بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ..والصلام والسلم على نبية الأمين,وعلى آله وصحبة أجمعين..
أعضاء المجلس الكرام..
يسرنا ونحن نفتتح باسم الله وبحمده الفتره الخامسة للمجلس الاستشاري للدولة أن نتوجه إليكم بالتحية والتهنئة ببدء هذه الفترة الجديدة, كما يسرنا أن نعبر لكم عن تقديرنا للدور الإيجابي الهام الذي يقوم مجلسكم في مسيرتنا الخيرة, وفي إطار تجربه عمانية أصيلة تأخذ بمفهوم المشاركة الفعالة بين المواطنين والحكومة لبناء بلادنا العزيزة..
إن الجهود الجادة والمخلصة التي قام بها المجلس خلال ثمانية أعوام قد أتاحت له أن يمارس مهامه في مختلف المجالات بكل الجدارة والحرص على تقديم المشورة الموضوعية مما كان له انعكاسه الواضح في إثراء جهود التنمية, وانه ليسعدنا أن نشيد بالجهد الكبير الذي بذله مجلسكم في دراسة واقتراح الوسائل الملائمة لتطوير قطاعات الزراعة والأسماك والثروة الحيوانية, وتنشيط قطاع الصناعة, إضافة الى دراسة الخطوات الازمة للحفاظ على الصناعات التقليدية والمهن اليدوية, ولما قدمه أثناء الفترة الرابعة من توصيات عملية وبناءة هــي الآن موضع اهتمام الحكومة لبرمجتها وفقا للأولويات وإدراجها ضمن خططها الإنمائية.
وتقديرا منا لدور المجلس ولما اكتسبه من خبرة وتجربة في تدارس اهتماماتنا الأساسية.. كان حرصنا على التوجية بتنظيم ندوة التعمين من خلاله, والتي عقدت في يناير الماضي وشارك فيها عدد كبير من ممثلي الوحداث الحكومية والقطاع الخاص, مما هيأ للندوة أن تساهم في ابراز مفهوم عام للتعمين, وقدم المجلس على ضوئه توصيات تدرسها الحكومة حاليا, وفي هذا الصدد فاننا نؤكد أن الأمر فيمـا يتعلق بالتعمين مازال يتطلب جهودا مستمرة من جميع أجهزة الدولة, وكافة القطاعات الأهلية, ومن المواطنين بصفة أساسية للارتفاع بنسبة التعمين في جميع مجالات العمل الى أقصى حد ممكن..
أعضاء المجلس الاستشاري للدولة..
إنكم تستهلون الفترة الجديدة لمجلسكم مع مطلع عام جديد ومبارك بمشي يئة الله تكمل بهل مسيرتنا عقدين من العمل الدؤوب ،والعطاء المخلص ،والإنجازات الخيرة والمثمرة فيجميعالمجالات ،وتتهيأ بعنونة تعالى وتوفيقة لعقد جديد يتطلب منا جميعنامزيدا من التكاتف وتضافر الجهود إنجازاتنا،ودفع عجلة التغدم لبناء عمان الحاضر والمستقبل ..
وأذ نحمد على كل ما أنعم به علينا فيما أنجزناه من مراحل أساسية للنهضة الشامله فإننا نعتزم تطوير وتحديث استراتيجية الدولة في كل أوجة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي كافة المجالات التي تهم المجتمع وتخدم الصالح العام لبلادنا وشعبنا, وذلك وفقا لرؤية شاملة ومتكاملة نسعى من خلالها لتحديد معالم الطريق إلى المستقبل , ومواصله التقدم بخطوات مدروسة, وقد أعطينا توجيهاتنا للحكومة للبدء في دراسة هذه الاستراتيجية ووضع إطارها العام لتكون الأساس المعتمد لبرامج وخطط بعيدة المدى تهدف الى تطوير مستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي للبلاد بما يحقق طموحات هذا الجيل ويأخذ بعين الاعتبار مستقبل الأجيال القادمة..
وفي الوقت الذي تعكف أجهزة الدولة على دراسة الخطة الخمسية الرابعة التي سيبدأ تنفيذها في العام القادم بمشيئة الله فان هذه الدراسة تتم في ضوء اهتمامنا بالاستمرار في تنمية موارد الثروة الزراعية والسمكية والحيوانية, وتطوير نطام تسويق المنتجات الزراعية إضافة الى تطوير الصناعات الأساسية التي تتميز بأهميتها للسوق المحلية , فضلا بالاستمرار في تحقيق المعدلات المناسبة للنمو في مختلف القطاعات, وتحسين مستوى الخدمات, وتنمية المناطق, ولقد أمرنا بدراسة المطتلبات الضرورية للمناطق التي ما تزال بحاجة ماسة إلى مشاريع جديدة للخدمات وذلك لإدراجها ضمن الخطة..
وحرصا منا على توجيه مزيد من العناية للعل على تنمية موارد المياه فإنناقدأنشأوزارة تختص بهذا المجال , وذلك لما لتطوير هذه الموارد من أهمية بالغة للزراعة وتلبية احتياجات سائر المناطق من المياه لجميع الاستخدامات ,وعلى الرغم من كل ما تحقق في السنوات الماضية تقدم في إنشاء سدود التغذية الجوفية ,وصيانة وتطوير الموارد التقليدية ,وإقامة محطات لتحلية المياه فانه يتحتم باستمرار بذل المزيد من الجهود لاكتشاف مصادر جديدة وتنمية الموارد المتاحة وفقا لخطة طويلة الأجل ,مع حفز المواطنين للمشاركة في هذه الجود بالمحافظة على موارد المياه وترشيد استخدامها …
أعضاء المجلس الاستشاري للدولة :
إن الدور الذي يقوم به مجلسكم يكتسب في هذه الفترة أهمية متزايدة تلقي عليه بواجبات أكبرمن أي وقت مضى للمشاركة في تحمل أعباء ومسؤليات المرحلة الجديدة وتحقيق ما نرجوه لعماننا من تقدم ونماء..
وإذ يواصل مجلسكم جهوده تجاوبا مع ما أوضحناه لكم من اهتمامات أساسية وغيرها من المهام التي يباشرها المجلس في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية فان عليه أن يساهم في تدارس الخطوات اللازمة في الحاضر وفي المستقبل لتنمية الموارد الطبيعية بما يساعد على تطوير طاقة الاقتصاد الوطني، وإنجاز مشاريع جديدة تعود على بلادنا وشعبنا بكل الخير, كما يتوجب على المجلس أن يولي مزيدا من الاهتمام لاقتراح الوسائل الملائمة لتدريب وإعداد القوى البشرية العمانية للاعتماد عليها في جميع القطاعات, فضلا عما يجب أن يقوم به المجلس للمساهمة في إيجاد الحلول لأية معوقات تحد من كفاءة الأداء في مختلف مرافق الخدمات, وأن يوصي بما يراه ضروريا لتحسين الخدمات التي تقدم للمواطنيـن.. وفي نفس الوقت فان على مجلسكم أن يحرص دائما على استقصاء المتطلبات الأكثر أهمية وحيوية لتنمية المناطق, وأن يحرص كذلك على المشاركة في ترسيخ وعي المواطنين بأهداف التنمية, ومهامها, وأولويات ,والجهود التي تبذل لتنفيذها , لما لذلك من أهمية لمساعدة المواطنين على تحديد الاحتياجات والمتطلبات الضرورية لمناطقهم, وتعميق الترابط بين المواطنين والحكومة لإنجاز ما نحن بصدده من جهود لتوسيع آفاق النماء في بلادنا ..
واننا لنأمل أن يقدم المجلس من خلال هذا كله مقترحاته ومشورته للحكومة بالمستوى الذي يساعد على تحقيق أهدافنا للنمو الاقتصادي والرخاء الاجتماعي…
وإلى الله تعالى نتوجة بالدعاء أن يبارك مسيرتنا ويوفقنا وإياكم لكل ما فيه الخيــر…
والسلام عليكم ورحمة اللعه وبركاتــة ,,,