة من هذا الوطن الحبيب ويساهم إلى جانب تلفزيون العاصمة في إسعاد وتثقيف المواطن ونقل الصور الحقيقية لحياته الجديدة وآماله المرتقبة.
إننا على طريق التقدم سائرون وخطتنا المقبلة هادفة طموحة وأجهزتكم الإعلامية المختلفة وقد نمت وترعرعت كفيلة بأن تنقل إليكم أينما كنتم قصة شعب آمن بوطنه واتخذ مساره بوعي وتفهم ولم يرض عن حياة العز والكرامة بديلا.
أيها المواطنون:
من خلال استعراضنا لجهاز الحكومة ننتهي إلى أن وزارة الأشغال العامة بإداراتها المختلفة هي المسئولة عن تنفيذ كل مشاريع الوزارات الأخرى.
فكل مشروع نفذ في أي وزارة كانت، نجد أن وزارة الأشغال العامة هي التي أشرفت على تنفيذ حتى وزارة شؤون ديواننا السلطاني التي تكمل ما تعجز عنه ميزانية بعض الوزارات استكمالا لخطة البناء والتعمير ودفعا بعجلة التطور والتنمية، توكل ببعض مشروعاتها إلى وزارة الأشغال كذلك، وإننا إذ نأمر ديواننا بالمضي قدما في سد الثغرات المالية، إنما ننطلق من مفهوم أن الخير خير عمان وان الكل في خدمة عمان.
أيها الإخوة:
إن المنجزات التي أتحدث عنها اليوم إليكم ما هي إلا الخطوط العريضة والعلامات البارزة الملموسة على طريق النهوض ببلادنا، أما التفاصيل والأرقام والمعدلات فان المسؤولين في الوزارات المختلفة سيحدثونكم عنها بإسهاب من خلال التلفزيون كل في دائرة مسؤوليته.
ومهما حاول البعض أن يشكك في قدرتنا المالية وفي كفاءة جهازنا الحكومي فإننا نقول للأصدقاء اطمئنوا فنحن بخير، وقد تضاعفت ميزانيتنا منذ عام 1970 اثنتي عشر مرة كما يعرف الجميع، أما الأعداء الذين يسوؤهم تقدمنا فنقول لهم:
{موتوا بغيظكم فان الله عليم بذات الصدور}
عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير، الله معنا {وكفى بالله نصيرا}
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،