بسم الله الرحمن الرحيم
أعضاء المجلس الكرام..
يسعدنا أن نلتقي بكم اليوم بمناسبة بدء الفترة الثانية للمجلس الاستشاري للدولة، كما يسعدنا أن نستهل حديثنا بالتأكيد على أهمية دوره في جهود البناء والتنمية وفي تحقيق ما نرجوه لبلادنا من خير وازدهار.
لقد بذل المجلس منذ افتتاحه وعلى مدى عامين نشاطا ملموسا في تناوله لمجالات اقتصادية واجتماعية عديدة.. واظهر حرصا على التوصل إلى مقترحات مفيدة تساهم في دعم الجهود الانمائية القائمة في كل من هذه المجالات.. وتقديرا منا لهذا النشاط ولأهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والأهلي، فقد أصدرنا أوامرنا إلى الوزراء المعنيين للادلاء ببياناتهم في دورات انعقاد المجلس، وايضاح طبيعة الجهود التي تقوم بها وزاراتهم والتي تعتزم القيام بها في إطار خططنا الانمائية لتبادل الآراء حولها من خلال نقاش موضوعي هادف يخدم المصلحة العامة ويساعد على اقتراح الحلول الواقعية لأية مشاكل أو معوقات تواجه العمل القائم في مختلف ميادين التنمية.. ومن خلال هذا كله.. واستنادا إلى الدراسات التي أجراها المجلس لبعض القطاعات أتيح له أن يتوصل إلى مقترحات تضمنت كثيرا من التوصيات الايجابية التي اعتمدناها وأعطينا توجيهاتنا للجهات الحكومية لدراسة أنسب الوسائل لتنفيذها.
أعضاء المجلس الكرام..
إننا إذ نشعر بالرضا إزاء الايجابيات التي أبرزتها تجربة المجلس في العامين الماضيين، فان ما اعتمدناه مع بداية الفترة الثانية من زيادة عدد الأعضاء الممثلين للقطاع الأهلي عما كان عليه الحال في الفترة الاولى واختيار أعضاء جدد، فضلا عما تم إقراره من زيادة أوجه التنسيق بين المجلس والحكومة، إنما يعبر عن رغبتنا في إعطاء مجال أوسع لمشاركة المواطنين في نشاط المجلس، وفيما يقدمه من رأي ومشورة، كما يعبر عن اهتمامنا بتطوير وتعميق التعاون القائم بين المجلس والحكومة، بما يمكنهما معا من الاضطلاع بمسؤولياتهما على نحو يعزز قدرتنا على تحقيق الأهداف المرجوة لمسيرة التنمية.. وفي ضوء هذا كله، فإننا نأمل أن يقوم مجلسكم في فترته الحالية بجهد أكبر يتناول مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية ويتدارسها بأسلوب عملي يراعي الأولويات.. ويلائم بين قدراتنا وطموحاتنا.. ويتلمس الاحتياجات الضرورية للمواطنين سواء فيما يتعلق بتوفير الخدمات لهم وتطوير أنشطتهم الإنتاجية أو فيما يتعلق بتذليل ما يكون لديهم من مشاكل أو صعوبات.
إن مجلسكم يستطيع في هذا الصدد. وفي كل ما اشرنا إليه من مجالات أن يقدم عونا كبيرا للحكومة بما يقترحه من توصيات تستند إلى دراسات موضوعية متكاملة، تلائم الواقع الذي نعيشه وتساهم في إنجاز الأهداف المعتمدة لسياستنا الانمائية.
الأعضاء الكرام..
إنه في الوقت الذي نحرص فيه على تقوية اقتصادنا في مواجهة الأوضاع الاقتصادية العالمية السائدة، فإننا نحمد الله تعالى لما أسبغه على بلادنا من نعمة الاستقرار ولما أودع أرضها من موارد وخيرات أتاحت لها الاستمرار في تنفيذ الأهداف الرئيسية للخطة الخمسية الثانية وفقا لسياسة اقتصادية واقعية أثبتت فعاليتها في إنجاز المشاريع الضرورية.. ومع أن ذلك يزيد من شعورنا بالرضا ويقوي من عزيمتنا فإنه يلقي علينا جميعا بمسؤوليات اكبر تتطلب مزيدا من التعاون وتضافر الجهود للتقدم بمسيرتنا خطوات جديدة لتحقيق مستوى الحياة الأفضل لأبناء شعبنا.
إننا إذ نوليكم ثقتنا بما أسندناه اليكم من واجب تقديم المشورة في مختلف مجالات التنمية فإننا نأمل أن تتعاونوا على أدائه بكل الصدق والاخلاص وأن تقدموا إسهاما ملموسا يثري جهود التطور على أرضنا الطيبة، وان تسترشدوا في أعمالكم بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وبالقيم والتقاليد التي توارثتها الاجيال من أبناء هذا البلد العريق وقدمت على هديها أمثلة بارزة للعطاء والتفاني في سبيل رفعته وإعلاء شأنه.
نسأل الله تعالى أن يبارك خطانا، وأن يوفق جهودنا لكل ما فيه الخير إنه سميع مجيب..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،