بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله الذي له ما في السموات وما في الارض وهو على كل شيء قديــر..
أعضاء المجلس الكــرام..
أنه ليسرنا نحييكم في مستهل الفترة الثالثة للمجلس الاستشاري للدولة وأن نعرب لكم عن تقديرنا لما قدمة مجلسكم خلال فترتة الثانية من جهود أسهمت في دعم مسيرة التنمية وإيجاد الحلول المناسبة لتوفير احتياجات بعض المناطق من المشاريع الإنمائية فضلا عن اهتمامه ببحث إمكانية وضع برامج بعيدة المدى لتطوير بعض القطاعات الإنتاجية وتحسين مستوى الأداء في مرافق الخدمات , وذلك كله من خلال دراسات موضوعية جادة أجراها المجلس وتوصل في ضوئها إلى مقترحات وتوصيات بناءة ومفيدة أوليناها عناية تامة واعتمدناها للتنفيذ اطلاقا من حرصنا على تمكين المجلس من الاسهام برأيه ومشورته ليس في إنجاز الخطط المعتمدة فحسب ولكن أيضا في التخطيط لبرامج جديدة تلبي الاحتياجات الأكثر أهمية وتساعد على توسيع آفاق التنمية لتشمل بالخير والرخاء كل ربوع البلاد…
إننا نتابع بمزيد من الاهتمام كل هذا النشاط الذي يستمد جذوره من تقاليدنا العمانية الأصيلة في العمل بكل الاخلاص والتعاون لخدمة الصالح العام للوطن والمواطن, وأننا لنبارك الحوار الإيجابي الذي يجري ضمن هذا الإطار بين أعضاء المجلس والوزراء والمسؤولين عن قطاعات التنمية باعتباره ظاهرة صحية تعكس نضج التجربة كما تعكس حرص المجلس على مشاركة الحكومة اهتمامها بمعالجة قضايانا الأساسية وهو أمر جدير بالتشجيع، ومن هنا كان حرصنا الدائم على توجيه كل العناية والرعاية لهذا التنسيق ليؤدي إلى توسيع نطاق المشاركة وتضافر الجهود أكثر فأكثر لإنجاز مهامنا الوطنية في سائر ميادين التنمية وتحقيق ما نرجوه لبلادنا وشعبنا من تطوير وازدهار..
أعضاء المجلس الاستشاري للدولة..
لقد جاءت إنجازاتنا خلال العام الماضي استكمالا ناجحا وموقفا لخطتنا الخمسية الثانية وتتويجا للمرحلة الأساسية من مسيرتنا الوطنية الظافرة, واننا لنحمد الله تعالى على كل ما أحاطنا به من نعم الخير وما أمدنا به جلت قدرته من عون وتوفيق في كل ما تحقق لبلادنا خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية من إنجازات أرسينا بها قاعدة البناء للدولة العصرية وحققنا طموحات كثيرة كانت تبدو في الماضي القريب أمرا بعيد المنال , وقد جاء احتفالنا بعيدنا الوطني الخامس عشر تعبيرا عن مشاعر وطنية جياشة فاضت بها قلوب شعبنا فرحة واعتزازا بثمرة عملة ونهضتة الشاملة التي أعادت لعمان المكانة الائقة بها وبتراثها الحضاري العظيم…
لقد كانت مشاركة الدول الشقيقة والصديقة في احتفالاتنا ممثلة بقادتها وكبار الشخصيات فيها انعكاسا صادقا للروابط القائمة بين شعبنا وشعوب هذه الدول ورمزا لروح الصداقة والتعاول التي تعزز علاقتنا بالعالم الخارجي على كافة المستويات..
وفي الوقت الذي سعدت بلادنا خلال نوفمبر الماضي بعيدها الوطني فإنها سعدت كذلك بمناسبة بالغة الأهمية حيت شهدت انعقاد القمة الخليجية السادسة بين ربوعها مما أتاح لنا ولشعبنا فرصة طيبة للتعبير عن تقديرنا لإخواننا قادة مجلس التعاون واعتزازنا بأواصر الأخوة التي تجمع بين شعوبنا وتوحد جهودها في إطار مسيرة التعاون وتجربتة الرائدة, كما أتيح لهذه القمة أن وتحقق من النتائج ما نعتبره كسبا كبيرا وعلامة بارزة ليس على صعيد توطيد التعاون والتقارب فحسب ولكن أيضا على صعيد العمل الجماعي من أجل تأمين الاستقرار لشعوبنا وتعزيز موقفنا الموحد في مواجهة التحديات والأخطار.
وأنه لا يسعنا اليوم في صدد سياستنا الخارجية إلا أن نؤكد مجددا حرصنا على القيام بواجبنا كاملا في نطاق أسرتنا الخليجية وأمتنا العربية الإسلامية والمجتمع الدولي لخدمة أهداف السلام وللاستقرار والتعاون.
الأعضاء الكرام..
إننا إذ نبدأ بعون الله مرحلة اخرى في مسيرة الخير والنماء فإن علينا أن نبذل جهودا حثيثة لتدعم نهضتنا وتطوير إنجازاتها وتكثيف سعينا الدؤوب لبناء قدرتنا الذاتية وذلك ضمن خططنا المستقبلية التي نعتزم الأخذ فيها بسياسة توجه التركيز والاهتمام لتنمية مواردنا الاقتصادية بما يجفف الاعتمام على النفظ ويساهم في مواجهة تقلبات السوق النفطية وسلبيات الركود الاقتصادي العالمي لتتوفر لاقتصادنا الوطني وباستمرار القدرة على إنجاز مشاريع جديدة تحمل إلى شعبنا المزيد من الخير والرخاء, وعلينا في ذات الوقت أن نضع أولويات لما يجب اتجاذه من خطوات جديدة لتنمية مختلف المناطق وتلبية احتياجاتها الضرورية في مجالات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وغيرها من الخدمات والمشاريع الحيوية إضافة الى ما يجب القيام به من جهود لإعداد وتدريب الكوادر والكفاءت الوطنية بالقدر الذي يفي باحتياجاتنا منها في مختلف المجالات.
وإنه ليتوجب على مجلسكم خلال فتلاتة الثالثة أن يقوم بدور أكبر للاسهام والمشاركة في كل ما أشرنا إليه من مجالات وبالمستوى الذي يقدم العون للحكومة في وضع وإنجاز خططها وبرامجها الانمائية وفي أيجاد الحلول الواقعية لما قد يكون هناك من مشاكل أو معوقات إضافة الى اقتراح الوسائل المناسبة التي تزيد من كفاءة جهود التنمية في تحقيق أفضل المعدلات الممكنة للتطور الاقتصادي والاجتماعي وتلبية الأساسية للمواطنين في كافة المناطق.
أعضاء المجلس الاستشاري للدولــة…
إنكم إذ تبدأون أعمال الفترة الثالثة وتحملون أمانة الواجب الموكل إليكم لإبداء الرأى والمشورة فيما الوطن والمواطن .. فإننا نوليكم كل الثقة لأداء هذا الواجب بكل جدية وإخلاص والإسهام بكل ما لديكم من قدرة على العمل والعطاء في تحقيق ما نصبو إليه جميعا من رقي ورقعة لعماننا الحبيبة.
والله تعالى نسأل أن يوفقنا وإياكم لكل ما فيه الخير والصلاح.. إنه ولي التوفيق…
والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاتة،،،