الحمد لله القوي القادر العزيز القاهر لا إله إلا هو أمر أن لا يعبد سواه وهو الإله الألي الفرد الأبدي أرسل رسله تترى داعين الى الوحدانية ومبشرين بالفردانية حتى تمم الرسالة وأوح الدلالة، خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم فأرسى قواعد الدين وأوضح الطريق للمهتدين فحافظ المسلمون الأولون على كلمة التوحيد فجاهدوا المارقين وحاربوا المرتدين ونقموا على المنافقين فجمعت كلمة التوحيد تحت لوائها الكثير من معتنقي الأديان السماوية الذين رأوا في تسامح الإسلام وعزة كل خير وبركة وكانت المساجد هي المنبر التي يعلو منها صوت الارشاد والساحات التي يجتمع فيها المسلمون ليعلموا ويتعلموا ويؤدوا الفرائض لله ويحمدونه.
والمساجد مكان التعارف بين المسلمين والتشاور والتواد لذ لك أمر الله عز شأنه وبتعظيمها واصطفاها لنفسه فقال: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) وقال: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالعدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) وقد ورد عن الرسول الكريم الترغيب في إقامة المساجد لذلك، ومن حرصنا على نمو الدين وتنمية كلمة الموحدين شجعنا بناء المساجد لتكون منارا لشبابنا الناشئين وهداية للمتعلمين. ونحن نفتتح اليوم هذا الجامع التاريخي جامع قابوس بنزوى مدينة العلم التي اخرجت الكثير الكثير من العلماء العاملين وأئمة العلم المجاهدين، كما ضمت في ترابها صفوة من الأولياء والعلماء والأئمة المرضيين، وقد صادف افتتاح هذا الصرح الديني ونحن في أول القرن الخامس عشر والإسلام فيه بين مد وجزر يصارع الأهواء الواهية ويكافح الشيوعية الملحدة التي هي فكرة غير طبيعية ينبذها العقل السليم ويشجبها الدين القويم ولا تتقبلها الفطرة لأنها مخالفة للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها لذلك فإن هذه الشيوعية الملحدة لما أخفقت في هدم كيان العالم بالاغراء والتضليل والتدنيس والتدجيل عمدت إلى منطق القوة المسلحة فتحسست مكان الضعف في كل أنحاء العالم فانقضت عليها بكل قواها ولا زالت الشيوعية اذا ما أحست ضعفا من جهة ما ستنقض على ذلك الشعب بكل شراسة وكل وحشية.
أيها المسلمون.. إن الإسلام هو القوة والعزة وليس الاستلام والله يقول (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) ويقول: (فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون) والإلحاد الشيوعي لا يكفي في مقاومته الاستنكار والشجب ولاحتجاج الشديد بل لا بد من ذلك والقوة لا بد من تسخير كل الطاقات لوقف هذا الإلحاد والأهم من ذلك أن يكون الاسلام كله صخرة عاتية في وجه الإلحاد الشيوعي كما قال الله تعالى: ( ان الله يجب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) فإن أي خلل قليل ولو كلمة تساهل من بعض جهات الاسلام سيستغلها الإلحاد الشيوعي لصالحه إنني أدعو مخلصا جميع المسلمين في كل العالم أن يكونوا كما أحب الله لهم صفا واحدا وأن يوحدوا كل طاقاتهم علميا وعمليا وسياسيا وعسكريا الدرء هذا المعول الهدام معول الشيوعية التي لا تعرف معنى الانسانية .
كما أبتهل إلى الله أن يجمع كلمة الموحدين ويشد أزر المسلمين ويريهم الحق حقا ويهديهم الى اتباعه ويكشف لهم ظلمات الباطل ويعينهم على اجتنابه وأسأل الله أن يبارك في هذا الجامع وأن يتقبل منا عملنا ويجمله خالصا لوجهه تعالى اللهم كن عوننا ومعيننا لحفظ دينك القويم ونسألك اللهم أن ترعى برعايتك وتولي عنايتك بلادنا عمان وأن تحفظ سائر بلاد المسلمين وأن تمنح السلام والوئام لكل شعوب العالم لي ليعيشوا في أمن ودعة من فضلك إنك سميع مجيب.
(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم يذكرون)